من فعل الصحابة إذا التقى الرجلين أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر
عن أبي مدينة الدارمي ، وكانت له صحبة قال " كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: ( و العصر إن الإنسان لفي خسر )، ثم يسلم أحدهما على الآخر ". السلسلة الصحيحة " 2648 " المعجم الأوسط " 5281 " شعب الإيمان " 8767 "
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة معلقا على هذا الحديث:-
( و في هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عمل سلفنا رضي الله عنهم جميعا:
إحداهما: التسليم عند الافتراق، و قد جاء النص بذلك صريحا من قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، و إذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة ".و هو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم ( 183 ) و هو في" صحيح الأدب المفرد " برقم ( 773 / 986 ) و قد صدر حديثا و في " صحيح زوائد ابن حبان " ( ... / 1931 ) و هو تحت الطبع . و في معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام ، و قد تقدم بعضها برقم ( 184 و 569 و 1493 ) .
و الأخرى : نستفيدها من التزام الصحابة لها . و هي قراءة سورة ( العصر ) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله ، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا ، و لم لا و قد أثنى الله تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء ، فقال : *( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )*.
و قال ابن مسعود و الحسن البصري : " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها هديا و أحسنها حالا ، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، و اتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ") انتهى كلامه رحمه الله.
تعليق