....
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً * عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا * رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ "
سورة"الأعراف"الآية (89)
((( المقدمة وفيها الباعث على الطرح )))
....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سـورة " آل عمران " الآيـة (102).
....
...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سـورة " النسـاء " الآيـة (1).
....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " سـورة "الأحزاب" الآيـة (70-71).
....
أما بعد
....إن مما لا يخفى أن الله تعالى خلق الخلق متفاوتون في الطبائع والرغبات، والعقول والقدرات، ابتلاء .أما بعد
....
....خلق الناس معادن : منهم الثمين النفيس، ومنهم الرخيص البئيس . منهم الصالح ومنهم الطالح .
....
....والمسلم معنيّ بإصلاح نفسه، وسعيه ابتداءًا في تحقيق نجاتها،بالابتعاد عن أسباب هلاكها، قبل اشتغاله بغيره من المخاطبين - كل بحسبه- تأويلاً لقوله تعالى : "والعصر إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقوتواصوا بالصبر" سورة "العصر" .
....
....فأخبر الله تعالى عن الناجين من الخسران بأنهم من تحققت فيهم هذه الخصال، فذكر سبحانه : تحقيقهم.للإيمان والعمل الصالح في أنفسهم، ثم دعوتهم لغيرهم، فالصبر على تبعاتها؛ اتباعا واحتسابا .
....
....ومن أدلة الباب العملية الموجبة الاتباع : ما صحّ من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألف الناس عموما " والسادة المطاعين في أقوامهم وأهل الجاه كأبي سفيان وعيينة بن حصن والأقرع بن حابسوأمثالهم، لعظيم أثرهم .
....
....وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية– رحمه الله تعالى : " ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماًويهجر آخرين كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لماكان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم ...
....وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارةوالمهادنة تارة وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح وجواب الأئمةكأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل " "مجموع الفتاوى" (28/206)
....
....ومن لوازم الإخلاص : أن يحب هداية المخالف ورجوعه للحق .
....
....وأن يسلك كل المسالك الممكنة في تقريب قلبالمخالف لا تنفيره .
....
....وأن يصحب ذلك دعاء الله تعالى له أن يهديه؛ وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الكفاربالهداية، فكيف بالمسلمين الموحدين" بتصرف من "نصيحة للسلفيين" للشيخ الرحيلي – زاده الله تعالى توفيقا .
........ومن لوازم الإخلاص : أن يحب هداية المخالف ورجوعه للحق .
....
....وأن يسلك كل المسالك الممكنة في تقريب قلبالمخالف لا تنفيره .
....
....وأن يصحب ذلك دعاء الله تعالى له أن يهديه؛ وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الكفاربالهداية، فكيف بالمسلمين الموحدين" بتصرف من "نصيحة للسلفيين" للشيخ الرحيلي – زاده الله تعالى توفيقا .
....ومن ذلك أيضاً : ما رواه الإمام أحمد-رحمه الله تعالى-عن أنس -رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال لرجل : " أسلم"
....فقال الرجل : إني أجدني كارها ً.
....قال:" وإن كنت كارهاً"انظره في "السلسلة الصحيحة"(3/439) برقم(1454)
....
....قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى: " هذا حديث ثلاثي صحيح، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم - لم يكرهه على الإسلام بل دعاه إليه فأخبره أن نفسه غير قابلة له، بل هي كارهة، فقال له :" وإن كنت كارهاً" فإن الله سيرزقك النية والإخلاص "انتهى"تفسير ابن كثير (1/465)
....
....قلت :
وفي هذا دليل على أن النبي- صلى الله عليه وسلم-لم يكن حريصاً على جمع الأدلة التي تخرج الناس من الإسلام، بل كان يداري الناس للدخول في الإسلام ويقبل ظواهرهم، ويكل سرائرهم إلى الله ([1]) وإن بدت منهم أفعال وأقوال تناقض الإسلام .
....
....ذلك : أن من "قواعد أهل السنة : رحمة أهل القبلة" فرحم الله أهل السنة ([2]) ما أكثرهم علماً وفهماً لدين الله، ورحمة لأهل القبلة ...إذ لو عومل كل واحد بظاهر قوله لكان من اليسير الحكم عليه بالكفر .
....
....ولكن هيهات..هيهات أن يقرنا دين الإسلام على هذا المنهج الفوضوي !!!
....
....كيف ذلك؟! وفيه قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ..." سورة "النساء" الآية(94) .
....
....وقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" سورة "الحجرات" الآية(6)
....
....فهاتان الآيتان وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم تعرفنا أصل من أصول أهل القبلة، وهو :
....
إثبات قرائن الخير بأدنى دليل، وعدم إثبات قرائن الشر وخاصة أحكام الكفر إلا بعد التبين والتمحيص والتدقيق .
....
....وقد جهل البعض فظنوا أن المعاملة بالظاهر تقتضي الحكم على الناس بما ظهر منهم في كل الأحوال، مع أن هذا مختص فقط بقرائن الخير، كمعاملة النبي - صلى الله عليه وسلم- للمنافقين .....
....
....ولكن للآسف الشديد كثير من شباب المنهج السلفي ([3]) قد ضلوا في هذا الباب، وتبعهم على ذلك كثير من شباب ([4]) الإخوان، فانساقوا وراءهم ووافقوهم على تسفيه علماء السنة في هذا الزمان، واتهامهم بالنفاق والعمالة لأجل كلمات خرجت منهم أو فتاوى أفتوا بها..." بتصرف من"قواعد أهل السنة في معاملة أهل القبلة"
....
....وأقول : إذ هداية الخلق إلى هذاالدين الحق، عموما، وإلى حسن الاتباع ونبذ الابتداع خصوصاً، مطلب شرعي، حثّ عليه الشارع وحضّ، من ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي – رضي الله تعالى عنه- لما بعثه إلى خيبر : "... لأن يهدي الله بكرجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" أخرجه الشيخان ? البخاري برقم (4210) ومسلمبرقم (2406)ونحوه .
....
....فعلى من منّ الله عليهم بالهداية إلى السنة – بالمعنى العام- ووفقوا لفقهها، أن يجدّوا ويجتهدوا في دعوة من ضل عن الهدى، مستصحبين اللين في بُدوّا أمرهم، مصداق ذلك، أمر الله تعالىلموسى وهارون – عليهما وعلى نبينا وإخوانهم الصلاة والسلام – بشأن فرعون : "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" سورة "طه" الآيتان (43-44)
....
....ومن التأليف، وله صلة وثيقة بما ننحن بصدده من أمر المداراة، مخاطبتهم بالألقاب التي تتناسب مع مكانتهم . ودليلنا العملي في ذلك : مكاتبة النبي صلى الله عليه وسلمإلى هرقل بقوله "إلى هرقل عظيم الروم"
....
....وكذلك آخر قولي : كان – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- يكني شيخ المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ([5]) .
....
....ومن ذلك أيضاً : الآثار الكثيرة الشاهدة على حلم النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- لجفاء بعض المدعوين، ومقابلته بالإحسان واللين، تأويلاً لقول رب العالمين: " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ..." سورة"الأحقاف"الآية(35)
....
....وإنا إذ نذكر هذا نذكّر بأن نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله- كان من أتقى الناس لربه تعالى، وأخشاهم منه، وأعبدهم له، كان أقوى الناس في دينالله عزّ وجلّ، لا يداهن، حاشاه .
....
....أقول هذا لأن : " من الناس من قد يظن أن مداراةالناس والرفق بهم ضعف في الدين وتمييع .
....
....بينما يظن فريق آخر أن من الرفق بالناسإقرارهم على الباطل، والسكوت عن الأخطاء .
....
....وكلا الفريقين مخطئ، تائه عن الحق، فليتنبه لهذا الأمر فإنه مزلق خطير لا يعصم منه إلا من وفقه الله وهداه...
....
....إن للداعية في دعوة الناس مسلكان شرعيان دلت عليهما النصوص : مسلك التأليفوالترغيب . ومسلك الهجر والترهيب .
....
....ويخطئ من يعمم أحد المسلكين . مع كل أحد بل يسلكمع كل مخالف ما هو أرجى في قبوله للحق ورجوعه للصواب" بتصرف من "نصيحة للسلفيين" .
....
....وبعد ..
نصبت راية – عنوان - هذا البحث في ساحات العلم وميادين المناظرات على أشلاء ورفات مناهج الغلاة : من التكفيرين أتباع ذي الخويصره، والجاهلين أتباع الهوى، وإن اشتركا في الأصل .
....
....نصبتها امتداداً لجسر التناصح المتواصل، راجياً الوصول بسلوك سبيل الرسول- صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- إلى مرضاة ربنا الغفور .
....
....والقبول مأمول، إذ هو سبحانه أكرم وأجود مسؤول، فاقول :
....
....
((( الموضوع )))
((( الموضوع )))
....
تعريف المداراة ؟
....
....المداراة : هي المداجاة والملاينة ، كما في "مختار الصحاح" .
....
....وفي "المصباح المنير" : داريته مداراة : لاطفته ولايَـنْـتُـه" "المصباح المنير"للفيومي.....
....
....وقال.ابن الأثير – رحمه الله تعالى : المداراة : ملاينة الناس، وحسن صحبتهم، واحتمالهم؛ لئلا ينفروا عنك""غريب الحديث" .
....
....وقال الحسن – رحمه الله تعالى : "حسن السؤال نصف العلم، ومداراة الناس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤونة .
....
....قال ابن الحنفية – رحمه الله تعالى : " ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بداّ حتى يأتيه الله منه بالفرج أو المخرج".
....
....وقال بعضهم : "ينبغي للعاقل أن يداري زمانه مداراة السابح في الماء الجاري".
....
ومداراة الناس هي :
....
....حسن صحبتهم، واحتمال أذاهم، وعدم مجابهتهم بما يكرهون .
تعريف المداراة ؟
....
....المداراة : هي المداجاة والملاينة ، كما في "مختار الصحاح" .
....
....وفي "المصباح المنير" : داريته مداراة : لاطفته ولايَـنْـتُـه" "المصباح المنير"للفيومي.....
....
....وقال.ابن الأثير – رحمه الله تعالى : المداراة : ملاينة الناس، وحسن صحبتهم، واحتمالهم؛ لئلا ينفروا عنك""غريب الحديث" .
....
....وقال الحسن – رحمه الله تعالى : "حسن السؤال نصف العلم، ومداراة الناس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤونة .
....
....قال ابن الحنفية – رحمه الله تعالى : " ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بداّ حتى يأتيه الله منه بالفرج أو المخرج".
....
....وقال بعضهم : "ينبغي للعاقل أن يداري زمانه مداراة السابح في الماء الجاري".
....
ومداراة الناس هي :
....
....حسن صحبتهم، واحتمال أذاهم، وعدم مجابهتهم بما يكرهون .
ومن لا يصانع في أمور كثيرة *** يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم !
....
....
....نعم ..
المداراة ترجع إلى حسن اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب أو استنكار، إلا .
....
ومن تطبيقات المداراة :
....
....أن يجمعك برجل يضمر لك العداوة مجلسٌ، فتقابله بوجه طلق، وتقضيه حق التحية، وترفق به في الخطاب .
....
....قال أحد الحكماء :
المداراة ترجع إلى حسن اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب أو استنكار، إلا .
....
ومن تطبيقات المداراة :
....
....أن يجمعك برجل يضمر لك العداوة مجلسٌ، فتقابله بوجه طلق، وتقضيه حق التحية، وترفق به في الخطاب .
....
....قال أحد الحكماء :
وأمنحه مالي وودي ونصرتي *** وإن كان محني الضلوع على بغضي
....
....
....وحيث أنعقول الناس مختلفة ومتفاوتة فمداراة الناس أن تتعامل معهم على قدر عقولهم، ما لم تكن مخالفة .
....
....وعليه ..
فيمكن تجلية الفروق بين المداراة والمداهنة بما يلي :
....
الفرق بين المداهنة والمدارة :....
....ولتجلية الفرق نعرّف المداهنة أسوة بما تقدم من تعريف المداراة، وبذا يبرز الفرق .
....
....قال المبرد : يقال أدهن في دينه، وداهن في أمره : أي خان فيه، وأظهر خلاف ما يضمر" "الجامع لأحكام القرآن" (9/18/202)
....
....والإدهان الغش، ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .
....
....قال أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : قال أهل اللغة : الإدهان هو التلبيس، لذا رجح القول بأن الادهان : الكذب([6]) قال : وحقيقة الادهان : إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة..." "أحكام القرآن"(4/305) ت: محمد عبد القادر عطا . ط. دار الكتب العلمية . بيروت .
....
....وجاء في "التوقيف على مهمات التعاريف": " المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه، حفظا لجانب مرتكبه، أو لقلة مبالاة بالدين" .....
....
....إذا ً :
المداراة هي : التودد لنافر؛ لأجل الدين . فهي والحالة هذه من باب التصدق، خلافاً للمداهنة التي هي التودد له على حساب الدين([7]) وتحريم الأخيرة ظاهر .
....
....قال العلامة أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : " وحقيقة الإدهان؛ إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة، فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة، وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة، أي مدافعة" "أحكام القرآن" (4/305) .
....
....قال ابن زيد في قوله تعالى : " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ " قال : الركون : الإدهان .
....وقال عليه الصلاة والسلام : " مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذّوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم" رواه الإمام البخاري .
....
....والرواية الأخرى عند البخاري : "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ..." .
....
وعليه .. يمكننا القول بأنهما :
....يشتركان : في أن كل منهما قد يستخدم مع محبوب أو مبغوض .
....
....ويختلفان : في أن المداهنة : تكون في كل أمر حلال كان أو حرام .
....
....بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله - ولذا قال عز وجل : " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" سورة "القلم" الآية(9)
....قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- فيها : ودوا لو تكفر فيكفرون .
....خلافاً للمدارة : فلا تكون إلا في حلال ومباح .
....
....ويختلفان بحسب الباعث : فالمدارة قربى لله تعالى، لأجل الدين، والمداهنة قربى لغير الله سبحانه لأجل الدنيا .
....
....وغايتهما : إرضاء الغير .
....
....وثمرتهما : في المداهنة : مأزور متعاطيها، ومن شؤمها أن الله تعالى قد يعاقب بنقيض العزم . قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس. ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس" "صحيح الجامع..." برقم(6010)
....وفي المدارة : يثاب فاعلها، وغالباً ما تثمر ثمارا يافعة يانعة تورث فرحة في القلب وببهجة في الوجه .
....
....وعليه ..
فالمحب يُجامل ويُداري محبوبه، والمُبغِض يُنافق مبغوضه! والكريم يُجامل ويُداري ويُصانِع، واللئيم يُداهن ويُنافق!
....
أسباب المداراة وآثارها :
....فللمداراة أسباب معلومة، وآثار محمودة، منها :
....
أما عن أسباب المداراة :
....
....فأولاً : من أسباب المداراة : أن نبلغ من خلالها الحق، امتثالا لأمر الحق – سبحانه- وفي التنزيل قوله تعالى : "... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ..." سورة "البقرة" الآية(83) .
....
....وثانياً : المحافظة على الإخوان من جهتين : من جهة أعدائهم، ومن جهة أهوائهم .
....
وأما عن أثار المداراة :
....
....أولاً : حصول الثواب والأجر، بامتثال الأمر القاضي بالإحسان إلى الناس، والمداراة منه .
....
....ثانياً : ومن آثار وثمار المداراة : أن يكون المرء في سلامة في دينه، وصيانة من دنياه .
....
....ثالثاً : ومن آثار وثمار المداراة : أنها مجلبة للعيش الطيب مع الناس، وهي ادعى إلى تحابب الناس، ورفع الحرج عن النفوس، ودفع الخصومات بينهم .
....
....وقد قال تعالى مخاطباً نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ..." سورة "آل عمران" الآية (159) .
....
....
....وعليه ..
فيمكن تجلية الفروق بين المداراة والمداهنة بما يلي :
....
الفرق بين المداهنة والمدارة :....
....ولتجلية الفرق نعرّف المداهنة أسوة بما تقدم من تعريف المداراة، وبذا يبرز الفرق .
....
....قال المبرد : يقال أدهن في دينه، وداهن في أمره : أي خان فيه، وأظهر خلاف ما يضمر" "الجامع لأحكام القرآن" (9/18/202)
....
....والإدهان الغش، ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .
....
....قال أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : قال أهل اللغة : الإدهان هو التلبيس، لذا رجح القول بأن الادهان : الكذب([6]) قال : وحقيقة الادهان : إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة..." "أحكام القرآن"(4/305) ت: محمد عبد القادر عطا . ط. دار الكتب العلمية . بيروت .
....
....وجاء في "التوقيف على مهمات التعاريف": " المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه، حفظا لجانب مرتكبه، أو لقلة مبالاة بالدين" .....
....
....إذا ً :
المداراة هي : التودد لنافر؛ لأجل الدين . فهي والحالة هذه من باب التصدق، خلافاً للمداهنة التي هي التودد له على حساب الدين([7]) وتحريم الأخيرة ظاهر .
....
....قال العلامة أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : " وحقيقة الإدهان؛ إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة، فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة، وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة، أي مدافعة" "أحكام القرآن" (4/305) .
....
....قال ابن زيد في قوله تعالى : " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ " قال : الركون : الإدهان .
....وقال عليه الصلاة والسلام : " مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذّوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم" رواه الإمام البخاري .
....
....والرواية الأخرى عند البخاري : "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ..." .
....
وعليه .. يمكننا القول بأنهما :
....يشتركان : في أن كل منهما قد يستخدم مع محبوب أو مبغوض .
....
....ويختلفان : في أن المداهنة : تكون في كل أمر حلال كان أو حرام .
....
....بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله - ولذا قال عز وجل : " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" سورة "القلم" الآية(9)
....قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- فيها : ودوا لو تكفر فيكفرون .
....خلافاً للمدارة : فلا تكون إلا في حلال ومباح .
....
....ويختلفان بحسب الباعث : فالمدارة قربى لله تعالى، لأجل الدين، والمداهنة قربى لغير الله سبحانه لأجل الدنيا .
....
....وغايتهما : إرضاء الغير .
....
....وثمرتهما : في المداهنة : مأزور متعاطيها، ومن شؤمها أن الله تعالى قد يعاقب بنقيض العزم . قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس. ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس" "صحيح الجامع..." برقم(6010)
....وفي المدارة : يثاب فاعلها، وغالباً ما تثمر ثمارا يافعة يانعة تورث فرحة في القلب وببهجة في الوجه .
....
....وعليه ..
فالمحب يُجامل ويُداري محبوبه، والمُبغِض يُنافق مبغوضه! والكريم يُجامل ويُداري ويُصانِع، واللئيم يُداهن ويُنافق!
....
أسباب المداراة وآثارها :
....فللمداراة أسباب معلومة، وآثار محمودة، منها :
....
أما عن أسباب المداراة :
....
....فأولاً : من أسباب المداراة : أن نبلغ من خلالها الحق، امتثالا لأمر الحق – سبحانه- وفي التنزيل قوله تعالى : "... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ..." سورة "البقرة" الآية(83) .
....
....وثانياً : المحافظة على الإخوان من جهتين : من جهة أعدائهم، ومن جهة أهوائهم .
....
وأما عن أثار المداراة :
....
....أولاً : حصول الثواب والأجر، بامتثال الأمر القاضي بالإحسان إلى الناس، والمداراة منه .
....
....ثانياً : ومن آثار وثمار المداراة : أن يكون المرء في سلامة في دينه، وصيانة من دنياه .
....
....ثالثاً : ومن آثار وثمار المداراة : أنها مجلبة للعيش الطيب مع الناس، وهي ادعى إلى تحابب الناس، ورفع الحرج عن النفوس، ودفع الخصومات بينهم .
....
....وقد قال تعالى مخاطباً نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ..." سورة "آل عمران" الآية (159) .
....
....
المداراة حاجة مواكبة للجبلة البشرية،
داعية من دواعي الاستخلاف، وأداة لدومومة التعارف فالتعايش :
المداراة حاجة مواكبة للجبلة البشرية،
داعية من دواعي الاستخلاف، وأداة لدومومة التعارف فالتعايش :
....
....خلق الله تعالى الناس للاجتماع لا للعزلة, وللتآلف لا التناكر، وللتعاون لا التنافر .
....
....والإنسان جبل ذو عوارض نفسية كـ : الحب، والبغض، والرضا، والغضب، والاستحسان، والاستهجان؛ فلو سار على أن يكاشف الناس بكل ما يعرض له من هذه الشؤون في كل وقت وعلى أي حال؛ لاختل الاجتماع، ولم يحصل التعارف، وانقبضت الأيدي عن التعاون، والآنفس عن التآلف، وأثرت العزلة على الخلطة، فتعطلت مصالح، وضيق واسعا .
....
....فكان من حكمة الله في خلقه أن هيأ الإنسان لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعاّ، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة.
....
....فخلق االمدارة مما يزرع المودة، ويثمر الألفة، ويجمع القلوب النافرة، والعقول الشاردة، والآراء المشتتة، فتتحقق بذا مصالح : عامة وخاصة .
........خلق الله تعالى الناس للاجتماع لا للعزلة, وللتآلف لا التناكر، وللتعاون لا التنافر .
....
....والإنسان جبل ذو عوارض نفسية كـ : الحب، والبغض، والرضا، والغضب، والاستحسان، والاستهجان؛ فلو سار على أن يكاشف الناس بكل ما يعرض له من هذه الشؤون في كل وقت وعلى أي حال؛ لاختل الاجتماع، ولم يحصل التعارف، وانقبضت الأيدي عن التعاون، والآنفس عن التآلف، وأثرت العزلة على الخلطة، فتعطلت مصالح، وضيق واسعا .
....
....فكان من حكمة الله في خلقه أن هيأ الإنسان لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعاّ، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة.
....
....فخلق االمدارة مما يزرع المودة، ويثمر الألفة، ويجمع القلوب النافرة، والعقول الشاردة، والآراء المشتتة، فتتحقق بذا مصالح : عامة وخاصة .
....وَقَالَأَبُوسُلَيْمَانَ الْخَطَّابِي- رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
مَا دُمْت حَيًّا فَدَارِ النَّاسَ كُلَّهُمْ *** فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي دَارِالْمُدَارَاةِ
مَنْ يَدْرِدَارَى وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ يُرَى*** عَمَّا قَلِيلٍ نَدِيمًا لِلنَّدَامَاتِ
....
....
العرب تهادوا المدارة، ويعدونها من جملة مفاخرهم- وهي كذلك
....مَنْ يَدْرِدَارَى وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ يُرَى*** عَمَّا قَلِيلٍ نَدِيمًا لِلنَّدَامَاتِ
....
....
العرب تهادوا المدارة، ويعدونها من جملة مفاخرهم- وهي كذلك
....قد كثرت أقوال العرب في تهادي خلق المداراة تحببا وتطيبا، في إيماءة إلى التحضيض عليه، ومن أمثالهم السيارة :
....
....قولهم :
" نصف العقل بعد الإيمان : مداراة الناس"
....
....وقالوا :
" مداراة الناس قيادة القلوب "
....
....ومن أقوالهم أيضاً في الباب :
" المداراة قوام المعاشرة" و "ملاك المعاشرة" "مجمع الأمثال" للميداني .
....
....بل قالوا :
" سلامة الدين والدنيا في مداراة الناس ".
....
....كما قالوا :
" أعقل الناس أشدهم مداراة للناس، وأذل الناس أكثرهم لهم إهانة "
....بل والعامة تقولفي أمثالها السيارة :
" اعط كل هوا شراعه"المراد بالهوا : الرياح التي تعترض السفينة .
....
....ويقصد المثل أنه عليك مداراة الناس حتى تتفقمعهم في طريق واحد .وتنال ما تأمله منهم، كل هذا وفق ما رسمته الشريعة وحدّته من حدود .
....
....
فصل
فيه : بيان أن الأنبياء تعاملوا بالمداراة،
....فيه : بيان أن الأنبياء تعاملوا بالمداراة،
....أجل .. تلطفوا مع أقوامهم في بادئ الأمر؛ استجلاباً للخير الكامن في نفوسهم، وتطيباً واستحلاباً لصفاء ونقاء نفوسهم، واستمطارا لديم الهداية في قلوبهم، فلما تبيّن إعراضهم اتخذوا جانب الزجر كسبيل آخر للإصلاح والاستصلاح .
....
....ذكر العلامة العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – في كتابه "شجرة المعارف والأحوال ..." : " فصل في إلانة القول والفعل في مظانهما" ذكر تحته قول : "الله تعالى : " فقولا له قولاً لينا" سورة "طه" الآية(44) وقال عز وجل : " فبما رحمة من الله لنت لهم" سورة"آل عمران"الآية(159) ... ....
....وقال عليه السلام : "المؤمن كالجمل الآنف، إن قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ ([8])" " صحيح الجامع..." برقم(6669)
....
....وبعد ذكر ما تقدم قال العلامة العز بن عبد السلام –رحمه الله تعالى : " للين مواطن لا يليق بها غيره، وللغلظ مواطن لا يناسبها سواه، فمن استعمل أحد الأمرين في موضع الآخر فقد أخطأ.
....
....وقد ألان موسى –عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- القول لفرعون في ابتداء رسالته بقوله:" هل لك إلا أن تزكى" سورة"النازعات"الآية(1 فلما أصر مع علمه بصدقه قال له موسى : " إني لأظنك يا فرعون مثبورا"سورة "الإسراء" الآية(102) وفيه ( إي الإصلاح باللين تارة وبالشدة أخرى) تأليف القلوب، وتطيب النفوس، موجب للاتفاق على مصالح الدارين" "شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال" للعز بن عبد السلام ص(214-215) ت: حسين عكاشة – دار ماجد عسيري ط. الأولى 1421هـ
______ [ الحاشية ] ______
....
([1]) قلت : ومن ذلك أيضا، اتباعا : ما كان من أمر الصحابي الكبير أبي طلحة – رضي الله تعالى عنه- مع العظيمة أم سليم، وأكرم به من مهر ، وما كان كذلك من أسد الإسلام حمزة - رضي الله تعالى عنه وحميته على ابن أخيه . والله تعالى أعلم .
....
([2]) تنبيه: يجدر بنا هنا الإشارة إلى أن مقصود المؤلف من إطلاق لفظ أهل السنة كما هو ظاهر من السياق هو المعنى الخاص لها، المرادف لقولنا" السلف الصالح"
....
([3]) قلت: يقصد المنهج العاق القطبي، فهم من مدعي السلفية، وهم الذين كفروا الحكام وسبوا السادة العلماء الكبار، وصارموا إخوانهم بعد مبارزتهم بأسنة جهلهم - هداهم الله تعالى .
....وإلا فالسادة السلفيون ما يزالون يتبعون الحق ويرحمون الخلق ويعظمون علماءهم ويوقرون ولاة أمورهم، ويلازمون حلق العلم؛ يرجون من ربهم الخير، كان الله لهم .
....
([4]) قلت : يلحظ كل نجيب أن المؤلف الأريب يخاطب انحراف شباب .
....ونقول له : كيف لو رأيت شيوخا تصابوا، وانحطوا إلى درك سفه عقول الشباب ؟!!!
....ولله درّ القائل : إن حماس الشباب يحتاج إلى رجاحة عقول الشيوخ .
....
([5]) قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى- في معرض كلامه على أهل البدع وغيرهم من أهل القبلة : "فهؤلاء فيهم إيمان وفيهم نفاق، وتجري عليهم أحكام الإسلام الظاهرة، فإن هذه الأحكام إذا جرت على المنافق المحض كابن أبي وأمثالهم من المنافقين، فلأن تجري على هؤلاء أولى وأولى""مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(7/617)
....
([6]) وهو قول : الربيع بن أنس- رحمه الله تعالى- قاله الإمام القرطبي – رحمه الله تعالى- في "الجامع لأحكام القرآن"(9/18/202) ت: عبد الرزاق المهدي – مكتبة الرشد -الرياض
....
([7]) قال قتادة – رحمه الله تعالى- في تعريف المداهنة وبيان أنها على حساب الدين، تأويلاً لقوله تعالى " ودودا لو تدهن فيدهنون" : " ودوا لو تذهب عن هذا الأمر، فيذهبون معك .
....وقال الحسن – رحمه الله تعالى : ودوا لو تصانعهم في دينك، فيصانوعك في دينهم .
....وعنه أيضاً : ودوا لو ترفض بعض أمرك، فيرفضون بعض أمرهم .
....زيد بن أسلم – رحمه الله تعالى : لو تنافق وترائي، فينافقون ويراءون" "الجامع لأحكام القرآن"للإمام القرطبي (9/18/202)
....([7]) قال قتادة – رحمه الله تعالى- في تعريف المداهنة وبيان أنها على حساب الدين، تأويلاً لقوله تعالى " ودودا لو تدهن فيدهنون" : " ودوا لو تذهب عن هذا الأمر، فيذهبون معك .
....وقال الحسن – رحمه الله تعالى : ودوا لو تصانعهم في دينك، فيصانوعك في دينهم .
....وعنه أيضاً : ودوا لو ترفض بعض أمرك، فيرفضون بعض أمرهم .
....زيد بن أسلم – رحمه الله تعالى : لو تنافق وترائي، فينافقون ويراءون" "الجامع لأحكام القرآن"للإمام القرطبي (9/18/202)
([8]) قال المناوي – رحمه الله تعالى- تحت حديث : "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ"
( المؤمنون هينون لينون )
....قال ابن الأعرابي : تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم .
....وقال غيره: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت والمراد بالهين سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه .
....
....أما في أمر دينه فكما قال عمر : فصرت في الدين أصلب من الحجر .
....وقال بعض السلف : الجبل يمكن أن ينحت منه ولا ينحت من دين المؤمن شيء .
....واللين : لين الجانب، وسهولة الانقياد إلى الخير، والمسامحة في المعاملة ( كالجمل ) أي كل واحد منهم .
....قال الزمخشري : ويجوز جعله صفة لمصدر محذوف أي لينون ليناً مثل لين الجمل ( الأنف ) بفتح الهمزة وكسر النون من أنف البعير إذا اشتكى أنفه من البرة فقد أنف على القصر وروي آنف بالمد . قال الزمخشري : والصحيح الأول" اهـ وبالغ في شرح المصابيح فقال المد خطأ .
....
....قال ابن الكمال : مدحهم بالسهولة واللين؛ لأنهما من الأخلاق الحسنة على ما نطق به الكتاب المبين { فيما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك }
....فإن قلت : من أمثالهم : لا تكن رطباً فتعصر، ولا يابساً فتكسر، ولهذا قال لقمان لابنه : يا بني لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ ، ففيه نهي عن اللين فما وجه كونه مدح؟
....
....قلت : لا شبهة في أن خير الأمور أوساطها، وقد أطبق العقل والنقل على أن طرفي الإفراط والتفريط في الأفعال والأحوال والأقوال مذموم إنما الممدوح ما في الطبيعة من حالة جبلية مقابلة لغلظ القلب وقساوته وإنما يعبر عنها باللين تسمية لها باسم أثرها وذلك سائغ ( إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ ) فإن البعير إذا كان أنفاً للوجع الذي به ذلول منقاد إلى طريق سلك به فيه أطاع، والمراد أن المؤمن سهل يقضي حوائج الناس ويخدمهم وشديد الإنقياد للشارع في أوامره ونواهيه وخص ضرب المثل بالجمل لأن الإبل أكثر أموالهم وآخرها ..." إهـ "فتح القدير" للمناوي .
تعليق