الحشوية
لقب من ألقلب السوء التي يطلقها اهل البدع على واختلف في أصل هذه الكلمة وما المراد بها ومن أول من تكلم بها، قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: فأما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة فلا يدرى من هم هؤلاء، وقد قيل إن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد، فقال: كان عبد الله بن عمر حشوياً وكان هذا اللفظ في اصطلاح من قاله يريد به العامة الذين هم حشو؛ كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور. انتهى.
وقال في مجموع الفتاوى: هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة، فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو، كما تسميهم الرافضة الجمهور. انتهى.
والظاهر أن معناها إما أنهم من حشو الناس أو أنهم أصحاب حشو في الكلام يعني ما عندهم إلا قال الله، قال الرسول، ما عندهم قواعد عقلية، ما عندهم مقدمات منطقية، ولهذا سموا أهل السنة حشوية بمعنى أنهم أهل حشو؛ كما أفاده شيخ الإسلام رحمه الله والشيخ التويجري في شرح الحموية، يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وهؤلاء يعيبون منازعهم إما لجمعه حشو الحديث من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، أو لكون اتباع الحديث في مسائل الأصول من مذهب الحشو، لأنها مسائل علمية والحديث لا يفيد ذلك، لأن اتباع النصوص مطلقاً في المباحث الأصولية الكلامية حشو، لأن النصوص لا تفي بذلك. انتهى.
وأما عن القصد من وراء ذلك فهو التنفير من اتباع ما يزعمون بطلانه جهلاً منهم بالحق، قال الألوسي في مسائل الجاهلية: وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم، تنفيراً للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم، حيث يقولون في المتشابه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ. وقد أخطأت استهم الحفرة، فالسلف لا يقولون بورود ما لا معنى له لا في الكتاب ولا في السنة، بل يقولون في الاستواء مثلاً: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر. إلى أن قال: والمقصود أن أهل الباطل من المبتدعة رموا أهل السنة والحديث بمثل هذا اللقب الخبيث. انتهى.
هذا وقد رد ابن تيمية اتهام أهل الكلام لمذهب السلف بالحشو فقال: وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث بشيء من هذا والكتب شاهدة بذلك.
وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقاً فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحداً قال هذا، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا لم يجز أن يجعل هذا اعتقاداً لأهل السنة والجماعة يعابون به وإنما العيب فيما قالته رجال الطائفة وعلماؤها. انتهى.
كما رد اتهام الحنابلة بذلك فقال: ولما انتهى الكلام إلى ما قاله الأشعري: قال الشيخ المقدم فيهم لا ريب أن الإمام أحمد إمام عظيم القدر ومن أكبر أئمة الإسلام لكن قد انتسب إليه أناس ابتدعوا أشياء فقلت: أما هذا فحق وليس هذا من خصائص أحمد بل ما من إمام إلا وقد انتسب إليه أقوام هو منهم بريء، قد انتسب إلى مالك أناس مالك بريء، منهم وانتسب إلى الشافعي أناس هو بريء منهم، وانتسب إلى أبي حنيفة أناس هو بريء منهم، وقد انتسب إلى موسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وانتسب إلى عيسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وقد انتسب إلى علي بن أبي طالب أناس هو بريء منهم، ونبينا قد انتسب إليه من القرامطة والباطنية وغيرهم من أصناف الملاحدة والمنافقين من هو بريء منهم.
وذكر في كلامه أنه انتسب إلى أحمد ناس من الحشوية والمشبهة ونحو هذا الكلام، فقلت: المشبهة والمجسمة في غير أصحاب الإمام أحمد أكثر منهم فيهم، هؤلاء أصناف الأكراد كلهم شافعية وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف آخر، وأهل جيلان فيهم شافعية وحنبلية، قلت: وأما الحنبلية المحضة فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم. إلى أن قال: وقلت لهذا الشيخ: من في أصحاب الإمام أحمد -رحمه الله- حشوي بالمعنى الذي تريده؟ الأثرم أبو داود المروذي الخلال، أبو بكر عبد العزيز، أبو الحسن التميمي بن حامد، القاضي أبو يعلى، أبو الخطاب بن عقيل؟ ورفعت صوتي وقلت: سمهم قل لي منهم؟ من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين.
وقال أيضاً: فإن كان مراده بالحشوية طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم كأصحاب أحمد أو الشافعي أو مالك فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً؛ بل هم يكفرون من يقولها ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم بل كما يوجد مثل ذلك في سائر الطوائف. انتهى.
قال ابن قتيبة الدينوري في كتابه ((تأويل مختلف الحديث ))عن وصف اهل البدع لاهل الحديث :"وقد لقبوهم بالحشوية والنابتة والمجبرة .... وكل هذه انباز لم يات به خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم"
وقال عبد القادر الجيلاني في كتابه ((الغنية)) :"ان الباطنية تسمي اهل الحديث حشوية لقولهم بالاخبار وتعلقهم بالآثار"
منقول من شبكة سحاب السلفية للفائدة
وقال في مجموع الفتاوى: هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة، فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو، كما تسميهم الرافضة الجمهور. انتهى.
والظاهر أن معناها إما أنهم من حشو الناس أو أنهم أصحاب حشو في الكلام يعني ما عندهم إلا قال الله، قال الرسول، ما عندهم قواعد عقلية، ما عندهم مقدمات منطقية، ولهذا سموا أهل السنة حشوية بمعنى أنهم أهل حشو؛ كما أفاده شيخ الإسلام رحمه الله والشيخ التويجري في شرح الحموية، يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وهؤلاء يعيبون منازعهم إما لجمعه حشو الحديث من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، أو لكون اتباع الحديث في مسائل الأصول من مذهب الحشو، لأنها مسائل علمية والحديث لا يفيد ذلك، لأن اتباع النصوص مطلقاً في المباحث الأصولية الكلامية حشو، لأن النصوص لا تفي بذلك. انتهى.
وأما عن القصد من وراء ذلك فهو التنفير من اتباع ما يزعمون بطلانه جهلاً منهم بالحق، قال الألوسي في مسائل الجاهلية: وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم، تنفيراً للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم، حيث يقولون في المتشابه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ. وقد أخطأت استهم الحفرة، فالسلف لا يقولون بورود ما لا معنى له لا في الكتاب ولا في السنة، بل يقولون في الاستواء مثلاً: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر. إلى أن قال: والمقصود أن أهل الباطل من المبتدعة رموا أهل السنة والحديث بمثل هذا اللقب الخبيث. انتهى.
هذا وقد رد ابن تيمية اتهام أهل الكلام لمذهب السلف بالحشو فقال: وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث بشيء من هذا والكتب شاهدة بذلك.
وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقاً فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحداً قال هذا، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا لم يجز أن يجعل هذا اعتقاداً لأهل السنة والجماعة يعابون به وإنما العيب فيما قالته رجال الطائفة وعلماؤها. انتهى.
كما رد اتهام الحنابلة بذلك فقال: ولما انتهى الكلام إلى ما قاله الأشعري: قال الشيخ المقدم فيهم لا ريب أن الإمام أحمد إمام عظيم القدر ومن أكبر أئمة الإسلام لكن قد انتسب إليه أناس ابتدعوا أشياء فقلت: أما هذا فحق وليس هذا من خصائص أحمد بل ما من إمام إلا وقد انتسب إليه أقوام هو منهم بريء، قد انتسب إلى مالك أناس مالك بريء، منهم وانتسب إلى الشافعي أناس هو بريء منهم، وانتسب إلى أبي حنيفة أناس هو بريء منهم، وقد انتسب إلى موسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وانتسب إلى عيسى عليه السلام أناس هو منهم بريء، وقد انتسب إلى علي بن أبي طالب أناس هو بريء منهم، ونبينا قد انتسب إليه من القرامطة والباطنية وغيرهم من أصناف الملاحدة والمنافقين من هو بريء منهم.
وذكر في كلامه أنه انتسب إلى أحمد ناس من الحشوية والمشبهة ونحو هذا الكلام، فقلت: المشبهة والمجسمة في غير أصحاب الإمام أحمد أكثر منهم فيهم، هؤلاء أصناف الأكراد كلهم شافعية وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف آخر، وأهل جيلان فيهم شافعية وحنبلية، قلت: وأما الحنبلية المحضة فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم. إلى أن قال: وقلت لهذا الشيخ: من في أصحاب الإمام أحمد -رحمه الله- حشوي بالمعنى الذي تريده؟ الأثرم أبو داود المروذي الخلال، أبو بكر عبد العزيز، أبو الحسن التميمي بن حامد، القاضي أبو يعلى، أبو الخطاب بن عقيل؟ ورفعت صوتي وقلت: سمهم قل لي منهم؟ من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين.
وقال أيضاً: فإن كان مراده بالحشوية طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم كأصحاب أحمد أو الشافعي أو مالك فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً؛ بل هم يكفرون من يقولها ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم بل كما يوجد مثل ذلك في سائر الطوائف. انتهى.
قال ابن قتيبة الدينوري في كتابه ((تأويل مختلف الحديث ))عن وصف اهل البدع لاهل الحديث :"وقد لقبوهم بالحشوية والنابتة والمجبرة .... وكل هذه انباز لم يات به خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم"
وقال عبد القادر الجيلاني في كتابه ((الغنية)) :"ان الباطنية تسمي اهل الحديث حشوية لقولهم بالاخبار وتعلقهم بالآثار"
منقول من شبكة سحاب السلفية للفائدة