لبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله في موضوع جديد منقول من بعض علماء الجد و التجديد ألا و هو الشيخ العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله ـ ، فقط ظفرت برسالة له في الأداب ألا و هي ...... جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب .......
فوجدت فيه ادب من الآداب ألفيته جميلا لما نعيشه ... ألا و هو : ـــ ادب التجارة ـــ لما نرااه الآن من عدم المعاملة الجيدة التي تعطي نظرة للإسلام و المسلمين لأنه كما نعلم أن الدين معاملة فمن المعاملة تعرف الشخص معرفة كلية إن صح التقدير ، لكن ما نراه الآن هو عكس ما كان في تجارنا السابقين العالمين بآداب التجارة و أخلاق التجارة و المعاملة الإسلامية الصحيحة لكن تغير ما نراه الآن هو إلا ربح و مرابحة سواء بالحلال أو الحرام المهم اسمه تاجر و ما يربه هو مال أما ما يقديه من فقه و أدب و غيرها فلا دخل لها ـ فنسأل الله العفو و العافية ـ
فنتطرق الآن إلى ما نقلناه من كتاب الشيخ رحمه الله ـ
أداب التجارة
** للتجارة آداب يجب مراعاتها ، و ذلك لاستجلاب قلوب الناس و بث المحبة في ضمائرهم ، فإن قوام المصالح بالمحبة ، و درء الإحن { الحقد} مهما امكن .
* و متى تولدت الشحناء و البغضاء في قوم وقفت حركتهم ، و ساد السكون على مصالحهم ، و نشأت مفاسد اخرى
*** لهذا وجب التمسك بآدابها ؛ و من الآداب المهمة بالإجمال ** :
* العدل في معاملة الناس بأن يجتنب مضرتهم ، و يحب لهم ما يجب لنفسه ، فكل ما يعامل به و يشق عليه ينبغي أن لا يعامل غيره به ، فعليه اذا أن لا يثني على السلعة [ البضائع النتجر بها ] بما ليس فيها ، و أن لا يكتم من عيبها شيئا أصلا ، و أن لا يكتم من وزنها مقدارها شيئا ، لأن ذلك كب و تلبيس و ظلم و خيانة و دناء و إسقاط مروءة ، و أكل لأموال الناس بالباطل .
* و عليه أن يحسم في المعاملة و يتساهل فيها ، و ان يتقاضى دينه برفق ، و أن يحط منه لفقير ، و أن يقبل من يستقيله ـ أي : يرضى برد بضاعته عليه إذا لم يرضها المشتري ـ
* و من وصية حكيم لابن له تاجر :
يا بني ، إذا انتبهت من نومك ، و عملت بما أمرتك به العلماء ، و صليت الواجب عليك ، و مضيت متوجها إلى دكانك لطلب المعاش ، و فتحت الدكان: فسم الله تعالى ، فإذا انتصبت في مكانك فأخرج الميزان ، و امسح كفتيها مما علاها من الوسخ ، و حررها ليكون صحيحا ن و امسح السنجات { ما يوزن به كالرطل و الأوقية } ن و اعتبرها كل رأس كل شهر { أي اختبر وزنها } ، و إن كان كل أسبوع كان أصلح ، فإذا جائك إنسان فأكرمه على حسب مقداره ، بل أزيده ن و أكظم غيضك ، و غض بصرك عن جارك ، و اقنع في كسبك ، و اقتصد في نفقتك ، و بادر بالصحة ، و شرِّق نفسك عن الأندلاق { الإندفاع و التذلل } على الزبون { المشتري ن الزبون كلمة مودلة كما في كتاب المعجمالوسيط ، و الولد هو اللفظ الذي استعملته الناس قديما في عصر الرواية } ، فإنه يستنذلك { يحتقرك } ، و اتكل على الله ، فما كان لك سيصلك ، و لا تتهاون في طلب الرزق ، و لا تكثر منه ، فإن الإهمال يوجب الفقر ، و الإكثار يوجب الـــــذلة و التـــعب ، و لتخرج من بيتك و أهلك راضون عندك داعون لك ، و لا تُعاد احدا من خلق الله ، و إن اتفق بغير اختبارك معادات أحد فتلافاه ، و دار بمالك عنه و انت تعلم ،و سَالم الأيام و الناس تسْلم ، و لا تمدن عينيك إلى النساء و إن نظرت فلا تفكر ، ، و لا تضحك في وجوههن فيطمعن و يتوهمن أمرا آخر و أنت برىء منه ، و خالط الأخيار تدعى خيرا ، و تكتسب من حركاتهم ، و لا تخالط الأشرار فتتعلم منهم كما قيل :
و قارن إذا قـرانت حراً فإنما *** يَزين و يزري بالفتى قرناؤه
و اجعل القرناء غلمانك بالعطاء ، و أصدقاءك بالهدية ، و أقاربك بالتودد ، و لا تكثر الكلام في البيع و الشراء ، و زن كلامك قبل أن يخرج من فيك ن و افتقد الأوعية و الدكان في كل شهر مرة أو مرتين إن قدرت ، فإن أفتقاد التاجر دكانه كمطالعة العالم كتاتبه ، فكما أن المطالعة تذكر الإنسان بما سها عنه ، كذلك اللإتقاد يظهر الإنسان حاجة كانت غائبة عنه أو فساد شيئ فيصلحه .
* و أهم ما يوصى به التاجر يأكد عليه هو : هو اجتناب الغش و يكفي في كونه معصية كبيرة ، حديث { من غشنا فليس منا } ، أما أضراره السيئة فلا تحصى .
* جاء في {{ الدروس الحكمية }} ما نصه : إن الغش الذميم مرض ينهك قوى المجتمعات ، و يذهب بحباة الشعوب ، و ذلك ان من غش ببخس الوزن او تغيير الصنف بأدنى منه ، أو دفع الثمن نقودا زائفةً ، فقط تعتمد تنقيص العِواض المستحق قبله ، و من تعمد ذلك فهو ظالم غاش ، بل سارق محتال ، و ربما كان أضل و أشقى ن فإن مرتكب جناية السرقة قد يدفعه فقر و حاجة ، واك مرتكب جنابة لم يدفعه إليها سوي طمع النفس و حبها للظلم ، فكان أظلم و أحق بالملامة و الم ، عمله هادم لأعظم ركن من أركان الإجتماع الدمني و هو الثقة التي يتوقف عليها نظام سير المعاملات الدنيوبة ، و بفقدها وقوف دولاب التجارة ، فتبور الصنائع ، و تقل المكاسب ، فيحتال الناس على أسباب المعيشية ، و يتهالكون على تحصيل القوت من غير طرقه الشرعية ، فتفسد أخلاق الأمة ، و تنحط لقلة العمل مداركها ، و ينتهي ذلك إلى بضعة قوتها و تقريق مجتمعها ، فالمقدم على الغش بضر بأبناء جنسه بما شرحنا ، و بنفسه أيضا ، لأن ثروة الفرد في كل مجتمع إنما ترتبط بثروة الباقين ، ، فمتى قلت الثروة عند المجموع فإنما طبعا عند الفرد .
** و أحسن دواءه له : محاسبة نفسه في معاملته مع الناس ، و مراقبته لله تعالى في ذلك بحيث يكون له من نفسه داع يدعوه إلى تقوى الله ، و معاملة خلفة بالعدل
تم بحمد الله و حفظه
و السلام عليكم