إقتباس من دون إطالة من التلعيق الثمين على شرح الشيخ إبن عثيمين ل حلية طالب العلم تأليف عمرو عبد المنعم سليم
تلقي العلم عن المشائخ :
الأصل في الطلب ان يكون بطريق التلقين و التلقي عن الأسانيد و المثافنة للأشياخ ، و الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف و بطون الكتب ، و الأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق ، و هو المعلم ، اما الثاني عن الكتاب ، و فهو جماد ، فأنى له إتصال ؟
الشرح :
هذا أيضا مما ينبغي على طالب العلم مراعاته ، أن يتلقى العلم على الأشياخ لأنه يستفيد بذلك فائدتين ، بل أكثر:
الفائدة الاولى : اختصار الطريق ، بدل مايذهب يقلب في بطون الكتب و ينضر ما هو القول الراجح ، و ماسبب رجحانه ؟ و ماهو القول الضعيف ؟ و ماهو سبب ضعفه ؟ هذه لقمة سائغة ... المعلم يقول إختلف العلماء في كذا على قولين او ثلاثة أو أكثر ، و الراجح كذا و الدليل كذا ، و هذا لا شك انه نافع لطالب العلم .
الفائدة الثانية : السرعة ، يعني سرعة الإدراك ، لأن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكثر ممن ذهب يقرا في الكتب ، لأنه إذا ذهب يقرأ يردد العبارأربع او خمس مرات ، و ربما فهم أيضا على و جه خطأ غير صحيح .
الفائدة الثالثة : الرابطة بين طالب العلم و معلمه ، فيكون بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .
فهذه من فوائد تلقي العلم على الأشياخ ، لكن سبق أن قلنا أنه من الواجب أن يختار الإنسان من العلماء من هو كفء أمين قوي ، يعني عنده علم و إدراك ، و ليس علمه سطحيا ، و عنده أمانه ، و كذلك أيضا إذا كان عنده عباده فإن الطالب يقتدي بعلمه .
و قد قيل ( و من دخل في العلم و حده ، خرج و حده ) أي : من دخل في طلب العلم بلا شيخ ، خرج منه بلا علم ، إذ العلم صنعة ن و كل صنعة تحتاج إلى صانع ، فلا بد إذا لتعلمها من معلمها الحاذق .
الشرح :
هذا أيضا صحيح ، و قد قيل : أنه من كان كتابه دليله كان خطؤه أكثر من صوابه ، هذا هو الغالب بلا شك ، لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريسا صحيحا و لا سيما إن لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده ، فيعتمد اعتمادا كاملا على الله عز و جل و يدأب ليل نهار يحصل من العلم ما يحصل إن لم يكن له شيخ .(1)
* * *
المتن :تلقي العلم عن المشائخ :
الأصل في الطلب ان يكون بطريق التلقين و التلقي عن الأسانيد و المثافنة للأشياخ ، و الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف و بطون الكتب ، و الأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق ، و هو المعلم ، اما الثاني عن الكتاب ، و فهو جماد ، فأنى له إتصال ؟
الشرح :
هذا أيضا مما ينبغي على طالب العلم مراعاته ، أن يتلقى العلم على الأشياخ لأنه يستفيد بذلك فائدتين ، بل أكثر:
الفائدة الاولى : اختصار الطريق ، بدل مايذهب يقلب في بطون الكتب و ينضر ما هو القول الراجح ، و ماسبب رجحانه ؟ و ماهو القول الضعيف ؟ و ماهو سبب ضعفه ؟ هذه لقمة سائغة ... المعلم يقول إختلف العلماء في كذا على قولين او ثلاثة أو أكثر ، و الراجح كذا و الدليل كذا ، و هذا لا شك انه نافع لطالب العلم .
الفائدة الثانية : السرعة ، يعني سرعة الإدراك ، لأن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكثر ممن ذهب يقرا في الكتب ، لأنه إذا ذهب يقرأ يردد العبارأربع او خمس مرات ، و ربما فهم أيضا على و جه خطأ غير صحيح .
الفائدة الثالثة : الرابطة بين طالب العلم و معلمه ، فيكون بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .
فهذه من فوائد تلقي العلم على الأشياخ ، لكن سبق أن قلنا أنه من الواجب أن يختار الإنسان من العلماء من هو كفء أمين قوي ، يعني عنده علم و إدراك ، و ليس علمه سطحيا ، و عنده أمانه ، و كذلك أيضا إذا كان عنده عباده فإن الطالب يقتدي بعلمه .
* * *
المتن :و قد قيل ( و من دخل في العلم و حده ، خرج و حده ) أي : من دخل في طلب العلم بلا شيخ ، خرج منه بلا علم ، إذ العلم صنعة ن و كل صنعة تحتاج إلى صانع ، فلا بد إذا لتعلمها من معلمها الحاذق .
الشرح :
هذا أيضا صحيح ، و قد قيل : أنه من كان كتابه دليله كان خطؤه أكثر من صوابه ، هذا هو الغالب بلا شك ، لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريسا صحيحا و لا سيما إن لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده ، فيعتمد اعتمادا كاملا على الله عز و جل و يدأب ليل نهار يحصل من العلم ما يحصل إن لم يكن له شيخ .(1)
___________
(1) لأن الله تعالى يقول : ( فاتقوا الله ماستطعتم ) [ التغابن 16] .
فمن لم يوفق إلى الشيخ الذي يدرس عليه ، و يتعلم منه ، فليجتهد اجتهادا صحيحا في طلب العلم ، و في النضر في مصنفات أهل العلم على التدريج و الترتيب (الذي تقدم ذكره) المذكور في الكتاب ، ثم أنه - و لله الحمد قد شاعت في هذا العصر محاضرات المشايخ الأجلة في فنون العلم شتى من شرح مختصر لطيف ، و مطول منيف على اشرطة ، فالإسترشاد بهذه الإشرطة مما ينفع و لاشك ، و لكن لا يجعل طالب العلم هذه الأشرطة و توفر المصنفات سببا لهجر مجالس العلم إن توفرت ، و لا يجعل شرط الطلب على المشايخ مانعا له من الإجتهاد في النضرفي مصنفات إذا انعدم و جود الشيخ ، فالأصل الطلب على الشيوخ ، و الضرورة ، النضر في كتب العلم إن عُدم الشيخ ، مع الدعاء على كل حال أن يرزقه الله تعالى الإنصاف و نبذ الهوى و الرشاد و العون على الحفض ، و إلهام الرشد .
(1) لأن الله تعالى يقول : ( فاتقوا الله ماستطعتم ) [ التغابن 16] .
فمن لم يوفق إلى الشيخ الذي يدرس عليه ، و يتعلم منه ، فليجتهد اجتهادا صحيحا في طلب العلم ، و في النضر في مصنفات أهل العلم على التدريج و الترتيب (الذي تقدم ذكره) المذكور في الكتاب ، ثم أنه - و لله الحمد قد شاعت في هذا العصر محاضرات المشايخ الأجلة في فنون العلم شتى من شرح مختصر لطيف ، و مطول منيف على اشرطة ، فالإسترشاد بهذه الإشرطة مما ينفع و لاشك ، و لكن لا يجعل طالب العلم هذه الأشرطة و توفر المصنفات سببا لهجر مجالس العلم إن توفرت ، و لا يجعل شرط الطلب على المشايخ مانعا له من الإجتهاد في النضرفي مصنفات إذا انعدم و جود الشيخ ، فالأصل الطلب على الشيوخ ، و الضرورة ، النضر في كتب العلم إن عُدم الشيخ ، مع الدعاء على كل حال أن يرزقه الله تعالى الإنصاف و نبذ الهوى و الرشاد و العون على الحفض ، و إلهام الرشد .