من عيوب متعصبة الفقهاء إرغام الأدلة بالتأويل والتحريف الفاسد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد .
خلق الله الإنسانوجعله ناطقا مفكرا يتوارد عليه من الخواطر و المغلومات و الأفكار الشيء العظيم مايجعله مدفوعا بالضرورة إلى الإفصاح عليها و الإفضاء بها .
وتبرز وتظهر هذهالأفكار و المعلومات في مواقف اللجاج و الحجاج و الجدال و الخصومات يدفع بعضها بعضإما موافقة أو معارضة .
و الجدال في مساره الصحيح مطلوب ومرغب فيه و التأريخ والأثار تشهد بذلك .
وجاء الجدال في القرآن الكريم بمعنى مقابلة حجة بحجة برهانببرهان سواء بسواء حقا أو باطلا ، وهو على ضربين :
الأول : جدال منضبط في غاياتهووسائله وهو الجدال الذي يقصد من ورائه تبيين الحق ودفع الظلم و الباطل .
والنوع الثاني : جدال منحرف في غاياته ووسائله فهذا النوع باطل .
قال الله تعالى :{ كذبت قبلهم قوم نوح و الأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوابالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب }
وقد طرق متغصبة الفقهاء هذاالباب في حد ذاته فجادلوا بالباطل في أبواب الصواب مع غيرهم .
أرغموا الأدلةبالتأويل الفاسد حتى يوافق مذهبهم .
قال الأستاذ الشيخ عطية سالم رحمة الله عليهوهو يتكلم عن تاريخ علم أصول تالفقه ما آل إليه بعد الإمام الشافعي قال : { وكانأول من سارع إليه وكتب فيه الإمام الشافعي حتى تطور واكتمل واستقل ولكن دخلتهاصطلاحات المتكلمين ليثبتوا ماتناولوه بطريق العقل كما خالطته طرق الفقهاء ليؤيدوابه فروع مذاهبهم إذا تعارضت مع غيرهم } انظرمقدمة المذكرة الأصولية للشنقيطي ص 4.
قال العلامة الحافظ الفقيه ابن رجب الحنبلي { ومما أنكره السلف الجدالالمذموم و الخصام و المراء في مسائل الحلال و الحرام ، أيضا لم يكن ذلك طريقة أئمةالإسلام و إنما أحدث ذلك فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين الشافعية و الحنفيةوصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث و الجدال فيها وكل ذلك محدث لا أصل له وصار ذلكعلمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع } فضل علم السلف عن علم الخلف ص 31 وما بعدها .
فا المأخذ على متعصبة الفقهاء أنهم يلوون أعناق النصوص ويحملونها ملا تحتمللتوافق أغراضهم وتنصر مذهبهم وهذا عيب بالإجماع وهي صورة من صور المنافقين قال اللهتعالى {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذ فريق منهم معرضون و إن يكن لهمالحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهمورسوله بل أؤلئك هم الظالمون }
هذا ماأردت كتابته وإن كنت أرى أن الكتابة لمتوفي حق العنوان لأنه كبير ويحتاج إلى دراسة وافية لكن هي خاطرة فقهية عابرة
والله أعلم
وصى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري
الخميس 5 - شعبان - 1429 هجرية
الحمد لله رب العالمين وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد .
خلق الله الإنسانوجعله ناطقا مفكرا يتوارد عليه من الخواطر و المغلومات و الأفكار الشيء العظيم مايجعله مدفوعا بالضرورة إلى الإفصاح عليها و الإفضاء بها .
وتبرز وتظهر هذهالأفكار و المعلومات في مواقف اللجاج و الحجاج و الجدال و الخصومات يدفع بعضها بعضإما موافقة أو معارضة .
و الجدال في مساره الصحيح مطلوب ومرغب فيه و التأريخ والأثار تشهد بذلك .
وجاء الجدال في القرآن الكريم بمعنى مقابلة حجة بحجة برهانببرهان سواء بسواء حقا أو باطلا ، وهو على ضربين :
الأول : جدال منضبط في غاياتهووسائله وهو الجدال الذي يقصد من ورائه تبيين الحق ودفع الظلم و الباطل .
والنوع الثاني : جدال منحرف في غاياته ووسائله فهذا النوع باطل .
قال الله تعالى :{ كذبت قبلهم قوم نوح و الأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوابالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب }
وقد طرق متغصبة الفقهاء هذاالباب في حد ذاته فجادلوا بالباطل في أبواب الصواب مع غيرهم .
أرغموا الأدلةبالتأويل الفاسد حتى يوافق مذهبهم .
قال الأستاذ الشيخ عطية سالم رحمة الله عليهوهو يتكلم عن تاريخ علم أصول تالفقه ما آل إليه بعد الإمام الشافعي قال : { وكانأول من سارع إليه وكتب فيه الإمام الشافعي حتى تطور واكتمل واستقل ولكن دخلتهاصطلاحات المتكلمين ليثبتوا ماتناولوه بطريق العقل كما خالطته طرق الفقهاء ليؤيدوابه فروع مذاهبهم إذا تعارضت مع غيرهم } انظرمقدمة المذكرة الأصولية للشنقيطي ص 4.
قال العلامة الحافظ الفقيه ابن رجب الحنبلي { ومما أنكره السلف الجدالالمذموم و الخصام و المراء في مسائل الحلال و الحرام ، أيضا لم يكن ذلك طريقة أئمةالإسلام و إنما أحدث ذلك فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين الشافعية و الحنفيةوصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث و الجدال فيها وكل ذلك محدث لا أصل له وصار ذلكعلمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع } فضل علم السلف عن علم الخلف ص 31 وما بعدها .
فا المأخذ على متعصبة الفقهاء أنهم يلوون أعناق النصوص ويحملونها ملا تحتمللتوافق أغراضهم وتنصر مذهبهم وهذا عيب بالإجماع وهي صورة من صور المنافقين قال اللهتعالى {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذ فريق منهم معرضون و إن يكن لهمالحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهمورسوله بل أؤلئك هم الظالمون }
هذا ماأردت كتابته وإن كنت أرى أن الكتابة لمتوفي حق العنوان لأنه كبير ويحتاج إلى دراسة وافية لكن هي خاطرة فقهية عابرة
والله أعلم
وصى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري
الخميس 5 - شعبان - 1429 هجرية
منقول من
منتديات البيضاء العلمية