الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ّله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد
إن أصدق الحديث كتاب الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد:
إن أصدق الحديث كتاب الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد:
سورة مريم -عليها السلام -إشتملت على تفاصيل عظيمة من ذكر رحمة الله بأنبيائه وأصفياءه وأحبابه وما منّ عليهم به في الدين والدنيا والنعم الظاهرة والباطنة وما يكرمهم به من الذكر الجميل والثناء الحسن , ووصفهم بأحسن أوصافهم ونعتهم بأشرف نعوتهم , ومايكرمهم به في الآخرة من الثواب والفضل العظيم ,وذكر رحمته أيضا بأعدائه حيث عاملهم بالحلم والصفح وتصريف الآيات لعلهم يرجعون ماعظُم ما أتوا به من الشرور وعظائم الأمور ,ولذلك أكثر الله فيها من ذكر اسمه الرحمن الذي هذه آثاره , فنسأله تعالى أن يدخلنّا برحمته في عباده الصالحيـن .
وأذكر لكن أعظم نعمة ورحمة إمتن الله بها على عباده وهي واضحة جلية في الآية 65 من سورة مريم فإليكموها/***/
قوله تعالى "<< ربّ السّموات والإرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا >> مريم 65 اشتملت على أصول عظيمة :
1-على توحيد الربوبية : وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره .
2-وعلى توحيد الألوهية والعبادة :وأنه تعالى الإله المعبود , وعلى أن ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده , ولهذا أتى بإلغاء قوله " فاعبده" الدالة على السبب أي : فكما أنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقّا فاعبده.
3- ومنه الإصطبار لعبادته تعالى : وهو جهاد النفس وتمرينها وحملها على عبادة الله تعالى فيدخل في هذا أعلى أنواع الصبر وهو : الصبر على الواجبات والمستحبات , والصبر عن المحرمات والمكروهات , بل يدخل في ذلك الصبر على البليات فإن الصبر عليها وعدم تسخطها والرضا عن الله بها من أعظم العبادات الداخلة في قوله :<<واصطبر لعبادته>>.
4-واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات : عظيم النعوت جليل القدر وليس له في ذلك شيبه ولا نظير ولا سمي بل قد تفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات , ودل على هذا أكبر الأدلة على أنه الذي لاتنبغي العبادة الظاهرة والباطنة القلبية والبدنية والمالية إلا لوجهه الكريم خالصة مخلصة كما خلص له الكمال والعظمة والكبرياء والمجد والجلال .
5-ومنها بطلان الشرك عقلا ونقلا : فكيف يليق بالعاقل أن يجعل المخلوق الناقص الذي لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولانشورا ندّا لمن لا كفء له ولاسمي ولا مشابه بوجه من الوجوه فهل هذاإلا من السفه والضلال والجهل المفرط والضرر من كل الوجوه !
6-ودلت على أن الشرك قد تقرر في العقل قُبحه , وأن التوحيد قد تقرر في العقل حُسنه : فكما لاسميّ لله فلا أحسن من عبادته وإخلاص العمل له , ولا أنفع للعبد من ذلك ولا أصلح ولا أزكى.
ومن المتقرر شرعا أن الإحسان في عبادة الله تعالى الذي هو سبب كل خير عاجل وآجل بل سبب لأعلى المراتب وأكمل الثواب , هو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"""أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"""أخرجه الشيخان .فكلما حقق العبد هذا الأمر كان له نصيب وافر من العبادة بل هو أهم الأمور ,ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم -معاذ بن جبل أن يسأل الله أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته صححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 7969
وهذاأمر يقل من الخلق من يحققه ويتصف به على وجه الكمال لمشقةذلك على النفوس , فإذا امتثل العبد لأمر ربه بالإصطبار لعبادتهوحبس النفس وتوطينها على إحسان العبادة , خصوصا فقال :{{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }}طه 132.استنار قلبه بالإيمان وباشر حلاوته , فانجذب إلى عبادة الله وإخلاص العمل له ,وعلم أن هذا هو الفلاح الدايم والربح المتضاعف الذي لا خسلرة فيه فصبر نفسه قليلا ليستريح بأعظم اللذات طويلا , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ,والله ذوالفضل العظيم .
إهـ نقلته بتوفيق من الله وأسأله إلهي القبول والاخلاص من كتاب "المواهب الربانية من الآيات القرآنية .تأليف العلامة الإمام :عبد الرحمن بن ناصر السّعدي -رحمه الله تعالى.ص:37-39
--------------------------------
/***/ من كلامي أنا أم همام غفر الله لي .
وأذكر لكن أعظم نعمة ورحمة إمتن الله بها على عباده وهي واضحة جلية في الآية 65 من سورة مريم فإليكموها/***/
قوله تعالى "<< ربّ السّموات والإرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا >> مريم 65 اشتملت على أصول عظيمة :
1-على توحيد الربوبية : وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره .
2-وعلى توحيد الألوهية والعبادة :وأنه تعالى الإله المعبود , وعلى أن ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده , ولهذا أتى بإلغاء قوله " فاعبده" الدالة على السبب أي : فكما أنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقّا فاعبده.
3- ومنه الإصطبار لعبادته تعالى : وهو جهاد النفس وتمرينها وحملها على عبادة الله تعالى فيدخل في هذا أعلى أنواع الصبر وهو : الصبر على الواجبات والمستحبات , والصبر عن المحرمات والمكروهات , بل يدخل في ذلك الصبر على البليات فإن الصبر عليها وعدم تسخطها والرضا عن الله بها من أعظم العبادات الداخلة في قوله :<<واصطبر لعبادته>>.
4-واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات : عظيم النعوت جليل القدر وليس له في ذلك شيبه ولا نظير ولا سمي بل قد تفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات , ودل على هذا أكبر الأدلة على أنه الذي لاتنبغي العبادة الظاهرة والباطنة القلبية والبدنية والمالية إلا لوجهه الكريم خالصة مخلصة كما خلص له الكمال والعظمة والكبرياء والمجد والجلال .
5-ومنها بطلان الشرك عقلا ونقلا : فكيف يليق بالعاقل أن يجعل المخلوق الناقص الذي لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولانشورا ندّا لمن لا كفء له ولاسمي ولا مشابه بوجه من الوجوه فهل هذاإلا من السفه والضلال والجهل المفرط والضرر من كل الوجوه !
6-ودلت على أن الشرك قد تقرر في العقل قُبحه , وأن التوحيد قد تقرر في العقل حُسنه : فكما لاسميّ لله فلا أحسن من عبادته وإخلاص العمل له , ولا أنفع للعبد من ذلك ولا أصلح ولا أزكى.
ومن المتقرر شرعا أن الإحسان في عبادة الله تعالى الذي هو سبب كل خير عاجل وآجل بل سبب لأعلى المراتب وأكمل الثواب , هو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"""أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"""أخرجه الشيخان .فكلما حقق العبد هذا الأمر كان له نصيب وافر من العبادة بل هو أهم الأمور ,ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم -معاذ بن جبل أن يسأل الله أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته صححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 7969
وهذاأمر يقل من الخلق من يحققه ويتصف به على وجه الكمال لمشقةذلك على النفوس , فإذا امتثل العبد لأمر ربه بالإصطبار لعبادتهوحبس النفس وتوطينها على إحسان العبادة , خصوصا فقال :{{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }}طه 132.استنار قلبه بالإيمان وباشر حلاوته , فانجذب إلى عبادة الله وإخلاص العمل له ,وعلم أن هذا هو الفلاح الدايم والربح المتضاعف الذي لا خسلرة فيه فصبر نفسه قليلا ليستريح بأعظم اللذات طويلا , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ,والله ذوالفضل العظيم .
إهـ نقلته بتوفيق من الله وأسأله إلهي القبول والاخلاص من كتاب "المواهب الربانية من الآيات القرآنية .تأليف العلامة الإمام :عبد الرحمن بن ناصر السّعدي -رحمه الله تعالى.ص:37-39
--------------------------------
/***/ من كلامي أنا أم همام غفر الله لي .