بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا جزء استللته من بحث لي - يسر الله إتمامه - بعنوان ((تحذير أهل الإيمان من التشبه بالنسوان)).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)) أخرجه الشيخان.
وعن سهل بن سعد الساعدي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فليسبح الرجال وليصفح النساء)) أخرجه الشيخان.
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((تلبيس إبليس)): ((والتصفيق منكر يطرب ويخرج عن الاعتدال وتتنزه عن مثله العقلاء ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت من التصدية وهي التي ذمهم الله عز وجل بها فقال: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} فالمكاء الصفير والتصدية التصفيق أخبرنا عبد الوهاب الحافظ نا أبو الفضل بن حيرون نا أبو علي بن شاذان نا احمد بن كامل ثنى محمد بن سعد ثنى أبي ثني عمى عن أبيه عن جده عن ابن عباس الامكاء يعني التصفير وتصدية يقول التصفيق.
ثم قال رحمه الله: وفيه أيضا تشبه بالنساء والعاقل يأنف من أن يخرج عن الوقار إلى أفعال الكفار والنسوة)) اهـ.
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله في ((قواعد الأحكام)): ((وقد حرم بعض العلماء التصفيق على الرجال بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما التصفيق للنساء)). ولعن عليه الصلاة والسلام ((المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء)) اهـ.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إغاثة اللهفان)): ((والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا)) اهـ.
وقالت اللجنة الدائمة كما في ((الفتاوى)): ((لا ينبغي هذا التصفيق، وأقل أحواله الكراهة الشديدة لكونه من خصال الجاهلية ولأنه أيضاً من خصائص النساء للتنبيه في الصلاة عند السهو)) اهـ.
وقال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)): ((لأن التشبه بالنساء حرام على الرجال والمتشبه بهن ملعون واللعن لا يكون إلا على كبيرة من الكبائر وفيما قاله هؤلاء كفاية في بيان قبح التصفيق من الرجال وذم من يتعاطى ذلك منهم)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)): ((وكثير منهم يصفقون في الأندية والمجتمعات عند التعجب واستحسان المقالات فيتشبهون بكفار قريش وبطوائف الإفرنج في زماننا وغيرهم من أمم الكفر والضلال ويتشبهون أيضًا بالنسوان لأن التصفيق من أفعالهن في الصلاة إذا ناب الإمام شيء فيها)) اهـ.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله في ((مجموع فتاوى)): ((ويشرع التصفيق للنساء خاصة إذا نابهن شيء في الصلاة أو كن مع الرجال فسهى الإمام في الصلاة فإنه يشرع لهن التنبيه بالتصفيق أما الرجال فينبهونه بالتسبيح كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم أن التصفيق من الرجال فيه تشبه بالكفرة وبالنساء وكلا ذلك منهي عنه. والله ولي التوفيق)) اهـ.
هذا ما تم جمعه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 6 جمادى الآخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 5 مارس سنة 2017 ف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا جزء استللته من بحث لي - يسر الله إتمامه - بعنوان ((تحذير أهل الإيمان من التشبه بالنسوان)).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)) أخرجه الشيخان.
وعن سهل بن سعد الساعدي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فليسبح الرجال وليصفح النساء)) أخرجه الشيخان.
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((تلبيس إبليس)): ((والتصفيق منكر يطرب ويخرج عن الاعتدال وتتنزه عن مثله العقلاء ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت من التصدية وهي التي ذمهم الله عز وجل بها فقال: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} فالمكاء الصفير والتصدية التصفيق أخبرنا عبد الوهاب الحافظ نا أبو الفضل بن حيرون نا أبو علي بن شاذان نا احمد بن كامل ثنى محمد بن سعد ثنى أبي ثني عمى عن أبيه عن جده عن ابن عباس الامكاء يعني التصفير وتصدية يقول التصفيق.
ثم قال رحمه الله: وفيه أيضا تشبه بالنساء والعاقل يأنف من أن يخرج عن الوقار إلى أفعال الكفار والنسوة)) اهـ.
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله في ((قواعد الأحكام)): ((وقد حرم بعض العلماء التصفيق على الرجال بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما التصفيق للنساء)). ولعن عليه الصلاة والسلام ((المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء)) اهـ.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إغاثة اللهفان)): ((والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا)) اهـ.
وقالت اللجنة الدائمة كما في ((الفتاوى)): ((لا ينبغي هذا التصفيق، وأقل أحواله الكراهة الشديدة لكونه من خصال الجاهلية ولأنه أيضاً من خصائص النساء للتنبيه في الصلاة عند السهو)) اهـ.
وقال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)): ((لأن التشبه بالنساء حرام على الرجال والمتشبه بهن ملعون واللعن لا يكون إلا على كبيرة من الكبائر وفيما قاله هؤلاء كفاية في بيان قبح التصفيق من الرجال وذم من يتعاطى ذلك منهم)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)): ((وكثير منهم يصفقون في الأندية والمجتمعات عند التعجب واستحسان المقالات فيتشبهون بكفار قريش وبطوائف الإفرنج في زماننا وغيرهم من أمم الكفر والضلال ويتشبهون أيضًا بالنسوان لأن التصفيق من أفعالهن في الصلاة إذا ناب الإمام شيء فيها)) اهـ.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله في ((مجموع فتاوى)): ((ويشرع التصفيق للنساء خاصة إذا نابهن شيء في الصلاة أو كن مع الرجال فسهى الإمام في الصلاة فإنه يشرع لهن التنبيه بالتصفيق أما الرجال فينبهونه بالتسبيح كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم أن التصفيق من الرجال فيه تشبه بالكفرة وبالنساء وكلا ذلك منهي عنه. والله ولي التوفيق)) اهـ.
هذا ما تم جمعه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 6 جمادى الآخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 5 مارس سنة 2017 ف
تعليق