الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبة أجمعين.
أما بعد:
فقبل الشروع في ذكر قصتي يحسن بنا أن نتعرف عليهم.
شهود يهوه هم: فرقة ضالة من الفرق النصرانية الجديدة، التي انشقت عن الكنيسة، أسسها سنة 1874م الراهب تشارلز راسل، ومقرها الرئيسي في أمريكيا، وهي تتبع المنظمة الماسونية، وأظن أنهم يأخذون من اليهودية، كما يقال خليط بين العهد القديم والجديد.
لم أسمع بهذا المصطلح إلا عندما اضطرتني الظروف الصحية قبل حوالي عقدين من الزمن أن تحط طائرتي في أحد دول أوروبا ووطئت قدماي إيطاليا للعلاج.
بداية القصة:
بينما شقيقي في شوارع روما – عاصمة إيطاليا - أعطته أحدى أتباع شهود يهوه قسيمة باللغة العربية مضمونها؛ إذا أردت الحصول على كتاب (المعرفة تؤدي للحياة الأبدية) راسلنا على أحد العناوين التالية.
فأخذتها منه عندما أحضرها للسكن الذي نقيم به، ولما استقر مقامي في أحد المستشفيات، أرسلت رسالة رغبة في الحصول على الكتاب لأحد المكاتب الخاصة بهم في فرنسا لأنها أقرب عنوان كان مكتوبًا في القسيمة.
وبينما أنا مستلق على سريرى أغط في نومي بعد الغداء، إذا بأحدهم يوقظني في وقت الزيارة ويقول لي: مرحبا.
فخطر لي في أول وهلة أنه من المركز الإسلامي، لأني اتصلت بهم عدة مرات من أجل أن يحضروا لي بعض الكتب.
سبقت رسالتي التي ذهبت إلى فرنسا أصحاب المركز، حيث كان هذا الرجل العربي –وهو طبيب يمارس دعوته الباطلة- من جماعتهم وأراني رسالتي فأخذني العجب من اهتمامهم.
وبعدما دار بيني وبينه حديث حول فرقتهم الضالة، ومما ذكر لي أنهم أنشئوا مكتبًا جديدًا في روما - لهذا لم يكن مدرجًا في القسيمة- ومما ذكره أنهم يشكلون 1% من سكان بلده الأصلي.
في هذا اللقاء سلمني مجلتين من إصدارهم إحداهما باسم (الاستيقاظ) والأخرى أظن (البرج) ووعدني بتكرار الزيارة وإحضار الكتاب.
بقيت في تلك البلاد أكثر من سنة وهو يزورني في كل أسبوع يومين لا يكل ولا يمل، ويأتي مستقل المراكب العامة وكان يأخذ أكثر من خط للوصول إلى المستشفي الذي أقيم به مع إحضار ما يصدر من المجلتين – إصدارهما نصف شهري-، وكان يأتي في بعض هذه الزيارات بصحبة بعض جماعتهم، وأذكر مرة أنه كان بصحبته رجل فرنسي يحسن الحديث باللغة العربية، ومما قاله: أنه مكث في المغرب خمس سنوات وتعلم خلالها اللغة العربية.
أخذت أقرأ في تلك المجلات مع إظهار الاهتمام له، وكنت أجهز له الأسئلة لطرحها عليه، وكل هذا لتشتيت جهده ومعرفة ما عليه هذه الفرقة الضالة.
بعد أشهر على هذا الحال وهو لا يكل ولا يمل رجاء أن أنضم إليهم.
ما كان مني بعدما تكونت عندي صورة لما هم عليه إلا أن بدأت أبث فيه شبها للتشكيك فيما ما هم عليه، لما وجدت من تناقضات عندهم.
فأصبحت زيارته تقل بمعدل تقريبا زيارة في الأسبوع، وهو لم يفقد الأمل، واستمر على هذا الحال إلى أن رجعت لوطني.
لعل في هذه القصة دروس وعبر:
1) أن المسلمين مستهدفون من قبل ديانات مختلفة، فهذه الفرقة تصدر تلك المجلات والكتب باللغة العربية وغيرها ومن اللغات الحية –كما يقال- وغير الحية لعلها تصل إلى عشرين أو ثلاثين لغة؛ مثل: الهندية والصينية بل حتى السواحلية لنشر باطلهم.
2) أن من اضطر للسفر لدول الكفر أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات، وعلم يقيه الشبهات كما يقرره العلماء؛ فمما كان يقال لي أنتم المسلمون إرهابيون لما كان يبث عبر الشاشات في تلك السنوات من مجازر بسبب الإرهابيين في دولة الجزائر، فكنت أقول لهم: عصابة المافيا التي عندكم في إيطاليا مسلمون؟ التفجيرات التي نسمع بها بين حين وآخر في إيرلندا هل يفعلها المسلمون؟ أليست الحرب بين الكاثوليك والبروتستنت؟ فكانوا يتحيرون ولا يجدون جوابا.
3) همة بعض الكفرة وصبرهم وجلدهم مع بذل الغالي والنفيس في نشر باطلهم، وهذا فيه درس لنا نحن المسلمين أن نجتهد في الدعوة وأن تكون لنا همة عالية وجلد وصبر في نشر الإسلام ودعوة من يقدم لبلدنا من الأمم الكافرة، بل ودعوة من هم منا ومن بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا لكن كبّلتهم المعاصي وأغرقتم البدع في أوحالها.
4) أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها.
5) خطورة تعرض الإنسان للفتن.
6) حال كثير منا يلعب في مقابل ما يبذله هؤلاء الضلال.
فبعد هذا الرحلة أحط قلمي كما حططت رحلي؛ هذا وأسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 20 رمضان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 15 يونيو سنة 2017 ف
أما بعد:
فقبل الشروع في ذكر قصتي يحسن بنا أن نتعرف عليهم.
شهود يهوه هم: فرقة ضالة من الفرق النصرانية الجديدة، التي انشقت عن الكنيسة، أسسها سنة 1874م الراهب تشارلز راسل، ومقرها الرئيسي في أمريكيا، وهي تتبع المنظمة الماسونية، وأظن أنهم يأخذون من اليهودية، كما يقال خليط بين العهد القديم والجديد.
لم أسمع بهذا المصطلح إلا عندما اضطرتني الظروف الصحية قبل حوالي عقدين من الزمن أن تحط طائرتي في أحد دول أوروبا ووطئت قدماي إيطاليا للعلاج.
بداية القصة:
بينما شقيقي في شوارع روما – عاصمة إيطاليا - أعطته أحدى أتباع شهود يهوه قسيمة باللغة العربية مضمونها؛ إذا أردت الحصول على كتاب (المعرفة تؤدي للحياة الأبدية) راسلنا على أحد العناوين التالية.
فأخذتها منه عندما أحضرها للسكن الذي نقيم به، ولما استقر مقامي في أحد المستشفيات، أرسلت رسالة رغبة في الحصول على الكتاب لأحد المكاتب الخاصة بهم في فرنسا لأنها أقرب عنوان كان مكتوبًا في القسيمة.
وبينما أنا مستلق على سريرى أغط في نومي بعد الغداء، إذا بأحدهم يوقظني في وقت الزيارة ويقول لي: مرحبا.
فخطر لي في أول وهلة أنه من المركز الإسلامي، لأني اتصلت بهم عدة مرات من أجل أن يحضروا لي بعض الكتب.
سبقت رسالتي التي ذهبت إلى فرنسا أصحاب المركز، حيث كان هذا الرجل العربي –وهو طبيب يمارس دعوته الباطلة- من جماعتهم وأراني رسالتي فأخذني العجب من اهتمامهم.
وبعدما دار بيني وبينه حديث حول فرقتهم الضالة، ومما ذكر لي أنهم أنشئوا مكتبًا جديدًا في روما - لهذا لم يكن مدرجًا في القسيمة- ومما ذكره أنهم يشكلون 1% من سكان بلده الأصلي.
في هذا اللقاء سلمني مجلتين من إصدارهم إحداهما باسم (الاستيقاظ) والأخرى أظن (البرج) ووعدني بتكرار الزيارة وإحضار الكتاب.
بقيت في تلك البلاد أكثر من سنة وهو يزورني في كل أسبوع يومين لا يكل ولا يمل، ويأتي مستقل المراكب العامة وكان يأخذ أكثر من خط للوصول إلى المستشفي الذي أقيم به مع إحضار ما يصدر من المجلتين – إصدارهما نصف شهري-، وكان يأتي في بعض هذه الزيارات بصحبة بعض جماعتهم، وأذكر مرة أنه كان بصحبته رجل فرنسي يحسن الحديث باللغة العربية، ومما قاله: أنه مكث في المغرب خمس سنوات وتعلم خلالها اللغة العربية.
أخذت أقرأ في تلك المجلات مع إظهار الاهتمام له، وكنت أجهز له الأسئلة لطرحها عليه، وكل هذا لتشتيت جهده ومعرفة ما عليه هذه الفرقة الضالة.
بعد أشهر على هذا الحال وهو لا يكل ولا يمل رجاء أن أنضم إليهم.
ما كان مني بعدما تكونت عندي صورة لما هم عليه إلا أن بدأت أبث فيه شبها للتشكيك فيما ما هم عليه، لما وجدت من تناقضات عندهم.
فأصبحت زيارته تقل بمعدل تقريبا زيارة في الأسبوع، وهو لم يفقد الأمل، واستمر على هذا الحال إلى أن رجعت لوطني.
لعل في هذه القصة دروس وعبر:
1) أن المسلمين مستهدفون من قبل ديانات مختلفة، فهذه الفرقة تصدر تلك المجلات والكتب باللغة العربية وغيرها ومن اللغات الحية –كما يقال- وغير الحية لعلها تصل إلى عشرين أو ثلاثين لغة؛ مثل: الهندية والصينية بل حتى السواحلية لنشر باطلهم.
2) أن من اضطر للسفر لدول الكفر أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات، وعلم يقيه الشبهات كما يقرره العلماء؛ فمما كان يقال لي أنتم المسلمون إرهابيون لما كان يبث عبر الشاشات في تلك السنوات من مجازر بسبب الإرهابيين في دولة الجزائر، فكنت أقول لهم: عصابة المافيا التي عندكم في إيطاليا مسلمون؟ التفجيرات التي نسمع بها بين حين وآخر في إيرلندا هل يفعلها المسلمون؟ أليست الحرب بين الكاثوليك والبروتستنت؟ فكانوا يتحيرون ولا يجدون جوابا.
3) همة بعض الكفرة وصبرهم وجلدهم مع بذل الغالي والنفيس في نشر باطلهم، وهذا فيه درس لنا نحن المسلمين أن نجتهد في الدعوة وأن تكون لنا همة عالية وجلد وصبر في نشر الإسلام ودعوة من يقدم لبلدنا من الأمم الكافرة، بل ودعوة من هم منا ومن بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا لكن كبّلتهم المعاصي وأغرقتم البدع في أوحالها.
4) أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها.
5) خطورة تعرض الإنسان للفتن.
6) حال كثير منا يلعب في مقابل ما يبذله هؤلاء الضلال.
فبعد هذا الرحلة أحط قلمي كما حططت رحلي؛ هذا وأسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 20 رمضان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 15 يونيو سنة 2017 ف
تعليق