بيان الميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه "2"
إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم-على حين فترة من الرسل وعلى تفرق من الناس , ولايعرفون من دين الله شيئا ,بل حجة أهلها فيما اتخدوا من معبودات من دون الله ماحكاه الله عنهم :{{قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون }}الزخرف22
ومعتصمهم عند التنازع والاختلاف التحاكم الى الرجال وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان.
.فهدى الله بهذا النبي الكريم من الضلال , وبصّر به من العمى , وجمع به الشمل بعد تفرق ,وأصبح الناس يعيشون في ظل هذا الدين بنعمة صفاء العقيدة فلايعبدون إلا الله ولا يخشون إلا إيّاه ولا يحتكمون في شيء من أمور دينهم ودنياهم إلى أحد غير الله ورسوله .
.وقد كان التشريع من الله لهذه الأمة ينزل الى النبي -صلى الله عليه وسلم -عن طريق الوحيين (الكتاب والسنة),
{{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}}النجم 3-4,
ولم يقبض الله تعالى نبيه إليه إلا بعد أن أكمل له ولأمته هذا
الدين فأنزل عليه قبل وفاته بأشهر في حجة الوداع قوله :{{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }}المائدة3
.فكان كمال الدين من نعمّ الله العظيمة على هذه الأمة ولذا كانت اليهود تغبط المسلمين على هذه الآية على ماروى الشيخان :"أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر -رضي الله عنه-فقال "آية في كتابكم تقرؤونها لو نزلت علينا معشر يهود لأتخذنا ذلك اليوم عيدا قال : وأي آية قال :{{اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }}
.قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية :"أخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم-والمؤمنين أنه أكمل لهم الايمان فلا يحتاجون الى زيادة أبدا ,وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ,وقد رضيّه فلا يسخطه أبدا" تفسير ابن كثير ج2/ص12
.وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه ترك هذه الأمة على طريقة واضحة لاينحرف عنها إلا هالك فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم -قال :"...وأيّم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ,ليلها ونهارها سواء "حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ج1/ص6.
.وفي حديث العرباض -رضي الله عنه-"...لايزيغ عنها إلا هالك ".
قال بو الدرداء :"صدق والله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء "رواه ابن ماجه ج1/ص6.
.ولذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -أعظم الناس تمسكا بالشرع والوقوف عند النصوص ,لأنهم أدركوا هذه المعاني , فعرفوا أن الدين كمُل لا يحتاج إلى زيادة ,وأن الشريعة إستبانت ووضحت فلا يحتاج إلى بيان ,وإنما الأمر في التسليم والانقياد فكانوا كما وصفهم ابن مسعود رضي الله عنه :""خير هذه الأمة ,أبرها قلوبا ,وأعمقها علما,وأقلها تكلفا""جزء من أثر رواه البغوي عن ابن مسعود في شرح السنة ج1/ص214.
----------------------------
نقلته بتوفيق من الله من (مقدمة كتاب " موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع "ج1/ص7-9 للشيخ : ابراهيم الرحيلي -حفظه الله-
يتبع ان شاء الله
إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم-على حين فترة من الرسل وعلى تفرق من الناس , ولايعرفون من دين الله شيئا ,بل حجة أهلها فيما اتخدوا من معبودات من دون الله ماحكاه الله عنهم :{{قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون }}الزخرف22
ومعتصمهم عند التنازع والاختلاف التحاكم الى الرجال وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان.
.فهدى الله بهذا النبي الكريم من الضلال , وبصّر به من العمى , وجمع به الشمل بعد تفرق ,وأصبح الناس يعيشون في ظل هذا الدين بنعمة صفاء العقيدة فلايعبدون إلا الله ولا يخشون إلا إيّاه ولا يحتكمون في شيء من أمور دينهم ودنياهم إلى أحد غير الله ورسوله .
.وقد كان التشريع من الله لهذه الأمة ينزل الى النبي -صلى الله عليه وسلم -عن طريق الوحيين (الكتاب والسنة),
{{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}}النجم 3-4,
ولم يقبض الله تعالى نبيه إليه إلا بعد أن أكمل له ولأمته هذا
الدين فأنزل عليه قبل وفاته بأشهر في حجة الوداع قوله :{{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }}المائدة3
.فكان كمال الدين من نعمّ الله العظيمة على هذه الأمة ولذا كانت اليهود تغبط المسلمين على هذه الآية على ماروى الشيخان :"أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر -رضي الله عنه-فقال "آية في كتابكم تقرؤونها لو نزلت علينا معشر يهود لأتخذنا ذلك اليوم عيدا قال : وأي آية قال :{{اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }}
.قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية :"أخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم-والمؤمنين أنه أكمل لهم الايمان فلا يحتاجون الى زيادة أبدا ,وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ,وقد رضيّه فلا يسخطه أبدا" تفسير ابن كثير ج2/ص12
.وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه ترك هذه الأمة على طريقة واضحة لاينحرف عنها إلا هالك فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم -قال :"...وأيّم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ,ليلها ونهارها سواء "حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ج1/ص6.
.وفي حديث العرباض -رضي الله عنه-"...لايزيغ عنها إلا هالك ".
قال بو الدرداء :"صدق والله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء "رواه ابن ماجه ج1/ص6.
.ولذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -أعظم الناس تمسكا بالشرع والوقوف عند النصوص ,لأنهم أدركوا هذه المعاني , فعرفوا أن الدين كمُل لا يحتاج إلى زيادة ,وأن الشريعة إستبانت ووضحت فلا يحتاج إلى بيان ,وإنما الأمر في التسليم والانقياد فكانوا كما وصفهم ابن مسعود رضي الله عنه :""خير هذه الأمة ,أبرها قلوبا ,وأعمقها علما,وأقلها تكلفا""جزء من أثر رواه البغوي عن ابن مسعود في شرح السنة ج1/ص214.
----------------------------
نقلته بتوفيق من الله من (مقدمة كتاب " موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع "ج1/ص7-9 للشيخ : ابراهيم الرحيلي -حفظه الله-
يتبع ان شاء الله
تعليق