بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطف
وإصلاح الأرض ليس بالمشاريع الضخمة وبناء العمارات الفارهة والشوارع الواسعة ليس هذا هو الإصلاح المقصود، وإنما إصلاحها بطاعة الله عز وجل وإلا بإصلاحها بالتعمير لم ينفع إرم ذات العماد أهلكها الله سبحانه وتعالى (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) لم ينفع ثمود (الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي) فكانوا ينحتون الجبال بيوتا منقوشةً فأهلكهم الله سبحانه وبقية ديارهم عبرة للمعتبرين (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا)، لم ينفع الفراعنة ما شيدوه في مصر (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ) لم ينفعهم ما شيدوه في مصر من الأهرامات الباقية التي ترونها شاهدةً على عبثهم وطغيانهم ما نفعتهم كل هذه الأمور، إنما يعمر الأرض تعمر الأرض بطاعة الله سبحانه وتعالى وإتباع أوامره والسير على منهاج رُسُله عليهم الصلاة والسلام بهذا تعمر الأرض قال صلى الله عليه وسلم: "لحَدٌّ يُقَامُ فِي الأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُمْطَرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً" الحد الواحد إذا أقيم في الأرض هو الذي يعمر الأرض ويصلح الأرض نعم لا مانع من بناء المساكن ولا مانع من شق الشوارع لمصالح العباد، لكن لا يقال هذا هو الإصلاح مع تعطيل الإصلاح الديني لابد من الأمرين ولا يغني الإصلاح الدنيوي عن الإصلاح الديني أبداً بل هو مطغ لأهله كما حصل للأمم السابقة، إنما تعمر الأرض بإقامة هذا الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعمر الأرض بطاعة الله سبحانه وتعالى بإقامة الحدود التي أمر الله بإقامتها (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بهذا تعمر الأرض ويستقيم أحوال العباد ..
للعلامة صالح الفوزان حفظه الله
المصدر :
من خطبة جمعة بعنوان :
(( عمارة الأرض ))
انتقاه محبكم في الله
أبو بكر بن يوسف الشريف
مقتطف
وإصلاح الأرض ليس بالمشاريع الضخمة وبناء العمارات الفارهة والشوارع الواسعة ليس هذا هو الإصلاح المقصود، وإنما إصلاحها بطاعة الله عز وجل وإلا بإصلاحها بالتعمير لم ينفع إرم ذات العماد أهلكها الله سبحانه وتعالى (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) لم ينفع ثمود (الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي) فكانوا ينحتون الجبال بيوتا منقوشةً فأهلكهم الله سبحانه وبقية ديارهم عبرة للمعتبرين (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا)، لم ينفع الفراعنة ما شيدوه في مصر (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ) لم ينفعهم ما شيدوه في مصر من الأهرامات الباقية التي ترونها شاهدةً على عبثهم وطغيانهم ما نفعتهم كل هذه الأمور، إنما يعمر الأرض تعمر الأرض بطاعة الله سبحانه وتعالى وإتباع أوامره والسير على منهاج رُسُله عليهم الصلاة والسلام بهذا تعمر الأرض قال صلى الله عليه وسلم: "لحَدٌّ يُقَامُ فِي الأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُمْطَرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً" الحد الواحد إذا أقيم في الأرض هو الذي يعمر الأرض ويصلح الأرض نعم لا مانع من بناء المساكن ولا مانع من شق الشوارع لمصالح العباد، لكن لا يقال هذا هو الإصلاح مع تعطيل الإصلاح الديني لابد من الأمرين ولا يغني الإصلاح الدنيوي عن الإصلاح الديني أبداً بل هو مطغ لأهله كما حصل للأمم السابقة، إنما تعمر الأرض بإقامة هذا الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعمر الأرض بطاعة الله سبحانه وتعالى بإقامة الحدود التي أمر الله بإقامتها (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بهذا تعمر الأرض ويستقيم أحوال العباد ..
للعلامة صالح الفوزان حفظه الله
المصدر :
من خطبة جمعة بعنوان :
(( عمارة الأرض ))
انتقاه محبكم في الله
أبو بكر بن يوسف الشريف