بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد إنتشرت بين الناس في هذا الزمان بدعة منكرة لادليل عليها ربى عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة
إذا غيرت وأنكرت لربما قال القائل بها غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا تحدث عن نفسه وقال أنا تعوذ بالله
فقال أعوذ بالله من كلمة أنا ظانا أن مجرد قوله أنا يدل على الفخر أو أنها تجر إليه أو أن وراء ذلك سنة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما اعتاد عليها من أعرض عن طلب العلم وصار يأخذ دينه وذكره لله وصفة ذلك مما اعتاده الناس غافلا عن قوله تعالى :((إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله 000)) وقوله ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )) وذلك من جنس من يكبر رافع يديه ثلاثا على الصفا والمروة ويكشف عن عاتقه الأيمن فيضطبع في السعي ويشترط على زوجه الصعود على الصفا والمروة ويستعيذ عند المثائبة ويقول أن عيد الفطر ثلاثة أيام ويقدم من على يمينه إذا دخل الباب ويقول بسم الله الرحمن الرحيم عند بدأ الطعام لا بسم الله فقط كما دلت عليه السنة والدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم 00000وكل ماتقدم من البدع المحدثة التي لادليل عليها عند التحقيق وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية كل عبادة لادليل عليها فهي ضلالة
وقال بن عمر كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة
فقولهم ذلك أعوذ بالله من كلمة أنا عند قولهم ((أنا )) من جملة البدع وذلك لما يلي :
أولا - أن أبعد الناس عن المنهيات اللفظية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون والصحابة المبشرون بالجنة ثم سائرهم ولم يثبت أن أحدا منهم اعتاد على ذلك 0
ثانيا - قد قد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا في عدة مواضع ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا وذلك عشرات المرات كما
أ خرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَنَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي 0000إلى أن قال يَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ
فقال أن ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا
وروى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا
وقالت أمنا عائشة أنا ولم تتعوذ
كما خرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ
وفي عشرات الأحاديث الأخرى
ثالثا - أن العبادة المحدثة بصفة أو عدد أوسبب أو زمان أومكان إذا وقع السبب نفسه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنعها فصنعها بعده بنفس ذلك السبب بدعة كما حققه الشوكاني رحمه الله وذلك كالإستعاذة عند المثائبة وقول أعوذ بالله من كلمة أنا والإستعاذة عند الإستشهاد في الخطب بآية والله أعلم 0
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد إنتشرت بين الناس في هذا الزمان بدعة منكرة لادليل عليها ربى عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة
إذا غيرت وأنكرت لربما قال القائل بها غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا تحدث عن نفسه وقال أنا تعوذ بالله
فقال أعوذ بالله من كلمة أنا ظانا أن مجرد قوله أنا يدل على الفخر أو أنها تجر إليه أو أن وراء ذلك سنة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما اعتاد عليها من أعرض عن طلب العلم وصار يأخذ دينه وذكره لله وصفة ذلك مما اعتاده الناس غافلا عن قوله تعالى :((إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله 000)) وقوله ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )) وذلك من جنس من يكبر رافع يديه ثلاثا على الصفا والمروة ويكشف عن عاتقه الأيمن فيضطبع في السعي ويشترط على زوجه الصعود على الصفا والمروة ويستعيذ عند المثائبة ويقول أن عيد الفطر ثلاثة أيام ويقدم من على يمينه إذا دخل الباب ويقول بسم الله الرحمن الرحيم عند بدأ الطعام لا بسم الله فقط كما دلت عليه السنة والدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم 00000وكل ماتقدم من البدع المحدثة التي لادليل عليها عند التحقيق وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية كل عبادة لادليل عليها فهي ضلالة
وقال بن عمر كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة
فقولهم ذلك أعوذ بالله من كلمة أنا عند قولهم ((أنا )) من جملة البدع وذلك لما يلي :
أولا - أن أبعد الناس عن المنهيات اللفظية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون والصحابة المبشرون بالجنة ثم سائرهم ولم يثبت أن أحدا منهم اعتاد على ذلك 0
ثانيا - قد قد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا في عدة مواضع ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا وذلك عشرات المرات كما
أ خرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَنَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي 0000إلى أن قال يَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ
فقال أن ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا
وروى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا
وقالت أمنا عائشة أنا ولم تتعوذ
كما خرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ
وفي عشرات الأحاديث الأخرى
ثالثا - أن العبادة المحدثة بصفة أو عدد أوسبب أو زمان أومكان إذا وقع السبب نفسه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنعها فصنعها بعده بنفس ذلك السبب بدعة كما حققه الشوكاني رحمه الله وذلك كالإستعاذة عند المثائبة وقول أعوذ بالله من كلمة أنا والإستعاذة عند الإستشهاد في الخطب بآية والله أعلم 0
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com