بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة عبر الهاتف مع السلفيين في أندونيسيا للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
الرابط من موقع الشيخ: http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=48&gid=
وتفريغ المكالمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: فأرجو أن يكون هذا اللقاء مع أبنائنا وإخواننا لقاء مباركًا يستفيد منه الجميع.
وأول ما أبدأ به: أن أوصي نفسي والحاضرين جميعًا بتقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته في كل حال من الأحوال في الأقوال والأعمال.
وثانيا: أوصيهم بالإخلاص لله رب العالمين في كل عمل فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل الأعمال إلا إذا توفر فيها الإخلاص لله تبارك تعالى والمتابعة لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة وهذا أمر لا بد منه وهو أمر يشتد على النفوس وقد ذكر كثير من السلف من ضعف الإخلاص وشدته على النفس فيجب على المسلم أن يراقب الله في كل قول وعمل وأن يقصد الله ويبتغي وجه الله تبارك وتعالى في كل عمل يتقرب به إلى الله عز وجل.
وثالثا: أحث نفسي وإياهم على طلب العلم فإننا لا نستطيع أن نعرف الله بأسمائه وصفاته ولا نعرف حقه إلا إذا تعلمنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من عقائد صحيحة ومناهج سليمة.
وفي طليعة العلم الذي يجب أن نعتني به علم العقائد الاعتقاد في الله بأسمائه وصفاته وربوبيته سبحانه وتعالى وكونه خالقا لهذا الكون ومدبرا له ومهيمنا عليه وأنه لا يتحرك في هذا الكون شيء إلا بإرادته ومشيئته سبحانه وتعالى وهذا ينتج عنه استشعار مراقبة الله استشعارا صحيحا.
وثانيا: معرفة الله بأسمائه وصفاته الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما ثبت من اسم أو صفة لله في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب الإيمان به على الوجه الذي قام به رسول الله وصحابته الكرام من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل نؤمن بالرب بوجود هذا الوصف وهذا الاسم وأنه من أسماء الله حقيقة وأن هذا الوصف من صفات الله تبارك وتعالى نؤمن به ونثبته إثبات وجود وإثبات حقيقة لكننا نجهل الكيفية كيفية هذه الصفات التي اتصف الله بها نؤمن بها بأنها صفات كلها لله ولكننا في نفس الوقت نجهل كيفيتها كما جاء عن الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة" وهذا نقوله في كل الصفات في العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والنزول والمجيء والضحك والرضا والغضب نقول فيها أن هذه الصفات ثابتة لله تبارك وتعالى حقيقة ولا نعلم كيفياتها لأن الله أخبرنا بها وعلمنا إياها ولم يعلمنا كيفياتها وهذا هو الطريق السديد لا تحريف المعطلين وتأويل الجاهلين ولا تشبيه المشبهين وإنما الطريق الصحيح هو هذا الذي دان به الصحابة وعليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ونؤمن بأن الله تبارك وتعالى هو المعبود بحق لا يجوز أن يعبد غير الله تبارك وتعالى في حال من الأحوال لا شريك له في عبادته ولا شريك له في ملكه وليس هناك له من ظهير ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه سبحانه وتعالى فنعبد الله على أساس العلم والمعرفة بأنه هو وحده المستحق للعبادة فلا يستحقها ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهم من المخلوقين الصالحين وغير الصالحين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وكثير من الناس ضلوا في هذا الباب يعبدون غير الله ويدعون غير الله ويستغيثون بغير الله ويطوفون بالقبور ويفعلون الأفاعيل التي تهدم هذه العقيدة الصحيحة, عقيدة توحيد الله وإخلاص العبادة له فعلى المسلمين جميعا أن يتعلموا العلم الشرعي, أن يجدوا ما ذكرنا في أسماء الله وصفاته وربوبيته وأسمائه وصفاته وفي عبادته سبحانه وتعالى فنعبد الله وحده بما شرع لا بأهوائنا ولا بآرائنا فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما شرع وكان خالصا لله تبارك وتعالى.
أوصيهم بالعلم فالذي يتناول هذه الأشياء ويتناول حقوق العباد ويعرف الإنسان ما يحل له في هذه الحياة وما يحل له وكيف يتعامل مع المؤمنين وكيف يتعامل مع أعداء الله من المشركين واليهود والنصارى وكيف وكيف على الطرق التي بينها الشارع عليه الصلاة والسلام في تعامله مع أعداؤه وتعامله مع أولياؤه عليه الصلاة والسلام العلم النافع هو الذي نعرف به هذه الأشياء العلم المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نقبل من كلام البشر في أمر عقيدتنا وديننا ومنهجنا إلا ما كان منبثقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العصمة ليست إلا للرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وما جاءوا به فلا يتسرب إلينا جهل ولا خطأ وزلل وأن أقوال البشر وأفعالهم -بعد الأنبياء- فهي عرضة للخطأ والنسيان والجهل وما شاكل ذلك نحترم العلماء ولكننا نزن أقوالهم وأعمالهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وافق منها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبلناه وعلى الرأس والعين وما خالف ذلك رددناه مع احترامنا للعلماء كما قال الإمام مالك وغيره: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم", لماذا لأن الله تبارك وتعالى عصمه في كل ما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى من الكتاب والحكمة فإن الكتاب من عند الله تبارك وتعالى والحكمة وهي السنة من عند الله عز وجل (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) أما غيره فمعرض للخطأ ومعرض للصواب ومعرض للنسيان ومعرض للوقوع في الجهل والكمال لله والكمال لرسله عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون فيما يبلغون عن ربهم تبارك وتعالى أما غيرهم فلم يعصم هذا بإجماع علماء السنة رحمة الله عليهم بخلاف الروافض وأمثالهم فإن يقبلون أقوال غير الرسل ويعتقدون فيهم العصمة وهذا هو الضلال المبين ومن هنا ذهبوا في مشاكل لا نهاية لها لأنهم أعطوا حق التشريع لغير الله وأضفوا عليهم صفات العصمة وهذا هو الضلال والصوفية قريبون من هؤلاء وما يقول العصمة وإنما يقولون الأولياء محفوظون ويتقبلون أقوالهم وما ينقل عنهم من أكاذيب وأساطير يتقبلونها مسلمات وكثير منها مكذوب على هؤلاء الصالحين وكثير منها من الأهوال والأعمال والكرامات وما شاكل ذلك لماذا لأنك ستجد الموازين الصحيحة؛ نقضوا الموازين الصحيحة التي يزن بها الأقوال والأعمال من البشر والميزان كما سبق هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأقوال الناس وأفعالهم وأحكامهم وتصرفاتهم فمن حكم كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في عقيدته ومنهجه وفي عقائد الناس ومناهجهم وأقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم كان على السداد وكان على النهج الذي يريده الله تبارك وتعالى (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) لماذا من حق هذا الرسول أن الله إئتمنه على رسالته وعصمه من الضلال حاشاه صلى الله عليه وسلم وعصمه من الخطأ في التدبير وأن غيره لا ولهذا يحذر الله من مخالفة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فهذه عاقبة من يخالف الرسول عليه الصلاة والسلام وليس عنده حذر من مخالفته أن يصاب بالفتنة والفتنة لعلها الشرك والعياذ بالله لعله إذا خالف الرسول وقع في قلبه شيء من الزيغ عياذا بالله كما قال هذا أو نحوه الإمام أحمد رحمه الله وقد عارض بعض التابعين عبد الله بن عباس في قضية المتعة وكان يقول قال رسول الله, قال رسول فقالوا قال أبو بكر وعمر, قال يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر فهذا ابن عباس لم يرضى معارضة الرسول بأبي بكر وعمر وهما من هما علما وتقوى وورعا واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهديا وجلا على هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يقول ابن عباس هذا القول القوي فما بالك بمن يعارض كتاب الله وسنة رسول الله بأقوال بعض العلماء أو أقوال الجاهلين مع الأسف الشديد وبأقوال الخرافيين والمبتدعيين والضالين ونعوذ بالله من الأهواء (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ) فنعوذ بالله من الهوى ونعوذ بالله من الضلال ونسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إلى الحق والخير إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة عبر الهاتف مع السلفيين في أندونيسيا للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
الرابط من موقع الشيخ: http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=48&gid=
وتفريغ المكالمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: فأرجو أن يكون هذا اللقاء مع أبنائنا وإخواننا لقاء مباركًا يستفيد منه الجميع.
وأول ما أبدأ به: أن أوصي نفسي والحاضرين جميعًا بتقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته في كل حال من الأحوال في الأقوال والأعمال.
وثانيا: أوصيهم بالإخلاص لله رب العالمين في كل عمل فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل الأعمال إلا إذا توفر فيها الإخلاص لله تبارك تعالى والمتابعة لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة وهذا أمر لا بد منه وهو أمر يشتد على النفوس وقد ذكر كثير من السلف من ضعف الإخلاص وشدته على النفس فيجب على المسلم أن يراقب الله في كل قول وعمل وأن يقصد الله ويبتغي وجه الله تبارك وتعالى في كل عمل يتقرب به إلى الله عز وجل.
وثالثا: أحث نفسي وإياهم على طلب العلم فإننا لا نستطيع أن نعرف الله بأسمائه وصفاته ولا نعرف حقه إلا إذا تعلمنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من عقائد صحيحة ومناهج سليمة.
وفي طليعة العلم الذي يجب أن نعتني به علم العقائد الاعتقاد في الله بأسمائه وصفاته وربوبيته سبحانه وتعالى وكونه خالقا لهذا الكون ومدبرا له ومهيمنا عليه وأنه لا يتحرك في هذا الكون شيء إلا بإرادته ومشيئته سبحانه وتعالى وهذا ينتج عنه استشعار مراقبة الله استشعارا صحيحا.
وثانيا: معرفة الله بأسمائه وصفاته الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما ثبت من اسم أو صفة لله في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب الإيمان به على الوجه الذي قام به رسول الله وصحابته الكرام من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل نؤمن بالرب بوجود هذا الوصف وهذا الاسم وأنه من أسماء الله حقيقة وأن هذا الوصف من صفات الله تبارك وتعالى نؤمن به ونثبته إثبات وجود وإثبات حقيقة لكننا نجهل الكيفية كيفية هذه الصفات التي اتصف الله بها نؤمن بها بأنها صفات كلها لله ولكننا في نفس الوقت نجهل كيفيتها كما جاء عن الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة" وهذا نقوله في كل الصفات في العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والنزول والمجيء والضحك والرضا والغضب نقول فيها أن هذه الصفات ثابتة لله تبارك وتعالى حقيقة ولا نعلم كيفياتها لأن الله أخبرنا بها وعلمنا إياها ولم يعلمنا كيفياتها وهذا هو الطريق السديد لا تحريف المعطلين وتأويل الجاهلين ولا تشبيه المشبهين وإنما الطريق الصحيح هو هذا الذي دان به الصحابة وعليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ونؤمن بأن الله تبارك وتعالى هو المعبود بحق لا يجوز أن يعبد غير الله تبارك وتعالى في حال من الأحوال لا شريك له في عبادته ولا شريك له في ملكه وليس هناك له من ظهير ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه سبحانه وتعالى فنعبد الله على أساس العلم والمعرفة بأنه هو وحده المستحق للعبادة فلا يستحقها ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهم من المخلوقين الصالحين وغير الصالحين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وكثير من الناس ضلوا في هذا الباب يعبدون غير الله ويدعون غير الله ويستغيثون بغير الله ويطوفون بالقبور ويفعلون الأفاعيل التي تهدم هذه العقيدة الصحيحة, عقيدة توحيد الله وإخلاص العبادة له فعلى المسلمين جميعا أن يتعلموا العلم الشرعي, أن يجدوا ما ذكرنا في أسماء الله وصفاته وربوبيته وأسمائه وصفاته وفي عبادته سبحانه وتعالى فنعبد الله وحده بما شرع لا بأهوائنا ولا بآرائنا فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما شرع وكان خالصا لله تبارك وتعالى.
أوصيهم بالعلم فالذي يتناول هذه الأشياء ويتناول حقوق العباد ويعرف الإنسان ما يحل له في هذه الحياة وما يحل له وكيف يتعامل مع المؤمنين وكيف يتعامل مع أعداء الله من المشركين واليهود والنصارى وكيف وكيف على الطرق التي بينها الشارع عليه الصلاة والسلام في تعامله مع أعداؤه وتعامله مع أولياؤه عليه الصلاة والسلام العلم النافع هو الذي نعرف به هذه الأشياء العلم المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نقبل من كلام البشر في أمر عقيدتنا وديننا ومنهجنا إلا ما كان منبثقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العصمة ليست إلا للرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وما جاءوا به فلا يتسرب إلينا جهل ولا خطأ وزلل وأن أقوال البشر وأفعالهم -بعد الأنبياء- فهي عرضة للخطأ والنسيان والجهل وما شاكل ذلك نحترم العلماء ولكننا نزن أقوالهم وأعمالهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وافق منها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبلناه وعلى الرأس والعين وما خالف ذلك رددناه مع احترامنا للعلماء كما قال الإمام مالك وغيره: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم", لماذا لأن الله تبارك وتعالى عصمه في كل ما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى من الكتاب والحكمة فإن الكتاب من عند الله تبارك وتعالى والحكمة وهي السنة من عند الله عز وجل (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) أما غيره فمعرض للخطأ ومعرض للصواب ومعرض للنسيان ومعرض للوقوع في الجهل والكمال لله والكمال لرسله عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون فيما يبلغون عن ربهم تبارك وتعالى أما غيرهم فلم يعصم هذا بإجماع علماء السنة رحمة الله عليهم بخلاف الروافض وأمثالهم فإن يقبلون أقوال غير الرسل ويعتقدون فيهم العصمة وهذا هو الضلال المبين ومن هنا ذهبوا في مشاكل لا نهاية لها لأنهم أعطوا حق التشريع لغير الله وأضفوا عليهم صفات العصمة وهذا هو الضلال والصوفية قريبون من هؤلاء وما يقول العصمة وإنما يقولون الأولياء محفوظون ويتقبلون أقوالهم وما ينقل عنهم من أكاذيب وأساطير يتقبلونها مسلمات وكثير منها مكذوب على هؤلاء الصالحين وكثير منها من الأهوال والأعمال والكرامات وما شاكل ذلك لماذا لأنك ستجد الموازين الصحيحة؛ نقضوا الموازين الصحيحة التي يزن بها الأقوال والأعمال من البشر والميزان كما سبق هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأقوال الناس وأفعالهم وأحكامهم وتصرفاتهم فمن حكم كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في عقيدته ومنهجه وفي عقائد الناس ومناهجهم وأقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم كان على السداد وكان على النهج الذي يريده الله تبارك وتعالى (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) لماذا من حق هذا الرسول أن الله إئتمنه على رسالته وعصمه من الضلال حاشاه صلى الله عليه وسلم وعصمه من الخطأ في التدبير وأن غيره لا ولهذا يحذر الله من مخالفة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فهذه عاقبة من يخالف الرسول عليه الصلاة والسلام وليس عنده حذر من مخالفته أن يصاب بالفتنة والفتنة لعلها الشرك والعياذ بالله لعله إذا خالف الرسول وقع في قلبه شيء من الزيغ عياذا بالله كما قال هذا أو نحوه الإمام أحمد رحمه الله وقد عارض بعض التابعين عبد الله بن عباس في قضية المتعة وكان يقول قال رسول الله, قال رسول فقالوا قال أبو بكر وعمر, قال يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر فهذا ابن عباس لم يرضى معارضة الرسول بأبي بكر وعمر وهما من هما علما وتقوى وورعا واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهديا وجلا على هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يقول ابن عباس هذا القول القوي فما بالك بمن يعارض كتاب الله وسنة رسول الله بأقوال بعض العلماء أو أقوال الجاهلين مع الأسف الشديد وبأقوال الخرافيين والمبتدعيين والضالين ونعوذ بالله من الأهواء (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ) فنعوذ بالله من الهوى ونعوذ بالله من الضلال ونسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إلى الحق والخير إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قام بتفريغه أبو فارس السلفي
قبل ظهر 15-جمادى الآخر 1429 هـ 18-6-2008