*****
مطوية/فتاوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
- أئمة هذا العصر/ ابن باز ابن عثيمين الالباني رحمهم الله -
-------------------------------
- بالابيض والاسود -
*****
*****
موضوع المطوية:
---------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد فهذا جمع لفتاوى كبار اهل العلم في هذا العصر وهم العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
و العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في حكم الاحتفال المولد النبوي , أسأل الله تعالى ان ينفع بها و يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم والحمد لله رب العالمين.
1- العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
1- العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي ؟ (1)
السؤال : هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد ؟ واختلفنا فيه , قيل بدعة حسنة , وقيل بدعة غير حسنة
الجواب :
ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها , كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة . فعلم أنه بدعة وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (2) متفق على صحته , وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري جازما بها « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (3) .
والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا , وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة :
« أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة » (4) رواه مسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد
« وكل ضلالة في النار » (5) ويغني عن الاحتفال بمولده تدريس الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك , من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي .
« أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة » (4) رواه مسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد
« وكل ضلالة في النار » (5) ويغني عن الاحتفال بمولده تدريس الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك , من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي .
والله المستعان ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة .289/4.مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
__________
(1) كتاب الدعوة ج 1 ص 240 .
صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718(2),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270).
صحيح مسلم الأقضية (1718(3),مسند أحمد بن حنبل (6/256).
صحيح مسلم الجمعة (867),سنن النسائي صلاة العيدين (1578(4),سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2954),سنن ابن ماجه المقدمة (45),مسند أحمد بن حنبل (3/311),سنن الدارمي المقدمة (206).
(5) سنن النسائي صلاة العيدين (1578.
(1) كتاب الدعوة ج 1 ص 240 .
صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718(2),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270).
صحيح مسلم الأقضية (1718(3),مسند أحمد بن حنبل (6/256).
صحيح مسلم الجمعة (867),سنن النسائي صلاة العيدين (1578(4),سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2954),سنن ابن ماجه المقدمة (45),مسند أحمد بن حنبل (3/311),سنن الدارمي المقدمة (206).
(5) سنن النسائي صلاة العيدين (1578.
2- فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
..الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين الذي أسبغ على عباده نعمه ووسعهم برحمته وهو أرحم الراحمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويكمل لهم به الدين، فلم يترك شيئا يقرب إلى الله وينفع الخلق إلا بينه وأمر به ولا شيئا يبعدهم عن ربهم أو يضرهم إلا حذر عنه حتى ترك أمته على ملة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن أعظم منة وأكبر نعمة من الله على عباده أن بعث فيهم الرسل مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وكان من أعظمهم قدرا وأبلغهم أثرا وأعمهم رسالة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي بعثه الله تعالى لهداية الخلق أجمعين وختم به النبيين، بعثه الله على حين فترة من الرسل والناس أشد ما يكونون حاجة إلى نور الرسالة، فهدى الله به من الضلالة وألف به بعد الفرقة وأغنى به بعد العيلة فأصبح الناس بنعمة
الله إخوانا وفي دين الله أعوانا فدانت الأمم لهذا الدين وكان المتمسكون به غرة بيضاء في جبين التاريخ، فلما كانت الأمة الإسلامية حريصة على تنفيذ شرع الله متمشية في عباداتها ومعاملاتها وسياستها الداخلية والخارجية على ما كان عليه قائدها وهاديها محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما كانت الأمة الإسلامية على هذا الوصف كانت هي الأمة الظاهرة الظافرة المنصورة، ولما حصل فيها ما حصل من الانحراف عن هذا السبيل تغير الوضع فجعل بأسهم بينهم وسلط عليهم، وكانوا غثاء كغثاء السيل فتداعت عليهم الأمم وفرقتهم الأهواء ولن يعود لهذه الأمة مجدها الثابت وعزها المستقر حتى تعود أفرادا وشعوبا إلى دينها الذي به عزتها وتطبق هذا الدين قولا وعملا وعقيدة وهديا على ما جاء عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه الكرام، وإن من تمام تطبيقه أن لا يشرع شيء من العبادات والمواسم الدينية إلا ما كان ثابتا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإن الناس إنما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، فمن تعبد الله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة.
..وإن من جملة البدع ما ابتدعه بعض الناس في شهر ربيع الأول من بدعة عيد المولد النبوي، يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو البيوت فيصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تخرج بهم إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وربما صنعوا مع ذلك طعاما يسهرون عليه، فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله ولا عمله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون بإحسان، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة، وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيرا. ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ):
ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى وإما محبة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتعظيما له من اتخاذ مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عيدا مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع، ولو كان خيرا محضا أو راجحا كان السلف أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص، وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهرا وباطنا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حرصاء على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول - صلى الله عليه
وسلم - مما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه ولا يتبعه ا. هـ كلامه رحمه الله تعالى.
خطبة في بيان بدعة عيد المولد مجموع فتاوى ورسائل
-فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين- 197/6
3- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
خطبة في بيان بدعة عيد المولد مجموع فتاوى ورسائل
-فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين- 197/6
3- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
...وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديلاً للدرس النظامي حول موضوع: (احتفال كثير من المسلمين بالمولد النبوي)، وليس ذلك مني إلاَّ قيامًا بواجب التَّذكير وتقديم النُّصح لعامة المسلمين؛ فإنَّه واجبٌ من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع.
جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيْرِيَّة على الاحتفال بولادة النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبدأ الاحتفال بطريقة، وانتهى اليوم إلى طريقة، وليس يهمُّنِي في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات؛ إنَّما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها.
فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال النَّاس هؤلاء بولادة الرسول صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم؛ ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر.
ومن البدهي أنني لا أريد الدَّندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة؛ وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأُبيِّن أنَّ هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين؛ لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيدًا شرعيًّا مطلقًا؛ وإنما هي عواطف جانحة.
فنحن نعلم أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم جاء بالدين كاملاً وافيًا تامًّا، والدِّين هو كل شئٍ يتديَّنُ به المسلم ويُتقرَّبُ بِهِ إلى الله عزَّ وجلَّ، ليس ثَمَّة دين إلا هذا. الدِّين هو كل ما يُتديَّنُ به ويُتقرَّب به المسلم إلى الله عزَّ وجلَّ،ولا يمكن أن يكون شئ ما من الدِّين في شئ ما إلاَّ إذا جاء به نبيُّنا صلوات الله وسلامه عليه.
جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيْرِيَّة على الاحتفال بولادة النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبدأ الاحتفال بطريقة، وانتهى اليوم إلى طريقة، وليس يهمُّنِي في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات؛ إنَّما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها.
فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال النَّاس هؤلاء بولادة الرسول صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم؛ ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر.
ومن البدهي أنني لا أريد الدَّندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة؛ وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأُبيِّن أنَّ هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين؛ لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيدًا شرعيًّا مطلقًا؛ وإنما هي عواطف جانحة.
فنحن نعلم أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم جاء بالدين كاملاً وافيًا تامًّا، والدِّين هو كل شئٍ يتديَّنُ به المسلم ويُتقرَّبُ بِهِ إلى الله عزَّ وجلَّ، ليس ثَمَّة دين إلا هذا. الدِّين هو كل ما يُتديَّنُ به ويُتقرَّب به المسلم إلى الله عزَّ وجلَّ،ولا يمكن أن يكون شئ ما من الدِّين في شئ ما إلاَّ إذا جاء به نبيُّنا صلوات الله وسلامه عليه.
أمَّا ما أحدثه النَّاس بعد وفاته صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، ولا سيما بعد القرون الثَّلاثة المشهود لها بالخيرية؛ فهي -لاشك، ولا ريب- من مُحدَثات الأمور، وقد علمتم جميعًا حكم هذه المحدَثات من افتتاحية دروسنا كلها؛ حيث نقول فيها كما سمعتم آنفًا: (وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّم، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ).
ونحن -وإياهم- مجمعون على أنَّ هذا الاحتفال أمرٌ حادث، لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفًا.
ومن البدهي أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانيَّة مسيحيَّة لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا؛ فمن باب أولى ألاَّ يعرف ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، ولأنَّ عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدَّعون اتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة؛ وإنما الاحتفال بولادة عيسى عليه السلام هو من البدع التي ابتدعها النَّصارى في دينهم، وهي كما قال عزَّ وجلَّ: ﴿ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ .
هذه البدع التي اتخذها النَّصارى؛ ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله -عزَّ وجلَّ-؛ وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم.
فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده، ومحمد صلَّى الله عليه وسلَّم -أيضًا- كذلك لم يحتفل بميلاده والله -عزَّ وجلَّ- يقول: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ ؛ فهذا من جملة اقتداء نبيِّنا بعيسى عليه الصلاة والسلام، وهو نبينا أيضًا ولكن نبوَّته نُسِخَت ورُفِعَت بنبوَّة خاتم الأنبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهما؛ ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة؛ إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذن محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم لم يحتفل بميلاده؛ وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع، الذي نحن في صدد الكلام عليه؛ يقولون: إن محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما راح يحتفل بولادته، طيب سنقول: لم يحتفل بولادته عليه السلام بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه، وأحب الخلق من النساء إليه؛ ذالكما أبو بكر وابنته عائشة -رضي الله عنهما- ما احتفلا بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الصحابة جميعًا، كذلك التابعون، كذلك أتباعهم، وهكذا
إذن لا يصحُّ لإنسانٍ يخشى الله، ويقف عند حدود الله، ويتَّعِظَ بقول الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ . فلا يقولنَّ أحد الناس الرسول ما احتفل؛ لأن هذا يتعلق بشخصه؛ لأنه يأتي بالجواب: لا أحد من أصحابه جميعًا احتفل به عليه السلام، فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال، ولا أفضل من بعدهم أبدًا، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقًا؟ من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة وزيادة، يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك؛ وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفًا؟
فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة؛ وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله -عزَّ وجلَّ-؛ ومن ذلك: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ .
ونحن -وإياهم- مجمعون على أنَّ هذا الاحتفال أمرٌ حادث، لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفًا.
ومن البدهي أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانيَّة مسيحيَّة لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا؛ فمن باب أولى ألاَّ يعرف ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، ولأنَّ عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدَّعون اتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة؛ وإنما الاحتفال بولادة عيسى عليه السلام هو من البدع التي ابتدعها النَّصارى في دينهم، وهي كما قال عزَّ وجلَّ: ﴿ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ .
هذه البدع التي اتخذها النَّصارى؛ ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله -عزَّ وجلَّ-؛ وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم.
فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده، ومحمد صلَّى الله عليه وسلَّم -أيضًا- كذلك لم يحتفل بميلاده والله -عزَّ وجلَّ- يقول: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ ؛ فهذا من جملة اقتداء نبيِّنا بعيسى عليه الصلاة والسلام، وهو نبينا أيضًا ولكن نبوَّته نُسِخَت ورُفِعَت بنبوَّة خاتم الأنبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهما؛ ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة؛ إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذن محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم لم يحتفل بميلاده؛ وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع، الذي نحن في صدد الكلام عليه؛ يقولون: إن محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما راح يحتفل بولادته، طيب سنقول: لم يحتفل بولادته عليه السلام بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه، وأحب الخلق من النساء إليه؛ ذالكما أبو بكر وابنته عائشة -رضي الله عنهما- ما احتفلا بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الصحابة جميعًا، كذلك التابعون، كذلك أتباعهم، وهكذا
إذن لا يصحُّ لإنسانٍ يخشى الله، ويقف عند حدود الله، ويتَّعِظَ بقول الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ . فلا يقولنَّ أحد الناس الرسول ما احتفل؛ لأن هذا يتعلق بشخصه؛ لأنه يأتي بالجواب: لا أحد من أصحابه جميعًا احتفل به عليه السلام، فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال، ولا أفضل من بعدهم أبدًا، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقًا؟ من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة وزيادة، يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك؛ وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفًا؟
فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة؛ وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله -عزَّ وجلَّ-؛ ومن ذلك: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ .
للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.رحمه الله
*****