مسألة: إذا قام المسبوق يقضي ما فاته مع الإمام, خرج عن كونه مأمومًا , فماذا يفعل ؟

[أبو أنس السلفي البليدي]

[5/15] مسألة: إذا قام المسبوق يقضي ما فاته مع الإمام, خرج عن كونه مأمومًا , فماذا يفعل ؟

قال الإمام مالك:

"ولابأس أن ينحاز الذي يقضي بعد سلام الإمام إلى ما قرب منه من الأساطين بين يديه وعن يمينه وعن يساره, وإلى خلفه, يقهقر قليلا , يستتر بها إذا كان ذلك قريبا , وإن بَعُد أقام , ودرأ المارَّ جهده" (3).


وقال ابن رشد:
"إذا قام لقضاء ما فاته من صلاته : لفإن كانت بقربه سارية , سار إليها , وكانت سترة له من بقية صلاته , وإن لم تكن بقربه سارية, صلى كما هو , ودرأ من يمر بين يديه ما استطاع , ومن مر بين يديه فهو آثم. وأما المرور بين الصفوف , إذا كان القوم في الصلاة مع إمامهم , فلا حرج عليه في ذلك , لأن الإمام سترة لهم . وبالله التوفيق" (4) .
وهذا الذي قاله الإمام مالك وتبعه عليه ابن رشد , الذي لا ينبغي خلافه , وذلك لأن المسبوق دخل في صلاته كما أُمر, وليس عليه في ذلك سترة , وحالته مشابهة لمن اتخذ دابة سترة فانفلتت , فليس مقصرا في تلك الحالة.
ولكن إن تيسّر له غتخاذ سترة , لئلا يوقع المارِّين في الإثم , فعليه أن يفعل ذلك , وإن يتيسر ردّ المارَّ بين يديه (1).


--------------------------
(3) شرح الزرقاني على مختصر خليل : (1/20 .

(4) فتاوى ابن رشد : (2/904) .
(1) أحكام السترة : (ص266-27) .

---------------------------


من كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور حسن سلمان (ص 87/8

[أحمد علي البلوشي]

ولكن هذا الذي قال به الإمام مالك فيما إذا كانت الأساطين قريبة من المصلي لا كما نسمع اليوم عن بعض الأقوام يمشون خطوات كثيرة ليصلوا إلى السترة ، ولو طبق هذا مع كثرة المسبوقين فستكون فوضى ، ثم لم يرد عن الصحابة أنهم كانوا يغعلون ذلك دائما مستمرا مما يدلك على عدم مشروعيته إلا إذا كان هناك سبب كخوف مرور أحد بين يديه وما أشبه ذلك ، أما مع عدم وجود الداعي لذلك فلا ، وقد كنت سمعت قديما في بعض الشروح للشيخ العثيمين في بعض الأشرطة سؤالا من أحد الطلبة بعد الدرس عن هذا الموضوع بعينه فقال: لا بأس بالحركة اليسيرة . فقال له الطالب: يفعلون ذلك دائما في كل صلاة . فقال الشيخ: لا . هذا يكون بدعة . سمعته بأذني .