الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.
وفي رواية عند مسلم قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس).
بوب البخاري باب: (إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة).
وبوب مسلم باب: (جواز حمل الصبيان في الصلاة).
قال العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في ((تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام)): ((صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب ليعلم الناس أن مثل هذا العمل سائغ في الصلاة إذا كان لحاجة)) اهـ.
وبهذا المناسبة يذكر عن الإمام الشوكاني أنه صلى بالناس إمامًا، فسقطت منه العمامة، وهو في الصلاة، فحملها.
فقال له الناس: أتحمل العمامة يوم سقطت، وأنت تصلي؟
فقال: حمل العمامة أخف من حمل أمامة .
فالذين يتركون جوالاتهم تصيح بنغمات محرمة وغير محرمة وهم يشوشون على المصلين بحجة أن الحركة تبطل الصلاة، هذا من فقه العوام وهو من الورع البارد ومن الورع المظلم، فإغلاق الهواتف الجوالة في الصلاة أخف من حمل أمامة، فليس كل حركة ليست من جنس الصلاة تبطل الصلاة، والضابط في هذا كما يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((ولكن أقربُ شيء أن يقال: إننا إذا رأينا هذا الشخص يتحرَّك ويغلب على ظَنِّنا أنه ليس في صلاة لكثرة حركته، فينبغي أن يكون هذا هو الميزان، أن تكون الحركة بحيث مَن رأى فاعلها ظَنَّ أنه ليس في صلاة؛ لأن هذا هو الذي يُنافي الصلاة)) اهـ.
أخي المصلي – سددك الله -: مما سبق يتبين أن الحركة اليسيرة في الصلاة من أجل إغلاق الهاتف النقال – الجوال – جائزة لا حرج فيها، سواء كان المصلي بمفرده أو مع جماعة، ويتأكد الأمر بذلك إن كانت النغمة تشتمل على موسيقي.
سئلت اللجنة الدائمة كما في ((مجموع فتاواها)) يوجد في كثير من هواتف الجوال، نغمات جرس موسيقية، فهل يجوز وضع هذه النغمات بدلا من الجرس العادي؟
عليه نأمل من سماحتكم الاطلاع، وتوجيهنا بما ترون، نفع الله بكم المسلمين، وشكر الله لكم، وحفظكم من كل سوء ومكروه .
فأجابت: ((لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة ؛ لأن استماع الآلات الموسيقية محرم، كما دلت عليه الأدلة الشرعية، ويستغنى عنها باستعمال الجرس العادي.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
وكذلك لا تجعل النغمة من الذكر.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((توجيهات للجندي المسلم)): ((الذكر لا يجعل نغمة للجوال، الذكر: قرآن أو حديث أو تكبير أو أذان، لا يجعل نغمة الجوال، ولا يجعل منبهًا على المكالمة؛ لأن هذا فيه إهانة لذكر الله عز وجل)) اهـ.
وأختم بقول العلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((الذي ينبغي للإنسان إذا دخل المسجد أن يقفل جواله ولا يتركه مفتوحًا، لأن بعض الناس يتركه مفتوحًا في الصلاة، ثم يظل مدة يرن وهو لم يسكته بعد، فيترتب على ذلك تشوش الناس، وأسوأ من ذلك أن الناس يصلون وتظهر صوت الموسيقى من الهاتف الجوال، فالذي ينبغي للإنسان أن يحذر من أن يحصل منه شيء لا ينبغي، فهو إذا جاء إلى المسجد أقفل جواله)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 6 المحرم سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 26 سبتمبر سنة 2017 ف
أما بعد:
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.
وفي رواية عند مسلم قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس).
بوب البخاري باب: (إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة).
وبوب مسلم باب: (جواز حمل الصبيان في الصلاة).
قال العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في ((تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام)): ((صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب ليعلم الناس أن مثل هذا العمل سائغ في الصلاة إذا كان لحاجة)) اهـ.
وبهذا المناسبة يذكر عن الإمام الشوكاني أنه صلى بالناس إمامًا، فسقطت منه العمامة، وهو في الصلاة، فحملها.
فقال له الناس: أتحمل العمامة يوم سقطت، وأنت تصلي؟
فقال: حمل العمامة أخف من حمل أمامة .
فالذين يتركون جوالاتهم تصيح بنغمات محرمة وغير محرمة وهم يشوشون على المصلين بحجة أن الحركة تبطل الصلاة، هذا من فقه العوام وهو من الورع البارد ومن الورع المظلم، فإغلاق الهواتف الجوالة في الصلاة أخف من حمل أمامة، فليس كل حركة ليست من جنس الصلاة تبطل الصلاة، والضابط في هذا كما يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((ولكن أقربُ شيء أن يقال: إننا إذا رأينا هذا الشخص يتحرَّك ويغلب على ظَنِّنا أنه ليس في صلاة لكثرة حركته، فينبغي أن يكون هذا هو الميزان، أن تكون الحركة بحيث مَن رأى فاعلها ظَنَّ أنه ليس في صلاة؛ لأن هذا هو الذي يُنافي الصلاة)) اهـ.
أخي المصلي – سددك الله -: مما سبق يتبين أن الحركة اليسيرة في الصلاة من أجل إغلاق الهاتف النقال – الجوال – جائزة لا حرج فيها، سواء كان المصلي بمفرده أو مع جماعة، ويتأكد الأمر بذلك إن كانت النغمة تشتمل على موسيقي.
سئلت اللجنة الدائمة كما في ((مجموع فتاواها)) يوجد في كثير من هواتف الجوال، نغمات جرس موسيقية، فهل يجوز وضع هذه النغمات بدلا من الجرس العادي؟
عليه نأمل من سماحتكم الاطلاع، وتوجيهنا بما ترون، نفع الله بكم المسلمين، وشكر الله لكم، وحفظكم من كل سوء ومكروه .
فأجابت: ((لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة ؛ لأن استماع الآلات الموسيقية محرم، كما دلت عليه الأدلة الشرعية، ويستغنى عنها باستعمال الجرس العادي.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
وكذلك لا تجعل النغمة من الذكر.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((توجيهات للجندي المسلم)): ((الذكر لا يجعل نغمة للجوال، الذكر: قرآن أو حديث أو تكبير أو أذان، لا يجعل نغمة الجوال، ولا يجعل منبهًا على المكالمة؛ لأن هذا فيه إهانة لذكر الله عز وجل)) اهـ.
وأختم بقول العلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((الذي ينبغي للإنسان إذا دخل المسجد أن يقفل جواله ولا يتركه مفتوحًا، لأن بعض الناس يتركه مفتوحًا في الصلاة، ثم يظل مدة يرن وهو لم يسكته بعد، فيترتب على ذلك تشوش الناس، وأسوأ من ذلك أن الناس يصلون وتظهر صوت الموسيقى من الهاتف الجوال، فالذي ينبغي للإنسان أن يحذر من أن يحصل منه شيء لا ينبغي، فهو إذا جاء إلى المسجد أقفل جواله)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 6 المحرم سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 26 سبتمبر سنة 2017 ف