هل يشترط ختم القرآن في صلاة التراويح؟
لمشرف التصفية الشيخ حسن بوقليل -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
من مسائل المتعلقة بصلاة (التراويح):
هل يشترط ختم القرآن في صلاة التراويح؟
1. عند المالكية:
جاء في "المدونة" (1/ 28: "وقال مالك: وليس ختم القرآن في رمضان بسنة للقيام"، ولعلَّ إمامنا مالكًا - رحمه الله - قصد التزام الختم واشتراطه.
وقال الأبي: "الختم ليس بسنة ما لم يكن العرف الختم، كالعرف اليوم في مساجد تونس؛ فلا بد من الختم حتَّى لو كان الإمام لا يحفظ فيستأجر من يحفظ؛ لأنَّ العرف كالشَّرط". نقلا عن "مواهب الجليل" للحطاب (2/ 71).
والمشهور من المذهب أنَّ الختم سنَّة، قال خليل في "المختصر" (ص 39): "والختم فيها، وسورة تجزئ"، "فالمستحب أن يسمع الناسَ جميع القرآن في صلاة التراويح إن رضوا بذلك" "حاشية العدوي على الدردير" (1/ 462).
2. عند الحنفية:
يستحب عند الحنفية الختم مرة في رمضان، وقيل ثلاث مرات؛ في كل عشر ختمة، وقيل: يختم ليلة سبع وعشرين.
ونصوا على أنه لا يترك الختم لكسل القوم، كما هو حالنا اليوم، والله المستعان.
انظر: "فتح القدير" لابن الهمام (1/ 469)، و"حاشية ابن عابدين" (2/ 46).
3. الشافعية:ذهب الشافعية إلى استحباب ختم جميع القرآن في التراويح في الشَّهر كلِّه.
سئل ابن الصلاح عن رجلين صلَّى أحدهما التَّراويح في جميع شهر رمضان بالفاتحة وسورة الإخلاص ثلاث مرَّاتٍ في كلِّ ركعة، والآخر صلى التراويح في جميع الشهر بجميع القرآن العظيم فأيهما أفضل صلاة؟
فأجاب: "صلاة الثاني أفضل؛ فإنها أشبه بالسنة، وبفعل أئمَّة التراويح في عهد القدوة في التراويح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ومن بعده من أئمة السلف والخلف - رضي الله عنهم -". "فتاوى ابن الصلاح" (ص 249).
4. الحنابلة:
ذهب الحنابلة أيضا إلى استحباب الختم في التراويح، وأن لا يزيد على ختمة حتى لا يشق على المصلين.
انظر: "الفروع" لابن مفلح (2/ 375)، و"الإنصاف" للمرداوي (2/ 184).
ولا شك أن قراءة القرآن من أفضل القربات إلى الله - عز وجل -، فلا أقل من أن يسمع المسلم كلام الله تعالى مرة في السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأمَّا قراءة القرآن في التَّراويح فمستحبٌّ باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمع المسلمون كلام الله؛ فإنَّ شهر رمضان فيه نزل القرآن، وفيه كان جبريل يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن". "المجموع" (23/ 122).
ثم إن الناس زهدوا في سماع كلام الله - عز وجل - كله في هذا الشهر المبارك، فآثروا الدعة والكسل على القيام، بحجة أن الإمام يطيل الصلاة! وأي إطالة في دقائق معدودة يزيدها المصلي في قيامه؟!
لهذا وجدنا ناسا تهجر المساجد القريبة، وبعضهم قد يسير مسافة قصر، ليحصل إماما يقرأ شيئا يسيرا من القرآن، أو له صوت حسن يعين على الخشوع، ... وغفلوا عن مثل قول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "لِيُصَلِّ الرَّجُلُ فِي المَسْجِدِ الَّذِي يَلِيهِ، وَلا يَتَّبعِ المساجِدَ".
وقد سئل الشيخ الفوزان - سلمه الله من كل مكروه - عن تتبع المساجد فقال: "هذه فوضى".
فنسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفقنا لقيام رمضان إيمانا واحتسابا، وأن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر، فينال عظيم الأجر.
لمشرف التصفية الشيخ حسن بوقليل -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
من مسائل المتعلقة بصلاة (التراويح):
هل يشترط ختم القرآن في صلاة التراويح؟
1. عند المالكية:
جاء في "المدونة" (1/ 28: "وقال مالك: وليس ختم القرآن في رمضان بسنة للقيام"، ولعلَّ إمامنا مالكًا - رحمه الله - قصد التزام الختم واشتراطه.
وقال الأبي: "الختم ليس بسنة ما لم يكن العرف الختم، كالعرف اليوم في مساجد تونس؛ فلا بد من الختم حتَّى لو كان الإمام لا يحفظ فيستأجر من يحفظ؛ لأنَّ العرف كالشَّرط". نقلا عن "مواهب الجليل" للحطاب (2/ 71).
والمشهور من المذهب أنَّ الختم سنَّة، قال خليل في "المختصر" (ص 39): "والختم فيها، وسورة تجزئ"، "فالمستحب أن يسمع الناسَ جميع القرآن في صلاة التراويح إن رضوا بذلك" "حاشية العدوي على الدردير" (1/ 462).
2. عند الحنفية:
يستحب عند الحنفية الختم مرة في رمضان، وقيل ثلاث مرات؛ في كل عشر ختمة، وقيل: يختم ليلة سبع وعشرين.
ونصوا على أنه لا يترك الختم لكسل القوم، كما هو حالنا اليوم، والله المستعان.
انظر: "فتح القدير" لابن الهمام (1/ 469)، و"حاشية ابن عابدين" (2/ 46).
3. الشافعية:ذهب الشافعية إلى استحباب ختم جميع القرآن في التراويح في الشَّهر كلِّه.
سئل ابن الصلاح عن رجلين صلَّى أحدهما التَّراويح في جميع شهر رمضان بالفاتحة وسورة الإخلاص ثلاث مرَّاتٍ في كلِّ ركعة، والآخر صلى التراويح في جميع الشهر بجميع القرآن العظيم فأيهما أفضل صلاة؟
فأجاب: "صلاة الثاني أفضل؛ فإنها أشبه بالسنة، وبفعل أئمَّة التراويح في عهد القدوة في التراويح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ومن بعده من أئمة السلف والخلف - رضي الله عنهم -". "فتاوى ابن الصلاح" (ص 249).
4. الحنابلة:
ذهب الحنابلة أيضا إلى استحباب الختم في التراويح، وأن لا يزيد على ختمة حتى لا يشق على المصلين.
انظر: "الفروع" لابن مفلح (2/ 375)، و"الإنصاف" للمرداوي (2/ 184).
ولا شك أن قراءة القرآن من أفضل القربات إلى الله - عز وجل -، فلا أقل من أن يسمع المسلم كلام الله تعالى مرة في السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وأمَّا قراءة القرآن في التَّراويح فمستحبٌّ باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمع المسلمون كلام الله؛ فإنَّ شهر رمضان فيه نزل القرآن، وفيه كان جبريل يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن". "المجموع" (23/ 122).
ثم إن الناس زهدوا في سماع كلام الله - عز وجل - كله في هذا الشهر المبارك، فآثروا الدعة والكسل على القيام، بحجة أن الإمام يطيل الصلاة! وأي إطالة في دقائق معدودة يزيدها المصلي في قيامه؟!
لهذا وجدنا ناسا تهجر المساجد القريبة، وبعضهم قد يسير مسافة قصر، ليحصل إماما يقرأ شيئا يسيرا من القرآن، أو له صوت حسن يعين على الخشوع، ... وغفلوا عن مثل قول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "لِيُصَلِّ الرَّجُلُ فِي المَسْجِدِ الَّذِي يَلِيهِ، وَلا يَتَّبعِ المساجِدَ".
وقد سئل الشيخ الفوزان - سلمه الله من كل مكروه - عن تتبع المساجد فقال: "هذه فوضى".
فنسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفقنا لقيام رمضان إيمانا واحتسابا، وأن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر، فينال عظيم الأجر.