إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

    خبر الكتاب : (73).
    كتب نسبت إلى غير أصحابها.نتيجة خطأ من الناسخ ، أو جهل من بعضهم فإن من الكتب ما نسب إلى غير صاحبه، وذلك يعرف بطرق؛
    - الوقوف على مخطوطة أصل للكتاب يتبين منها صاحبها الأصلي.
    - اختلاف ما يقرر في الكتاب عن ما هو معروف لمن نسبت إليه من أقوال في عين هذه المسائل.
    - اختلاف منهج الكتاب عن المنهج المعروف لمن نسبت إليه.
    - براءة العالم الذي نسب إليه الكتاب منه.
    - تنصيص العلماء أن هذا الكتاب المنسوب إلى فلان ليس له.
    ومن أشهر الكتب التي نسبت إلى غير أصحابها :
    - تفسير ابن عباس ، (تنوير المقباس في تفسير ابن عباس) سنده فيه كذاب، فلا تصح نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنه، علماً بأن روايات التفسير عن ابن عباس التي ليست عن كذاب تملأ كتب الحديث، وقد جمعت الروايات الواردة عنه في التفسير فقط في مجلدين في رسالة علمية نوقشت بجامعة أم القرى.
    وقال في كشف الظنون( ): "تنوير المقباس، في: (تفسير ابن عباس)، لأبي طاهر: محمد بن يعقوب الفيروزأبادي، الشافعي. (ت 817هـ)، وهو: أربع مجلدات"اهـ.
    - كتاب الإمامة والسياسة" منسوب إلى ابن قتيبة و لا تصح نسبته، فإن المنهج والأسلوب والمحتوى لا يناسب ابن قتيبة رحمه الله، وما عرف عنه حتى لقب بخطيب السنة.
    ولما قال ابن العربي رحمه الله : "فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب (الإمامة والسياسة) إن صح عنه جميع ما فيه"اهـ علق عليه محب الدين الخطيب في تعليقه على كتاب ابن العربي المالكي رحمه الله العواصم من القواصم: "لم يصح عنه شيء مما فيه. ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213 – 276هـ) لكان كما قال عنه ابن العربي، لأن كتاب (الإمامة والسياسة) مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير. ولما نشرت لابن قتيبة كتاب (الميسر والقداح) قبل أكثر من ربع قرن، وصدرته بترجمة حافلة له، وسميت مؤلفاته، ذكرت (في ص26 - 27) مآخذ العلماء على كتاب الإمامة والسياسة، وبراهينهم على أنه ليس لابن قتيبة، وأزيد الآن على ما ذكرته في (الميسر والقداح) أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين، فدل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه"اهـ( ).
    - كتاب (الفوائد المشوق) منسوب إلى ابن القيم، ومبنى الكتاب يخالف ما يقرره ابن القيم رحمه الله في موضوع المجاز، ولم يصحح الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد نسبته إلى ابن القيم في كتابه (ابن قيم الجوزية حياته وآثاره وموارده) (ص292 – 292).
    وهذا موضوع يحتمل أن يصنف فيه رسالة علمية.


    ***************

    خبر الكتاب: (74)
    كتب لم يكملها أصحابها
    من مقاصد التصنيف : إكمال الناقص، وذلك أن من كتب أهل العلم كتب ماتوا عنها ولم يكملوها، من ذلك؛
    كتاب (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي إن صحت نسبته.
    شرح الهداية لمجد الدين ابن تيمية فإنه لم يكمله.
    (المجموع شرح المهذب) للنووي فإنه مات ولم يكمله.
    ولسراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، الشافعي (ت805هـ)، (التدريب، في الفروع)، وبلغ إلى كتاب: الرضاع، ثم اختصره، وسماه: (التأديب) .
    ولولده: علم الدين صالح(ت 868هـ)، تكملة لهذا الكتاب( ).
    المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود، لمحمود محمد خطاب السبكي.
    تفسير الجلالين بدأ به جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ)، وأكمله جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)، ولذلك سمي تفسير الجلالين.
    تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير، مات ولم يكمله وقد أبقى بعضه مسودة، فجاء تلميذه فبيض ما وجده وأكمل الباقي.
    تفسير الشنقيطي (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)، مات ولم يكمله، في سبع مجلدات، وأكمله بعده تلميذه عطية محمد سالم في مجلدين.
    وهذا باب يطول.
    وفي تحقيق الكتب ، كتب مات محققوها ولم يكملوها:
    (الأنساب للسمعاني) شرع في تحقيقه المعلمي اليماني ومات ولم يكمبه.
    (مسند أحمد بن حنبل) شرع في تحقيقه الشيخ أحمد شاكر المصري، وأنجز منه مجلدات، ومات ولم يكمله.
    (تفسير الطبري جامع البيان) شرع في تحقيقه محمود شاكر، ومعه أخوه الأكبر أحمد شاكر، وماتا ولم يكمل!


    ***************

    خبر الكتاب : (75)كتب شرحها أصحابها .شرح المستغلق من الكتب من مقاصد التصنيف.والكتاب لما يشرحه صاحبه يكون أدعى إلى تميزه وبيانه لمراده، فإن صاحب البيت أدرى بما فيها!
    = لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (المتوفى: 476هـ) اللمع في أصول الفقه. شرحه في مجلدين.
    = ولسليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري، أبو الربيع، نجم الدين (المتوفى : 716هـ)، مختصر روضة الناظر، ثم شرحه.
    = ألفية الحديث (التبصرة والتذكرة) للعراقي نظمها وشرحها. قال في مقدمة الشرح : "وبعدُ: فعلمُ الحديثِ خطيرٌ وَقْعُهُ، كثيرٌ نفعُهُ، عليه مدارُ أكثرِ الأحكامِ، وبه يُعْرَفُ الحلالُ والحرامُ، ولأهلهِ اصطلاحٌ لابدَّ للطالبِ منْ فَهْمِهِ فلهذا نُدِبَ إلى تقديمِ العنايةِ بكتابٍ في علمِهِ. وكنتُ نظمْتُ فيهِ أُرجوزةً أَلَّفْتُهَا، ولبيانِ اصطلاحِهمُ أَلَّفْتُهُاْ، وشرعْتُ في شرحٍ لها، بسطتُهُ وأوضحتُه، ثم رأيتُه كبيرَ الحجمِ فاستطَلتُهُ ومَلِلتُه، ثم شرعْتُ في شرحٍ لها متوسطٍ غيرِ مُفْرِطٍ ولا مُفَرِّطٍ، يُوضِحُ مُشْكِلَهَا، ويفتحُ مُقْفَلَها، ما كَثُرَ فأَمَلَّ، ولا قَصُرَ فأَخَلَّ، مَعَ فوائدَ لا يستغني عنها الطالبُ النبيهُ، وفرائدَ لا توجدُ مجتمعةً إلا فيهِ، جعلَهُ اللهُ تعالى خالصاً لوجهِهِ الكريمِ، ووسيلةً إلى جنات النعيمِ"اهـ( ).
    = ولابن حجر (نزهة النظر) شرح كتابه (نخبة الفكر). قال في مقدمته: " فرَغِبَ إِليَّ جماعةٌ ثانياً أَنْ أَضعَ عَليها شرحاً يحُلُّ رموزَها (يعني: نخبة الفكر)، ويفتحُ كنوزَها، ويوضِحُ ما خَفِيَ على المُبْتَدئ من ذلك، فأَجَبْتُه إِلى سُؤالِهِ؛ رجاءَ الاندِراجِ في تلكَ المسالِكِ. فبالغتُ في شَرْحِها في الإِيضاحِ والتَّوجيهِ، ونبَّهْتُ عَلى خَبايا زواياها؛ لأنَّ صاحِبَ البَيْتِ أَدْرَى بِما فيهِ"اهـ( ) .
    = ولجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ)، كتاب جمع فيه: أربعة عشرة علما وسمَّاه: (النقاية) ، ثم شرحه وسمَّاه: (إتمام الدراية) .
    وغير ذلك كثير.


    ***************


    خبر الكتاب: (76).كتب أختصرها أصحابهااختصار المطول من مقاصد التصنيف .والكتاب لما يصنفه المصنف ، ثم يخصره بنفسه فهو أدعى لتميزه.
    لمحيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت676هـ) كتابان على كتاب ابن الصلاح في علم الحديث ؛
    الأول : "الإرشاد، في أصول الحديث". لخصه من كتاب: (علوم الحديث) لابن الصلاح.
    ثانياً : "التقريب والتيسير، لمعرفة سنن البشير النذير"، في أصول الحديث. لخص فيه كتابه: (الإرشاد) . الذي اختصره من كتاب: (علوم الحديث)، لابن الصلاح، فصار زبدة خلاصته.
    وله (التبيان في آداب حملة القرآن)، اختصره وسماه: (مختار التبيان).
    وكتاب (البحر المحيط في التفسير)، لأثير الدين، أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت745هـ) رحمه الله، اختصره وسماه: (النهر الماد من البحر) .
    وكتاب (أخصر المختصرات) لمحمّد بن بدر الدين بن عبد الحق ابن بلبان الحنبلي (المتوفى: 1083هـ)، أختصره مؤلفه من كتابه: (كافي المبتدي)، قال في مقدمة أخصر (المختصرات): "وَبعد فقد سنح بخلدي أن اختصر كتابي الْمُسَمّى بـ (كَافِي الْمُبْتَدِي) الْكَائِن فِي فقه الإِمَام احْمَد بن حَنْبَل الصابر لحكم الْملك المبدي ليقرب تنَاوله على المبتدئين ويسهل حفظه على الراغبين ويقل حجمه على الطالبين وسميته (أخصر المختصرات)؛ لأني لم أقف على أخصر مِنْهُ جَامع لمسائله فِي فقهنا من المؤلفات وَالله اسْأَل أن ينفع بِهِ قارئيه وحافظيه وناظريه انه جدير بإجابة الدَّعْوَات وان يَجعله خَالِصا لوجهه الْكَرِيم مقربا إليه فِي جنَّات النَّعيم وَمَا توفيقي واعتصامي الا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلت واليه أنيب"اهـ( ).
    وغير ذلك.


    تعليق


    • #17
      رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

      خبر الكتاب : (77)
      كتب دفنها أصحابها.
      وقفت في تراجم جملة من رجال الحديث أنهم دفنوا كتبهم، طلبا للإخلاص، وصلاح القلب..
      والمراد بكتبهم هنا: أصول سماعاتهم من المشايخ!
      = الْحسن بن رودبار كوفى ثِقَة، دفن كتبه وَقَالَ: لَا يصلح قلبِي على الحَدِيث( ).
      = مطلب بن زِيَاد الْكُوفِي ثِقَة وَهُوَ فَوق وَكِيع فِي السن صَاحب سنة وَخير دفن كتبه تحول من الْكُوفَة إِلَى قَرْيَة تقال سحلبون بَين أنطاكية وحلب فآواه أَبُو أُسَامَة إِلَى قريته دفن كتبه وَقَالَ: لَا يصلح قلبِي عَلَيْهَا ( ).
      = يوسف بن أسباط روى عن عائذ بن شريح والثوري روى عنه أبو الاحوص والمسيب بن واضح سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: كان رجلا عابدا، دفن كتبه، وهو يغلط كثيرا، وهو رجل صالح، لا يحتج بحديثه( ).
      وقال العجلي رحمه الله: "كوفى ثِقَة صَاحب سنة وَخير دفن كتبه تحول إِلَى قَرْيَة يُقَال لَهَا سيلحين بَين أنطاكية وحلب وآواه أَبُو أُسَامَة إِلَى قريته وَهُوَ فِي سنّ وَكِيع دفن كتبه وَقَالَ لَا يصلح قلبِي عَلَيْهَا"اهـ( ).
      = قال الدوري: "سَمِعت يحيى يَقُول: كَانَ عَليّ بن مسْهر ثبتا قَالَ يحيى: قَالَ عبد الله بن نمير: كَانَ يجئني على بن مسْهر فيسألني كَيفَ حَدِيث كَذَا؟ قَالَ يحيى: قَالَ بن نمير: كَانَ على بن مسْهر قد دفن كتبه قَالَ يحيى: وَكَانَ عَليّ بن مسْهر أثبت من بن نمير"( ).
      = [عطاء بن مسلم الخفاف كوفي الأصل حلبي الدار، روى عن الأعمش والمسيب بن رافع وأسلم المنقري والثوري روى عنه أبو توبة الربيع ابن نافع وأبو النضر القراديسى الدمشقي وعبيد بن جناد وهشام بن عمار وأبو جعفر الجمال سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: كان شيخا صالحا يشبه بيوسف بن أسباط وكان [دفن]( كتبه وليس بقوى فلا يثبت حديثه]( ).
      = وقال علي ابن الْمَدِينِيِّ: "كَانَ ضَيْغَمٌ قَدْ دَفَنَ كُتُبَهُ، وَكَانَ يَنَامُ ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَيَتَعَبَّدُ ثُلُثَيْهِ"( ).
      = [مؤمل بن إسماعيل القرشى العدوى: أبو عبد الرحمن البصرى، نزل مكة، مولى آل عمر بن الخطاب، وقيل: مولى بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة. روى عن إبراهيم ابن يزيد الخوزى، والحمادين، وسفيانين، وشعبة، وفضيل بن عياض، وآخرين. روى عنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلى بن المدينى، وبندار، ومحمد بن العلاء، ومحمد بن المثنى، وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيرى، وأبو بكرة بكار القاضى، وآخرون. وعن يحيى: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ. وقال البخارى: مُنكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال غيره: دفن كتبه، فكان يحدث من حفظه فكثر خطؤه. قال البخارى: مات سنة خمس أو ست ومائتين فى رمضان. استشهد به البخارى. وروى له أبو داود فى القدر، والباقون سوى مسلم، وروى له أبو جعفر الطحاوى]( ).
      = [مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يُعْرَفُ بِعَرُوسِ الزُّهَّادِ سَكَنَ هُوَ وَأَخَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ مَحِلّةَ جُورْجِيرٍ وَتُوُفِّيَ بِالْمَصِّيصَةِ وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ لَهُ الْمَنَاقِبُ الْمَشْهُورَةُ وَالْفَضَائِلُ الْمَذْكُورَةُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَلَمْ يُكْمِلْ أَرْبَعِينَ سَنَةً رَوَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَالْأَعْمَشِ وَالثَّوْرِيِّ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَصَالِحٍ الْمُرِّيِّ وَعُمَرَ بْنِ صُبْحٍ دَفَنَ كُتَبَهُ وَكَانَ يَقُولُ: هَبْ أَنَّكَ قَاضٍ فَكَانَ مَاذَا هَبْ أَنَّكَ مُفْتٍ فَكَانَ مَاذَا هَبْ أَنَّكَ مُحَدِّثٌ فَكَانَ مَاذَا وَأَقْبَلَ عَلَى التَّوَحُّدِ وَالتَّعَبُّدِ وَآثَرَ الْخُمُولَ وَاتِّبَاعَ مَنْهَجِ الرَّسُولِ وَابْتَغَى الدُّنُوَّ وَالْوُصُولَ]( ).
      = [محمد بن عوف الحمصي: كان سلم بن ميمون الخواص دفن كتبه وكان يحدث من حفظه فيغلط]( ).
      = بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء أبو نصر المروزي، ثم البغداي المَشْهُوْرُ: بِالحَافِي ابْنُ عَمِّ المُحَدِّثِ عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ. قال الذهبي رحمه الله: "وكان عديم النّظير زُهْدًا وورعًا وصلاحًا. كثير الحديث إلّا أنّه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النَّفس في ذلك، حَتّى أنّه دفن كُتُبه"اهـ( ).
      = [الحسن بن ثابت التغلبي، كنيته أبو علي الأحول الكوفي.
      وقال يحيى بن معين وأحمد بن صالح: ثقة. ولما ذكره ابن خلفون في «جملة الثقات» قال: قال أبو الفتح الأزدي يتكلمون فيه. قال ابن خلفون: كان الحسن رجلا صالحا دفن كتبه، وقال: لا يصلح قلبي على التحديث، وكان ثقة قاله غير واحد]( ).

      تعليق


      • #18
        رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

        خبر الكتاب : 78
        كتب ندم عليها أو لم يرض عنها أصحابها.
        يكتب المؤلف كتاباً يتبنى فيه رأياً أو عقيدة، ثم يتراجع عنه فيتمنى لو أنه ما استعجل الكتابة والتصنيف فيندم!
        ويكتب المؤلف كتاباً على شرط معين، ثم يتبين له بعد انتشار الكتاب لو أنه غير الشرط ووسعه أو ضيقه، فيندم!
        ويكتب كتاباً قبل أن ينضج علمياً، أو قبل أن تتوسع دائرته في الإطلاع على الكتب؛ فيندم!
        لذلك ينصح طالب العلم بعدم العجلة بإخراج كتاباً.
        = وهب بن منبه ، أبو عبد الله اليماني، صاحب القصص. من أحبار علماء التابعين. ولد في آخر خلافة عثمان.توفى وهب سنة أربع عشرة ومائة.
        قال سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا.
        قال: وأنا والله لوددت ذلك.
        قال الجوزجاني: كتب كتاباً في القدر ثم ندم.
        وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشيء من القدر، ثم رجع"اهـ( ).
        = قال السخاوي في ترجمته لشيخه ابن حجر رحمهما الله:
        "وقد سمعتُه (يعني: سمعت شيخي ابن حجر رحمه الله) يقول: لستُ راضيًا عَنْ شيءٍ منْ تصانيفي، لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيَّأ لي مَنْ يحرِّرُها معي، سوى "شرح البخاري"، و"مقدمته"، و"المشتبه"، و"التهذيب"، و"لسان الميزان".
        بل كان يقول فيه: لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ، لم أتقيد بالذَّهبي، ولجعلته كتابًا مبتكرًا.
        بل رأيته في موضع أثنى على "شرح البخاري" و"التغليق" و"النُّخبة".
        ثم قال (ابن حجر) : وأمَّا سائر المجموعات، فهي كثيرةُ العدد، واهية العُدَد، ضعيفةُ القُوى، ظامئة الرُّوى، ولكنها كما قال بعضُ الحفَّاظ مِنْ أهل المائة الخامسة:
        ومـا لي فيه ســـوى أنَّنــــي ... أراه هـوى وافق المقصـدا
        وأرجو الثواب بكتب الصلا ... ة على السَّيِّد المصطفى أحمدا
        قلت (السخاوي) : وهذا الحافظُ المبهم هو أبو بكر البرقاني، وأولهما:
        أعلـل نفسي بكتب الحديث ... وأجمل فيه لهــا الموعدا
        وأشغـل نفسـي بتصنيفــه ... وتخريجــــه دائمـًا سرمدا
        واللَّه المسؤول التفضُّلُ بعفوه، والتطوّل بستره، إنه حليم كريم"اهـ( ).

        تعليق


        • #19
          رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

          خبر الكتاب : (79)
          كتاب لم يصنف صاحبه غيره.
          كما في رواة الحديث من لم يرو إلا حديثاً واحداً. ومنهم من ليس له إلا راو واحد، كذا من العلماء من ليس له إلا كتاب واحد.
          [وقديما قالوا في شأن التحذير من نقد الكتب: (خف من صاحب الكتاب الواحد). وذلك لأنه يتفرغ له ويمحصه ويُشنبه وينقحه، ويكرر النظر فيه، فتقل فجواته، وتندر فرطاته، وتزداد متانته وحسناته]( )
          من هذه الكتب كتاب (شرح القواعد الفقهية) لأحمد بن محمد الزرقا، والد الشيخ الفقيه مصطفى أحمد الزرقا.

          ***************

          خبر الكتاب : (80)
          الكتاب يأتي في وقته!
          هذه وجهة نظر عندي ، تمكنت في نفسي مع الأيام!
          في كثير من المرات أحرص على اقتناء كتاب، و لا يتيسر ذلك، ويتأخر حصولي عليه مدة قد تقصر أو تطول، وأفكر لما أحصل على الكتاب وأقف على ما فيه، هل كان الوقت مناسباً لما أردت الحصول على هذا الكتاب في ذاك الحين؟
          كان عدم وجودي للكتاب يثير فيّ الرغبة في البحث أحياناً فأبحث وأنقب وأقف على فوائد كثيرة لعلي لو وقفت على الكتب مباشرة لما وقفت عليها!
          وأحياناً يتبين لي بعد وقوفي على الكتاب أني لم أكن لأفهمه ، في ذلك الحين لقصوري في جوانب عديدة من العلم التي يحتاجها من يطالعه!
          وأحياناً ...
          عموماً اعتبر ذلك من توفيق الله سبحانه وتعالى، فالكتاب يأتيك في حينه، ولما يريد الله أن يأتيك الكتاب تعجب كيف يتيسر الحصول عليه، والوصول إليه!
          وليس معنى ذلك التقاعس عن طلب الكتاب، أو ترك البحث في المسألة وتتبع كلام أهل العلم فيها!
          "وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير".


          ***************

          خبر الكتاب : (81)
          (خف من صاحب الكتاب الواحد )
          هذه العبارة لها وجهان، وجه مدح، ووجه قدح :
          الوجه الأول : أن المراد التحذير من تعقب صاحب هذا الكتاب، لأنه سيتبين أن لا محل للتعقيب، بسبب تحريه وعنايته وتوثقه عند تأليفه لكتابه الوحيد لديه، بحيث لم يكن كتاب آخر يشغله عنه، فقد أفرغ نفسه له، فيعسر أن يصح التعقب عليه!
          الوجه الثاني : أن المراد أنه ضيق الأفق، سواء صاحب كتاب واحد صنفه، أو صاحب كتاب واحد قرأه، لأنه سيكون مثل قصة صاحب الديك:
          يحكى أن رجلا كان أعمى ، ثم في يوم من الأيام رجع إليه بصره ساعة بإذن الله، فأبصر في تلك الساعة ديكاً، ثم ذهب بصره وعاد كما كان.
          فصار إذا كلمه أحد عن شيء، يقول: قدر الديك أو اصغر أو أكبر. وإن ذكر لونا: قال: مثل لون الديك!
          فصار المقياس عنده الديك الذي رآه، وكذا صاحب الكتاب الواحد!
          وعندي أن الأمور نسبية، والعبارة تكتسب معناها بحسب حال الشخص الذي قيلت فيه؛ فإن قيلت في حال شخص من أهل العلم والمعرفة والإطلاع وسعة الأفق، فهي للمدح على الوجه الأول، وإن قيلت في حق من ليس كذلك، فهي على الوجه الثاني.
          والمتحدث يستعمل هذه العبارة تورية ، أو من باب المعاريض.
          وفي الكتب كتاب (الملاحن)
          لأبي بكر: محمد بن الحسن، المعروف: بابن دريد اللغوي، (ت 321هـ) رحمه الله.
          قال في مقدمته: "هذا كتاب الفناه، ليفزع إليه المجير المضطر، على اليمين المكره عليها، فيعارض ما رسمناه، ويضمر خلاف ما يظهر، ليسلم من عذاب الظالم"اهـ( ).






          تعليق


          • #20
            رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

            خبر الكتاب: (82)
            الكتاب يزيد حياتك عمقاً إن لم يزدها طولا!
            عبارة قرأتها لبعض الأدباء .
            وقال لي أحد المشايخ : العلم بحر! والعلماء فيه على أنواع؛
            منهم من يتوسع في هذا البحر أفقيا، فيغطي مساحة شاسعة منه، ولكن بعمق يسير.
            ومنهم من لا يغطي بعلمه مساحة كبيرة منه، لكن ما غطاه تعمق فيه إلى أبعاد كثيرة.
            والناس بين هذا وهذا !
            قلت : ولذلك من المهم لطالب العلم أن يعرف أنواع العلوم، فيميز علم الغاية عن علم الآلة.
            وعلم الغاية هو معرفة مراد الله تعالى من كلامه المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومعاني كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، للعمل به كما يريد سبحانه، وكل ما أوصل إلى هذه الغاية فهو علم آلة ووسيلة.
            فالطالب يكتفي من علوم الآلة بما يؤدي الغرض وليتعمق ما ييسره الله تعالى له في علم الغاية!
            وممن ندم على اشتغاله وتعمقه في علم الإعراب والنحو والانشغال به عن معاني القرآن العظيم والحديث النبوي ثعلب! وهو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانيّ بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة. (200 - 291 هـ = 816 - 914 م) رحمه الله.
            حدث أبو بكر ابن مجاهد قال: كنت عند أبي العباس ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبيّ صلى الله عليه وسلّم في المنام فقال لي: أقرىء أبا العباس عني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل؛ قال الروذباري : أراد أن الكلام به يكمل والخطاب به يجمل، وقال مرة أخرى: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه( ).

            تعليق


            • #21
              رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

              خبر الكتاب : (83)
              كتب حرقها أصحابها
              قدمت ذكر من دفن كتبه، وأذكر هنا من حرّق كتب نفسه، وقد وقفت على رسالة لأبي حيان التوحيدي الأديب الفيلسوف، الذي حرّق كتب نفسه، ولامه بعض أصدقائه، فكتب له برسالة يعتذر عن ما فعله، ويبين سبب إقدامه على هذا التصرف الغريب! أوردها ياقوت في (معجم الأدباء)، ورأيت إيرادها لما تضمنته من تسمية بعض من حرق كتب نفسه!
              قال ياقوت رحمه الله: "كان أبو حيان قد أحرق كتبه في آخر عمره لقلة جدواها وضنا بها على من لا يعرف قدرها بعد موته، فكتب إليه القاضي أبو سهل على بن محمد يعذله على صنيعه، ويعرّفه قبح ما اعتمد من الفعل وشنيعه؛
              فكتب إليه أبو حيان يعتذر من ذلك:
              «حرسك الله أيها الشيخ من سوء ظني بمودتك وطول جفائك، وأعاذني من مكافأتك على ذلك، وأجارنا جميعا مما يسود وجه عهد إن رعيناه كنا مستأنسين به، وإن أهملناه كنا مستوحشين من أجله، فأدام الله نعمته عندك وجعلني على الحالات كلها فداك. وافاني كتابك غير محتسب ولا متوقّع، على ظماء برح منّي إليه، وشكرت الله تعالى على النعمة به عليّ، وسألته المزيد من أمثاله الذي وصفت فيه بعد ذكر الشوق إليّ والصبابة نحوي وما نال قلبك والتهب في صدرك من الخبر الذي نمي إليك فيما كان مني من إحراق كتبي النفيسة بالنار وغسلها بالماء، فعجبت من انزواء وجه العذر عنك في ذلك؛
              كأنك لم تسمع قارئا يقرأ قوله جلّ وعز: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (القصص: 8.
              وكأنك لم تأبه لقوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ﴾ (الرحمن: 26).
              وكأنك لم تعلم أنه لا ثبات لشيء من الدنيا وإن كان شريف الجوهر كريم العنصر ما دام مقلّبا بيد الليل والنهار، معروضا على أحداث الدهر وتعاور الأيام.
              ثم إني أقول: إن كان- أيدك الله- قد نقب خفّك ما سمعت فقد أدمى أظلّي ما فعلت، فليهن عليك ذلك فما انبريت له ولا اجترأت عليه حتى استخرت الله عز وجل فيه أياما وليالي، وحتى أوحى إليّ في المنام بما بعث راقد العزم، وأجدّ فاتر النية، وأحيا ميت الرأي، وحثّ على تنفيذ ما وقع في الرّوع وتريّع في الخاطر، وأنا أجود عليك الآن بالحجة في ذلك إن طالبت، أو بالعذر إن استوضحت، لتثق بي فيما كان مني، وتعرف صنع الله تعالى في ثنيه لي» .
              «إن العلم حاطك الله يراد للعمل، كما أن العمل يراد للنجاة، فإذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كلّا على العالم، وأنا أعوذ بالله من علم عاد كلا وأورث ذلا وصار في رقبة صاحبه غلا، وهذا ضرب من الاحتجاج المخلوط بالاعتذار.
              ثم اعلم- علمك الله الخير- أن هذه الكتب حوت من أصناف العلم سرّه وعلانيته، فأما ما كان سرّا فلم أجد له من يتحلّى بحقيقته راغبا، وأما ما كان علانية فلم أصب من يحرص عليه طالبا، على أني جمعت أكثرها للناس ولطلب المثالة منهم، ولعقد الرياسة بينهم ولمدّ الجاه عندهم، فحرمت ذلك كله، ولا شكّ في حسن ما اختاره الله لي وناطه بناصيتي وربطه بأمري، وكرهت مع هذا وغيره أن تكون حجة عليّ لا لي.
              ومما شحذ العزم على ذلك ورفع الحجاب عنه؛ أني فقدت ولدا نجيبا، وصديقا حبيبا، وصاحبا قريبا، وتابعا أديبا، ورئيسا مثيبا، فشق عليّ أن أدعها لقوم يتلاعبون بها ويدنّسون عرضي إذا نظروا فيها، ويشمتون بسهوي وغلطي إذا تصفحوها، ويتراءون نقصي وعيبي من أجلها.
              فإن قلت: ولم تسمهم بسوء الظن وتقرّع جماعتهم بهذا العيب؟
              فجوابي لك : أن عياني منهم في الحياة هو الذي يحقّق ظنّي بهم بعد الممات، وكيف أتركها لأناس جاورتهم عشرين سنة فما صحّ لي من أحدهم وداد ولا ظهر لي من إنسان منهم حفاظ، ولقد اضطررت بينهم بعد الشهرة والمعرفة في أوقات كثيرة إلى أكل الخضراوات في الصحراء، وإلى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة، وإلى بيع الدين والمروءة، وإلى تعاطي الرياء بالنفاق والسمعة، وإلى ما لا يحسن بالحرّ أن يرسمه بالقلم، ويطرح في قلب صاحبه الألم، وأحوال الزمان بادية لعينك، بارزة بين مسائك وصباحك.
              وليس ما قلته بخاف عليك مع معرفتك وفطنتك وشدة تتبعك وتفرغك.
              وما كان يجب أن ترتاب في صواب ما فعلته وأتيته، بما قدّمته ووصفته وبما أمسكت عنه وطويته، إما هربا من التطويل وإما خوفا من القال والقيل.
              وبعد فقد أصبحت هامة اليوم أو غد، فإني في عشر التسعين، وهل لي بعد الكبرة والعجز أمل في حياة لذيذة أو رجاء لحال جديدة، ألست من زمرة من قال القائل فيهم:
              نروح ونغدو كلّ يوم وليلة ... وعما قليل لا نروح ولا نغدو
              وكما قال الآخر:
              تفوّقت درّات الصبا في ضلاله ... إلى أن أتاني بالفطام مشيب
              وهذا البيت للورد الجعدي ، وتمامه يضيق عنه هذا المكان» .
              «والله يا سيدي لو لم أتعظ إلا بمن فقدته من الإخوان والأخدان، في هذا الصقع، من الغرباء والأدباء والأحبّاء لكفى، فكيف بمن كانت العين تقرّبهم والنفس تستنير بقربهم، فقدتهم بالعراق والحجاز والجبل والريّ وما والى هذه المواضع، وتواتر إليّ نعيهم واشتدّت الواعية بهم، فهل أنا إلا من عنصرهم؟ وهل لي محيد عن مصيرهم؟ أسأل الله تعالى ربّ الأولين أن يجعل اعترافي بما أعرفه موصولا بنزوعي عما أقترفه، إنه قريب مجيب» .
              «وبعد فلي في إحراق هذه الكتب أسوة بأئمة يقتدى بهم ويؤخذ بهديهم ويعشى إلى نارهم؛
              منهم أبو عمرو بن العلاء، وكان من كبار العلماء مع زهد ظاهر وورع معروف، دفن كتبه في بطن الأرض فلم يوجد لها أثر.
              وهذا داود الطائي، وكان من خيار عباد الله زهدا وفقها وعبادة، ويقال له: تاج الأمة، طرح كتبه في البحر وقال يناجيها: نعم الدليل كنت، والوقوف مع الدليل بعد الوصول عناء وذهول وبلاء وخمول.
              وهذا يوسف بن أسباط، حمل كتبه إلى غار في جبل وطرحها فيه وسدّ بابه، فلما عوتب على ذلك قال: دلّنا العلم في الأول ثم كاد يضلّنا في الثاني، فهجرناه لوجه من وصلناه، وكرهناه من أجل من أردناه.
              وهذا أبو سليمان الداراني جمع كتبه في تنور وسجرها بالنار ثم قال: والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك.
              وهذا سفيان الثوري مزّق ألف جزء وطيّرها في الريح وقال: ليت يدي قطعت من هاهنا بل من هاهنا ولم أكتب حرفا.
              وهذا شيخنا أبو سعيد السيرافي سيد العلماء قال لولده محمد: قد تركت لك هذه الكتب تكتسب بها خير الآجل، فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار» .
              «وماذا أقول بعد هذا، وبماذا تقابلني بعد ذلك، سوى أني أقول وسامعي يصدق: إن زمانا أحوج مثلي إلى ما بلغك لزمان تدمع له العين حزنا وأسى، ويتقطّع عليه القلب غيظا وجوى وضنى وشجى، وما نصنع بما كان وحدث وبان، إن احتجت إلى العلم في خاصة نفسي فالقليل والله تعالى شاف كاف، وإن احتجت إليه للناس ففي الصدر منه ما يملأ القرطاس بعد القرطاس إلى أن تفنى الأنفاس بعد الأنفاس، وذلك من فضل الله تعالى عليّ ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الجاثية: 26) .
              فلم تعنّى عيني- أيدك الله- بعد هذا بالحبر والورق والجلد والقراءة والمقابلة والتصحيح، وبالسواد والبياض!
              وهل أدرك السلف الصالح في الدين الدرجات العلى إلا بالعمل الصالح والإخلاص المعتقد والزهد الغالب في كلّ ما راق من الدنيا وخدع بالزبرج وهوى بصاحبه إلى الهبوط؟
              وهل وصل الحكماء القدماء إلى السعادة العظمى إلا بالاقتصاد في السعي وإلا بالرضى بالميسور وإلا ببذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم؟ فأين يذهب بنا وعلي أيّ باب نحطّ رحالنا؟
              وهل جامع الكتب إلا كجامع الفضة والذهب، وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟ وهل المغرم بحبها إلا كمكاثرهما؟
              هيهات!! الرحيل والله قريب والثواء قليل، والمضجع مقض والمقام ممضّ، والطريق مخوف والمعين ضعيف، والاغترار غالب، والله من وراء هذا كلّه طالب، نسأل الله تعالى رحمة يظلنا جناحها، ويسهل علينا في هذه العاجلة غدوها ورواحها، فالويل كل الويل لمن بعد عن رحمته بعد أن حصل تحت قدره، فهذا هذا» .
              «ثم إني- أيدك الله- ما أردت أن أجيبك عن كتابك لطول جفائك وشدة التوائك عمن لم يزل على رأيك، مجتهدا في محبتك على قربك ونأيك، مع ما أجده من انكسار النشاط، وانطواء الانبساط، لتعاور العلل عليّ، وتخاذل الأعضاء مني، فقد كلّ البصر وانعقد اللسان، وجمد الخاطر وذهب البيان، وملك الوسواس، وغلب اليأس من جميع الناس، ولكني حرست منك ما أضعته مني، ووفيت لك بما لم تف به لي، ويعزّ عليّ أن يكون لي الفضل عليك أو أحرز المزية دونك، وما حداني على مكاتبتك إلا ما أتمثله من تشوقك إليّ وتحرقك عليّ، وأنّ الحديث الذي بلغك قد بدّد فكرك، وأعظم تعجبك، وحشد عليك جزعك، والأول يقول:
              وقد يجزع المرء الجليد وتبتلي ... عزيمة رأي المرء نـــائبة الدهر
              تعـــاوره الأيـــام فيمـا ينوبه ... فيقوى على أمر ويضعف عن أمر
              على أنك لو علمت في أيّ حال غلب عليّ ما فعلته، وعند أي مرض، وعلى أية عسرة وفاقة، لعرفت من عذري أضعاف ما أبديته، واحتججت لي بأكثر ما نشرته وطويته.
              وإذا أنعمت النظر تيقنت أن لله جلّ وعزّ في خلقه أحكاما لا يعاز عليها، ولا يغالب فيها، لأنه لا يبلغ كنهها، ولا ينال غيبها، ولا يعرف قابها ولا يقرع بابها، وهو تعالى أملك لنواصينا، وأطلع على أدانينا وأقاصينا، له الخلق والأمر، وبيده الكسر والجبر، وعلينا الصمت والصبر، إلى أن يوارينا اللحد والقبر، والسلام» .
              «إن سرّك- جعلني الله فداك- أن تواصلني بخبرك، وتعرفني مقرّ خطابي هذا من نفسك فافعل، فإني لا أدع جوابك إلى أن يقضي الله تعالى تلاقيا يسرّ النفس، ويذكّر حديثنا بالأمس، أو بفراق نصير به إلى الرمس، ونفقد معه رؤية هذه الشمس، والسلام عليك خاصا بحقّ الصفاء الذي بيني وبينك، وعلى جميع إخوانك عامّا بحقّ الوفاء الذي يجب عليّ وعليك والسلام» . وكتب هذا الكتاب في شهر رمضان سنة أربعمائة"اهـ( ) .

              تعليق


              • #22
                رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                خبر الكتاب : (84)
                كتب احترقت قضاء وقدراً.
                وهذا ذكر جملة من الكتب احترقت قضاء وقدراً ، فمنها ما تأثر ضبط اصحابها بسبب احتراقها، ومنها ما تمكن أصحابها من إعادتها بعد حرقها، ومنها ما لم يبق منها إلا القليل منها.
                وممن احترقت كتبه:
                = [عبد الله بن لَهِيعَة بن عقبَة الْحَضْرَمِيّ الغافقي قَاضِي مصر كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن كَانَ مولده سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ دَاوُد بن يزِيد بن حَاتِم وَكَانَ شَيخا صَالح وَلكنه كَانَ يُدَلس عَن الضُّعَفَاء قبل احتراق كتبه ثمَّ احترقت كتبه فِي سنة سبعين وَمِائَة قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين وَكَانَ أَصْحَابنَا يَقُولُونَ إِن سَماع من سمع مِنْهُ قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صَحِيح وَمن سمع مِنْهُ بعد احتراق كتبه فسماعه لَيْسَ بِشَيْء وَكَانَ ابن لَهِيعَة من الْكِتَابَيْنِ للْحَدِيث والجماعين للْعلم والرحالين فِيهِ]( ).
                = [إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم، أبو إسحاق العصفرى، من أصحاب ابن وهب، وكانت كتبه احترقت قديمًا بقيت له منها بقية، وكان يحدث بما بقى له من كتبه] ( ).
                = [أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ مِنْهُمْ مَنْ وَثَّقَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ وَهُوَ إِلَى التَّوْثِيقِ أَقْرَبُ] ( ).
                = [أحمد بن عبد الوارث بن جرير بن عيسى الأسوانىّ العسّال: كنيته: أبو بكر. دعوتهم فى موالى عثمان بن عفان. كان ثقة. وكانت كتبه احترقت، وبقى منها أربعة أجزاء. وهو آخر من حدث عن محمد بن رمح، وعاش بعد احتراق كتبه سنة واحدة، وتوفى يوم الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقد جاوز التسعين] ( ).
                = [الميداني، أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ، الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ المَيْدَانِيِّ. توفّي أَبُو الْحُسَيْن عبد الْوَهَّاب بن جَعْفَر الميداني يَوْم السبت لسبع بَقينَ من جمادي الأولى سنة ثَمَان عشرَة وأربعمئة. وَذكر أَن مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة. قَالَ الكَتَّانِيّ: ذكرَ أَنَّهُ كتب بِمائَة رِطل حِبْر، احْتَرَقت كُتُبُه وَجَدَّدهَا]( ). ومن خبره : أنه [كان لا يبخل بإعارة شيئِ من كتبه سوى كتاب واحد كان يضن بإعارته، فلما احترقت كتبه استجد جميعها من النسخ التي كتبت منها غير ذلك الكتاب الذي ضن بإعارته، فإنه لم يقدر على نسخه، وآلى على نفسه ألا يبخل بإعارة كتابٍ]( ).
                = [ابن صصرى، أبو المواهب، الحسن بن العَدْلِ أَبِي البَرَكَاتِ هِبَةِ اللهِ بنِ مَحْفُوْظِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى، التَّغْلِبِيُّ، البَلَدِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ اسْمه نَصْر اللهِ، فَغَيَّرَه. وَجَمَعَ "المُعْجَم"، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَصَنَّفَ فِي "فَضَائِل الصَّحَابَة" وَ"عَوَالِي ابْن عُيَيْنَةَ" وَ"فَضَائِل القُدْس" وَ"ربَاعِيَات التَّابِعِيْنَ"، وَقَدِ احْتَرَقت كتبه بِالكلاّسَة، ثُمَّ إِنَّهُ وَقَفَ خزَانَة أُخْرَى . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً]( ).
                = [حمزة بن علي ، ابن حمزة بن فارس ، أَبُو يَعْلَى ابْنُ القُبَّيْطِيِّ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، أَخُو المُحَدِّثِ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدٍ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَتَبَ وَتعبَ وَحصَّلَ الأُصُوْلَ، لَكِنِ احترقَتْ كتُبُهُ، وَكَانَ مليحَ الكِتَابَةِ، مُتْقِناً، إِمَاماً] ( ).
                = [شمس الدين الكتبي الجزري، المعروف بالفاشوشة، ويُعرف بابن شمعون. كان يّذكر أنّه سمع من فخر الدين بن تيمية. كان يتجر بالكتب باللبادين، ويدخر منها كل ما يطلبه من عاج إلى ملة أو مال إلى دين. وكان يتشيع، ويرى أن عرفه بذاك يتضوع وهو يتضيع. احترقت كتبه في حريق اللبادين المشهور، وذهب له في ذلك خمسة آلاف مجلدة على ما هو مذكور، ولم يبق له إلا ما هو في العرض، أو في العارية التي رمق منها عيشه على برض]( ) .
                = [محمد بن أحمد علاء الدين بن محمد بن قاضي خان بن بهاء الدين بن يعقوب بن حسن بن علي النهرواني الشيخ الإمام العلامة، المحقق المدقق الفهامة، الشيخ قطب ابن الشيخ العلاء علاء الدين النهرواني الأصل الهندي، ثم المكي الحنفي، ومن مؤلفاته طبقات الحنفية احترقت في جملة كتبه]( ).
                وغيرهم.

                تعليق


                • #23
                  رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                  خبر الكتاب : (85) .
                  كتب أحرقت عمداً على ملأ من الناس!
                  أناس ذمت سيرتهم، وكشحت طريقتهم، وافتضحت حالهم في كتبهم؛ فأحرقت على ملأ من الناس!
                  من هؤلاء :
                  = [أبو جعفر الطوسي، شَيْخُ الشِّيْعَةِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ. قَدِمَ بَغْدَاد، وَتَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِي. ثُمَّ أَخَذَ الكَلاَم وَأُصُوْل القوم عن الشَّيْخ المُفِيد رَأْسِ الإِمَامِيَّة، وَلزمه وَبَرَعَ، وَعَمِلَ التَّفْسِيْر، وَأَملَى أَحَادِيْث وَنوَادر فِي مُجَلَّدين، عَامَّتُهَا عَنْ شَيْخه المُفِيد. أَعرض عَنْهُ الحُفَّاظ لِبِدعته، وَقَدْ أُحرقت كتبه عِدَّة نُوب فِي رَحْبَة جَامِع الْقصر، وَاسْتَتَر لَمَّا ظهر عَنْهُ مِنَ التنقُّص بِالسلف، وَكَانَ يَسكن بِالكَرْخ، محلَّة الرَّافِضَّة ثُمَّ تَحَوّل إِلَى الكُوْفَةِ، وَأَقَامَ بِالمَشْهَد يُفَقِّههُم. وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الأَذكيَاء لاَ الأَزكيَاء]( ) .
                  = عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ الشيخ عبد القادر الجيلي. الركن، أبو مَنْصُوْرٍ، الفَاسِدُ العَقيدَةِ، الَّذِي أُحرِقَتْ كُتُبُه، وَكَانَ خِلاًّ لِعَلِيِّ ابْنِ الجَوْزِيِّ يَجْمَعهُمَا عَدَمُ الوَرَعِ! كان أديباً، كيساً مطبوعاً عارفاً بالمنطْق، والفلسفة، والتنجيم، وغير ذلك من العلوم الرديئة، وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وخمسمائة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: ظَهَرَ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ بتَخيُّرِ الكَوَاكِبِ وَمُخَاطَبَتِهَا بِالإِلَهِيَّةِ، وَأَنَّهَا مُدبِّرَةٌ، فَأُحضِرَ، فَقَالَ: كَتَبتُهُ تَعجُّباً لاَ مُعْتَقِداً، فَأُحرِقَتْ مَعَ كُتُبِ فَلسَفِيَّةٍ بِخَطِّهِ فِي مَلأٍ عَظِيْمٍ، سَنَةَ 588هـ، وَأُعْطِيَتْ مَدَارِسُه لابْنِ الجَوْزِيِّ الواعظ الحنبلي الشهير. ثم عاد عبدالسلام وتمكن بواسطة وَلِيَ وَزِيْرٌ شِيْعِيٌّ، فَمكَّنَ الرُّكْنَ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، فأمره بالمقام بواسط فأحداث عظيمة. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سنة إحدى عشرة وست مائة( ) .
                  = [ابن رشد الحفيد ، أحرقت كتبه التي في الفلسفة سوى الطب والهندسة]( ).





                  تعليق


                  • #24
                    رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                    خبر الكتاب : (86)
                    كتب لم يصنف مثلها
                    في ذكر مناقب الكتب، وأوصاف العلماء لها [بيان ما لها من الجلالة وعدمها، والتنبيه على مراتبها، في ذلك إرشاد للطالب إلى تحصيلها، وتعريف له بما يعتمده منها، وتحذيره مما يخاف من الاعتزار به]( ) وبالله التوفيق.
                    ومن هذه الكتب :
                    = (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (ت310هـ) رحمه الله، قال الذهبي رحمه الله (ت748هـ) رحمه الله: "وَلَهُ كِتَاب (التَّفْسِيْر) لَمْ يصَنّف مثلُه، وَكِتَاب سَمَّاهُ (تَهْذِيْب الآثَار) لَمْ أَرَ سِوَاهُ فِي مَعْنَاهُ، لَكِن لَمْ يُتِمَّه، وَلَهُ فِي أُصُوْل الفِقْه وَفُرُوْعه كتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ"اهـ( ) .
                    = (مقاييس اللغة) ، لأحمد بن فارس بن زكريا اللغوي (ت369هـ) رحمه الله. قال شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ) رحمه الله : "كتاب مقاييس اللغة، وهو كتاب جليل لم يصنف مثله"اهـ( ) .
                    = (المحكم والمحيط الأعظم)، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (ت: 458هـ) رحمه الله، قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ) رحمه الله عن ابن سيده وكتابه: "إمام فى اللّغة والعربية. جمع فى اللغة كتاب (المحكم)، يقارب عشرين مجلدا، لم ير مثله فى فنه، ولا يعرف قدره إلا من وقف عليه، وهو فى وقف التاج البندهىّ بدمشق فى رباط الصوفية؛ لو حلف الحالف أنه لم يصنّف مثله لم يحنث"اهـ( ).
                    = (التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد)( )، لأبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر النمري الأندلسي القرطبي المالكي (ت463هـ) رحمه الله. قال ابن حزم (ت456هـ) رحمه الله: "كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبدالبر ـ وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة ـ وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلاً فكيف أحسن منه"( ). قال ابن تيمية رحمه الله عن هذا الكتاب: "وهو أشرف كتاب صنف في فنه"اهـ( ). قلت: وبالجملة فهو كتاب جليل، حافل، من رآه رأى العجب العجاب، فسبحان الله الوهاب.
                    = (الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار)( )، لأبي عمر يوسف ابن عبدالبر (ت463هـ). صنفه بعد "التمهيد"، وقصد فيه شرح جميع أقاويل الصحابة والتابعين في الموطأ، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه، واختاره من أقاويل سلف أهل بلده، الذين هم الحجة عنده على من خالفهم، مع ذكر ما لفقهاء الأمصار من التنازع في معاني كل قول رسمه مالك في الموطأ. وقد رتبه على أبواب الموطأ. قال أبو الطاهر السلفي (ت576هـ) رحمه الله عن كتاب الاستذكار: "هو كتاب لم يصنف في فنه مثله"اهـ( ).
                    = كتاب (الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم) لعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، (أبو محمد) (ت521هـ) رحمه الله، أديب، نحوي، لغوي، مشارك في انواع من العلوم( ) . قال شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ) رحمه الله: "وله كتاب "التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في رأيهم واعتقادهم" وهو كتاب عظيم. لم يصنف مثله"اهـ( ) .
                    = (الفتح العزيز في شرح الوجيز). لعبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي (ت623هـ) رحمه الله. قال في ترجمته تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله: "صاحب الشرح الكبير المسمى بـ(العزيز) وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ (العزيز) مجردا على غير كتاب الله فقال : (الْفَتْح الْعَزِيز فِي شرح الْوَجِيز)"، ثم قال: "وكفاه بـ(الفتح العزيز) شرفا فلقد علا به عنان السماء مقدارا وما اكتفى فإنه الذي لم يصنف مثله في مذهب من المذاهب ولم يشرق على الأمة كضيائه في ظلام الغياهب"اهـ( ).
                    = (جامع الأصول في أحاديث الرسول) لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (ت 606هـ) رحمه الله. قال ياقوت الحموي (ت626هـ) رحمه الله في ترجمته لما عدد مؤلفته: " كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول عشر مجلدات جمع فيه بين البخارى ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وسنن النسائي والترمذي عمله على حروف المعجم، وشرح غريب الأحاديث ومعانيها وأحكامها ووصف رجالها ونبه على جميع ما يحتاج إليه منها قال المؤلف. أقطع قطعا أنه لم يصنّف مثله قط ولا يصنف"اهـ( ).
                    = كتاب (المنتقى في الأحكام)( ) لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية (ت652هـ) رحمه الله. قال في ابن الجزري رحمه الله: "وألف كتاب المنتقي في الأحكام وهو مشهور لم يؤلف مثله"اهـ( ) .
                    = المجموع شرح المهذب، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت 676هـ) رحمه الله. قال شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت 902هـ) رحمه الله: " وكتابه " شرح المهذب " لم يصنف في المذهب على مثل أسلوبه"اهـ( ) . وقال رحمه الله: "قال العثماني قاضي صفد: إنه (يعني: شرح المهذب) لا نظير له، لم يصنّف مثله، ولكنه ما أكمله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذ لو أكمله ما احتيج إلى غيره، وبه عُرف قدره، واشتهر فضله"اهـ( ).
                    = (البديع في أصول الفقه) ، لمظفر الدين الحنفي البغدادي ابن الساعاتي صاحب البديع في الأصول وهو أحمد بن علي بن تغلب بن أبي الضياء، مظفر الدين أبو العباس ابن الإمام نور الدين البعلبكي الأصل، البغدادي المولد والمنشأ، الحنفي، المعروف بابن الساعاتي (ت694هـ)، رحمه الله . قال يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين (ت874هـ) رحمه الله: "ألف التأليف المفيدة الحسنة، من ذلك: البديع في أصول الفقه الذي لم يصنف مثله، جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي والأحكام للآمدي"اهـ( ).
                    = (الإمام) لمحمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقيّ الدين القشيري، المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد (ت702هـ) رحمه الله، قال تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله: "وَمن مصنفاته كتاب الإِمَام فِي الحَدِيث وَهُوَ جليل حافل لم يصنف مثله"اهـ( ) .
                    = (تهذيب الكمال)( )، ليوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبي الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي (ت742هـ) رحمه الله، محدث الديار الشامية في عصره. قال تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله : "وصنف تَهْذِيب الْكَمَال الْمجمع على أَنه لم يصنف مثله"اهـ( ).
                    = (النشر في القراءات العشر)، لشمس الدين أبي الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (ت833 هـ) رحمه الله، قال جلال الدين السيوطي (ت911هـ) رحمه الله : "ألف (النشر في القراءات العشر) لم يصنف مثله"اهـ( ).

                    تعليق


                    • #25
                      رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                      خبر الكتاب: 87.
                      كتاب العمر
                      يكون أحيانا كتاب لصاحبه هو كتاب عمره، يجمع له، ويعيد النظر فيه، فلا يخرج الكتاب إلا وقد حوى غالب ما يريد صاحبه!
                      ومن هذه الكتب :
                      = (الموطأ) للإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت179هـ) رحمه الله، قال أَبُو خُلَيْدٍ: "أَقَمْتُ عَلَى مَالِكٍ فَقَرَأْتُ الْمُوَطَّأَ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ مَالِكٌ: عِلْمٌ جَمَعَهُ شَيْخٌ فِي سِتِّينَ سَنَةٍ أَخَذْتُمُوهُ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ لَا فَقِهْتُمْ أَبَدًا"( ) . وقال صفوان بن عمر بن عبد الواحد : "عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوماً فقال كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوماً قل ما تتفقهون فيه"( ) . فهذا كتاب عمره، مكث عمره ينقحه ويراجعه وينظر فيه، قال عتيق الزبيري : "وضع مالك الموطأ على نحو من عشرة آلاف حديث فلم يزل ينظر فيه سنة ويسقط منه حتى بقي هذا ولو بقي قليلاً لأسقطه كله". يعني تحرياً. قال سليمان بن بلال : لقد وضع مالك الموطأ وفيه أربعة آلاف حديث أو قال أكثر. فمات وهي ألف حديث ونيف يلخصها عاماً عاماً بقدر ما يرى أنه أصلح للمسلمين وأمثل في الدين"اهـ( ).
                      = غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام. (ت 224هـ) رحمه الله. جمع كتابه في غريب الحديث، فصار هو: القدوة في هذا الشأن. فإنه أفنى فيه عمره. قال أبو عبيد: كنت في تصنيف هذا الكتاب - يعني غريب الحديث - أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فأضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهراً فرحاً مني بتلك الفائدة. وأحدكم يجيئني، فيقيم عندي أربعة أشهر، أو خمسة أشهر، فيقول: قد أقمت الكثير( ). فكان خلاصة عمري( ) .
                      = (المُعْجَمُ الأَوسطُ) لسليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) رحمه الله، ورتبه عَلَى أسماء مشَايِخِهِ المُكثرينَ, وَغَرَائِبُ مَا عِنْدَهُ عَنْ كُلِّ وَاحدٍ, يَكُونُ خَمْسَ مجلدَاتٍ. قال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبدالله بن حمدان، وأبا الحسن المديني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني "المعجم الأوسط"( ) .
                      وغيرها .

                      تعليق


                      • #26
                        رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                        خبر الكتاب: (8
                        أول كتاب في الفن
                        عند الحديث عن المبادئ العشرة لعلم من العلوم، فإن الكلام عن نشأة العلم وواضعه لابد فيها من الإشارة إلى مراحل تدوينه، ومن ذلك ذكر أول من صنف في هذا الفن.
                        وقد ذكرت أوليات في الكتب في أبواب وعلوم، من ذلك:
                        = كتاب (الموطأ) لمالك بن أنس الأصبحي (ت179هـ) رحمه الله، أول كتاب في الصحيح غير المجرد.
                        = كتاب (الرسالة) لمحمد بن إدريس الشافعي (ت204هـ) رحمه الله أول كتاب في أصول الفقه.
                        = كتاب (اختلاف الحديث) لمحمد بن إدريس الشافعي (ت204هـ) رحمه الله هو أول كتاب في مختلف الحديث.
                        = كتاب (الجامع الصحيح)، لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ) رحمه الله، هو أول كتاب في الصحيح المجرد.
                        = كتاب (السبعة) لابن مجاهد (ت324هـ) رحمه الله. هو أول من سبع السبعة.
                        = كتاب (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي)، لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي (المتوفى: 360هـ)، رحمه الله. أول كتاب مستقل جامع لأنوع من علم الحديث.
                        = كتاب (التيسير) في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني (ت444هـ) رحمه الله، عو أول من اختار لكل قارئ من السبعة راويين.
                        = كتاب (فنون الأفنان، في علوم القرآن)، لأبي الفرج: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، البغدادي (ت597هـ) رحمه الله ، أول كتاب في علوم القرآن مفرد مستقل جامع لجملة من أنواع علوم القرآن.
                        = كتاب (معالم السنن) لحمد بن سليمان الخطابي (ت386هـ) رحمه الله، أظنه أول شرح لسنن أبي داود، والله اعلم.
                        = كتاب (اعلام الحديث) لحمد بن سليمان الخطابي (ت386هـ) رحمه الله أظنه أول شرح للجامع الصحيح للبخاري، والله اعلم.


                        ***************

                        خبر الكتاب : (89)

                        كتاب ليس في الباب غيره أو فرد في بابه.
                        = تهذيب الآثار، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310هـ). وهو كتاب، تفرد في بابه بلا مشارك( ).
                        = التيسير في القراءات السبع.
                        = المقنع في رسم مصاحف الأمصار.
                        = المحكم في نقط المصاحف. جميعها لأبي عمرو الداني (ت444هـ) رحمه الله، كتبه هذه تفردت في بابها ، بل لعل بعضها لا يوجد غيره اليوم في بابه كاملاً مثل كتاب (المقنع) في ذلك العصر، خاصة من جهة اختلاف رسم المصاحف.
                        = غرائب التفسير وعجائب التأويل، لمحمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم برهان الدين الكرماني، ويعرف بتاج القراء (المتوفى: نحو 505هـ) رحمه الله، لا أعلم كتاباً للسابقين في بابه، فهو فرد فيه! وفي القرن الماضي وهذا القرن بدأت الكتابات في الدخيل في التفسير، وهي في جانب من جوانب (غرائب التفسير وعجائب التأويل).
                        وغير ذلك من الكتب.


                        ***************


                        خبر الكتاب : (90)
                        ألقاب الكتب .
                        لبعض الكتب ألقاب تشيع بين طلبة العلم؛
                        = كتاب (الفروع) سمعت بعضهم يلقبه بـ (مكنسة المذهب)، لأنه يورد حتى الروايات الضعيفة في المذهب، وأنه جامع ليس كغيره.
                        = كتاب (رد المحتار على الدر المختار) لابن عابدين، في الفقه الحنفي، لقبه بعضهم بـ (منخل المذهب فيما عليه الفتوى)( ).
                        = (التهذيب لذهن اللبيب) مختصر في الفروع على مذهب أبي حنيفة، لعلي بن علي بن محمد, ابن ابي العز
                        (ت792هـ). يلقب هذا الكتاب بـ (خيرة الفقهاء) ( ) .
                        = (حلية العلماء، في مذاهب الفقهاء)، لأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو بكر الشاشي القفال الفارقيّ، الملقب فخر الإسلام، المستظهري الشافعي (ت 507هـ)، يلقب كتابه ويعرف بـ (المستظهري) . صنفه للخليفة: المستظهر بالله العباسي( ).


                        ***************

                        خبر الكتاب: (91)
                        كتب تشابهت أسماؤها .
                        = (فتح الباري) لابن حجر بشرح صحيح البخاري.
                        و(فتح الباري) لابن رجب بشرح صحيح البخاري.
                        = (المحرر)، في فروع الشافعية لأبي القاسم: عبد الكريم بن محمد الرافعي، القزويني (ت623هـ).
                        وكتاب (المحرر) في فروع الحنابلة، لمجد الدين أبي البركات عبد السلام ابن تيمية (ت652هـ).
                        و (المحرر) في أحاديث الأحكام، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي (ت744هـ).
                        وغير ذلك.





                        تعليق


                        • #27
                          رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                          خبر الكتاب : (92)
                          كتب أهديت أو صنفت لملوك أو وزراء أو أمراء أو قضاة.
                          = (الصاحبي) في اللغة، لابن فارس، أبي الحسين: أحمد بن فارس الرازي، اللغوي (ت395هـ) رحمه الله.
                          قال في مقدمته : "هَذَا الكتاب "الصاحبي" فِي فقه اللغةِ العربيةِ وسننِ العربِ فِي كلامها. وإنَّما عَنْوَنْتُه بهذا الاسم لأنّي لما أَلَّفْتُه أَوْدعْتُه خزانةَ الصَّاحبِ الجليل كافي الكفاة، عَمَرَ اللهُ عِراص العلم والأدب والخير والعدل بطول عمره، تَجمُّلاً بذلك وتحسُّناً، إذ كَانَ يقبَلَه كافي الكفاة من علم وأدب مَرضِيّاً مقبولاً، وَمَا يَرْذُلُه أَوْ يَنفيه منفيّاً مَرْذولاً، ولأنّ أحسنَ مَا فِي كتابنا هَذَا مأخوذٌ عنه ومُفاد منه"اهـ( ) .
                          يعني: ألفه للوزير، الصاحب: إسماعيل بن عباد (ت385هـ) رحمه الله.
                          = (المبهج)، لأبي إسماعيل: عبد الملك بن منصور الثعالبي (ت430هـ). ألفه: للأمير، شمس المعالي: قابوس . ذكر فيه: أنه أهداه إلى: شمس المعالي، حين ورده. ثم زاد فيه، ونقص، وبدل، فأنشأه نشأة أخرى. ورتبه: على سبعين بابا( ).
                          = (حلية العلماء، في مذاهب الفقهاء)، لأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو بكر الشاشي القفال الفارقيّ، الملقب فخر الإسلام، المستظهري الشافعي (ت 507هـ)، يلقب كتابه ويعرف بـ (المستظهري) . صنفه للخليفة: المستظهر بالله العباسي( ).
                          = (مقدمة في الجدل، والخلاف، والنظر)، لبرهان الدين: محمد بن محمد النسفي (ت684هـ). وعليها شروح، أحسنها: لشمس الدين: محمد السمرقندي، صاحب: (الصحائف) . ذكر فيه: أنه التمس منه جمع من الطلبة بماردين شرحها، فأجاب. وسمَّاه: (مفتاح النظر) . وجعله لرسم خزانة: أبي الحارث، قره أرسلان الأرتقي، صاحب ماردين. وفرغ منه: في رجب، سنة 690، تسعين وستمائة( ) .
                          = شرح منهاج الوصول، إلى علم الأصول، لبرهان الدين: عبيد الله بن محمد الفرغاني، العبري، شارح (الطوالع) (ت743هـ) رحمه الله، أهداه: إلى الوزير: شمس الدين، صاحب الديوان( ) .
                          = (قلائد النحور، من جواهر البحور)، لشهاب الدين: أحمد بن محمد الحجازي، الشاعر (ت875هـ) رحمه الله،
                          قال: "وبعد فإنه قد عن لي أن أستخرج من الكتاب العزيز، ما جاء على أوزان الأبحر اتفاقا. ثم بدا لي أن أبني على كل بحر من البحور بيتا، على ما عندي من القصور، وجعله برسم قاضي القضاة: ابن حجر العسقلاني"اهـ( ) .
                          = (إرشاد العقل السليم، إلى مزايا الكتاب الكريم)، المشهور بـ (تفسير أبي السعود) في تفسير القرآن، لأبي السعود بن محمد العمادي (ت982هـ) رحمه الله. قال في مقدمته : "وأهديها إلى الخزانة العامرة الغامرة للبحار الزاخرة لجناب من خصه الله تعالى بخلافة الأرض واصطفاه سلطنتها في الطول والعرض ألا وهو السلطان الأسعد الأعظم والخاقان الأمجد الأفخم مالك الإمامة العظمى والسلطان الباهر وارث الخلافة الكبرى كابرا عن كابر رافع رايات الدين الأزهر موضح آيات الشرع الأنور مرغم أنوف الفراعنة والجبابرة معفر جباه القياصره والأكاسرة فاتح بلاد المشارق والمغارب بنصر الله العزيز وجنده الغالب الهمام الذي شرق عزمه المنير فانتهى إلى المشرق الأسنى وغرب حتى بلغ مغرب الشمس أو دنا بخميس عرمرم متزاحم الأفواج وعسكر كخضم متلاطم الأمواج فأصبح ما بين أفقى الطلوع والغروب وما بين نقطتى الشمال والجنوب منتظما في سلك ولاياته الواسعة ومندرجا تحت ظلال راياته الرائعة فأصبحت منابر الربع المسكون مشرفة بذكر اسمه الميمون فياله من ملك استوعب ملكه البر البسيط واستعرق فلكه وجه البحر المحيط فكأنه فضاء ضربت فيه خيامه او نصبت عليه ألويته وأعلامه مالك ممالك العالم ظل الله الظليل على كافة الأمم قاصم القياصرة وقاهر القروم سلطان العرب والعجم والروم وسلطان المشرقين وخاقان الخافقين الإمام المقتدر بالقدرة الربانية والخليفة المعتز بالعزة السبحانيه المفتخر بخدمة الحرمين الجليلين المعظمين وحماية المقامين الجميلين المفخمين ناشر القوانين السلطانية عاشر الخواقين العثمانية السلطان ابن السلطان السلطان سليمان خان بن السلطان المظفر المنصور والخاقان الموقر المشهور صاحب المغازي المشهورة في أقطار الأمصار والفتوحات المذكورة في صحائف الأسفار السلطان سليم خان بن السلطان السعيد والخاقان المجيد السلطان بايزيد خان لا زالت سلسلة سلطنته متسلسلة إلى إنتهاء سلسلة الزمان وأرواح أسلافه العظام متنزهة في روضة الرضوان"اهـ( ).
                          = (المقصد) في النحو، لتاج الدين: محمود بن محمد الدهلوي (ت891هـ) رحمه الله، أهداه: للملك الأشرف( ) .
                          = (المتوكلي)، لجلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ) رحمه الله، جمع فيه: ما ورد في القرآن الكريم باللغة الحبشية، والفارسية، والهندية، والتركية، والزنجية، والنبطية، والسريانية، والعبرانية، والرومية. ووجه تسميته به، ما قاله له في أوله، من أن الخليفة المتوكل، أمره بتأليفه. فلخصه: من: (كتاب المسالك) . وسماه: (المتوكلي) . اقتداء بالشاشي في: (المستظهري)( ) .
                          وغيرها .

                          تعليق


                          • #28
                            رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                            خبر الكتاب: (93)
                            كتب مستغربة عجيبة
                            = (عنوان الشرف الوافي، في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي). لإسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقرئ اليمني (ت837هـ) رحمه الله، وهو : كتاب بديع الوصف( ).وهو كتاب حسن لم يسبق إلى مثله، يحتوي عَلَى فنون خمسة من العلوم( ) .
                            ذكر أن سبب تأليفه: أنه كان يطمع في قضاء الأقضية، بعد المجد الشيرازي، صاحب (القاموس) ويتحامل عليه، بحيث أن المجد عمل للسلطان الأشرف: صاحب اليمن كتابا، أول كل سطر منه ألف، فاستعظمه السلطان.
                            فعمل الشرف هذا كتابه هذا، والتزم أن يخرج من أوله وآخره وأوسطه علوم غير الفقه، الذي وضع الكتاب له.
                            لكنه لم يتم في حياة الأشرف.
                            فقدمه لولده الناصر، فوقع عنده، وعند سائر علماء عصره ببلده موقعا عجيبا( ) .
                            والصفحة من هذا الكتاب فيها سبعة جداول؛
                            فإذا قرأت السطر من اليمين إلى الشمال كالمعتاد تجده كتاب فقه في فروع الشافعية.
                            وإذا قرأت الجدول الأول تجده في علم العروض.
                            وإذا قرأت الجدول الثالث تجده في تاريخ الدولة الرسولية.
                            وإذا قرأت الجدول الخامس تجد كتاباً في النحو.
                            وإذا قرأت الجدول السابع تجد كتابا في القوافي.
                            ويمضي إلى آخر الكتاب على هذه الصورة، حتى يتم مسائل متن العلم!
                            وجعل قوسين في رأس كل صفحة ينتظم الذي على اليمين ما في الجدول الأول منها. وينتظم الذي على الشمال ما في الجدول السابع منها.
                            وعندي أن هذا من الترف العلمي، مع دلالته على التمكن من ناصية البيان والعبارة، والله الموفق.
                            = (تقريب التهذيب) لأحمد بن علي العسقلاني (ت852هـ) رحمه الله، قال عنه السخاوي (ت902هـ) رحمه الله تلميذ الحافظ ابن حجر: "مختصرُه التقريب، وهو عجيب الوضع، يشتمل على رجال "تهذيب الكمال"، لا تزيد الترجمة على السطر، يشتمل على اسم الراوي وأشهر نسبه، وصفته مِنَ القبول وعدمه، وبيان طبقته، مع ضبط ما يحتاج إلى ضبطه مِنْ ذلك بالحروف، وهو في مجلدة متوسطة"اهـ( ). قلت: من عجائب وضع (التقريب) دلالته على الشيوخ والتلاميذ بالطبقة، على وصف ذكره في المقدمة. واختصاره ما قيل في الراوي بألفاظ في الجرح والتعديل، لا زالت إلى اليوم محل درس!


                            ***************


                            خبر الكتاب : (94)
                            ليس للحنابلة اليوم كتاب في أحكام القرآن.
                            يذكر كتاب أبي يعلى في هذا ولا يعرف خبره للآن!
                            واجتهد بعض الباحثين فجرد آيات الأحكام من تفسير زاد المسير لابن الجوزي رحمه الله.
                            ويمكن أن تجرد من كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

                            تعليق


                            • #29
                              رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله


                              خبر الكتاب : (95)
                              دعاوى الزمخشري في كتابه (أساس البلاغة).
                              تصرف الزمخشري (ت538هـ) عامله الله بما يستحقه، في هذا الكتاب بأن جاء إلى ألفاظ اللغة، وأدعى في كل لفظ أنه بهذا المعنى حقيقة، وبغيره مجاز!
                              و ذلك محاولة منه لإثبات أن اللفظ وضع أصلاً لمعنى حقيقة، ثم حمل على غيره مجازاً!
                              والواقع هذه دعوى منه، إذ ما دليله؟
                              و لا تأثير لكثرة استعمال العرب للفظة بهذا المعنى في هذا السياق ليكون حقيقة، وما عداه يكون مجازاً، إذ من أين له أن كثرة استعمال اللفظة في معنى يعني أنها فيه حقيقة؟ خاصة وأن الحال أنها إنما اكتسبت المعنى بحسب السياق؛
                              إذ ألفاظ اللغة إنما تكتسب معناها بحسب السياق الذي تأتي فيه!
                              فمن أين له أنهم في هذا السياق الذي أفادت فيه هذا المعنى حقيقة وفي الآخر مجاز؟!
                              وعليه فقد أقام كتابه على دعاوى لا تسلّم له.
                              نعم يستفاد من الكتاب معاني الألفاظ، والتعبيرات.


                              ****************
                              خبر الكتاب : (96)
                              أول كتاب في الصحيح غير المجرد هو (موطأ) مالك (179هـ) رحمه الله.
                              وأول كتاب في الصحيح المجرد هو الجامع الصحيح للبخاري (ت256هـ) رحمه الله.
                              ومعنى (المجرد) أي أنه جرده فقط للأحاديث المرفوعة، دون الآثار الموقوفة والمقطوعة؛
                              فإن الإمام مالك رحمه الله قصد إيراد الآثار الموقوفة والمقطوعة أصالة في كتابه مع الأحاديث المرفوعة، بخلاف البخاري رحمه الله فإنه كان يتقصد إفراد كتابه للأحاديث المرفوعة، ولذلك يسوق الآثار بدون سند غالباً، أو معلقة، في تراجم الكتاب .
                              من أجل هذا قالوا عن (موطأ) مالك أنه أول كتاب في الصحيح غير المجرد، أي لم يجرد للمرفوع فقط.
                              وقالوا : أول كتاب في الصحيح المجرد هو الجامع الصحيح للبخاري، لأنه جرده للأحاديث المرفوعة ولم يورد الآثار الموقوفة فيه أصالة.


                              ***************


                              خبر الكتاب : (97)
                              الكتاب الورقي له مزايا على الكتاب الضوئي؛
                              منها أنك تستطيع القراءة فيه في كل وقت وفي كل مكان دون حاجة لجهاز أو برنامج واسطة.
                              ومنها أنك تستطيع التعليق عليه مباشرة بالقلم على هامشه أو في طرته.
                              ومنها أنك تستطيع تصفحه مباشرة، إلى المحل الذي تريده بيسر، وتقدم وتحرك، وتشعر أنه بيدك تتحكم به تماماً.
                              ومنها سلامته من الأخطاء عن النسخة الضوئية التي تكون عادة كثيرة الأخطاء المطبعية، بسبب البرامج الواسطة في نقله إلى الجهاز.
                              ومنها أنك تستطيع التحديد عليه ، والتعامل معه مباشرة.
                              ولذلك لا ينبغي لطالب العلم أن يزهد في النسخة الورقية من الكتاب!


                              ***************

                              خبر الكتاب: (9
                              الاستكثار من نسخ الكتاب!
                              يتأكد هذا في الأحوال التالية:
                              = إذا تعددت الطبعات، فإن الكتاب إذا تعددت طبعاته احتجت إلى شرائه بالطبعة الأخرى، خاصة إذا كانت محققة تحقيقاً علمياً، غير التي لديك.
                              = إذا تعددت روايات الكتاب، مثل الموطأ، فإذا كان عندك برواية يحي بن يحي الليثي، ثم وجدته برواية أبي مصعب الزهري فاشتره، أو برواية غيره فاشتره، فإن الروايات للكتاب الواحد مفيدة، ويوجد في كل رواية في بعض المواضع ما ليس في الأخرى.
                              = إذا تعددت الشروح، فإذا كان للكتاب أكثر من شرح ، فاشتره بما تستطيع من شروحه التي تقف عليها، لأن لكل شرح مع النسخة التي عليه فائدته وأهميته!
                              = إذا تعددت مكتباتك، وهذا عند بعض الناس الذين لهم أكثر من مكتبة، وأذكر أن الشيخ بكر بن عبدالله (أبوزيد) رحمه الله، كان أحياناً إذا تكلمنا عن كتاب يقول: هذا في مكتبتي بالطائف، وهذا عندي بالرياض، ففهمت أن مكتبتين لديه، واحده في بيته بالرياض، وأخرى في بيته بالطائف!

                              تعليق


                              • #30
                                رد: خبر كتاب .. شيخنا محمد بازمول .. حفظه الله

                                خبر الكتاب : (99)
                                كتب يمدحها أصحابها.
                                من باب النصيحة والدلالة على الخير ، يذكر المؤلف كتاباً له، ويحيل إليه وقد يمتدحه ، ليرغب الطالب بمراجعته والنظر والاستفادة منه، من ذلك:
                                = (الأذكار) ليحي بن شرف الدين النووي (ت676هـ) رحمه الله ، امتدحه النووي نفسه، فقال في شرحه لما أخرجه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : "كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنهما"، قال: "في هذا الحديث فوائد ؛ منها جواز وصف الإنسان بعيب فيه للتعريف أو مصلحة تترتب عليه لا على قصد التنقيص، وهذا أحد وجوه الغيبة المباحة وهي ستة مواضع يباح فيها ذكر الانسان بعيبه ونقصه وما يكرهه وقد بينتها بدلائلها واضحة في آخر كتاب (الأذكار) الذي لا يستغنى متدين عن مثله"اهـ( ).
                                = (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة)، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت751هـ) رحمه الله، امتدحه ابن القيم نفسه في مقدمته فقال عنه: "فَهَذَا مَضْمُون هَذِه التُّحْفَة وَهَذِه عرائس مَعَانِيهَا الآن تجلى عَلَيْك، وخود أبكارها البديعة الْجمال ترفل فِي حللها وَهِي تزف إليك، فإما شمس منازلها بِسَعْد الأسعد وَإما خود تزف إلى ضَرِير مقْعد؛ فاختر لنَفسك إحدى الخطتين وانزلها فِيمَا شِئْت من المنزلتين وَلَا بُد لكل نعْمَة من حَاسِد وَلكُل حق من جَاحد ومعاند هَذَا وَإِنَّمَا أودع من الْمعَانِي والنفائس رهن عِنْد متأمله ومطالعه لَهُ غنمه وعَلى مُؤَلفه غرمه وَله ثَمَرَته ومنفعته ولصاحبه كلَّه ومشقته مَعَ تعرضه لطعن الطاعنين ولاعتراض المناقشين. وَهَذِه بضاعته المزجاة وعقله (المكدود) يعرض على عقول الْعَالمين وإلقائه نَفسه وَعرضه بَين مخالب الحاسدين وأنياب الْبُغَاة الْمُعْتَدِينَ فلك أيها الْقَارئ صَفوه ولمؤلفه كدره وَهُوَ الَّذِي تجشم غراسه وتعبه وَلَك ثمره"اهـ( ).
                                = (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)، لابن قيم الجوزية (ت751هـ) رحمه الله، قال في مقدمته: "فيا أيها المتأمل له الواقف عليه لك غنمه، وعلى مؤلفه غرمه، ولك فائدته، وعليه عائدته، فلا تعجل بإنكار ما لم يتقدم لك أسباب معرفته ولا يحملنك شنآن مؤلفه وأصحابه على أن تحرم ما فيه من الفوائد التي لعلك لا تظفر بها في كتاب ولعل أكثر من تعظمه ماتوا بحسرتها ولم يصلوا إلى معرفتها والله يقسم فضله بين خلقه بعلمه وحكمته وهو العليم الحكيم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"اهـ( ).

                                تعليق

                                يعمل...
                                X