بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
فهذه رسالة إلى من حرض على خروج النّاس من المسجد يوم الجمعة إذا سمع الإمام يخطب عن حكم المظاهرات والخروج على ولي الأمر . فقد أثبت الواقع أن هذه المظاهرات التي شغلتم الأمة بها غير سلمية ، فقد جرت فيها الدماء وسقط فيها قتلى ، ولو كان الأغلب عليها السلم ، وأنّ الكثير سلم من القتل والجرح لكن القليل من دم المسلمين الذي سقط هو عظيم وغال عند الله فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة ..
ولتعلموا أن مسؤولية الدم الذي أريق هي مسؤوليتكم أمام الله تسالون عنها وما نتج عنها يكون تبعة في رقابكم .
ولتعلموا أن سقوط ميت واحد هو الشرارة لاشتعال نيران الفتن ، وهو الرمية الأولى التي تجر إلى ما بعدها من الفتن والهرج نسأل الله تعالى العافية والسلامة والأمن لبلادنا.
وها هي الفتن التي حذر منها العلماء وطلاب العلم أطلت علينا بقرونها بسبب هذه المظاهرات والمسيرات في ربوع الوطن حتى وقعت في المساجد؛ فقد شاهدنا وعايّنا بأنفسنا النّاس يخرجون من المساجد التي قام فيها الأئمة النّاصحون لله تعالى ثم للرعية والولاة بالأحكام الشرعية التي تبين مفاسد وأضرار تلك الأعمال الخارجة عن شرع الله حقنا لدماء المسلمين واستتبابا للأمن ..
فقام لهم المشاغبون المتشبعون بالفكر الخارجي المتزوج ببنات الديمقراطية الكافرة ، وأنكروا عليهم علانية رافعين أصواتهم وصراخهم في المساجد حاثين غيرهم على الخروج من المسجد، وعدم الصلاة وراء هؤلاء الأئمة ؛ أئمة الوظيفة من أجل لقمة العيش ؛ أئمة الشيكات ؛ أئمة المداخلة والجامية السلفيين – كما ينبزونهم - الذين بينوا في خطبهم حكم المظاهرات والخروج على ولاة الأمر عملا بواجب النصيحة. فخرج الكثير من المساجد استجابة لبعض النداءات التي نشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من بعض المغرضين المفسدين الجهلة أمثال محمد العربي زيتوت وغيره ...
وهذا العمل المبتدع الذي فعله هؤلاء وهو الخروج من المسجد أثناء خطبة الجمعة لا لشيء إلا أن الخطباء بينوا وجهة معقتدهم في حكم المظاهرات والخروج على ولي الأمر من أجل حقن الدماء واستتباب الأمن طاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر وفي مقدمتهم علماء السنة الذين أجمعوا على تحريم المظاهرات والخروج على أولياء الأمور .
فالعلماء مجمعون أنه لا يجوز الخروج من المسجد أثناء الخطبة ، وأن ذلك عصيان في دين الله ، فإذا كان مس الحصى لا يجوز ؛ فكيف بإحداث الفوضى في المسجد بالصراخ والسب والشتم ، والخروج بعد ذلك منه والإمام فوق المنبر يخطب إن هذا كبيرة من كبائر الذنوب تضيفونها إلى سجل جرائمكم ؛ بل الخروج بعد سماع الآذان للصلاة لا يجوز فضلا عن ترك الاستماع لفريضة الخطبة .
فَعَن أبي الشعْثَاء الْمحَاربي قَالَ: " كُنَّا قعُودا فِي الْمَسْجِد فأذن الْمُؤَذّن فَقَامَ رجل فِي الْمَسْجِد يمشي فَأتبعهُ أَبُو هُرَيْرَة بَصَره حَتَّى خرج من الْمَسْجِد. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: ((أما هَذَا فقد عصى أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم))(1).
قال الترمذي بعد إخراجه: وَعَلَى هَذَا العَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ: أَنْ لاَ يَخْرُجَ أَحَدٌ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الأَذَانِ، إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ: أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، أَوْ أَمْرٍ لاَ بُدَّ مِنْهُ.(2).
ولعل أولئك الجهلة المفسدون المتربصون يعترضون بأن ذلك من قول أبي هريرة - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين - وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، ويطعنون فيه وفي صحابة المصطفى صلى الله عليه سلم كما فعل بعض سفهاء الصحفيين الذين أثر فيهم الرفض والاستشراق ؛ فإن أبا هريرة بين أن ذلك ليس من كيسه ولا من جيبه بل رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه : (( أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إذا سمعنا النداء أن لا نخرج من المسجد حتى نصلي))(3).
ولتعلموا أن الذي يخرج من المسجد بعد النداء لغير ضرورة فهو متوعد بالعقاب الشديد ، وتعجيل العقوبة له في الدنيا قبل الآخرة .بقوله صلى الله عليه وسلم :(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، لَسَالَ بِكُمُ الْوَادِي نَارًا )).
وفي مصنف عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1946)، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ بَعْضِ الْأمْرِ، وَنَادَى الْمُنَادِي ( المؤذن للصلاة ) فَأَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: قَدْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ .فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ أَصْحَابِي قَدْ مَضَوْا، وَهَذِهِ رَاحِلَتِي بِالْبَابِ .
قَالَ : فَقَالَ لَهُ : لَا تَخْرُجْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ النِّدَاءِ إِلَّا مُنَافِقٌ، إِلَّا رَجُلٌ يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ وَهُوَ يُرِيدُ الرَّجْعَةَ إِلَى الصَّلَاةِ))، فَأَبَى الرَّجُلُ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ .
فَقَالَ سَعِيدٌ: دُونَكُمُ الرَّجُلُ . فَإِنِّي عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلَمْ تَرَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ أَبَى - يَعْنِي هَذَا الَّذِي أَبَى - إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ (فقد)وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ .فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُصِيبُهُ أَمْرٌ.(4).
قال النووي - رحمه الله تعالى - في رياض الصالحين ( ش 6/55 باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يؤدي الصلاة المكتوبة وذلك أن المؤذن إذا أذن فإنه يقول للناس حي على الصلاة ، يعني اقبلوا إليها والخروج من المسجد بعد ذلك معصية فإنه يقال أقبل ولكنه يدبر ؛ ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وقد استدل العلماء بهذا الحديث على أنه يحرم الخروج من المسجد بعد الأذان لمن تلزمه الصلاة إلا لعذر، هذا في عامة الصلوات فكيف بالجمعة ؟؟
فإنها فريضة محتمة على جميع المؤمنين، يجب عليهم السعي لها، والمبادرة والاهتمام بشأنها.فمن تركها من غير موجب فقد أتى بابا من الكبائر ومن تخلف عنها ثلاثا متواليات من غير عذر طبع على قلبه بالنفاق .
وفي حكم الجمعة الأمر بحضور الخطبتين ، وذم من لم يحضرهما، ومن لازم ذلك الإنصات لهما.ومن لم ينصت ومس الحصا فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له .
وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره(8/123): يُعَاتِبُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى مَا كَانَ وَقَعَ مِنْ الِانْصِرَافِ عَنِ الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى التِّجَارَةِ الَّتِي قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} أَيْ: عَلَى الْمِنْبَرِ تَخْطُبُ. هَكَذَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ، مِنْهُمْ: أَبُو الْعَالِيَةِ، وَالْحَسَنُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وقَتَادَةُ.
فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَين، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدمَت عيرٌ الْمَدِينَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}(5) .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَدِمَتْ عيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَابْتَدَرَهَا أصحابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، لَسَالَ بِكُمُ الْوَادِي نَارًا)) وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} وَقَالَ: كَانَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)(6). قال السعدي : يأمر تعالى عباده المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة إليها، من حين ينادى لها والسعي إليها، والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال.
قلت : هذا عتاب من الله تعالى للصحابة في وقت التشريع على شيء مباح لهم سماه الله تعالى لهوا ليبن لهم مكانة الجمعة وما يُحصل عليه الحضور مما هو عند الله خير من اللهو ومن التجارة .
هذا مع أن القوم – رضي الله عنهم – لم يكن يلههم شيء عن ذكر الله وحقه ؛ فقد وصفهم الله تعالى بقوله : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }(37) النور .
وفي البخاري (3/56). وَقَالَ قَتَادَةُ: ((كَانَ القَوْمُ يَتَّجِرُونَ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا نَابَهُمْ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ، لَمْ تُلْهِهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، حَتَّى يُؤَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ)).بَابُ {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11] .(7).
أما أنتم أيها الخارجون التاركون للجماعة والجمعة فقد خرجتم لأن الدنيا ألهتكم عن ذكر الله وشغلوكم بهذه المحدثات التي صدرها لكم أعداؤكم لتخربوا دياركم بأيديكم . فالصلاة لا قيمة لها عندكم ، ولم تعد قلوبكم تلين لذكر وتتذكر فتخشى وتترك ما يخالف شرع الله ، أو يكون سببا في فساد الدين والدنيا معا ، فقد قست قلوبكم للزيغ الذي عشش فيها وران عليها بسبب شبه أهل الضلال والأهواء والتغريبيين ..
فهذا ما يدعو إليه الذين ينادون بالديمقراطية ، والشروقراطية حتى إذا جاء الشرع على خلاف أرائهم وأهوائهم كسروا قواعدهم اللعينة مثل قاعدة احترام الرأي والرأي الأخر ، وحرية المعتقد ، وحرية التعبير ، وسلمية المظاهرات ،وإنكار المنكر على الظلمة ، ولكن ينكرونه بمنكر أكبر منه ؛ وهذا الواقع خير شاهد حيث أحدثوا فتنا عظيمة في المساجد وخرجوا ولم يصلوا لا الجمعة ولا العصر ولا حتى المغرب وفوق ذلك لم يحترموا وجهة نظر غيرهم ومعتقدهم ممن يسعى في الصالح العام وطعنوا فيهم وسبوهم ولمزوهم بشتى الألقاب ..
فردوا أحكام الشرع وفتاوى علماء الأمة بتأويلات فاسدة وشبه شيطانية من أجل تدمير بالبلاد والعباد ، قائلين للسذج من النّاس لا تسمعوا لهؤلاء الأئمة واخرجوا من مساجدهم فإنهم أحذية للنظام وأئمة الفلس .
وهذه الفعلة الشنيعة منهم تدعو إلى هجر المساجد وكراهة الصلاة في بيوت الله وتفرقة المسلمين بحجة أنها مساجد تابعة للنظام ، وعليها أئمتهم الذين يطبلون للطواغيت ، ويفتون لهم من أئمة الشيكات والمداخلة ، وهذه الأقوال هي نفس أقوال الخوارج الذين سلكوا منهج الهجرة والتكفير في سنين الجمر والعشرية السوداء، فكفروا العلماء وشيوخ العلم بل والشعب ، وقتلوهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وإذا كنتم حقا ديمقراطيين كما- تزعمون - فإن هذه الأفعال تخالف ديمقراطيكم ؛ بل هي أقرب ما تكون لأفعال المشركين الذين قالوا كما أخبرنا الله عنهم :{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }(26)فصلت.
وقوله تعالى يخبر عن نوح وكيف استقبل الكفار دعوته :{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} (7)نوح.
أما أهل السنة فيصلون وراء كل بر وفاجر ولا يتركون الجمعة والجماعة ؛ بل هذا هو فكر الخوارج والروافض فإنهم لا يصلون خلف أهل السنة ولا يصلون إلا خلف أئمتهم.
اللهم نسألك أن تحفظ علينا ديننا ، وأن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن تحفظ علينا أمننا وإخواننا المسلمين في بلدانهم، وتصلح أئمة المسلمين وترزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه . آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــن .
الهامش :
==================
(1)- أخرجه الخمسة، مسلم (655) (25 ،وأبو داود( 536) والنسائي ( 683) الترمذي (204) وابن ماجه (733). (2) – وقد بين العلماء الأسباب التي تبيح للمسلم الخروج من المسجد بعد الأذان ، منها أن يكون حاقنا أو حاقدا ، أو انتقض وضوءه أو مريضا أو إنقاذ غريق أو إطفاء حريق أو غير ذلك من الضرورات ..
(3)- أخرجه أبو دواد الطيالسي في مسند (2711) وأحمد 10934)بسند صحيح .
( 4) - مصنف عبد الرزاق (1/50 بَابٌ الرَّجُلُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ والبيهقي في السنن الكبرى (4939).
(5)- أخرجه البخاري في صحيحه برقم (4899) وصحيح مسلم برقم (863) .
(6)- (مسند أبي يعلى (3/46 . وابن حبان (6877)وقال محققه إسناده صحيح .وقال الألباني : صحيح لغيره .التعليقات الحسان (683والسلسلة الصحيحة (3147).
(7)- أما الذي بقوا في المسجد ولو لم يبق إلا نفر يسير فصلاتهم جائزة ماضية فقد بوب البخاري على آية الجمعة . بَابٌ: إِذَا نَفَرَ النَّاسُ عَنِ الإِمَامِ فِي صَلاَةِ الجُمُعَةِ، فَصَلاَةُ الإِمَامِ وَمَنْ بَقِيَ جَائِزَةٌ وقد استدلَّ البخاريُّ وخلق من العلماءِ على أن الناسَ إذا نَفروا عن الإمامِ وهو يخطبُ للجمعَةِ، وصلَّى الجمُعةَ بمن بَقي، جازَ ذلك، وصحَّت جمعتهم.
تعليق