السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ طارق الكعبي في شرحه على نواقض الإسلام – في شرحه الناقض السادس)من استهزأ بشيء من دين الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو ثوابه، أو عقابه كفر):
" من السخرية : عدم الاهتمام بنصوص القرآن والسنة ...
وللأسف يقع من بعض الصالحين بأن يذكر آية أو حديث على حادثة لكن لاتكون موافقة لها ، مثل أنه يريد إضحاك الناس فينزل الآية تنزيلاً مبطلاً ، هذا كفر ردة لأنه استهزاء بالله عز وجل "...
إلى أن قال"ولو وجد الإنسان ذلك لابد من الإنكار على من فعله ويبين حكمه ويترك حتى يخوض في حديث غيره" اهـ بلفظه تقريباً
فمن باب النصيحة والتذكرة لنفسي وللمسلمين أقول:
للأسف وجدتُ ذلك سواء هاهنا في هذا المنتدي الطيب أو في غيره ،كأن يستشهد أحدٌ بآية أو حديث ولكن المعنى لا يُوافق الحادثة أو الموقف بل قد تكون الآيات شديدة الوعيد للكافرين مثلاً ، كقول الله تعالى (فانتظروا إني معكم من المنتظرين) فتفسير الآية الصحيح كما في تفسير السعدي:
}"فَانْتَظِرُوا } ما يقع بكم من العقاب، الذي وعدتكم به { إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } وفرق بين الانتظارين، انتظار من يخشى وقوع العقاب، ومن يرجو من اللّه النصر والثواب" اهـ
وإن كان القائل لا يقصد بذلك سخريةً ولا إضحاك الناس ولله الحمد ،لكن الأصل ألا نُنَزل آيات الله عز وجل وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم في غير مواضعها.
وكيف يُستشهَدُ بها ولايتبادر إلى العقل مقصد الله عز وجل منها ! الله أكبر! فمثل هذه الآيات مما يشيب له الولدان إذا ما تدبرها الإنسان وتفكر فيها!!ومما تقشعر منه الجلود من الخشية والخوف من الله ذي الجلال!وتوجل منه القلوب!!
وقد قال الله عز وجل" آمرًا بتدبر القرآن وتفهمه، وناهيا عن الإعراض عنه، فقال: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } أي: بل على قلوب أقفالها، فهي مُطْبَقَة لا يخلص إليها شيء من معانيه." ]تفسير بن كثير320/7].
فالواجب علينا تدبر آيات الله وفهم معانيها على مراد الله تبارك وتعالى وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفهمها على مراده صلى الله عليه وسلم ،ولنحذر أن نقع فيما يُحذر.
فياعباد الله! احذروا اللسان فإنه يورد المهالك !وانتبهوا وتذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (... ثم قال: (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله)) ،قلت: بلى يا رسول الله ،قال: ((كف عليك هذا ))وأشار إلى لسانه قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ،قال:((ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) جزء من الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل ،انظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني حديث رقم 2866.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم )). صحيح ،انظر مشكاة المصابيح للألباني حديث رقم 4813.
فكم من كلمة قيلت ولم نلقى لها بالا أي : (لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ وَلَا يَتَفَكَّر فِي عَاقِبَتهَا وَلَا يَظُنّ أَنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا ) [فتح الباري لابن حجر-باب حفظ اللسان(304/1]،فينبغى للمؤمن ألا يزهد فى قليل من الخير يأتيه، ولا يستقل قليلاً من الشر يجتنيه فيحسبه هينًا، وهو عند الله عظيم، فإن المؤمن لا يعلم الحسنة التى يرحمه الله بها، ولا يعلم السيئة التى يسخط الله عليه بها[ شرح ابن البطال 262/19]
سبحانك اللهم وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفركَ وأتوبُ إليك
تعليق