الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فقصيدة الطريدة انتشرت وذاع صيتها فكُتِبت في المنتديات وتغنى بها الشعراء وأذيعت في القنوات، ومن هذه القنوات التي تذاع فيها هذه القصيدة صباح مساء قناة النبأ الليبية والقائمون عليها عندهم خلل في المنهج القويم والصراط المستقيم.
وصاحب القصيدة هو الشاعر عبد الرحمن بن يوسف القرضاوي، إعلامي مصري ابن داعية الضلالة يوسف القرضاوي وهو عضو مؤسس في عدد من الحركات السياسية المعارضة لنظام حسني مبارك رئيس مصر السابق، وكتب ضده العديد من المقالات والقصائد، حتى لقب بـ (شاعر الثورة) نسبة إلى ثورة 25 يناير التي كان واحدًا ممن دعوا إليها ونظموا فعالياتها وشاركوا في إنجاحها ، ومن قصائده قصيدة الطريدة يقول فيها:
حَيِّ الشُّعُوبَ تَقُودُ اليَوْمَ قَائِدَهَا ***تُزيحُ ظُلْمَةَ لَيْلٍ كَي تَرى غَدَهَا
لَمْ تَخْشَ سَيْفًا، ولَمْ تَعْبَأْ بِحَامِلِه *** فَأَحْجَمَ السَّيْفُ خَوْفًا حينَ شَاهَدَهَا
مَعْ كُلِّ نَائِبَةٍ للأَرْضِ تُبْصِرُهُمْ *** مَعْ أَنَّهُمْ أُشْرِبُوا غَدْرًا مَكَائِدَهَا!
قَدْ كَسَّرَتْ صَنَمًا، واسْتَنْهَضَتْ هِمَمًا *** واسْتَعْذَبَتْ أَلَمًا، كَي لا يُطَارِدَهَا
ثُوَّارُنَا بُسَطَاءُ النَّاسِ قَدْ بَذَلوا *** مَعْ أَنَّهُمْ حُرِمُوا دَوْمًا مَوَائِدَهَا!
شَبيبَةٌ حُرِّرَتْ مِنْ كُلِّ مَنْقَصَةٍ *** قَدْ وَدَّعَتْ لَيْلَهَا، والصُّبْحُ وَاعَدَهَا
قُلْ للذي قَدْ طَغَى أُخْزيتَ مِنْ صَنَمٍ *** بِذُلِّ أُمَّتِنَا أَخْرَجْتَ مَارِدَهَا
اللهُ سَطَّرَ أَنَّ الأَرْضَ قَادِرَةٌ *** فَهَلْ سَيَجْرُؤُ عِلْجٌ أَنْ يُعَانِدَهَا؟
دَرْسٌ من اللهِ للإِنْسَانِ عِبْرَتُه *** أَنَّ الفَرِيسَةَ قَدْ تَصْطَادُ صَائِدَهَا!
هذه القصيدة دعوة إلى الخروج على ولاة الأمر، وهي خلاف ما رسمه النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الذي أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم: ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه)) والحديث صححه الألباني رحمه الله في ((ظلال الجنة)) هذا هو منهج التعامل في النصيحة لولاة الأمر.
أما الخطب الحماسية والمواعظ النارية والشعارات الزائفة فهي تجر الأمة لمنزلق خطير، وما حل في الدول التي اجتاحها ربيع الشؤم بخاف عنا، فتن تموج موج البحر، من سفك للدماء وانتهاك للأعراض ونهب للأموال وترويع للآمنين وتعطل مصالح البلاد والعباد، حتى بات الطفل الصغير والمرأة العجوز والرجل الجاهل يدرك تمام الإدراك خطورة الخروج على الحكام، وكما قيل: (الفتنة إذا أقبلت عرفها كلُّ عالم، وإذا أدبرت عرفها كلُّ جاهل).
وهذا الدرس العملي أبلغ وقعا عند كثير من الهمج الرعاع من تنظير العلماء وأقوال أهل العلم المدعمة بكلام الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
فلا تغمض عينك وتقفل قلبك وتسلمه لسفهاء الأحلام، {ولتستبين سبيل المجرمين} فكن على حذر منهم، والمحذرَ من شرهم، هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 15 ذي القعدة 1436هـ
الموافق لـ: 30 أغسطس سنة 2015 م
أما بعدُ:
فقصيدة الطريدة انتشرت وذاع صيتها فكُتِبت في المنتديات وتغنى بها الشعراء وأذيعت في القنوات، ومن هذه القنوات التي تذاع فيها هذه القصيدة صباح مساء قناة النبأ الليبية والقائمون عليها عندهم خلل في المنهج القويم والصراط المستقيم.
وصاحب القصيدة هو الشاعر عبد الرحمن بن يوسف القرضاوي، إعلامي مصري ابن داعية الضلالة يوسف القرضاوي وهو عضو مؤسس في عدد من الحركات السياسية المعارضة لنظام حسني مبارك رئيس مصر السابق، وكتب ضده العديد من المقالات والقصائد، حتى لقب بـ (شاعر الثورة) نسبة إلى ثورة 25 يناير التي كان واحدًا ممن دعوا إليها ونظموا فعالياتها وشاركوا في إنجاحها ، ومن قصائده قصيدة الطريدة يقول فيها:
حَيِّ الشُّعُوبَ تَقُودُ اليَوْمَ قَائِدَهَا ***تُزيحُ ظُلْمَةَ لَيْلٍ كَي تَرى غَدَهَا
لَمْ تَخْشَ سَيْفًا، ولَمْ تَعْبَأْ بِحَامِلِه *** فَأَحْجَمَ السَّيْفُ خَوْفًا حينَ شَاهَدَهَا
مَعْ كُلِّ نَائِبَةٍ للأَرْضِ تُبْصِرُهُمْ *** مَعْ أَنَّهُمْ أُشْرِبُوا غَدْرًا مَكَائِدَهَا!
قَدْ كَسَّرَتْ صَنَمًا، واسْتَنْهَضَتْ هِمَمًا *** واسْتَعْذَبَتْ أَلَمًا، كَي لا يُطَارِدَهَا
ثُوَّارُنَا بُسَطَاءُ النَّاسِ قَدْ بَذَلوا *** مَعْ أَنَّهُمْ حُرِمُوا دَوْمًا مَوَائِدَهَا!
شَبيبَةٌ حُرِّرَتْ مِنْ كُلِّ مَنْقَصَةٍ *** قَدْ وَدَّعَتْ لَيْلَهَا، والصُّبْحُ وَاعَدَهَا
قُلْ للذي قَدْ طَغَى أُخْزيتَ مِنْ صَنَمٍ *** بِذُلِّ أُمَّتِنَا أَخْرَجْتَ مَارِدَهَا
اللهُ سَطَّرَ أَنَّ الأَرْضَ قَادِرَةٌ *** فَهَلْ سَيَجْرُؤُ عِلْجٌ أَنْ يُعَانِدَهَا؟
دَرْسٌ من اللهِ للإِنْسَانِ عِبْرَتُه *** أَنَّ الفَرِيسَةَ قَدْ تَصْطَادُ صَائِدَهَا!
هذه القصيدة دعوة إلى الخروج على ولاة الأمر، وهي خلاف ما رسمه النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الذي أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم: ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه)) والحديث صححه الألباني رحمه الله في ((ظلال الجنة)) هذا هو منهج التعامل في النصيحة لولاة الأمر.
أما الخطب الحماسية والمواعظ النارية والشعارات الزائفة فهي تجر الأمة لمنزلق خطير، وما حل في الدول التي اجتاحها ربيع الشؤم بخاف عنا، فتن تموج موج البحر، من سفك للدماء وانتهاك للأعراض ونهب للأموال وترويع للآمنين وتعطل مصالح البلاد والعباد، حتى بات الطفل الصغير والمرأة العجوز والرجل الجاهل يدرك تمام الإدراك خطورة الخروج على الحكام، وكما قيل: (الفتنة إذا أقبلت عرفها كلُّ عالم، وإذا أدبرت عرفها كلُّ جاهل).
وهذا الدرس العملي أبلغ وقعا عند كثير من الهمج الرعاع من تنظير العلماء وأقوال أهل العلم المدعمة بكلام الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
فلا تغمض عينك وتقفل قلبك وتسلمه لسفهاء الأحلام، {ولتستبين سبيل المجرمين} فكن على حذر منهم، والمحذرَ من شرهم، هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 15 ذي القعدة 1436هـ
الموافق لـ: 30 أغسطس سنة 2015 م