بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فقد قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتاب " فوائد الفوائد " ص 318 بتحقيق الشيخ علي الحلبي :
(( اذا كان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر ؛ فان كان ذلك يفضي الى المشاقة والمحادة ، وهذا أصلها ، ومنه اشتقاقها ، فإن المشاقة أن يكون في شق ومن يخالفه في شق ، والمحادة أن تكون في حد ويكون هو في حد.
ولا تستسهل هذا فان مباديه تجر الى غايته ، وقليله يدعو الى كثيره.
وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر ، فان لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها ، وليس للعبد شيء أنفع من ذلك في دنياه قبل آخرته .
وأكثر الخلق انما يكونون في الجانب الآخر ، ولا سيما اذا قويت الرغبة والرهبة ، فهناك لا تكاد تجد أحداً في الجانب الذي فيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ بل يعدّه الناس ناقص العقل سيىء الاختيار لنفسه ، وربما نسبوه الى الجنون ، وذلك من مواريث أعداء الرسل .
فانهم نسبوهم الى الجنون لما كانوا في شق وجانب والناس في شق وجانب آخر.
ولكن من وطّن نفسه على ذلك فانه يحتاج الى علم راسخ بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يكون يقيناً له لا ريب عنده فيه ، والى صبر تام على معاداة من عاداه ولومة من لامه ، ولا يتم ذلك إلا برغبة قوية في الله والدار الآخرة ، بحيث تكون الآخرة أحب اليه من الدنيا وآثر عنده منها ، ويكون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أحب اليه مما سواهما ، وليس شيء أصعب على الانسان من ذلك في مبادىء الأمر ، فإن نفسه وهواه وطبعه وشيطانه وإخوانه ومعاشريه من ذلك الجانب يدعونه الى العاجل ، فإذا خالفهم تصدوا لحربه.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
فقد قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتاب " فوائد الفوائد " ص 318 بتحقيق الشيخ علي الحلبي :
(( اذا كان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر ؛ فان كان ذلك يفضي الى المشاقة والمحادة ، وهذا أصلها ، ومنه اشتقاقها ، فإن المشاقة أن يكون في شق ومن يخالفه في شق ، والمحادة أن تكون في حد ويكون هو في حد.
ولا تستسهل هذا فان مباديه تجر الى غايته ، وقليله يدعو الى كثيره.
وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر ، فان لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها ، وليس للعبد شيء أنفع من ذلك في دنياه قبل آخرته .
وأكثر الخلق انما يكونون في الجانب الآخر ، ولا سيما اذا قويت الرغبة والرهبة ، فهناك لا تكاد تجد أحداً في الجانب الذي فيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ بل يعدّه الناس ناقص العقل سيىء الاختيار لنفسه ، وربما نسبوه الى الجنون ، وذلك من مواريث أعداء الرسل .
فانهم نسبوهم الى الجنون لما كانوا في شق وجانب والناس في شق وجانب آخر.
ولكن من وطّن نفسه على ذلك فانه يحتاج الى علم راسخ بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يكون يقيناً له لا ريب عنده فيه ، والى صبر تام على معاداة من عاداه ولومة من لامه ، ولا يتم ذلك إلا برغبة قوية في الله والدار الآخرة ، بحيث تكون الآخرة أحب اليه من الدنيا وآثر عنده منها ، ويكون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أحب اليه مما سواهما ، وليس شيء أصعب على الانسان من ذلك في مبادىء الأمر ، فإن نفسه وهواه وطبعه وشيطانه وإخوانه ومعاشريه من ذلك الجانب يدعونه الى العاجل ، فإذا خالفهم تصدوا لحربه.
فإذا صبر وثبت جاءه العون من الله ، وصار ذلك الصعب سهلاً ، وذلك الألم لذة ، فإن الرب شكور ، فلا بد أن يذيقه لذة تحيزه الى الله ورسوله ، ويريه كرامة ذلك ، فيشتد به سروره وغبطته ، ويبتهج به قلبه ، ويظفر بقوته وفرحه وسروره ، ويبقى من كان محاربا له على ذلك بين هائب له ومسالم له ومساعد وتارك ، ويقوى جنده ، ويضعف جند العدو.
ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز الى الله والرسول ، ولو كنت وحدك ؛ فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته وحفظه لك ، وإنما امتحنَ يقينك وصبرك .
وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله التجرد من الطمع والفزع ، فمتى تجردت منهما هان عليك التحيز الى الله ورسوله ، وكنت دائماً في الجانب الذي فيه الله ورسوله ، ومتى قام بك الطمع والفزع فلا تطمع في الأمر ولا تحدث نفسك به.
فان قلت : فبأي شيء أستعين على التجرد من الطمع ومن الفزع؟
قلت: بالتوحيد والتوكل والثقة بالله ، وعلمك بأنه لا يأتي بالحسنات الا هو ، ولا يذهب بالسيئات الا هو ، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء)) انتهى كلامه - رحمه الله - .
وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله التجرد من الطمع والفزع ، فمتى تجردت منهما هان عليك التحيز الى الله ورسوله ، وكنت دائماً في الجانب الذي فيه الله ورسوله ، ومتى قام بك الطمع والفزع فلا تطمع في الأمر ولا تحدث نفسك به.
فان قلت : فبأي شيء أستعين على التجرد من الطمع ومن الفزع؟
قلت: بالتوحيد والتوكل والثقة بالله ، وعلمك بأنه لا يأتي بالحسنات الا هو ، ولا يذهب بالسيئات الا هو ، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء)) انتهى كلامه - رحمه الله - .
فأسأل الله - جل وعلا - أن يجزيه خير الجزاء على هذا الكلام النفيس الذي لا يخرج إلا من فيِّ ورثة الرسل - صلة الله عليهم وسلم - منقول من موقع ملتقى السلفيين