بسم الله الرحمن الرحيم
التغريبيون يطمعون بدمج
«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»
بوزارة الشؤون الإسلامية
الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله
15/06/1438هـ.التغريبيون يطمعون بدمج
«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»
بوزارة الشؤون الإسلامية
الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فغير خاف على الخاص والعام أن من خصائص الدولة السعودية ــ حرسها الله ووفقها لما فيه رضاه ــ تميزها على غيرها من الدول الإسلامية بوجود جهاز من أجهزتها هو جهاز «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» فيه الشرف لها، بل هو من أهم أسباب قيامها وبقائها، وسبق أن كتبت رسالة بعنوان: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها» طبعت في عام 1430هـ، وقد حصل في عهد الملك عبدالله رحمه الله أمور منكرة بمكر التغريبيين، من أبرزها انفلات النساء بكشف وجوههن واختلاطهن بالرجال، لاسيما في مجلس الشورى ووسائل الإعلام وغير ذلك، وبعد إساءتهم إلى عهد الملك عبدالله رحمه الله سعوا جاهدين في الإساءة إلى عهد الملك سلمان حفظه الله، ومن ذلك سعيهم لإصدار تنظيم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه إضعافها وذهاب هيبتها، وقد كتبت بمناسبته كلمة بعنوان: «التغريبيون المتبعون للشهوات يريدون أن تميل هذه البلاد ميلا عظيما» نشرت في 14/7/1437هـ، قلت في ختامها: «ولا شك أن بقاء الهيئة على أعمالها وهيبتها التي كانت عليها من قبل فيه مصلحة الراعي والرعية، والمأمول من خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله لما اتصف به من حزم وعزم إعادة النظر في هذا التنظيم وإعادة الهيئة إلى ما كانت عليه من جد ونشاط وهيبة، لا أن تكون مجرد هيئة بلاغات رسمية للشرطة وإدارة مكافحة المخدرات».
وكل غيور على هذه البلاد ناصح للرعاة والرعية فيها يأمل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله تحقيق هذا المطلب لما فيه من الخير والسلامة لهذه البلاد حكومة وشعباً.
وأما التغريبيون الساعون لإصدار هذا التنظيم فلم يكفهم صدوره بل يطمعون بزوال هذا الجهاز العظيم وأن يكون جزءا من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، فقد نشرت صحيفة مكة في 10/5/1438هـ تحت عنوان: «توصية شورية بدمج الأمر بالمعروف مع الشؤون الإسلامية» ما يلي: «تقدم 3 من أعضاء مجلس الشورى أمس رسميا بتوصية تدعو إلى دمج الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في خطوة متوافقة مع اختصاص مؤسسة الحسبة عقب اعتماد التنظيم الجديد لها الذي أحال اختصاص ضبط ومباشرة المخالفات لمراكز الشرط ومكافحة المخدرات، وينتظر أن تخضع لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية التوصية للنقاش خلال استكمال دراستها لملاحظات الأعضاء على التقرير السنوي للهيئة الذي عرض أمس أمام جلسة عامة، وعلمت «مكة» أن توصية الأعضاء عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان، واللواء علي التميمي، تنص على (العمل على إعداد دراسة لتطوير أوضاع هيئة الأمر بالمعروف ودمجها بالشؤون الإسلامية)».
والصراع في هذه البلاد قائم بين الغيورين الناصحين الساعين لما فيه الصلاح والإصلاح وهم الكثرة الكاثرة، والتغريبين الساعين لما فيه الفساد والإفساد وهم قلة قليلة، وصديق الدولة السعودية من يدعو إلى ما فيه سلامتها وبقاؤها، وعدوها من يسعى إلى خلاف ذلك.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد من كل شر وأن يكبت كل من أرادها بسوء، وأن يرد كيده في نحره، وأن يوفق ولاة الأمر فيها وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك سلمان ــ حفظه الله ــ لكل ما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر : الموقع الرسمي
للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله
http://al-abbaad.com/articles/499282