قال العلامة المسند الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رحمه الله كما في سيرته (1/81-82): الجدول الدراسي أثناء الطلب:
كان جدولنا اليومي في الغالب على النحو التالي:
يقوم الإنسان من منامه قبل أذان الفجر، على النحو التالي:
أولا: بعد صلاة الفجر، نتحلق في المسجد المسوكف لدى شيخنا قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد بن مانع، رحمه الله، نقرأ عليه درسا في الحديث أو في الفقه أو في العقيدة، ثم بعدما تطلع الشمس وترتفع ينتهي هذا الدرس، والغالب أن الموجودين يصلون ركعتي الضحى، وبعد ذلك ننطلق إلى مسجد الجامع لحضور دروس شيخنا ابن سعدي، لأن مواعيد جلسته مقرر بعد الشمس بساعة كاملة سواء في الصيف أو في الشتاء، ما عدا يومي: الثلاثاء والجمعة، فنقرأ عليه درسا؛ بل دروسا في الحديث أو الفقه أو العقيدة أو النحو، وبعد هذا الدرس ننصرف ونتهيأ للدروس المستقبلة، وقبل أذان الظهر بنصف ساعة تقريبا نذهب للقيلولة.
ثانيا: إذا أذن الظهر، انطلقنا إلى مسجد القاع للصلاة، ثم الدرس لدى شيخنا سليمان العمري، ونقرأ عليه في شرح الطحاوية، ثم ننطلق إلى دروس شيخنا السعدي في مسجد الجامع، كل هذا قبل العصر.
ثالثا: بعد صلاة العصر، جلسة خفيفة لدى الشيخ السعدي أيضا، في صحيح مسلم وغيره.
رابعا: بعد صلاة المغرب، لدى الشيخ ابن سعدي جلسة عامة في التفسير.
خامسا: بعد صلاة العشاء في غرفة المسجد، حيث نجتمع نحن كبار الطلبة، ونتذكر دروس الغد، ونشرب الشاهي، ونتناول بعض الحاجات.
هذا غالب جدولنا.
قلت (عزالدين): فكيف حال جدولنا وما هو برنامج يومنا وكيف نقضيه وما هو الخير الذي نجنيه، أنا أسأل نفسي وأسألكم ولكل منا جواب؛ فحرصوا إخواني على أوقاتكم واشغلوا أنفسكم بطلب العلم تفلحوا، وكما قيل: النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فعندما قرأت هذا الكلام تذكرت برنامج النووي رحمه الله؛ فما هو برنامجه بارك الله فيكم.
قال تلميذه ابن العطار رحمه الله في ((تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين)): ((وذكر لي الشيخ -قدَّس الله روحه- قال: "كنتُ أقرأ كلَّ يومِ اثنتي عشر درساً على المشايخِ؛ شرحاً وتصحيحاً: درسين في "الوسيط"، ودرساً في "المهذَّب"، ودرساً في "الجمع بين الصحيحين"، ودرساً في "صحيح مسلم"، ودرساً في "اللمع" لابن جُنِّي في النحو، ودرساً في "إصلاح المنطق" لابن السِّكِّيت في اللغة، ودروساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه؛ تارة في "اللمع" لأبي إسحاق، وتارة في "المنتخب" لفخر الدين الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين" (فهذه احد عشر).
قال: "وكنتُ أعلِّق جميع ما يتعلق بها؛ من شرح مُشْكِل، ووضوح عبارة، وضبط لغة".
قال: "وبارك الله لي في وقتي، واشتغالي، وأعانني عليه".
قال: "وخطر لي الاشتغال بعلم الطب، فاشتريتُ كتاب "القانون" فيه، وعزمتُ على الاشتغال فيه، فأظلم عليَّ قلبي، وبقيتُ أياماً/ لا أقدر على الاشتغال بشيءٍ، ففكرتُ في أمري، ومن أين دخل عليَّ الداخل، فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطبِّ، فبِعْتُ في الحال الكتاب المذكور، وأخرجتُ من بيتي كلَّ ما يتعلق بعلم الطب، فاستنار قلبي، ورجع إليَّ حالي، وعدتُ إلى ما كنتُ عليه أولًا)) اهـ.
أقول: بارك الله فيكم؛ فتشبه إن لم تكون مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
كتبه: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار.
كان جدولنا اليومي في الغالب على النحو التالي:
يقوم الإنسان من منامه قبل أذان الفجر، على النحو التالي:
أولا: بعد صلاة الفجر، نتحلق في المسجد المسوكف لدى شيخنا قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد بن مانع، رحمه الله، نقرأ عليه درسا في الحديث أو في الفقه أو في العقيدة، ثم بعدما تطلع الشمس وترتفع ينتهي هذا الدرس، والغالب أن الموجودين يصلون ركعتي الضحى، وبعد ذلك ننطلق إلى مسجد الجامع لحضور دروس شيخنا ابن سعدي، لأن مواعيد جلسته مقرر بعد الشمس بساعة كاملة سواء في الصيف أو في الشتاء، ما عدا يومي: الثلاثاء والجمعة، فنقرأ عليه درسا؛ بل دروسا في الحديث أو الفقه أو العقيدة أو النحو، وبعد هذا الدرس ننصرف ونتهيأ للدروس المستقبلة، وقبل أذان الظهر بنصف ساعة تقريبا نذهب للقيلولة.
ثانيا: إذا أذن الظهر، انطلقنا إلى مسجد القاع للصلاة، ثم الدرس لدى شيخنا سليمان العمري، ونقرأ عليه في شرح الطحاوية، ثم ننطلق إلى دروس شيخنا السعدي في مسجد الجامع، كل هذا قبل العصر.
ثالثا: بعد صلاة العصر، جلسة خفيفة لدى الشيخ السعدي أيضا، في صحيح مسلم وغيره.
رابعا: بعد صلاة المغرب، لدى الشيخ ابن سعدي جلسة عامة في التفسير.
خامسا: بعد صلاة العشاء في غرفة المسجد، حيث نجتمع نحن كبار الطلبة، ونتذكر دروس الغد، ونشرب الشاهي، ونتناول بعض الحاجات.
هذا غالب جدولنا.
قلت (عزالدين): فكيف حال جدولنا وما هو برنامج يومنا وكيف نقضيه وما هو الخير الذي نجنيه، أنا أسأل نفسي وأسألكم ولكل منا جواب؛ فحرصوا إخواني على أوقاتكم واشغلوا أنفسكم بطلب العلم تفلحوا، وكما قيل: النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فعندما قرأت هذا الكلام تذكرت برنامج النووي رحمه الله؛ فما هو برنامجه بارك الله فيكم.
قال تلميذه ابن العطار رحمه الله في ((تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين)): ((وذكر لي الشيخ -قدَّس الله روحه- قال: "كنتُ أقرأ كلَّ يومِ اثنتي عشر درساً على المشايخِ؛ شرحاً وتصحيحاً: درسين في "الوسيط"، ودرساً في "المهذَّب"، ودرساً في "الجمع بين الصحيحين"، ودرساً في "صحيح مسلم"، ودرساً في "اللمع" لابن جُنِّي في النحو، ودرساً في "إصلاح المنطق" لابن السِّكِّيت في اللغة، ودروساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه؛ تارة في "اللمع" لأبي إسحاق، وتارة في "المنتخب" لفخر الدين الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين" (فهذه احد عشر).
قال: "وكنتُ أعلِّق جميع ما يتعلق بها؛ من شرح مُشْكِل، ووضوح عبارة، وضبط لغة".
قال: "وبارك الله لي في وقتي، واشتغالي، وأعانني عليه".
قال: "وخطر لي الاشتغال بعلم الطب، فاشتريتُ كتاب "القانون" فيه، وعزمتُ على الاشتغال فيه، فأظلم عليَّ قلبي، وبقيتُ أياماً/ لا أقدر على الاشتغال بشيءٍ، ففكرتُ في أمري، ومن أين دخل عليَّ الداخل، فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطبِّ، فبِعْتُ في الحال الكتاب المذكور، وأخرجتُ من بيتي كلَّ ما يتعلق بعلم الطب، فاستنار قلبي، ورجع إليَّ حالي، وعدتُ إلى ما كنتُ عليه أولًا)) اهـ.
أقول: بارك الله فيكم؛ فتشبه إن لم تكون مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
كتبه: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار.