بسم الله الرحمن الرحيم
من الإيمان إخراج زكاة الفطر من الطعام
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله - : " فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم , طالب للدليل , محكِّم له , متبع للحق حيث كان , وأين كان , ومع من كان , زالت الوحشة , وحصلت الألفة , ولو خالفك , فإنه يخالفك ويعذرك .
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة , ويكفِّرك أو يبدِّعك بلا حجة , وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة , وسيرته الذميمة , فلا تغتر بكثرة هذا الضرب , فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يُعدلون بشخص واحد من أهل العلم , والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم " { إعلام الموقعين 3/408-409 } .
اعلم أخي المسلم :
* العبادات توقيفية , ولا يجوز لأحد أن يتعبد الله تعالى إلا بدليل شرعي من الكتاب والسنة . أ
* إن ثبت الدليل الشرعي الصحيح , على المسلم الامتثال والاتباع , ولا عبرة بأقوال البشر .
* الحق أحق أن يتبع , وأقوال العلماء تعرض على الكتاب والسنة , فمن وافق قوله قول الله وقول رسوله أخذنا به , ومَنْ خالف رددناه مع تقديرنا واحترامنا وحبنا لاجتهادات المجتهدين من أهل العلم الربانيين .
* تقدير المصالح والمفاسد تستمد من الكتاب والسنة وأقوال علماء سلف الأمة وليس من عوام الناس .
* ستُسأل يوم القيامة عن مدى اتباعك للكتاب والسنة , لا عن أقوال وأفعال البشر .
أقوال الأئمة في الاتباع وذم التقليد :
قال الإمام أبو حنيفة – رحمه الله - : " إذا قلت قولاً يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي " { الإيقاظ للفِلاني ص 50 } .
قال الإمام مالك – رحمه الله – : " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب , فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه , وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " { أصول الأحكام 6/149 } .
قال الإمام الشافعي – رحمه الله - : " أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد "{ إعلام الموقعين 2/361 }.
قال الإمام أحمد – رحمه الله - : " رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبو حنيفة كله رأي وهو عندي سواء , وإنما الحجة في الآثار " { جامع بيان العلم وفضله 2/149 } .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ولا يجب على أحد من المسلمين تقليد شخص بعينه من العلماء في كل ما يقول , ولايجب على أحد من المسلمين التزام مذهب شخص معيَّن غير الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يوجبه ويخبر به , بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويُترك إلا الرسول صلى الله عليه وسم " { مجموع الفتاوى 20/208-209 } .
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله - : " ولم يوجب الله ولا رسوله على أحد من الناس أن يتمذهب بمذهب رجل من الأمة فيقلده دينه دون غيره ..... وعلى هذا فله أن يستفتي من شاء من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم , ولا يجب عليه ولا على المفتي أن يتقيد بأحد من الأئمة الأربعة بإجماع الأمة " { إعلام الموقعين 4/215-216 } .
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : " ولست ولله الحمد – أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه , أو متكلم , أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم , والذهبي , وابن كثير , أو غيرهم بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له , وأدعوا إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم " { الدرر السّنيّة 1/37 } .
الأدلة الشرعية على إخراج زكاة الفطر طعاما
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : " كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام , أو صاعاً من شعير , أو صاعاً من تمر , أو صاعاً من أقط ( اللبن المجفف ) , أو صاعاً من زبيب " { متفق عليه } .
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث , وطعمة للمساكين مَنْ أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " { أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وحسنه شيخنا الألباني } .
عدد الأفراد
أوزان الصاع النبوي بالكيلو جرام على حسب الأفراد
قمح
شعير
تمر
زبيب
أرز
دقيق
1
2.200
2.100
1.800
2.452
2.675
2.075
2
4.400
4.200
3.600
4.904
5.350
4.150
3
6.600
6.300
5.400
7.356
8.025
6.225
4
8.800
8.400
7.200
9.808
10.700
8.300
5
11.000
10.500
9.000
12.260
13.375
10.375
6
13.200
12.600
10.800
14.712
16.050
12.450
7
15.400
14.700
12.600
17.164
18.725
14.525
8
17.600
16.800
14.400
19.616
21.400
16.600
9
19.800
18.900
16.200
22.068
24.075
18.675
10
22.000
21.000
18.000
24.520
26.750
20.750
هذه الأوزان قابلة للزيادة على حسب عدد الأفراد .
لا تتعجل : لا تجزئ القيمة ( نقوداً ) عند جمهور العلماء لمخالفتها للنصوص الشرعية .
وقت إخراجها : " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " { متفق عليه } .
ويجوز تعجيلها لمن يقبضها قبل الفطر بيوم أو يومين لفعل ابن عمر رضي الله عنهما : " كان يعطيها الذين يقبلونها , وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " { أخرجه البخاري } .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سمير المبحوح
25/رمضان/1429 هــ