دردشة ..
الاثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس.
الاستشعار بالذنب في كل إنسان يجعله يشعر بالإثم.
بل حتى الحيوان يستشعر ما يحل له وما لا يحل له؛ ضرب بعض الفقهاء على هذا مثالا بالقط (الهر) تعطية لحمة يأكلها، فإنه يأكلها قريباً ممن
أعطاه. فإذا اختطفها بغير إذن فإنه يهرب بها بعيداً ليأكلها خفية!
ففرق بين الحالين عنده!
وبعض الناس ضعف لديه هذا الشعور ؛ فذهب الحياء من قلبه، فلم يعد يستشعر الاثم!
وهنا يأتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"**.
يعني إذا لم يوجد إحساس واسنشعار بالإثم فهذا شخص يقال له على سبيل التهديد: إذا لم تستح فافعل ما شئت.
ويجوز أن يكون معنى الحديث: إذا لم تستح مما تفعل أن تظهره للناس، أو لم يحك في قلبك؛ فأفعل ما شئت فإنه مادام كذلك ليس بإثم!
وعلى المعنيين مربط الموضوع : الاستشعار بالإثم!
*أخرج مسلم تحت رقم (2553) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».
وعلق البخاري في كتاب الإيمان باب بني الإسلام على خمس، عن ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه أنه قال: «لاَ يَبْلُغُالعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ».
** أخرج البخاري تحت رقم (3483)عن أَبُي مَسْعُودٍ عُقْبَةُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ».