قوله عز وجل : ] وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً
فَخُوراً [(النساء:36) . واليكم تفسيرها باختصار شديد من كلام العلامة النجمي حفظه الله تعالى
اما اصل العقيدة فهوالوصية بعبادة الله والنهي عن الشرك به فتلك دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم قال تعالى : ] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ... [(النحل: من الآية36)
فالشرائع كلها متفقة على الأمر بالتوحيد وتحريم الشرك بالله ، والعقول مجبولة على ذلك ، قال تعالى : ] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [(الروم:30) .
وقال e : { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه }([1]) ، وفي رواية : { أو يشركانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم الذين تجدعونها }(2) .[2]
والفطرة معناها الخلقة والجبلة ، فالعبد من حين يخلق مركوز في عقله معرفة الله والخضوع لجلاله والعبودية لـه ، وهذا معنى الحديث : { خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين }([3]) والعبادة هي الغاية التي خلق لها الناس والحكمة التي أوجدهم الله من أجلها ، قال تعالى : ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [(الذريات:57) والعبادة عرفها بعض العلماء : بأنها التذلل والافتقار لمن لـه الحكم والاختيار([4]) .
وعرفها بعضهم فقال : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة([5]) ويدخل في الأفعال : الأوامر والتروك . والعبادة هي واجب يلزم أداؤه بالدين والعقل . أما الدين فالقرآن الكريم كله يأمر بعبادة الله وحده ، وأما العقل فمن المعلوم لدى كل عاقل أنه يلزم أن تتودد وتتقرب إلى من بيده خيرك وشرك ونفعك وضرك وغناك وفقرك وصحتك ومرضك وحياتك وموتك وإسعادك وأشقاؤك ، وقد أوضح ذلك القرآن حيث قال : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [(البقرة:22) . فالواجب على العبد أن يفرد الله بالعبادة ، لأنه هو الذي أوجده من عدم ، وسيره على القدم ، وعلمه بالقلم ؛ ولأنه هو الذي حوله من نطفة إلى علقة ، ومن علقة إلى مضغة ، ومن مضغة إلى لحم ودم وخط لـه الأنف والحدقة ، ولأنه هو الذي خلق لـه اللسان ، وأنطقه بالبيان وخلق لـه اليد والرجل والبنان ؛ ولأنه هو الذي فصل أعضاءه هذا التفصيل العجيب ، وركبه أحسن تركيب ، فتبارك الله أحسن الخالقين وقد أجمل القرآن ذلك في قوله : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ...[ .
ووجّه القرآن العقل البشري في غير موضع وأيقظه من نومه ووجهه إلى التفكير في الأصل والمنشأ ، فقال تعالى : ] فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [(الطارق:5-7) ، وقال تعالى : ] أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ
مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [(المرسلات:20 - 23) إلى غير ذلك من الآيات .
وفي الحديث الصحيح عن ابن مسعود t أنه سأل رسول الله e فقال : أي الذنب أعظم ؟ قال : { أن تجعل لله نداً وهو خلقك } قال : ثم أي ؟ قال : { ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك } قال ثم أي ؟ قال : { أن تزاني بحليلة جارك }([6]) ، وإذا علمنا هذا فإن من أدي هذا الحق لله جل وعلا فقد وعده الله أن يدخله الجنة على ما كان من العمل ، ففي الصحيح أنَّ معاذ بن جبل t كان رديف النبي e على حمار فقال لـه رسول الله e : { يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : حق الله على العباد : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، ثم قال : أتدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم قال : حقهم عليه ألا يعذبهم إذا هم فعلوا ذلك }([7]) .
وعن عبادة بن الصامت t أنَّ رسول الله e قال : { من شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمد رسول الله وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنَّ الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل }([8]) أخرجاه في الصحيحين .
فالعبادة هي سبب النجاة ، والحق المذكور في الحديث أوجبه الله على نفسه لعباده ، ولم يوجبه عليه أحد من خلقه([9]) ، ثم قال تعالى : ] وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [ .
وأعلم أن العبادة التي تقدم وصفها هي العبادة الخالية من الشرك ، فلا تسمى عبادة شرعية إلا إذا كانت خاليةً من الشرك ، وأي عبادةٍ كانت مشوبةً بالشرك فهي مردودةٌ ، قال تعالى : ] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... [(البينة: من الآية5) وقال تعالى : ] أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص ...[(الزمر: من الآية3) ، وقال تعالى : ] ...فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [(الكهف: من الآية110) .
وقال النبي e : { أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه }([10]) رواه مسلم عن أبي هريرة
(1) (2) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز : باب إذا أسلم الصبي فمات ( 135 ( 1359) (1385) ومسلم في كتاب القدر : باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6697) كلاهما من حديث أبي هريرة . وفي رواية { أو يشركانه كما تولد البهيمة ...} . وفي رواية أخرى { كما تنتج البهيمة }وفي مسلم { فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه } .
(3) أخرجه أحمد في مسنده ( 17491) ومسلم في كتاب الجنة : باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة والنار (2865) بلفظ : { وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ...} كلاهما من حديث عياض بن حمار المجاشعي .
(4) وبنحو هذا عرفها القرطبي – رحمه الله – حيث قال : " وأصل العبادة الخضوع والتذلل " انظر أحكام القرآن (1/157) ، (17/3 .
(1) انظر رسالة ( العبودية ص3 لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير : باب ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [ (الفرقان:6 . (4477) (4761) (7520) (7532) ومسلم في كتاب الإيمان : باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمهما بعده (86) (142) كلاهما من حديث ابن مسعود .
(2) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد : باب اسم الفرس والحمار ( 2856) (5967) (6227) (6500) (7373) ومسلم في كتاب الإيمان : باب الدليل على أن من مات على التوحبد دخل الجنة قطعاً (30) كلاهما من حديث معاذ بن جبل .
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء : باب قوله تعالى : ] يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [(النساء: من الآية171) (3435) ومسلم في كتاب : الإيمان الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً (2 (46) كلاهما من حديث عبادة بن الصامت .
(2) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ( ... أهل السنة يقولون : هو الذي كتب على نفسه الرحمة وأوجب على نفسه الحق ، لم يوجبه عليه مخلوق ، والمعتزلة يدّعون أنه وأجب عليه بالقياس على المخلوق وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يجعلهم مطيعين ، وأنهم يستحقون الجزاء بدون أن يكون هو الموجب ، وغلطوا في ذلك ، وهذا الباب غلطت فيه القدرية الجبرية اتباع جهم ، والقدرية النافية ) اهـ . بواسطة فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص43 طبعة رئاسة البحوث العلمية والإفتاء سنة 1422هـ .
قلت : وهو ما يسمى باستحقاق المقابلة وهو باطل قطعاً .
(1) أخرجه مسلم في كتاب الزهد : باب من أشرك في عمله غير الله (2985) من حديث أبي هريرة .
هذا بعض ما قاله الشيخ النجمي فى اصل العقيدة وهو توحيد الله عز وجل والابتعاد عن الشرك مع وجود بعض الادلة على ذلك وان الفطرة مجبولة على ذلك ومنشا الانسان على ذلك وهو توحيد الله عز وجل
و الباقي ان شاء الله تعالى انقله لكم فى وقت اخر
فَخُوراً [(النساء:36) . واليكم تفسيرها باختصار شديد من كلام العلامة النجمي حفظه الله تعالى
اما اصل العقيدة فهوالوصية بعبادة الله والنهي عن الشرك به فتلك دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم قال تعالى : ] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ... [(النحل: من الآية36)
فالشرائع كلها متفقة على الأمر بالتوحيد وتحريم الشرك بالله ، والعقول مجبولة على ذلك ، قال تعالى : ] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [(الروم:30) .
وقال e : { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه }([1]) ، وفي رواية : { أو يشركانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم الذين تجدعونها }(2) .[2]
والفطرة معناها الخلقة والجبلة ، فالعبد من حين يخلق مركوز في عقله معرفة الله والخضوع لجلاله والعبودية لـه ، وهذا معنى الحديث : { خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين }([3]) والعبادة هي الغاية التي خلق لها الناس والحكمة التي أوجدهم الله من أجلها ، قال تعالى : ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [(الذريات:57) والعبادة عرفها بعض العلماء : بأنها التذلل والافتقار لمن لـه الحكم والاختيار([4]) .
وعرفها بعضهم فقال : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة([5]) ويدخل في الأفعال : الأوامر والتروك . والعبادة هي واجب يلزم أداؤه بالدين والعقل . أما الدين فالقرآن الكريم كله يأمر بعبادة الله وحده ، وأما العقل فمن المعلوم لدى كل عاقل أنه يلزم أن تتودد وتتقرب إلى من بيده خيرك وشرك ونفعك وضرك وغناك وفقرك وصحتك ومرضك وحياتك وموتك وإسعادك وأشقاؤك ، وقد أوضح ذلك القرآن حيث قال : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [(البقرة:22) . فالواجب على العبد أن يفرد الله بالعبادة ، لأنه هو الذي أوجده من عدم ، وسيره على القدم ، وعلمه بالقلم ؛ ولأنه هو الذي حوله من نطفة إلى علقة ، ومن علقة إلى مضغة ، ومن مضغة إلى لحم ودم وخط لـه الأنف والحدقة ، ولأنه هو الذي خلق لـه اللسان ، وأنطقه بالبيان وخلق لـه اليد والرجل والبنان ؛ ولأنه هو الذي فصل أعضاءه هذا التفصيل العجيب ، وركبه أحسن تركيب ، فتبارك الله أحسن الخالقين وقد أجمل القرآن ذلك في قوله : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ...[ .
ووجّه القرآن العقل البشري في غير موضع وأيقظه من نومه ووجهه إلى التفكير في الأصل والمنشأ ، فقال تعالى : ] فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [(الطارق:5-7) ، وقال تعالى : ] أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ
مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [(المرسلات:20 - 23) إلى غير ذلك من الآيات .
وفي الحديث الصحيح عن ابن مسعود t أنه سأل رسول الله e فقال : أي الذنب أعظم ؟ قال : { أن تجعل لله نداً وهو خلقك } قال : ثم أي ؟ قال : { ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك } قال ثم أي ؟ قال : { أن تزاني بحليلة جارك }([6]) ، وإذا علمنا هذا فإن من أدي هذا الحق لله جل وعلا فقد وعده الله أن يدخله الجنة على ما كان من العمل ، ففي الصحيح أنَّ معاذ بن جبل t كان رديف النبي e على حمار فقال لـه رسول الله e : { يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : حق الله على العباد : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، ثم قال : أتدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم قال : حقهم عليه ألا يعذبهم إذا هم فعلوا ذلك }([7]) .
وعن عبادة بن الصامت t أنَّ رسول الله e قال : { من شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمد رسول الله وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنَّ الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل }([8]) أخرجاه في الصحيحين .
فالعبادة هي سبب النجاة ، والحق المذكور في الحديث أوجبه الله على نفسه لعباده ، ولم يوجبه عليه أحد من خلقه([9]) ، ثم قال تعالى : ] وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [ .
وأعلم أن العبادة التي تقدم وصفها هي العبادة الخالية من الشرك ، فلا تسمى عبادة شرعية إلا إذا كانت خاليةً من الشرك ، وأي عبادةٍ كانت مشوبةً بالشرك فهي مردودةٌ ، قال تعالى : ] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... [(البينة: من الآية5) وقال تعالى : ] أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص ...[(الزمر: من الآية3) ، وقال تعالى : ] ...فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [(الكهف: من الآية110) .
وقال النبي e : { أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه }([10]) رواه مسلم عن أبي هريرة
(1) (2) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز : باب إذا أسلم الصبي فمات ( 135 ( 1359) (1385) ومسلم في كتاب القدر : باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6697) كلاهما من حديث أبي هريرة . وفي رواية { أو يشركانه كما تولد البهيمة ...} . وفي رواية أخرى { كما تنتج البهيمة }وفي مسلم { فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه } .
(3) أخرجه أحمد في مسنده ( 17491) ومسلم في كتاب الجنة : باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة والنار (2865) بلفظ : { وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ...} كلاهما من حديث عياض بن حمار المجاشعي .
(4) وبنحو هذا عرفها القرطبي – رحمه الله – حيث قال : " وأصل العبادة الخضوع والتذلل " انظر أحكام القرآن (1/157) ، (17/3 .
(1) انظر رسالة ( العبودية ص3 لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير : باب ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [ (الفرقان:6 . (4477) (4761) (7520) (7532) ومسلم في كتاب الإيمان : باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمهما بعده (86) (142) كلاهما من حديث ابن مسعود .
(2) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد : باب اسم الفرس والحمار ( 2856) (5967) (6227) (6500) (7373) ومسلم في كتاب الإيمان : باب الدليل على أن من مات على التوحبد دخل الجنة قطعاً (30) كلاهما من حديث معاذ بن جبل .
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء : باب قوله تعالى : ] يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [(النساء: من الآية171) (3435) ومسلم في كتاب : الإيمان الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً (2 (46) كلاهما من حديث عبادة بن الصامت .
(2) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ( ... أهل السنة يقولون : هو الذي كتب على نفسه الرحمة وأوجب على نفسه الحق ، لم يوجبه عليه مخلوق ، والمعتزلة يدّعون أنه وأجب عليه بالقياس على المخلوق وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يجعلهم مطيعين ، وأنهم يستحقون الجزاء بدون أن يكون هو الموجب ، وغلطوا في ذلك ، وهذا الباب غلطت فيه القدرية الجبرية اتباع جهم ، والقدرية النافية ) اهـ . بواسطة فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص43 طبعة رئاسة البحوث العلمية والإفتاء سنة 1422هـ .
قلت : وهو ما يسمى باستحقاق المقابلة وهو باطل قطعاً .
(1) أخرجه مسلم في كتاب الزهد : باب من أشرك في عمله غير الله (2985) من حديث أبي هريرة .
هذا بعض ما قاله الشيخ النجمي فى اصل العقيدة وهو توحيد الله عز وجل والابتعاد عن الشرك مع وجود بعض الادلة على ذلك وان الفطرة مجبولة على ذلك ومنشا الانسان على ذلك وهو توحيد الله عز وجل
و الباقي ان شاء الله تعالى انقله لكم فى وقت اخر
تعليق