بسم الله الرحمن الرحيم
لا يستوي الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر
والآمرون بالمنكر الناهون عن المعروف
للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله .
لا يستوي الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر
والآمرون بالمنكر الناهون عن المعروف
للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله .
24/06/1438هـ.ـ.
والصراع قائم بين هذه الكثرة الكاثرة والقلة القليلة الماكرة، فلا يستوي من يدعو إلى النجاة ومن يدعو إلى النار، كما قال الله عز وجل عن مؤمن آل فرعون: {وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}، وفي حديث حذيفة الذي سأل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر، قال فيه: «فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نعم، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» رواه البخاري (3606) ومسلم (4784)، ولا يستوي من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ومن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، قال الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وقال قبل ذلك: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، ولا يستوي من يدعو إلى الصلاح والإصلاح ومن يدعو إلى الفساد والإفساد، قال الله عز وجل: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}، وقال: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}، وقال: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}، في آيتين من سورة الأعراف، وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}، ولا يستوي من يدعو إلى الأخذ بأسباب السلامة ومن يدعو إلى الأخذ بأسباب الهلاك، قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}، وقال: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}، ولا يستوي من يسعى لسلامة السفينة وركابها ومن يسعى لخرقها وإغراقها بمن فيها، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا» رواه البخاري (2493)، ولا يستوي من يدعو إلى الهدى ومن يدعو إلى الضلال؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» رواه مسلم (6804)، ولا يستوي من يعلم الحق ويعمل به ويدعو إليه ومن هو جاهل به أو يعلمه ولا يعمل به، قال الله عز وجل: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ}، وقال الشاعر:
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ولا يستوي من يدعو إلى الاستقامة على الصراط المستقيم ومن يدعو إلى الانحراف والميل العظيم؛ كما قال الله عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}، وقال: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، ولا يستوي من يدعو إلى اتباع الشريعة ومن يدعو إلى اتباع الأهواء؛ قال الله عز وجل: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (1 إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}، وقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، وقال: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، وقال: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، ولا يستوي من يدعو إلى اتباع المنعم عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ومن يدعو إلى اتباع المغضوب عليهم والضالين؛ قال الله عز وجل: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، وجاء في الحديث بيان أن المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى، انظر تخريجه ومن صححه من العلماء في «السلسة الصحيحة» للألباني رحمه الله (3263).وسبق أن كتبت كلمة بعنوان: «نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها» نشرت في 20/8/1431هـ، وكلمة بعنوان: «لا يليق بأهل المجد أن يكونوا مستنداً للتغريبيين الماكرين بمجدهم» نشرت في 7/2/1432هـ، وكلمة بعنوان: «إيقاف زحف التغريبيين لتدمير بلاد الحرمين مسئولية ولاة أمرها من العلماء والأمراء» نشرت في 27/12/1435هـ، وكلمة بعنوان: «تحذير الشعب السعودي الأبي المحافظ من فتن أعدائه التغريبيين الماكرين به وبدولته» نشرت في 29/2/1436هـ، وكلمة بعنوان: «التغريبيون يواصلون زحفهم لانفلات النساء في بلاد الحرمين» نشرت في 20/2/1437هـ.وأسأل الله عز وجل أن يثبت الكثرة الكاثرة في هذه البلاد على الهدى وأن يزيدهم هدى، وأن يهدي القلة القليلة ويسلّمهم من الضلال ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن تبقى هذه البلاد على السلامة والاستقامة متمسكة بالحق والهدى، وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر: الموقع الرسمي للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله .
http://al-abbaad.com/articles/270469
http://al-abbaad.com/articles/270469