راحة الحيران في تبيان السماع المأمور والسماع المحظور
منتقى من كـلام شيخ الإسلام
ابن تـيمـية
–رحمه الله-
الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ّله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد
منتقى من كـلام شيخ الإسلام
ابن تـيمـية
–رحمه الله-
الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ّله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد
إن أصدق الحديث كتاب الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد:
السمـاع الذي أمر الله به ورسوله :هو سماع القرآن ,كما قال تعالى <<إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سُجدا وبُكيا>> وقال تعالى <<إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا .ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا >>وقال <<وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع >>وقال <<وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا >>
وقال <<وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون >>وقال <<وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن>> وقال <<الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ,تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ,ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله >> وهذا كثير في القرآن ,وذم المعرضين عنه في مثل قوله تعالى <<وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه>>وقوله <<ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها >>وقوله <<إن شرّ الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ,ولوعلم الله فيهم خيرا لأسمعهم ,ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون >>
وشرع سماعه … وأعظم سماع شرعه في الفجرقال تعالى <<وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا >>
قال عبد الله ابن رواحه -رضي الله عنه –يمدح النبي –صلى الله عليه وسلم -:
وفيـنا رسـول الله يتلـو كتــابه
إذا انشـق معروف من الفجـر ساطع
أرانا الهـــدى بعد العمـى ,فقلوبنا
به موقنـات أن مـــا قـال واقـع
يبيـت يجـافي جنبـه عـن فراشـه
إذا استثـقـلت بالمشركـين المضـاجع
والاستماع للقرآن مستحب للمؤمنيـن ,كمـا في الصحيح أنه
وقال <<وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون >>وقال <<وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن>> وقال <<الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ,تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ,ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله >> وهذا كثير في القرآن ,وذم المعرضين عنه في مثل قوله تعالى <<وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه>>وقوله <<ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها >>وقوله <<إن شرّ الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ,ولوعلم الله فيهم خيرا لأسمعهم ,ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون >>
وشرع سماعه … وأعظم سماع شرعه في الفجرقال تعالى <<وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا >>
قال عبد الله ابن رواحه -رضي الله عنه –يمدح النبي –صلى الله عليه وسلم -:
وفيـنا رسـول الله يتلـو كتــابه
إذا انشـق معروف من الفجـر ساطع
أرانا الهـــدى بعد العمـى ,فقلوبنا
به موقنـات أن مـــا قـال واقـع
يبيـت يجـافي جنبـه عـن فراشـه
إذا استثـقـلت بالمشركـين المضـاجع
والاستماع للقرآن مستحب للمؤمنيـن ,كمـا في الصحيح أنه
صلى الله عليه وسلم ,قال لابن مسعود "اقرأ عليّ .فقلت :أقرأ عليك ,وعليك أنزل ؟فقال :إني أحب أن أسمعه من غيري .فقرأت عليه سورة النساء ,حتى قرأت قوله عزوجل<<فكيـف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا>>فقال:حسبك .فنظرت فإذا عيناه تذرفان "
وكان الصحابة –رضي الله عنهم- إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ ,والباقون يستمعون.
وهذا السماع له آثار إيمانية من المعارف القدسية ,والأحوال الكونية يطول شرحها ,وله في الجسد آثار محمودة من خشوع القلب ,ودموع العين ,واقشعرار الجلود.
وقد ذكر الله تعالى هذه الثلاثة في القرآن ,وكانت موجودة في الصحابة رضي الله عنهم .
وحدث بعدهم آثار ثلاثة : من الاضطراب والصراخ ,والإغماء أو الموت .فأنكر بعض السلف ذلك ,إما لبدعتهم ,وإما للتصنع خاصة
وجمهور السلف لاينكر ذلك إذا كان السماع شرعيا ,فإن السبب إذا لم يكن محظورا كان صاحبه معذورا ,وسببه ضعف القلب وقوة الوارد ولو لم يؤثر لكان مذموما ملوما ,كما قال تعالى :<<ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون >>
ولو أثر آثارا محمودة ,ولم يخرج عن العقل لكان أكمل.
يتبع ان شاء الله في تفصيل"السماع المحظور والخلاصة".
وكان الصحابة –رضي الله عنهم- إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ ,والباقون يستمعون.
وهذا السماع له آثار إيمانية من المعارف القدسية ,والأحوال الكونية يطول شرحها ,وله في الجسد آثار محمودة من خشوع القلب ,ودموع العين ,واقشعرار الجلود.
وقد ذكر الله تعالى هذه الثلاثة في القرآن ,وكانت موجودة في الصحابة رضي الله عنهم .
وحدث بعدهم آثار ثلاثة : من الاضطراب والصراخ ,والإغماء أو الموت .فأنكر بعض السلف ذلك ,إما لبدعتهم ,وإما للتصنع خاصة
وجمهور السلف لاينكر ذلك إذا كان السماع شرعيا ,فإن السبب إذا لم يكن محظورا كان صاحبه معذورا ,وسببه ضعف القلب وقوة الوارد ولو لم يؤثر لكان مذموما ملوما ,كما قال تعالى :<<ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون >>
ولو أثر آثارا محمودة ,ولم يخرج عن العقل لكان أكمل.
يتبع ان شاء الله في تفصيل"السماع المحظور والخلاصة".
تعليق