بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحْبِه وَمَنْ وَالاه؛ أمَّا بعد:
انطلاقًا من قول الشَّيخ فؤاد العمري -حفظه الله-: ((تنبَّه يا طالب العلم: فمن حقِّ الشَّيخ على تلميذه نشرُ علمه؛ قال الشَّافعي: اللَّيث أفقه منْ مالك إلَّا أنَّ أصحابه لم يقوموا به)) اهـ (*)
ارتأيتُ تخصيص موضوعٍ -مُتجدِّد بإذن الله- لنشر ما وقفتُ عليه من فوائد ودُرر، ونصائح وحِكم، للشَّيخ المربِّي: مُصْطَفـَى بن مُحمَّد مَبْرم اليَمَنِي حَفِظه الله تعَالـى.
سائلة المولى الإخلاص، ونفع النَّاس .
وأفتتحُ الموضوع بهذه المقدمة -وهي من الفوائد أيضا-:
التَّذكير (ببعض) حقوق العلماءْ
على طُلَّابهم الأوفياءْ
قال الشَّيخ السعدي رحمه الله:
جَزَاهُم المولى عظيمَ الأَجرِ = والعَفْوَ مَع غُفرانِه والبِّرِ
سمعتُ شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله يقول مُعلِّقًا:
هذا دعاءٌ من الشَّيخ رحمه الله تعالى لأهل العلم؛ وهذا من الحقوق المشتركة بين أهل العلم وخصوصًا ما يتعلق بالطَّالب مع شيخه أن يدعو له في ظهر الغيب، ولو ذكرنا ما وقع من كلام أهل العلم في هذا البابِ ممَّا ذكره الذَّهبي في السِّيَر والخطيب في تاريخ بغداد وممَّا ذكره الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله وما ذُكر في كتب التَّراجم والسِّيَر حتَّى أنَّ الإمام أحمد رحمه الله يقول: (ما سجدتُ سجدةً إلَّا ودعوةُ فيها للشَّافعي) هذا التَّركيز على قضيَّة حقِّ أهل العلم من طلبة العلم بالدُّعاء لهم والثَّناء عليهم وإظهار محاسنهم ونشر علومهم وذكرهم في المنابر والمنائر والدَّفاتر والإشادة بهم، هذا مُهم جدًّا لأنَّ هذا ممَّا يقع لطالب العلم به البركة ويدلُّ على تواضعه، أمَّا أن يستأنف طالب العلم عن شبوخه ويترفَّع عليهم ويزدريهم؛ كلمةٌ ذكرها الحافظ بدر الدِّين بن جماعة وهي مهمَّة جدًّا في تذكرة السَّامع والمتكلِّم يقول إنَّ بعض السَّلف كان يقول إذا خرج إلى درسه -يعني إلى درس شيخه- يقول: (اللَّهم استر عنِّي عيوب شيخي) لأنَّ ظهور عيوبَ الشَّيخ تصدُّك عنه، تصدُّك عن علمه، تُذهب هيبته في نفسك، تُذهب الاستفادة من علمه؛ انظر إلى تأمُّلات هؤلاء.
ما أكثر ما نُقل من كلامهم رحمهم الله من دعاء بعضهم لبعض، وهذا كثير كما أشرتُ لكم آنفًا.
الدَّرس الثَّالث \ شرح منظومة القواعد الفقهية
________(*) من حسابه على تويتر
***
(1) فائدة في تعريف الخبر
" ... عرَّف الخبر لنا هنا فقال:[ مَا يدْخُلُه الصِّدق والكَذب ]
هذا هو الذي جرى عليه كثير من الأصوليين والبلاغيين، كأنَّهم نظروا إلى مُطلق الخبر؛ إلَّا أنَّ طائفة من المحقِّقين كالقرافي وآخرين من أهل العلم قالوا بأنَّه لابدَّ من قيِّد يزاد على ما ذكره المعرِّفون للخبر بأن يُقال:" ما يحتمل الصِّدق والكذب لذاته " فزادوا هذه الكلمة من أجل أن يخلصوا من ردِّ أخبار الرَّب - تبارك وتعالى - أو تكذيب أخبار الرِّب - تبارك وتعالى - وأخبار رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم كما هو معلوم من كلامهم - رحمهم الله -... "
( الدَّرس الثاني عشر \ شرح الورقات )
ملاحظة: كان قد سبق لي نشرها بموقع آخر باسم مختلف
تعليق