قال أبو علي القالي في أماليه: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، وأَبُو حاتم، والأشنانداني، والرياشى، قَالُوا كلهم: سمعنا الأصمعى، يَقُولُ: كنت بالبادية فرأيت امْرَأة عند قبر وهي تبكى وتقول:
فمَن للسؤال ومَن للنوال ... ومن للمقَالَ ومن للخُطَب
ومن للحُماة ومن للكُماة ... إذا ما الكماة جثوا للرُّكب
إذا قِيلَ مات أَبُو مالك ... فتى المَكْرُمات قَرِيعُ العرب
فقد مات عز بني آدمٍ ... وقد ظهر النَّكْد بعد الطَّرَب
قَالَ: فملت إليها فقلت لها: من هذا الَّذِي مات هَؤُلَاءِ الخلق كلهم بموته؟ فقَالَت: أو ما تعرفه؟ قلت: اللهم لا، فأقبلت ودمعتها تنحدر وإذا هي مقاء برشاء ثرماء، فقَالَت: فديتك! هذا أَبُو مالك الحجام خَتَنُ أَبِي منصور الحائك! فقلت عليك لعنة الله! والله ما ظننت إلا أنه سيد من سادات العرب!
فمَن للسؤال ومَن للنوال ... ومن للمقَالَ ومن للخُطَب
ومن للحُماة ومن للكُماة ... إذا ما الكماة جثوا للرُّكب
إذا قِيلَ مات أَبُو مالك ... فتى المَكْرُمات قَرِيعُ العرب
فقد مات عز بني آدمٍ ... وقد ظهر النَّكْد بعد الطَّرَب
قَالَ: فملت إليها فقلت لها: من هذا الَّذِي مات هَؤُلَاءِ الخلق كلهم بموته؟ فقَالَت: أو ما تعرفه؟ قلت: اللهم لا، فأقبلت ودمعتها تنحدر وإذا هي مقاء برشاء ثرماء، فقَالَت: فديتك! هذا أَبُو مالك الحجام خَتَنُ أَبِي منصور الحائك! فقلت عليك لعنة الله! والله ما ظننت إلا أنه سيد من سادات العرب!