الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فقد تعجب لمن له باب خير مفتوح فيتمني إغلاقه.
هذه همسة لمن أراد أن يلقي أحد والديه أو كلاهما في دار العجزة والمسنين أو من يتمني موت أحدهما أو كلاهما.
تأمل يا مسكين في قول إياس بن معاوية رحمه الله.
لما ماتت أم إياس بن معاوية بكى فقيل ما يبكيك يا أبا واثلة.
قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما).
والوالدان بابان مفتوحان من الجنة كما جاء الخبر عن خير البشر صلى الله عليه وعلى وآله وسلم.
عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم.
قال: ((ارجع فبرها)).
ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم يا رسول الله.
قال: ((فارجع إليها فبرها)).
ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم يا رسول الله.
قال: ((ويحك الزم رجلها فثم الجنة)).
أخرجه ابن ماجة في ((السنن)) وأبو نعيم الأصبهاني في ((معرفة الصحابة)) وغيرهما مختصرا وصححه الألباني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم: ((الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فحافظ على الباب أو ضيع)).
أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وصححه الألباني.
فيا من يريد إرضاء نفسه أو زوجه، كيف تتمني قفل باب كبير من أبواب الخير؟
كيف تضيع هذا الخير لحفنه ترثها من وسخ الدنيا؟
أنت مغبون؛ لأنك تبيع دينك بعرض زائل من الدنيا، والأدهى من ذلك من يبيع دينه ليرضي زوجته.
{ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران، آية: 185].
وأبشر يا من تحرص على رضي والديك برضي ربك عليك.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: ((رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ)).
أخرجه الترمذي في ((الجامع)) والحاكم في ((المستدرك)) وفي رواية أخرجها البيهقي في ((شعب الإيمان)) بلفظ ((رِضَا اللهِ مِنْ رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللهِ مِنْ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ)).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
والقاعدة تقول: إن الأجر على قدر المشقة.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 15 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 يونيو سنة 2016 م
أما بعد :
فقد تعجب لمن له باب خير مفتوح فيتمني إغلاقه.
هذه همسة لمن أراد أن يلقي أحد والديه أو كلاهما في دار العجزة والمسنين أو من يتمني موت أحدهما أو كلاهما.
تأمل يا مسكين في قول إياس بن معاوية رحمه الله.
لما ماتت أم إياس بن معاوية بكى فقيل ما يبكيك يا أبا واثلة.
قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما).
والوالدان بابان مفتوحان من الجنة كما جاء الخبر عن خير البشر صلى الله عليه وعلى وآله وسلم.
عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم.
قال: ((ارجع فبرها)).
ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم يا رسول الله.
قال: ((فارجع إليها فبرها)).
ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
قال: ((ويحك أحية أمك)).
قلت: نعم يا رسول الله.
قال: ((ويحك الزم رجلها فثم الجنة)).
أخرجه ابن ماجة في ((السنن)) وأبو نعيم الأصبهاني في ((معرفة الصحابة)) وغيرهما مختصرا وصححه الألباني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم: ((الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فحافظ على الباب أو ضيع)).
أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وصححه الألباني.
فيا من يريد إرضاء نفسه أو زوجه، كيف تتمني قفل باب كبير من أبواب الخير؟
كيف تضيع هذا الخير لحفنه ترثها من وسخ الدنيا؟
أنت مغبون؛ لأنك تبيع دينك بعرض زائل من الدنيا، والأدهى من ذلك من يبيع دينه ليرضي زوجته.
{ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران، آية: 185].
وأبشر يا من تحرص على رضي والديك برضي ربك عليك.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: ((رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ)).
أخرجه الترمذي في ((الجامع)) والحاكم في ((المستدرك)) وفي رواية أخرجها البيهقي في ((شعب الإيمان)) بلفظ ((رِضَا اللهِ مِنْ رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللهِ مِنْ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ)).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
والقاعدة تقول: إن الأجر على قدر المشقة.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 15 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 يونيو سنة 2016 م