تمني رؤية الإخوان من هدي نبينا العدنان
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فسماع أخبار العلماء وطلاب العلم وأهل الخير والصلاح يتولد في النفس محبة رؤيتهم، والتعلم منهم والتأدب بآدابهم والأنس بحديثهم، وقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)).
أخرجه مسلم وجاء من رواية عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري.
وتمني رؤية أهل الفضل وأصحاب القلوب الطيبة صح فيه حديث.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة، فقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا)).
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال: ((أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)).
قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟
فقال: ((أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله ؟))
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: ((فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض)).
أخرجه مسلم.
قال العلامة النووي رحمه الله في ((شرح على مسلم)): ((قال العلماء في هذا الحديث جواز التمني لا سيما في الخير ولقاء الفضلاء وأهل الصلاح والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((وددت أنا قد رأينا اخواننا))، أي: رأيناهم في الحياة الدنيا)) اهـ.
وقال العلامة فيصل بن عبد العزيز بن فيصل آل مبارك رحمه الله في ((تطريز رياض الصالحين)): ((في هذا الحديث: جواز تمني الخير)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((تمنى أن يلقى إخوانه صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلني وإياكم منهم)) اهـ.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 9 جمادى الأولى سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 15 يناير سنة 2019 ف