أصول الدعوة السلفية: في القرآن الكريم.
وقفة مع هذه الاية العظيمة.
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
وقفة مع هذه الاية العظيمة.
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
قال العلماء المحققون: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف. فهذا ليس شعراً، بل هذا الكلام مأخوذ من الكتاب : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:115] لماذا قال: ويتبع غير سبيل المؤمنين؟ كان يستطيع ربنا أن يقول: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً) فلم قال: ويتبع غير سبيل المؤمنين؟ حتى لا يركب أحد رأسه، ولا يقول: أنا فهمت القرآن هكذا، وفهمت السنة هكذا، فيقال له: يجب أن تفهم القرآن والسنة على طريقة السلفالمؤمنين الأولين السابقين. وقد أيد هذا النص من القرآن نصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، كحديث الفرق، قال عليه الصلاة والسلام: (.. كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: في رواية الجماعة. وفي أخرى: ما أنا عليه وأصحابي ) لماذا وصف الفرقة الناجية بأن تكون على ما كانت عليه الجماعة، وهي جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لكي يسد الطريق على المؤولين، وعلى المتلاعبين بالنصوص.<وقد توعد الله تعالى من اتبع غير سبيلهم قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) النساء: 115. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) الحديث، أخرجه أحمد وأبو داود الترمذي والحاكم وصححه الألباني، ولأن حياتهم صورة صادقة لالتزام المنهج الرباني ولقرب عهدهم من النبوة مما يؤكد صفاء النبع ولطيب نفوسهم وسلامة صدورهم وصفاء فطرهم وتذوقها لدقائق المعاني.
قال شيخنا الالباني رحمه الله
ذكر ربنا عزوجل دليلاً واضحاً بيناً على أن مَنْ خَرجَ عنها يكون قد شاق الله ورسوله ، أعني بذلك قوله عزوجل : ( وَمَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِع غَيْرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَولَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسآءَتْ مَصِيراً ) . [ النساء : 115 ]
الله عزوجل - لأمر واضح جداً عند أهل العلم - لم يقتصر على قوله عزوجل : ( وَمَـن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى .. نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى ) لم يقل هكذا ، إنما أضاف إلى مشاققة الرسول ، اتباع غير سبيل المؤمنين ، فقال عزوجل : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً ) [ النساء : 115 ] .
إذاً اتباع غير سبيل المؤمنين وعدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جداً إيجاباً وسلباً ، فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين ، ومن خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم وبئس المصير .
من هنا ضلت طوائف كثيرة . . . وكثيرة جداً . . . قديماً وحديثاً ، حيث إنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين ، وإنما ركبوا عقولهم ، بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب والسنة ، ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة ، وخطيرة جداً ، من ذلك : الخروج عما كان عليه سلفنا الصالح .
هذه الفقرة من الآية الكريمة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) لقد دندن حولها وأكدها عليه الصلاة والسلام تأكيداً بالغاً في غير ما حديثٍ نبوي صحيح ، وهذه الأحاديث التي أنا أشير إليها - وسأذكر بعضاً منها مما تساعدني فيه ذاكرتي - ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلاً عن خاصتهم ، لكن المجهول فيها هو انها تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة . هذه النقطة يسهو عنها كثيرٌ من الخاصة ، فضلاً عن العامة ، فضلاً عن هؤلاء الذين عُرِفوا : بجماعة التكفير .
هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين ، وقد يكونون أيضاً مخلصين ، ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عزوجل من الناجين المفلحين .
لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين : بين الإخلاص في النية لله عزوجل ، وبين حسن الإتباع لما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام .
فلا يكفي إذاً أن يكون المسلم مخلصاً وجاداً فيما هو بصدده من العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما ، فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجاً سوياً سليماً .
تلك الأحاديث المعروفة كما أشرت آنفاً حديث الفرق الثلاث والسبعين ، ولا أحد منكم إلا ويذكره ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " تَفرَّقت اليهودُ على إحْدَى وسبعينَ فرقةً ، وتَفرَّقت النَّصارى على اثْنتينِ وسبعينَ فرقةً ، وستفترقُ أمتي على ثَلاثٍ وسبعينَ فرقـةً ، كلُّها في النارِ إلا واحدة " قالوا : من هي يارسول الله ؟ قال:"هي ما أَنا عليه وأصحابي"
نجد أنَّ جواب النبي لأولئك الذين سألوا عن الفرقة الناجيه يلتقي تماماً مع الآية السابقة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
فالمؤمنون المقصودون في هذه الآية الكريمة : هم الأصحاب ، أو مايدخل في عموم الآية : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) هـم أصحـاب الرســول عليه الصلاة والسلام
وفي الجواب عن ذلك السؤال عن الفرقة الناجية . . . ماهي . . . ما أوصافها ؟ قال : هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي .
لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بـ : " ما انا عليه " وقد يكون ذلك كافياً في الواقع للمسلم الذي يَفهم حقاً الكتاب والسنة ، ولكنه عليه الصلاة والسلام كتحقيقٍ عملي لقوله عزوجل في حقـه : ( بِالْمُؤْمِنِيـنَ رَءُوفٌ رَّحِيـمٌ ) فمن رأفته ورحمته بأصحابه وفي أتباعه أنه أوضح لهم أنَّ علامةَ الفرقة الناجية : هي التي تكون على ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما عليه أصحابه من بعده .
فإذاً لا يجوز للمسلم أنْ يقتصرَ فقط في فهمه للكتاب والسنة على الوسائل التي لا بد منها . . . منها مثلاً معرفة اللغة العربية . . منها الناسخ والمنسوخ . . . وكل القواعد . .
لكن من هذه القواعد العامة : أنْ يرجع في كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي ،لأنهم - كما تعلمون من كثير من الآثار ومن سيرتهم - أنهم أخلص إلى الله في العبادة وأفقه منا بالكتاب والسنة إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي كانوا يتخلَّقون بها .
هذا الحديث يلتقي مع الآية تماماً ، حيث إنه ألمح عليه السلام في هذا الجواب انه لا بد من الرجوع - ليكون المسلم من الفرقة الناجية - إلى ما كان عليه أصحاب الرسول .
يشبه هذا الحديث ، حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العِرْباض بن سَارِية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : أوصنا يارسول الله . قال : " أوصيكم بالسَّمعِ والطاعة وإنْ وُلِّي عليكم عبدٌ حَبَشي ، وإنه منْ يَعشْ منكم فسيــرى اختلافــاً كثيــراً ، فعليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الرَّاشدين . . " إلى آخر الحديث .
الشاهد من هذا الحديث هو كالشاهد من جوابه عليه السلام عن السؤال السابق ، حيث حثَّ أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته ، ثم لم يقتصر على ذلك . . قال : " سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " .
إذاً لا بد لنا من أنْ ندندن دائماً وأبداً . . إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا . . أن نفهم عبادتنا . . أن نفهم أخلاقنا وسلوكنا . . لابد من أن نعود إلى سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لابد منها للمسلم ، ليتحقَّق فيه أنه من الفرقة النَّاجية .
من هنا ضلَّت طوائفُ قديمة وحديثة ، حينما لا يَلْتفتون إطلاقاً إلى الآية السابقة ، وإلى حديث الفرقة الناجية ، وإلى حديث سنة الخلفاء الراشدين من بعده عليه السلام ، فكان أمراً طبيعياً جداً أنْ يَنحرفوا كما انحرف من سبقهم من المنحرفين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح .
قال شيخنا الالباني رحمه الله
ذكر ربنا عزوجل دليلاً واضحاً بيناً على أن مَنْ خَرجَ عنها يكون قد شاق الله ورسوله ، أعني بذلك قوله عزوجل : ( وَمَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِع غَيْرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَولَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسآءَتْ مَصِيراً ) . [ النساء : 115 ]
الله عزوجل - لأمر واضح جداً عند أهل العلم - لم يقتصر على قوله عزوجل : ( وَمَـن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى .. نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى ) لم يقل هكذا ، إنما أضاف إلى مشاققة الرسول ، اتباع غير سبيل المؤمنين ، فقال عزوجل : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً ) [ النساء : 115 ] .
إذاً اتباع غير سبيل المؤمنين وعدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جداً إيجاباً وسلباً ، فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين ، ومن خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم وبئس المصير .
من هنا ضلت طوائف كثيرة . . . وكثيرة جداً . . . قديماً وحديثاً ، حيث إنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين ، وإنما ركبوا عقولهم ، بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب والسنة ، ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة ، وخطيرة جداً ، من ذلك : الخروج عما كان عليه سلفنا الصالح .
هذه الفقرة من الآية الكريمة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) لقد دندن حولها وأكدها عليه الصلاة والسلام تأكيداً بالغاً في غير ما حديثٍ نبوي صحيح ، وهذه الأحاديث التي أنا أشير إليها - وسأذكر بعضاً منها مما تساعدني فيه ذاكرتي - ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلاً عن خاصتهم ، لكن المجهول فيها هو انها تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة . هذه النقطة يسهو عنها كثيرٌ من الخاصة ، فضلاً عن العامة ، فضلاً عن هؤلاء الذين عُرِفوا : بجماعة التكفير .
هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين ، وقد يكونون أيضاً مخلصين ، ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عزوجل من الناجين المفلحين .
لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين : بين الإخلاص في النية لله عزوجل ، وبين حسن الإتباع لما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام .
فلا يكفي إذاً أن يكون المسلم مخلصاً وجاداً فيما هو بصدده من العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما ، فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجاً سوياً سليماً .
تلك الأحاديث المعروفة كما أشرت آنفاً حديث الفرق الثلاث والسبعين ، ولا أحد منكم إلا ويذكره ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " تَفرَّقت اليهودُ على إحْدَى وسبعينَ فرقةً ، وتَفرَّقت النَّصارى على اثْنتينِ وسبعينَ فرقةً ، وستفترقُ أمتي على ثَلاثٍ وسبعينَ فرقـةً ، كلُّها في النارِ إلا واحدة " قالوا : من هي يارسول الله ؟ قال:"هي ما أَنا عليه وأصحابي"
نجد أنَّ جواب النبي لأولئك الذين سألوا عن الفرقة الناجيه يلتقي تماماً مع الآية السابقة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
فالمؤمنون المقصودون في هذه الآية الكريمة : هم الأصحاب ، أو مايدخل في عموم الآية : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) هـم أصحـاب الرســول عليه الصلاة والسلام
وفي الجواب عن ذلك السؤال عن الفرقة الناجية . . . ماهي . . . ما أوصافها ؟ قال : هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي .
لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بـ : " ما انا عليه " وقد يكون ذلك كافياً في الواقع للمسلم الذي يَفهم حقاً الكتاب والسنة ، ولكنه عليه الصلاة والسلام كتحقيقٍ عملي لقوله عزوجل في حقـه : ( بِالْمُؤْمِنِيـنَ رَءُوفٌ رَّحِيـمٌ ) فمن رأفته ورحمته بأصحابه وفي أتباعه أنه أوضح لهم أنَّ علامةَ الفرقة الناجية : هي التي تكون على ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما عليه أصحابه من بعده .
فإذاً لا يجوز للمسلم أنْ يقتصرَ فقط في فهمه للكتاب والسنة على الوسائل التي لا بد منها . . . منها مثلاً معرفة اللغة العربية . . منها الناسخ والمنسوخ . . . وكل القواعد . .
لكن من هذه القواعد العامة : أنْ يرجع في كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي ،لأنهم - كما تعلمون من كثير من الآثار ومن سيرتهم - أنهم أخلص إلى الله في العبادة وأفقه منا بالكتاب والسنة إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي كانوا يتخلَّقون بها .
هذا الحديث يلتقي مع الآية تماماً ، حيث إنه ألمح عليه السلام في هذا الجواب انه لا بد من الرجوع - ليكون المسلم من الفرقة الناجية - إلى ما كان عليه أصحاب الرسول .
يشبه هذا الحديث ، حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العِرْباض بن سَارِية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : أوصنا يارسول الله . قال : " أوصيكم بالسَّمعِ والطاعة وإنْ وُلِّي عليكم عبدٌ حَبَشي ، وإنه منْ يَعشْ منكم فسيــرى اختلافــاً كثيــراً ، فعليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الرَّاشدين . . " إلى آخر الحديث .
الشاهد من هذا الحديث هو كالشاهد من جوابه عليه السلام عن السؤال السابق ، حيث حثَّ أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته ، ثم لم يقتصر على ذلك . . قال : " سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " .
إذاً لا بد لنا من أنْ ندندن دائماً وأبداً . . إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا . . أن نفهم عبادتنا . . أن نفهم أخلاقنا وسلوكنا . . لابد من أن نعود إلى سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لابد منها للمسلم ، ليتحقَّق فيه أنه من الفرقة النَّاجية .
من هنا ضلَّت طوائفُ قديمة وحديثة ، حينما لا يَلْتفتون إطلاقاً إلى الآية السابقة ، وإلى حديث الفرقة الناجية ، وإلى حديث سنة الخلفاء الراشدين من بعده عليه السلام ، فكان أمراً طبيعياً جداً أنْ يَنحرفوا كما انحرف من سبقهم من المنحرفين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح .
تعليق