الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد صدر بعض الإخوة معايدته في العيد في مواقع التواصل الإلكترونية بذكر من الأذكار كقولهم: (الله أكبر)، أو بآية من القرآن.
فبعضهم صدرها بقول الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37].
وصدر بعضهم بقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 162].
وهذا الأمر يحتاج إلى دليل، أو إقتداء بعمل السلف السابقين.
والذي جاء عن السلف الصالح؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وروينا في ((المحامليات)) بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك)) اهـ.
وحسن هذا الأثر الحافظ السيوطي رحمه الله في ((وصول الأماني في أصول التهاني)).
أما قول الإمام الألباني رحمه الله في ((تمام المنة)): ((وفي استحباب التهنئة بالعيد قوله : " عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك.
قال الحافظ : إسناده حسن ".
قلت : المراد ب ( الحافظ ) عند الإطلاق ابن حجر العسقلاني ولم أقف على هذا التحسين في شيء من كتبه وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته : " وصول الأماني في أصول التهاني " ( ص 109 ) من الجزء الأول من الحاوي)) اهـ.
فبان مما سبق تحسين الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)).
أما ما جاء مرفوعا عن النبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يصح.
وذهب بعض أهل العلم إلى الترخص من صيغ التهنئة ما أعتاد على الناس، بشرط أن لا يكون فيه تشبه بالكفار.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((لتهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً)) اهـ.
فمن صدر تهنئته بالعيد بآية من القرآن أو ذكر يخشى عليه من الإحداث في الدين، فعليه المبادرة بالتوبة والتصحيح.
فطريق السلف أسلم وأعلم وأحكم.
وكل خير في إتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خَلَف
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 1 سبتمبر سنة 2017 ف
أما بعد:
فقد صدر بعض الإخوة معايدته في العيد في مواقع التواصل الإلكترونية بذكر من الأذكار كقولهم: (الله أكبر)، أو بآية من القرآن.
فبعضهم صدرها بقول الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37].
وصدر بعضهم بقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 162].
وهذا الأمر يحتاج إلى دليل، أو إقتداء بعمل السلف السابقين.
والذي جاء عن السلف الصالح؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وروينا في ((المحامليات)) بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك)) اهـ.
وحسن هذا الأثر الحافظ السيوطي رحمه الله في ((وصول الأماني في أصول التهاني)).
أما قول الإمام الألباني رحمه الله في ((تمام المنة)): ((وفي استحباب التهنئة بالعيد قوله : " عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك.
قال الحافظ : إسناده حسن ".
قلت : المراد ب ( الحافظ ) عند الإطلاق ابن حجر العسقلاني ولم أقف على هذا التحسين في شيء من كتبه وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته : " وصول الأماني في أصول التهاني " ( ص 109 ) من الجزء الأول من الحاوي)) اهـ.
فبان مما سبق تحسين الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)).
أما ما جاء مرفوعا عن النبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يصح.
وذهب بعض أهل العلم إلى الترخص من صيغ التهنئة ما أعتاد على الناس، بشرط أن لا يكون فيه تشبه بالكفار.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((لتهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً)) اهـ.
فمن صدر تهنئته بالعيد بآية من القرآن أو ذكر يخشى عليه من الإحداث في الدين، فعليه المبادرة بالتوبة والتصحيح.
فطريق السلف أسلم وأعلم وأحكم.
وكل خير في إتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خَلَف
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 1 سبتمبر سنة 2017 ف