الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد يقع كثير ممن يؤمن على دعاء من دعا بقوله: (إن شاء الله أو آمين إن شاء الله)، وهذا خطأ، وذلك لأنه جاء في الحديث الصحيح نهي الداعي من تعليق دعائه بالمشيئة، والنهي للتحريم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له)). متفق عليه .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر، وإذا كان الله تعالى هو المقصود وهو الذي يريده العباد ويلجأون إليه ويعتمدون عليه، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، بل هذا حرام، لأن قول القائل إن شئت كأنه يقول إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني كأنه يقول أنا في غنى عنك)) اهـ.
كما جاء أن من أمن ينزل منزلة الداعي.
قال عز وجل: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس: 88 – 89].
أخرج سعيد بن منصور كما في ((الدر المنثور)) عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله قال: (كان موسى يدعو وهرون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان).
قال العلامة المفسر ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((قلت: ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس: 88، 89]، فذكر الدعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمَّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} [يونس: 89]، فدلّ ذلك على أن من أمَّن على دعاء فكأنما قاله)) اهـ.
وقال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): (({ قَالَ } الله تعالى { قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا } هذا دليل على أن موسى، كان يدعو، وهارون يؤمن على دعائه، وأن الذي يؤمن، يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء)) اهـ.
فإذا تقرر أن المأمن يُنزل منزلة الداعي، فعلى ذلك يشمله النهي عن تعليق التأمين بالمشيئة كما جاء النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الاثنين 19 المحرم سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 9 أكتوبر سنة 2017 ف
أما بعد:
فقد يقع كثير ممن يؤمن على دعاء من دعا بقوله: (إن شاء الله أو آمين إن شاء الله)، وهذا خطأ، وذلك لأنه جاء في الحديث الصحيح نهي الداعي من تعليق دعائه بالمشيئة، والنهي للتحريم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له)). متفق عليه .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر، وإذا كان الله تعالى هو المقصود وهو الذي يريده العباد ويلجأون إليه ويعتمدون عليه، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، بل هذا حرام، لأن قول القائل إن شئت كأنه يقول إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني كأنه يقول أنا في غنى عنك)) اهـ.
كما جاء أن من أمن ينزل منزلة الداعي.
قال عز وجل: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس: 88 – 89].
أخرج سعيد بن منصور كما في ((الدر المنثور)) عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله قال: (كان موسى يدعو وهرون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان).
قال العلامة المفسر ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((قلت: ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس: 88، 89]، فذكر الدعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمَّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} [يونس: 89]، فدلّ ذلك على أن من أمَّن على دعاء فكأنما قاله)) اهـ.
وقال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): (({ قَالَ } الله تعالى { قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا } هذا دليل على أن موسى، كان يدعو، وهارون يؤمن على دعائه، وأن الذي يؤمن، يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء)) اهـ.
فإذا تقرر أن المأمن يُنزل منزلة الداعي، فعلى ذلك يشمله النهي عن تعليق التأمين بالمشيئة كما جاء النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الاثنين 19 المحرم سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 9 أكتوبر سنة 2017 ف