الرقية عبر الأثير (مكبر الصوت – الهاتف – التلفاز – الشبكة العنكبوتية)
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمما يشترط في الرقية أن تكون مباشر.
قالت اللجنة الدائمة سددها الله كما في ((فتاواها)): ((الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة)) اهـ.
وما يفعله بعض الرقاة الذين يتاجرون بالدين عبر التلفاز والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والمذياع (الراديو) أو عبر مكبرات الصوت (المكرفون) وغيرها من الأجهزة الحديثة التي تكون عبر الأثير فهذا من أكل أموال الناس بالباطل.
وكذلك ما يفعله بعض المصلين في المساجد خاصة في صلاة التراويح من وضع ماء ليقرأ عليه من خلال مكبر الصوت فهذا من العبث، وخاصة أن من شروط الرقية القصد حال أدائها.
كذلك من استخدام بعض الرقاة مكبر الصوت (المكرفون) للرقية الجماعية.
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله: ((لا أصل لهذا ولا يجوز هذا .
هذا من الابتداع في الرقية ،وهم يعملون هذا طمعا في المال ليرقوا جماعة كثيرة حتى يعطوهم أموال كثيرة
هذا خلاف آداب الرقية .
الرقية من الراقي إلى المريض مباشرة ولا يرقي جماعة في قراءة واحدة ،يقف في الباب أو أيضا يتوسع يرقيهم بالإذاعة أو بمكبر الصوت أو ما أشابه ذلك ،هذا من أجل الطمع لأخذ مال كثير ،وأيضا هو مخالف للرقية الشرعية)) اهـ.
وهذه بعض أقول أهل العلم في هذا الباب تبين أنه خطأ.
أولا: مكبر الصوت.
سئلت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)): ((أو يرقي المريض بواسطة مكبر الصوت، فهذا لم يرد به دليل، وهو مخالف لموضوع الرقية الجائزة؛ لأنها إنما تكون على المريض مباشرة، أو تكون بماء قليل يسقاه المريض، والأصل في الرخص الاقتصار فيها على ما ورد)) اهـ.
ثانيا: التلفاز والقنوات.
سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله كما في ((موقعه)): ((أحسن الله إليكم، وهذا يقول: إنه يشاهد بعض القنوات التي يكون فيها من يزعم أنه يعالج، وأحيانا يكون دكتورا ويعرض معظم الأمراض، ويسأل المريض عن اسمه واسم أمه، ثم يقول له: فيك كذا وكذا، وافعل كذا وكذا ، فهل هذا يجوز؟
الشيخ: هذا ساحر، لماذا يسأل عن أمه؟! والرقية بواسطة البث الفضائي لا أصل لها، وكذلك إخباره أن فيك كذا وكذا، هذا يدعي علم الغيب، هذا ساحر وكاهن ودجال، فلا يجوز تصديقه ولا سؤاله)) اهـ.
ثالثا: الهاتف.
سئلت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)) قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، القراءة على جمع كبير في آن واحد؟
فأجابت: الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت، ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
تنبيه:
لا يمنع أن تحصل الاستفادة نسبياً من سماع الرقية عبر الأثير عن بعد.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الثلاثاء 23 رمضان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 28 مايو سنة 2019 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الثلاثاء 23 رمضان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 28 مايو سنة 2019 ف