بسم الله الرّحمن الرّحيم
وقْفاتٌ مع كتاب ( تفسير الأحلام ) لخالدٍ العنبريّ - أصلحه الله -
إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره . و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،و من سيّئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضلّ له . و من يُضلل فلا هادي له . و أشهدأن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له . و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله .
أمّا بعد :
فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ - صلّى اللهعليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّبدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار .
أمّا بعد :
فإنّ كتابات خالدٍ العنبريّ - أصلحه الله وسدّده وألهمه رُشده - في الرُّؤىوالأحلام تكاد تكون يتيمةً - حسب علمي - في بابها في هذا الزّمان ؛ ولذلك نالت -بين الأثريّين - شهرةً ، ورجع إليها الكثير من المبتدين .
هذا ؛ ولقد رأيتُ ناسًا ممّن ولجوا دارة ( الجرح والتّعديل ) من ( الشّبابالأرعن ) قبل الاستعداد لهذه الغزوة بعُدّة العلم والحُلم والتّقوى والعدل ؛ يرميالعنبريّ هذا – أصلحه الله – بما يُمدح بمثله الرّجال ؛ واضعًا المناقب في ميزانالمثالب ؛ فتراه يسخر من عباد الله قائلاً : (( خالدٌ العنبريّ مفسّر الأحلام !!! )) ، ويبشّر أصحابه من رقاق الدّين الّذين يسمعون كلامه قائلاً : أنّ العنبريّ هذالا يتّصل به إلاّ النّساء السّائلات عن الرّؤى ( !!! ) ، ويُعيد نشر كلامه و سُبابههذا في شبكة (( أنا السّلفيّ !!! )) مرّاتٍ ومرّات ؛ ساخراً مستهزءًا ؛ إذ يقول : (( يُرفع إلى من به كابوس !!! )) ، كلّ هذا - والله - في مقالاتٍ يحارب بها عقيدةالسّلف في مسائل الإيمان والكفر والتّكفير ؛ الّتي انتصر لها العنبريّ - هداه ربّهإلى الجادّة كما ذبّ عن السّنّة - ( !!!!! ) . ومِنْ ثَمّ كتب بعض النّاس يسألُ عنهذا الكتاب " تفسير الأحلام " وهل لأهل العلم فيه كلام ؟!!.
فأقول - مستعيناً بالله العظيم - :
1 - إنّ (( الظّلم ظلمات )) ، والعدل نورٌ وخيرٌ ورشاد ؛ و لذلك قال – سبحانه - : [ و لا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى ] ؛ فإنّه –إنْ صحّ طعنُ العنبريّ – هداه الله – في إمامنا الوالد الرّبيع المدخليّ – كلأهالله و نكأ عدوّه - ، وغمزه في أمّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - ، و تميييعهقواعد منهج السّلف في الذّبّ عن السّنّة والرّدّ على المخالف ، واتصاله المشبوه (بجمعيّة دار البرّ الحزبيّة !!! ) ؛ إنْ صحّ هذا (1) فالأمر - إذن - جدّ خطير –؛لولا أنّ الرّجل – بعدُ – لم يُبدّع - علمي - ؛ فلعلّه يكون بريئًا منها أو بعضها ،أو مُتأوّلاً في بعضٍ ، زالاًّ على غير قصدٍ في بعضٍ ، أو قابلاً للنّصيحة ، واقفاًعلى باب توبةٍ ؛ فمثله لا يُهدر ، كيف وهو ينتحل السّلف ، ويذبُّ عن معتقدهم ؟! .
2 – وحتّى لو كان مبتدعًا زائغًا – لا جعله الله كذلك – فإنّ العدل واجبٌ معالموالف والمخالف ؛ بل هو في حقّ المُخالف أوجب ؛ لأنّ ظلم الرّادّ عليه أظهر منالرّادّ على الصّاحب ، فكان العدل فيما للظّلم فيه بابٌ أوسع أولى وأحرى ؛ ولذلكقال في الحديث : (( ولا تخن من خانك )) (1) .
3 - هذا ؛ ويعلم الله منّا - معشر أهل السّنّة - أنّا من أحرص النّاس على وحدةالصّف والكلمة ، وأنّ قلوبنا لتتقطّع أوصالها أسىً وأسفًا على حالِ من كانوا فيأصحابنا كالمغراويّ ، والمصريّ المأربيّ ، و غيرهم .
ولا - والله ربِّنا - ما نحبُّ أنْ يضلَّ لا الحلبيّ ، ولا الهلاليّ ، ولاالعنبريّ ولا غيرهم .
بل هداية هؤلاء وأولئك أحبُّ إلى قلوبنا .
اللّهمّ فاهدهم ، و تُب عليهم - بمنّك و كـرمك يا أرحم الرّاحمين - ( ! ) .
4 - وعلم التّأويل وتعبير الرُّؤى ليس سُبّةً يُرمى بها العالمون ؛ بل هي صنعةُالصّدّيقين ؛ ألم ترَ إلى قوله – تعالى - :
[ يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا . . . ] ؟! .
ولذلك كان رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يُعبّر رؤى أصحابه ،ويقصّ عليهم رؤاه ، ويسألهم - كما في الصّحيحين - : (( هل رأى أحدٌ منكم البارحةرؤيا ؟ )) .
قال الإمام الحافظ أبو عمر ابن عبد البرّ – رحمه الله تعالى – في " التّمهيد " : (( وهذا الحديث يدلُّ على شرف علم الرّؤيا وفضلها ؛ لأنّه - صلّى الله عليه وعلىآله وسلّم - إنّما كان يسأل عنها لتُقصَّ عليه ويُعبّرها ؛ ليُعلِّم أصحابه كيفالكلام في تأويلها ، وقد أثنى الله - عزّ وجلّ - على يوسف بن يعقوب - صلّى اللهعليهما وسلّم - وعدّد عليه فيما عدّد من النّعم الّتي آتاه : التّمكين في الأرض ،وتعليم تأويل الأحاديث ، و أجمعوا أنّ ذلك في تأويل الرّؤيا ، وكان يوسف - عليهالسّلام - أعلم النّاس بتأويلها ، وكان نبيُّنا - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم -نحو ذلك ، وكان أبو بكرٍ الصّدّيق - رضي الله عنه - من أعبر النّاس لها ، وحصل لابنسيرين فيها التّقدّم العظيم والطّبع والإحسان ، ونحوه أو قريبٌ منه كان سعيد بنالمسيِّب في ذلك فيما ذكروا . . . )) ا . هـ ألا ، فهل تغيّرت المفاهيم فصار الحقُّباطلاً ، أم على قلوبٍ أقفالها ؟! .
- هذا ؛ ولنا مع كتاب " قاموس تفسير ألأحلام " وقْفات ؛ أرجو أخًا ناصحًا - منأهل ( الإمارات ) - أنْ يحمل كلامي في انتقاد العنبريّ – أصلحه الله – إليه ؛نصيحةً له و تذكرة .
ومن ذلك :
- أوّلاً : لقد سمّى المصنّف كتابه : " قاموس تفسير الأحلام " ورتّبه على ترتيبالمُعجم ؛ فلعلّه يُريد أنْ يقول : " معجم . . . " ؛ فكتب : " قاموس . . . " ، علىأنّ القاموس لا يعني المعجم ، بل ( القاموس ) هو ( البحر ) ، ولذلك ؛ لمّا صنّفالفيروز آباديّ – رحمه الله – معجمه اللُّغويّ سمّاه : " القاموس المحيط " ؛ أي : (البحر المحيط ) ؛ لاستيعابه ؛ وذلك على عادة المصنّفين في تسمية الكتب بالأسماء ؛كقولهم : " الصّواعق المرسلة " ، و " الشّهاب الثّاقب " ، و " الصّارم المسلول " ،وليس ذلك أنّ الكتاب صاعقةٌ حقيقيّة ، أو شهابٌ من نارٍ ، أو سيفٌ صقيلٌ ، . . . ؛بل هو التّشبيه والتّمثيل .
وهُنا ؛ سمّى الفيروز آباديّ - رحمه الله - كتابه : " القاموس " تشبيهاً لهبالبحر ؛ لاستيعابه ؛ وليس ذلك أنّ كتابه بحرٌ على الحقيقة ، ولا أنّ لفظة (القاموس ) من مرادفات لفظة ( معجم ) .
فصنيع العنبريّ - إذاً - خطأٌ ؛ إذ :
- كتابه معجمٌ ، وليس ( القاموس ) من مرادفات هذه الّلفظة ؛ و المُلفت النّظرأنّ أحدًا لا يسمّي معجمه باسم " اللّسان " ، أو " الوسيط " ، أو غير ذلك من أسماءالكتب المصنّفة على طريقة المعاجم ( !!! ) .
- ولأنّ كتابه مختصرٌ - أصلاً - وليس ببحرٍ جامعٍ ، بل ليس - حتّى - نهراًمادّاً ( ! ) .
- ثانيًا : لقد جرى المصنّف ، أو الطّابع للكتاب في طبعته الأولى على تمييز لفظالجلالة ( الله ) ، والصّلاة على رسوله - عليه وعلى آله الصّلاة و السّلام - عنسائر الكلام - والآيات والأحاديث بالّلون الأحمر ؛ و ذلك – في لفظ الجلالة والصّلاة - مُحدَثٌ لم يجرِ عليه - بعلمي - عملُ السّلف ؛ ولا يسوّغه ما يوجد من تجوّز بعضنسّاخ المخطوطات المتأخّرين لذلك ؛ فإنّه :
... كلّ خـيرٍ في اتّباع مــن سلـــف وكـــلّ شرٍّ في ابتـداع من خلـــف كما أنّالجلوس في مجالسَ خاصّةٍ لتعبير الرّؤى الّذي يبلُغنا اهتمام العنبريّ - أصلحه الله - به - في المساجد ، وعلى ( شاشات التّلفاز !!! ) ، وغيرها - أمرٌ مُحْدَثٌ مبتدَعٌلم يجرِ عليه عملُ السّلف ؛ وخـيرُ الأمـور السّالفات عـلى الـــهدى و شرّهـنّالمُحـــدثات البـدائــعُ و( لعلّ ) حشده هذه التّأويلات ، و( التّعبيرات المقترحة ) – على ما فيها من تعسّفٍ – من تلك المُحدثات المخترعة – أيضاً – الّتي لم يكنعليها سلف الأمّة الأحرص على الخير ونفع النّاس ؛ لا سيّما وأكثر النّاظرين في هذهالمعاجم هم العوامّ الّذين لا يكادون يُميّزون بين النّور والظّلام ( !!! ) ،ولاختلاف التّعبير بحسب الرّائي والمكان و الزّمان ( ! ) (1) .
فدع عنـك ما قـد أحدث القوم بعدهـم فلا خـير إلاّ في اتّبــاع سبيــلهـم وإنّه (( لا يصلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلُح به أوّلها )) .
- ثالثًا : لقد حشد المصنّف - سدّده الله - ما استطاعه من قواعد التّعبير وتأويلالرُّؤى ، وبقيت قواعد لم يتفطّن لها ؛ أوقعه إهمالها في أخطاءٍ في التّعبير ؛
ومن ذلك : أنّه ليست تُعبّر الرُّؤى وفق قواعد الشّرع من حلٍّ وحُرمة ؛ فليسكُلّ من رأى أنّه يعصي الله - سبحانه - أُوّل ذلك شرّاً ؛ بل هيرموزٌ في عالمٍ ليسهو عالم الدّنيا ، ولذلك أمثلة ؛
منها : تأويلُ النّبيّ - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - الإسبال المحرّمبالدّين ، فكلّما زاد إسبال الثّوب - يقظةً - كان الإثم أكبر ، مع أنّه كُلّما زاد - مناماً - دلّ على وفرةٍ في الدّين أكثر .
وذلك كما في حديث الصّحيحين : (( رأيتُ النّاس عُرضوا عليّ وعليهم قُمُصٌ ؛ منهاما يبلغ الثّدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعُرض عليّ عُمر بن الخطّاب وعليه قميصٌيجرّه )) .
قالوا : فما أوّلته - يا رسول الله – ؟ .
قال : (( الدّين )) .
وعليه ؛ فإنّ العنبريّ كان يُراعي ذلك حيناً ، ويغفل عنه آخر ؛
- فهو يعبّر نكاحَ المحارم بأحد خيرين : وطءِ أرضِ الحـرم ، أو صلة الرّحم ؛ ( ص : 222 ) .
- ويرى أنّ خاتم الذّهب والحديد لا خير فيه ( ص : 148 ) ؛ ولعلّ ذلك لورودالنّهي عنها ؛ مع أنّه يعبّر الحديد بالمال والقوّة ( ص : 140 ) .
فعُلم من هذا عدم مراعاة هذا الأصل في التّعبير . فتنبّه ( ! ) .
- رابعًا : لقد أسرف - أصلحه الله - في مخالفة الأصل السّابق ، وأصولٍ أخرى -معه - كان ذكرها ؛ منها : أنّ على المعبّر أنْ يحمل الرّؤيا - ما استطاعَ ، بلاتمحّلٍ - على الخير ؛ وأنْ يجتنب الشّرّ في تأويلها فإنّ*ها (( حيث عُبّرت وقعت )) .
- فتراه – أصلحه الله - بعد أنْ أوّل نكاح المحارم بخيرٍ ؛ يؤوّل نكاح الزّوانيأنّه من رأى أنّه يفعل ذلك (( فهو زانٍ )) ( !!! ) ( ص : 222 ) .
وهذا تقنيطٌ ، وعبثٌ .
ولعلّه أخذه من قوله - سبحانه – [ الزّانية لا ينكحها إلاّ زانٍ أو مشرك ] ؛
فأقول :
- قـد علمت أنّ التّعبير لا تُراعى في حلِّ رمـوزه قواعد الحلال و الحرام -دائماً - . - لا سيّما والكثير يرون أنّهم واقعوا المومسات ؛ وهم من أصلح الخلق ( ! ) .
- فلعلّه يُريد بقوله : فهو زانٍ ؛ أي : سيزني ؛ وهذا - على بعده - من فتح أبوابالشّر ، وإيقاد نيران هواجس الفتنة ، فاحذر - بربّك - واحذر ( ! ) .
- ولعلّه أراد بقـوله : فهو زانٍ ؛ أي : قبلُ ؛ فهل نقيمُ عليه الحدّ ؟!!! .
والعجيب أنّه قال : (( زانٍ )) ولم يقل : (( مشرك )) ؛ مع أنّهما في الآية علىالسّواء ( ! ) .
وهذا مثالٌ من كثير ؛ و حسبي أنْ أقول : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّالعظيم ( !!! ) .
- خامسًا : وهذه لُبّ ( المقال ) ، وآخر ما يقال :
إنّ من أدب العبد مع ربّه ومولاه - سبحانه - أنْ يحسن الأدب مع صفوته من خلقه ؛أنبيائه ورسله – عليهم صلوات الله و سلامه - ؛ فلا يعيبهم ، و لا يذكر ما كان منذنوبهم على أنّها طبعهم ووصفهم ( !!!!! ) .
بل يعتذر لهم ، ويحبّهم ، ويعلمُ أنّ من كان أذنب منهم ؛ فإنّه تاب إلى ربّهوأناب ؛ فبدّل الله السّيئة حسنات ، ومَنّ عليهم بالمكرمات .
ولستُ أطيلُ ؛ فعلى ذلك قلبُ كُلِّ موحّدٍ سنّيّ .
والمستنكر العجيب أنْ يلج العنبريّ – هداه الله – بابًا ما كان لـه أنْ يفتحه ؛فكيف بولوجه وسكنى داره ؟!! .
لقد جرى – أصلحه الله – في تعبير رؤيا المرءِ بعض الأنبياء على طريقةٍ سيّئةٍمريضةٍ لا يعرفها أتباعهم ، ولا يقبلها مُحبّهم ؛ فتراه يؤوّل رؤيا بعضهم أنّ منرأى فلانًا فإنّه يذنب كذا ؛ كما أذنب ذلك النّبيُّ من قبل ( !!! ) . وهذه مواضعذلك ، على أنّي أستحيي – والله العظيم – من كتابتها ، أو قراءتها ؛ فيا ليت ثمّ ياليت العنبريّ يُحسن فيترك ذلك النّهج ، ويتوب إلى الله - سبحانه - منه ، ويُصلحبيده وقلبه ما أفسده :
- يقول - أصلحه الله - : أنّه (( قيل )) أنّ من رأى آدم - عليه السّلام - فيالمنام فإنّه يغترّ بقول بعض أعدائه ، ثمّ يُفرّج عنه بعد مدّة ( !!! ) ( ص : 111 ) .
و أنّه من رأى آدم و حوّاء - عليهما السّـلام – فإنّ رؤياه (( ربّما )) دلّت ((على النّقلة من مكانٍ شريفٍ إلى ما دونه ، و على الزّلل و الوقـوع في المحذور )) ( !!! ) ( ص : 147 ) .
- و أنّ من رأى نبيّ الله هارون (( فإنّه خليفةٌ لرجلٍ يصيه بسببه بلاءٌ و خصومة )) ( !!! ) ( ص : 224 ) .
- وأنّ من رأى نبيّ الله يونس - عليه السّلام - فإنّ ذلك يدلُّ على أنّ صاحبالرُّؤيا (( سريع الغضب )) ( !!! ) ، و (( إنّه يتعجّل في أمرٍ ينال منه سجناً أوضيقاً أو همّاً )) ( !!! ) ( ص : 230 ) .
فأقول – مستعيناً بالله العظيم - :
- إنّ حقّ الأنبياء تعظيمهم وذكرهم بالخير ، وتذكير النّاس بفضائلهم لا ذنوبهمالّتي تابوا منها .
- ثمّ إنّ أحدًا من المسلمين – على وجه الأرض – لا يسرع إلى خلده عند ذكر هؤلاءالصّفوة من الخلق تيك الذّنوب الّتي فعلوها ؛ فكأنّهم لا يُذكرون إلاّ بها ، وإذاذُكرت ؛ لا تكاد تدلّ إلاّ عليهم ( !!! ) .
- بل المتبادر إلى قلب كُلِّ سامعٍ عند ترديد أسماء هؤلاء الأنبياء الكرام –عليهم السّلام – في القرآن ، أو الحديث ، أو الكتاب ، أو المحاضرة ، . . . ،الإجلال والتّعظيم ، والخير ، والبركة .
- فحريٌّ بالمسلم - معبِّر رؤىً ، أو راءٍ أو غير ذلك - أنْ لا يتمحّل في وصـفهـؤلاء النّخبة من الخلق بالسّـوء ، و كأنّ ذلك هو سمتهم وشعارهم ( !!! ) .
- والعجيب أنّ الرّجل - سدّده الله - لم يتذكّر أنّ هؤلاء الأنبياء تابوا من هذهالزّلاّت ، وأبدل الله سيّئاتهم حسنات ( ! ) .
- فكان الأحرى به - أصلحه الله - أنْ يعبّر هذه الزّلاّت بآخرها وثمرتها وهيتوبة الله - سبحانه - على أصحابها ، وتبديل سيّئاتهم حسنات .
- فلو أنّه قال - غفر الله لنا وله - : أنّ من رأى هؤلاء الأنبياء الكرام -عليهم السّلام - فإنّ ذلك خيرٌ ورحمةٌ وبركةٌ ، وهو دليلٌ على أنّ الله يتقبّلهويتوب عليه ، ويهيّء لـه أسباب الإنابة إليه ؛ فيرفعه من ثمّ ويبيّض صحائفه ؛ لكانأولى وأولى وأولى .
- ثمّ ؛ لماذا لم يقل – هداه الله - :
أنّ من رأى موسى – عليه السّلام فإنّه يقتل نفساً بغير حقٍ ؟! .
ومن رأى إبراهيم – عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – فإنّه يكذب ( !!! ) . ومنرأى لوطاً – عليه السّلام – فزوجه خائنة . . . ؟!! .
- ألا ترى أنّ هذا من تأويل الخير بالشّر ؟!! .
- قاعدةُ التّعبير أنْ يُؤوّل الشّرّ خيراً – دون تمحّلٍ ، فكيف بمن يتمحّلفيؤوّل الخير شرّاً ؟! .
- قل – أصلحك الله - : من رأى آدم – عليه السّلام – فإنّه نورٌ ، وخيرٌ ، وبركةٌ ، وهذا دليلٌ على قَبول الله – سبحانه – لعبده ، ويكون صاحب المنام كثير الخيروالعيال .
- ومن رأى يونس : فإنّه رجلٌ صالحٌ يدعو قومه إلى الفلاح والصّلاح ، ويصبر علىذلك ، وينتصر الله له ، ثمّ يَمُنُّ عليه بتوبة قومه ، واتّباع أمره .
- ومن رأى هارون - عليه السّلام - مَنّ الله - سبحانه - عليه بصحبةِ رجلٍ عالمٍعابدٍ داعٍ إلى الله على عزمٍ وبصيرةٍ وصبرٍ ، ولعلّه من أولي قرابته ، يناله بسببهمن الخير والبركة ، ويكون على دربه وسبيله ، ويحمل - بفضله - الرّاية معه ، فيرفعهالله به ، ويكون وزيره وصاحبه الأدنى ، والمتكلّم باسمه ، ثمّ يكون خليفته من بعده ، وموضع ثقته ، ومحلّ سرّه ، ويكون الرّائي ذاكرًا مسبّحًا مكثرًا . . .
- أليس هذا محلّ هارون من موسى ؟*! .
- ألم يقل موسى لربّه : [ ربِّ اشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واحلل عقدةً منلساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي ، اشدد به أزري ،وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيراً ، ونذكرك كثيراً ، . . . ] ؟*!!! .
- وقال – أيضاً - : [ قال ربِّ إنّي أخاف أنْ يكذّبون ، ويضيق صدري ولا ينطلقلساني فأرسل إلى هارون ] ؟*!!! .
- وقال – أيضاً – : [ وأخي هارون هو أفصح منّي لساناً فأرسله معي ردءًا يصدّقني . . . ] ؟!! .
- و قال – أيضاً - : [ ربّ اغفر لي و لأخي و أدخلنا في رحمتك و أنت أرحمالرّاحمين ] . - فقال ربّه – سبحانه - : [ و وهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيّاً ] .
- أولم يقل رسول الله – عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – لعلّيٍّ - رضي اللهعنه – يوم استخلفه على المدينة بعده وسار في الجيش ؛ فحزن ، قال : (( أنت منّيبمنزلة هارون من موسى )) ؛ يعني : في القرابة ، والوزارة ، ومحلّ الثّقة ،والاستخلاف . . . ؟*!!! .
- واللهِ ، واللهِ أنّي ما أنْ أسمع باسم : ( هارون وموسى ) ؛ حتّى أتذكّر هذاالحديث وذاك الفضل .
- ثمّ ؛ ما هي الخصومة المدّعاة ؟!! .
- أصبرُ هارون على كفر بني إسرائيل ، ودعوته إيّاهم ، وحرصه على عدم تفريقكلمتهم انتظار أمر موسى ورأيه ؟!!.
، وحرص هارون1- أم هي غَيرَة موسى على التّوحيد ، وجرّه لحية أخيه الطّويلة على وحدة الصّف ، وعدم تشميت العِدا ؟!! .
- ألا تعلم – يا صاح – أنّ الله – سبحانه – عاتب موسى على ما حصل بسبب عجلته عنبني إسرائيل ولم يعاتب هارون ؛ فاعتذر لـه موسى أن : [ عجلتُ إليك ربِّ لترضى ] ؟!! .
- من أراد أن يفسّر القرآن فليُحكم العلوم ، ومن أراد أنْ يفسّر الأحلام فليُحكم – على الأقل – تفسير القرآن ؛ أمّا أنْ يكون جاهلاً به ، عابثًا بِسِيَر الصّالحين ، قالباً الموازين ؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ( !!! ) .
- ومثل ما قلتَه في النّبيّين قلتَ في الصّحابة المرضيّين ؛ فتزعُمُ – كسَرَالله قلمك – أنّه (( ربّما دلّت رؤية كلِّ واحدٍ منهم على ما نزل به ، وما كان فيأيّامه من فتنةٍ أو عدل )) ( !!! ) ( ص : 116 ) .
- الله المستعان ، و إنّا لله و إنّا إليه راجعون ( ! ) .
- هل رؤية الأنبياء والصّحابة كابوسٌ - يا هذا - يُستعاذ منها ، ونتفل عنالشّمائل ثلاثاً ، ونحوّل جنوبنا ؟!!! .
- أهذا مقدار القوم في قلب الرّجل ؟!! . - هل من رأى عثمان يُقتل ؟!.
- ومن رأى أبا ذرٍّ نُسب إلى الخوارج ؟!! .
- ومن رأى كعب بن مالك يهجره قومه بذنبه ؟!! .
- ومن رأى خبّاب يؤسر ؟!! .
- ومن رأى المغيرة يُرمى بالزّنا ؟!! .
- ومن رأت عائشة تُقذف ؟!! .
- ومن رأى أبا بكرٍ كفر قومه ؟!!! . . . - هل من رأى معاوية بغى ؟!! .
- ومن رأى عمرو بن معد يكرب يكفر ثمّ يُسلم ؟!! .
- ومن رأى خالدًا يُعزل ؟!! .
- ومن رأى المخزوميّة سرق ؟!! .
- والغامديّة وماعزًا يزني ؟!! . . .
- هل رؤية أبي بكرٍ دليلٌ على الرّدة ؟!! .
- وعثمان دليلٌ على الخوارج ؟!! .
- وعليٌّ من رآه دلّ على انشقاقٍ في صفوف السّلفيّين ؟!! .
- أهذا – يا هذا – ما تريد ؟!! .
- أليس صاحب السّلطة الزّمنيّة هم الخلفاء ؟!! .
- وهل وقع في زمنهم فتنٌ غير فتن الصّحابة ؟!! .
- أهذا منهج السّلف - أيّها السّلفيّ - في هذه الفتن ؛ أنْ تعبّر بها الأحلام أمتسدل السُّتُر ، ويُكفّ عن الذّكر ، ويستحضر العذر ؟!! ، بل حبّذا لو كُفَّ - أيضاً - عن التّذكّر ( !!! ) .
- ألم يكن القوم مجتهدين ومتأوّلين ، أو مغفوري الذّنب بحسناتٍ تُمحى ؟!! .
- ما لك ؟!! ، ثمّ ما لك ؟!! ، ثمّ ما لك ؟!! .
- ألا ؛ أصلح الله حالك ( ! ) .
- ثمّ ؛ ما أدراك - حين ترى - أنّه هارون ، أو يونس ، أو عثمان ؟!! .
- وما الضّامن لك أنّه ليس يتمثّل بهم شيطان ؟!! .
- أعهدُ وحيٍ ، أم وسواس شيطان ؟!! .
- لمّا قرأتُ هذا الكلام في الأنبياء والصّحابة – أوّل مرّةٍ – اقشعرّ بدني و مازلتُ لا أطيقُ تذكّره ، أفلم يرتعش قلمك وقلبك يا خالدُ ( ! ) عند كتابته والعبثبتدوينه ؟!! .
ألا ؛ فإنّي وأهلَ السّنّة بريؤون من هذا الكلام ، ونرجوا - صادقين - أنْ لا؛ فنبرأ منه كما تبرّأنا منه .1يُعاند صاحبه ، كما عاند صاحبه
- ولذا نحذّر من هذا ( القاموس ! ) - دون مقدّمته - ، ونعوذ بالله من قراءته ،أو كتابته ، أو طباعته .
وهذا آخر ما جرى به القلم في هذا المقام .
والله يتولّى هُداك - يا عنبريّ - .
والحمد لله ربِّ العالمين .
وكتب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
معـــــــاذ بن يوســــــفالشّمّريّ
- كان الله له –
في : الأردن - إربد - حرسها الله - .
في : 17 - محرّم - 1424 هـ .
وقْفاتٌ مع كتاب ( تفسير الأحلام ) لخالدٍ العنبريّ - أصلحه الله -
إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره . و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،و من سيّئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضلّ له . و من يُضلل فلا هادي له . و أشهدأن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له . و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله .
أمّا بعد :
فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ - صلّى اللهعليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّبدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار .
أمّا بعد :
فإنّ كتابات خالدٍ العنبريّ - أصلحه الله وسدّده وألهمه رُشده - في الرُّؤىوالأحلام تكاد تكون يتيمةً - حسب علمي - في بابها في هذا الزّمان ؛ ولذلك نالت -بين الأثريّين - شهرةً ، ورجع إليها الكثير من المبتدين .
هذا ؛ ولقد رأيتُ ناسًا ممّن ولجوا دارة ( الجرح والتّعديل ) من ( الشّبابالأرعن ) قبل الاستعداد لهذه الغزوة بعُدّة العلم والحُلم والتّقوى والعدل ؛ يرميالعنبريّ هذا – أصلحه الله – بما يُمدح بمثله الرّجال ؛ واضعًا المناقب في ميزانالمثالب ؛ فتراه يسخر من عباد الله قائلاً : (( خالدٌ العنبريّ مفسّر الأحلام !!! )) ، ويبشّر أصحابه من رقاق الدّين الّذين يسمعون كلامه قائلاً : أنّ العنبريّ هذالا يتّصل به إلاّ النّساء السّائلات عن الرّؤى ( !!! ) ، ويُعيد نشر كلامه و سُبابههذا في شبكة (( أنا السّلفيّ !!! )) مرّاتٍ ومرّات ؛ ساخراً مستهزءًا ؛ إذ يقول : (( يُرفع إلى من به كابوس !!! )) ، كلّ هذا - والله - في مقالاتٍ يحارب بها عقيدةالسّلف في مسائل الإيمان والكفر والتّكفير ؛ الّتي انتصر لها العنبريّ - هداه ربّهإلى الجادّة كما ذبّ عن السّنّة - ( !!!!! ) . ومِنْ ثَمّ كتب بعض النّاس يسألُ عنهذا الكتاب " تفسير الأحلام " وهل لأهل العلم فيه كلام ؟!!.
فأقول - مستعيناً بالله العظيم - :
1 - إنّ (( الظّلم ظلمات )) ، والعدل نورٌ وخيرٌ ورشاد ؛ و لذلك قال – سبحانه - : [ و لا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى ] ؛ فإنّه –إنْ صحّ طعنُ العنبريّ – هداه الله – في إمامنا الوالد الرّبيع المدخليّ – كلأهالله و نكأ عدوّه - ، وغمزه في أمّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - ، و تميييعهقواعد منهج السّلف في الذّبّ عن السّنّة والرّدّ على المخالف ، واتصاله المشبوه (بجمعيّة دار البرّ الحزبيّة !!! ) ؛ إنْ صحّ هذا (1) فالأمر - إذن - جدّ خطير –؛لولا أنّ الرّجل – بعدُ – لم يُبدّع - علمي - ؛ فلعلّه يكون بريئًا منها أو بعضها ،أو مُتأوّلاً في بعضٍ ، زالاًّ على غير قصدٍ في بعضٍ ، أو قابلاً للنّصيحة ، واقفاًعلى باب توبةٍ ؛ فمثله لا يُهدر ، كيف وهو ينتحل السّلف ، ويذبُّ عن معتقدهم ؟! .
2 – وحتّى لو كان مبتدعًا زائغًا – لا جعله الله كذلك – فإنّ العدل واجبٌ معالموالف والمخالف ؛ بل هو في حقّ المُخالف أوجب ؛ لأنّ ظلم الرّادّ عليه أظهر منالرّادّ على الصّاحب ، فكان العدل فيما للظّلم فيه بابٌ أوسع أولى وأحرى ؛ ولذلكقال في الحديث : (( ولا تخن من خانك )) (1) .
3 - هذا ؛ ويعلم الله منّا - معشر أهل السّنّة - أنّا من أحرص النّاس على وحدةالصّف والكلمة ، وأنّ قلوبنا لتتقطّع أوصالها أسىً وأسفًا على حالِ من كانوا فيأصحابنا كالمغراويّ ، والمصريّ المأربيّ ، و غيرهم .
ولا - والله ربِّنا - ما نحبُّ أنْ يضلَّ لا الحلبيّ ، ولا الهلاليّ ، ولاالعنبريّ ولا غيرهم .
بل هداية هؤلاء وأولئك أحبُّ إلى قلوبنا .
اللّهمّ فاهدهم ، و تُب عليهم - بمنّك و كـرمك يا أرحم الرّاحمين - ( ! ) .
4 - وعلم التّأويل وتعبير الرُّؤى ليس سُبّةً يُرمى بها العالمون ؛ بل هي صنعةُالصّدّيقين ؛ ألم ترَ إلى قوله – تعالى - :
[ يوسف أيّها الصّدّيق أفتنا . . . ] ؟! .
ولذلك كان رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يُعبّر رؤى أصحابه ،ويقصّ عليهم رؤاه ، ويسألهم - كما في الصّحيحين - : (( هل رأى أحدٌ منكم البارحةرؤيا ؟ )) .
قال الإمام الحافظ أبو عمر ابن عبد البرّ – رحمه الله تعالى – في " التّمهيد " : (( وهذا الحديث يدلُّ على شرف علم الرّؤيا وفضلها ؛ لأنّه - صلّى الله عليه وعلىآله وسلّم - إنّما كان يسأل عنها لتُقصَّ عليه ويُعبّرها ؛ ليُعلِّم أصحابه كيفالكلام في تأويلها ، وقد أثنى الله - عزّ وجلّ - على يوسف بن يعقوب - صلّى اللهعليهما وسلّم - وعدّد عليه فيما عدّد من النّعم الّتي آتاه : التّمكين في الأرض ،وتعليم تأويل الأحاديث ، و أجمعوا أنّ ذلك في تأويل الرّؤيا ، وكان يوسف - عليهالسّلام - أعلم النّاس بتأويلها ، وكان نبيُّنا - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم -نحو ذلك ، وكان أبو بكرٍ الصّدّيق - رضي الله عنه - من أعبر النّاس لها ، وحصل لابنسيرين فيها التّقدّم العظيم والطّبع والإحسان ، ونحوه أو قريبٌ منه كان سعيد بنالمسيِّب في ذلك فيما ذكروا . . . )) ا . هـ ألا ، فهل تغيّرت المفاهيم فصار الحقُّباطلاً ، أم على قلوبٍ أقفالها ؟! .
- هذا ؛ ولنا مع كتاب " قاموس تفسير ألأحلام " وقْفات ؛ أرجو أخًا ناصحًا - منأهل ( الإمارات ) - أنْ يحمل كلامي في انتقاد العنبريّ – أصلحه الله – إليه ؛نصيحةً له و تذكرة .
ومن ذلك :
- أوّلاً : لقد سمّى المصنّف كتابه : " قاموس تفسير الأحلام " ورتّبه على ترتيبالمُعجم ؛ فلعلّه يُريد أنْ يقول : " معجم . . . " ؛ فكتب : " قاموس . . . " ، علىأنّ القاموس لا يعني المعجم ، بل ( القاموس ) هو ( البحر ) ، ولذلك ؛ لمّا صنّفالفيروز آباديّ – رحمه الله – معجمه اللُّغويّ سمّاه : " القاموس المحيط " ؛ أي : (البحر المحيط ) ؛ لاستيعابه ؛ وذلك على عادة المصنّفين في تسمية الكتب بالأسماء ؛كقولهم : " الصّواعق المرسلة " ، و " الشّهاب الثّاقب " ، و " الصّارم المسلول " ،وليس ذلك أنّ الكتاب صاعقةٌ حقيقيّة ، أو شهابٌ من نارٍ ، أو سيفٌ صقيلٌ ، . . . ؛بل هو التّشبيه والتّمثيل .
وهُنا ؛ سمّى الفيروز آباديّ - رحمه الله - كتابه : " القاموس " تشبيهاً لهبالبحر ؛ لاستيعابه ؛ وليس ذلك أنّ كتابه بحرٌ على الحقيقة ، ولا أنّ لفظة (القاموس ) من مرادفات لفظة ( معجم ) .
فصنيع العنبريّ - إذاً - خطأٌ ؛ إذ :
- كتابه معجمٌ ، وليس ( القاموس ) من مرادفات هذه الّلفظة ؛ و المُلفت النّظرأنّ أحدًا لا يسمّي معجمه باسم " اللّسان " ، أو " الوسيط " ، أو غير ذلك من أسماءالكتب المصنّفة على طريقة المعاجم ( !!! ) .
- ولأنّ كتابه مختصرٌ - أصلاً - وليس ببحرٍ جامعٍ ، بل ليس - حتّى - نهراًمادّاً ( ! ) .
- ثانيًا : لقد جرى المصنّف ، أو الطّابع للكتاب في طبعته الأولى على تمييز لفظالجلالة ( الله ) ، والصّلاة على رسوله - عليه وعلى آله الصّلاة و السّلام - عنسائر الكلام - والآيات والأحاديث بالّلون الأحمر ؛ و ذلك – في لفظ الجلالة والصّلاة - مُحدَثٌ لم يجرِ عليه - بعلمي - عملُ السّلف ؛ ولا يسوّغه ما يوجد من تجوّز بعضنسّاخ المخطوطات المتأخّرين لذلك ؛ فإنّه :
... كلّ خـيرٍ في اتّباع مــن سلـــف وكـــلّ شرٍّ في ابتـداع من خلـــف كما أنّالجلوس في مجالسَ خاصّةٍ لتعبير الرّؤى الّذي يبلُغنا اهتمام العنبريّ - أصلحه الله - به - في المساجد ، وعلى ( شاشات التّلفاز !!! ) ، وغيرها - أمرٌ مُحْدَثٌ مبتدَعٌلم يجرِ عليه عملُ السّلف ؛ وخـيرُ الأمـور السّالفات عـلى الـــهدى و شرّهـنّالمُحـــدثات البـدائــعُ و( لعلّ ) حشده هذه التّأويلات ، و( التّعبيرات المقترحة ) – على ما فيها من تعسّفٍ – من تلك المُحدثات المخترعة – أيضاً – الّتي لم يكنعليها سلف الأمّة الأحرص على الخير ونفع النّاس ؛ لا سيّما وأكثر النّاظرين في هذهالمعاجم هم العوامّ الّذين لا يكادون يُميّزون بين النّور والظّلام ( !!! ) ،ولاختلاف التّعبير بحسب الرّائي والمكان و الزّمان ( ! ) (1) .
فدع عنـك ما قـد أحدث القوم بعدهـم فلا خـير إلاّ في اتّبــاع سبيــلهـم وإنّه (( لا يصلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلُح به أوّلها )) .
- ثالثًا : لقد حشد المصنّف - سدّده الله - ما استطاعه من قواعد التّعبير وتأويلالرُّؤى ، وبقيت قواعد لم يتفطّن لها ؛ أوقعه إهمالها في أخطاءٍ في التّعبير ؛
ومن ذلك : أنّه ليست تُعبّر الرُّؤى وفق قواعد الشّرع من حلٍّ وحُرمة ؛ فليسكُلّ من رأى أنّه يعصي الله - سبحانه - أُوّل ذلك شرّاً ؛ بل هيرموزٌ في عالمٍ ليسهو عالم الدّنيا ، ولذلك أمثلة ؛
منها : تأويلُ النّبيّ - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - الإسبال المحرّمبالدّين ، فكلّما زاد إسبال الثّوب - يقظةً - كان الإثم أكبر ، مع أنّه كُلّما زاد - مناماً - دلّ على وفرةٍ في الدّين أكثر .
وذلك كما في حديث الصّحيحين : (( رأيتُ النّاس عُرضوا عليّ وعليهم قُمُصٌ ؛ منهاما يبلغ الثّدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعُرض عليّ عُمر بن الخطّاب وعليه قميصٌيجرّه )) .
قالوا : فما أوّلته - يا رسول الله – ؟ .
قال : (( الدّين )) .
وعليه ؛ فإنّ العنبريّ كان يُراعي ذلك حيناً ، ويغفل عنه آخر ؛
- فهو يعبّر نكاحَ المحارم بأحد خيرين : وطءِ أرضِ الحـرم ، أو صلة الرّحم ؛ ( ص : 222 ) .
- ويرى أنّ خاتم الذّهب والحديد لا خير فيه ( ص : 148 ) ؛ ولعلّ ذلك لورودالنّهي عنها ؛ مع أنّه يعبّر الحديد بالمال والقوّة ( ص : 140 ) .
فعُلم من هذا عدم مراعاة هذا الأصل في التّعبير . فتنبّه ( ! ) .
- رابعًا : لقد أسرف - أصلحه الله - في مخالفة الأصل السّابق ، وأصولٍ أخرى -معه - كان ذكرها ؛ منها : أنّ على المعبّر أنْ يحمل الرّؤيا - ما استطاعَ ، بلاتمحّلٍ - على الخير ؛ وأنْ يجتنب الشّرّ في تأويلها فإنّ*ها (( حيث عُبّرت وقعت )) .
- فتراه – أصلحه الله - بعد أنْ أوّل نكاح المحارم بخيرٍ ؛ يؤوّل نكاح الزّوانيأنّه من رأى أنّه يفعل ذلك (( فهو زانٍ )) ( !!! ) ( ص : 222 ) .
وهذا تقنيطٌ ، وعبثٌ .
ولعلّه أخذه من قوله - سبحانه – [ الزّانية لا ينكحها إلاّ زانٍ أو مشرك ] ؛
فأقول :
- قـد علمت أنّ التّعبير لا تُراعى في حلِّ رمـوزه قواعد الحلال و الحرام -دائماً - . - لا سيّما والكثير يرون أنّهم واقعوا المومسات ؛ وهم من أصلح الخلق ( ! ) .
- فلعلّه يُريد بقوله : فهو زانٍ ؛ أي : سيزني ؛ وهذا - على بعده - من فتح أبوابالشّر ، وإيقاد نيران هواجس الفتنة ، فاحذر - بربّك - واحذر ( ! ) .
- ولعلّه أراد بقـوله : فهو زانٍ ؛ أي : قبلُ ؛ فهل نقيمُ عليه الحدّ ؟!!! .
والعجيب أنّه قال : (( زانٍ )) ولم يقل : (( مشرك )) ؛ مع أنّهما في الآية علىالسّواء ( ! ) .
وهذا مثالٌ من كثير ؛ و حسبي أنْ أقول : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّالعظيم ( !!! ) .
- خامسًا : وهذه لُبّ ( المقال ) ، وآخر ما يقال :
إنّ من أدب العبد مع ربّه ومولاه - سبحانه - أنْ يحسن الأدب مع صفوته من خلقه ؛أنبيائه ورسله – عليهم صلوات الله و سلامه - ؛ فلا يعيبهم ، و لا يذكر ما كان منذنوبهم على أنّها طبعهم ووصفهم ( !!!!! ) .
بل يعتذر لهم ، ويحبّهم ، ويعلمُ أنّ من كان أذنب منهم ؛ فإنّه تاب إلى ربّهوأناب ؛ فبدّل الله السّيئة حسنات ، ومَنّ عليهم بالمكرمات .
ولستُ أطيلُ ؛ فعلى ذلك قلبُ كُلِّ موحّدٍ سنّيّ .
والمستنكر العجيب أنْ يلج العنبريّ – هداه الله – بابًا ما كان لـه أنْ يفتحه ؛فكيف بولوجه وسكنى داره ؟!! .
لقد جرى – أصلحه الله – في تعبير رؤيا المرءِ بعض الأنبياء على طريقةٍ سيّئةٍمريضةٍ لا يعرفها أتباعهم ، ولا يقبلها مُحبّهم ؛ فتراه يؤوّل رؤيا بعضهم أنّ منرأى فلانًا فإنّه يذنب كذا ؛ كما أذنب ذلك النّبيُّ من قبل ( !!! ) . وهذه مواضعذلك ، على أنّي أستحيي – والله العظيم – من كتابتها ، أو قراءتها ؛ فيا ليت ثمّ ياليت العنبريّ يُحسن فيترك ذلك النّهج ، ويتوب إلى الله - سبحانه - منه ، ويُصلحبيده وقلبه ما أفسده :
- يقول - أصلحه الله - : أنّه (( قيل )) أنّ من رأى آدم - عليه السّلام - فيالمنام فإنّه يغترّ بقول بعض أعدائه ، ثمّ يُفرّج عنه بعد مدّة ( !!! ) ( ص : 111 ) .
و أنّه من رأى آدم و حوّاء - عليهما السّـلام – فإنّ رؤياه (( ربّما )) دلّت ((على النّقلة من مكانٍ شريفٍ إلى ما دونه ، و على الزّلل و الوقـوع في المحذور )) ( !!! ) ( ص : 147 ) .
- و أنّ من رأى نبيّ الله هارون (( فإنّه خليفةٌ لرجلٍ يصيه بسببه بلاءٌ و خصومة )) ( !!! ) ( ص : 224 ) .
- وأنّ من رأى نبيّ الله يونس - عليه السّلام - فإنّ ذلك يدلُّ على أنّ صاحبالرُّؤيا (( سريع الغضب )) ( !!! ) ، و (( إنّه يتعجّل في أمرٍ ينال منه سجناً أوضيقاً أو همّاً )) ( !!! ) ( ص : 230 ) .
فأقول – مستعيناً بالله العظيم - :
- إنّ حقّ الأنبياء تعظيمهم وذكرهم بالخير ، وتذكير النّاس بفضائلهم لا ذنوبهمالّتي تابوا منها .
- ثمّ إنّ أحدًا من المسلمين – على وجه الأرض – لا يسرع إلى خلده عند ذكر هؤلاءالصّفوة من الخلق تيك الذّنوب الّتي فعلوها ؛ فكأنّهم لا يُذكرون إلاّ بها ، وإذاذُكرت ؛ لا تكاد تدلّ إلاّ عليهم ( !!! ) .
- بل المتبادر إلى قلب كُلِّ سامعٍ عند ترديد أسماء هؤلاء الأنبياء الكرام –عليهم السّلام – في القرآن ، أو الحديث ، أو الكتاب ، أو المحاضرة ، . . . ،الإجلال والتّعظيم ، والخير ، والبركة .
- فحريٌّ بالمسلم - معبِّر رؤىً ، أو راءٍ أو غير ذلك - أنْ لا يتمحّل في وصـفهـؤلاء النّخبة من الخلق بالسّـوء ، و كأنّ ذلك هو سمتهم وشعارهم ( !!! ) .
- والعجيب أنّ الرّجل - سدّده الله - لم يتذكّر أنّ هؤلاء الأنبياء تابوا من هذهالزّلاّت ، وأبدل الله سيّئاتهم حسنات ( ! ) .
- فكان الأحرى به - أصلحه الله - أنْ يعبّر هذه الزّلاّت بآخرها وثمرتها وهيتوبة الله - سبحانه - على أصحابها ، وتبديل سيّئاتهم حسنات .
- فلو أنّه قال - غفر الله لنا وله - : أنّ من رأى هؤلاء الأنبياء الكرام -عليهم السّلام - فإنّ ذلك خيرٌ ورحمةٌ وبركةٌ ، وهو دليلٌ على أنّ الله يتقبّلهويتوب عليه ، ويهيّء لـه أسباب الإنابة إليه ؛ فيرفعه من ثمّ ويبيّض صحائفه ؛ لكانأولى وأولى وأولى .
- ثمّ ؛ لماذا لم يقل – هداه الله - :
أنّ من رأى موسى – عليه السّلام فإنّه يقتل نفساً بغير حقٍ ؟! .
ومن رأى إبراهيم – عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – فإنّه يكذب ( !!! ) . ومنرأى لوطاً – عليه السّلام – فزوجه خائنة . . . ؟!! .
- ألا ترى أنّ هذا من تأويل الخير بالشّر ؟!! .
- قاعدةُ التّعبير أنْ يُؤوّل الشّرّ خيراً – دون تمحّلٍ ، فكيف بمن يتمحّلفيؤوّل الخير شرّاً ؟! .
- قل – أصلحك الله - : من رأى آدم – عليه السّلام – فإنّه نورٌ ، وخيرٌ ، وبركةٌ ، وهذا دليلٌ على قَبول الله – سبحانه – لعبده ، ويكون صاحب المنام كثير الخيروالعيال .
- ومن رأى يونس : فإنّه رجلٌ صالحٌ يدعو قومه إلى الفلاح والصّلاح ، ويصبر علىذلك ، وينتصر الله له ، ثمّ يَمُنُّ عليه بتوبة قومه ، واتّباع أمره .
- ومن رأى هارون - عليه السّلام - مَنّ الله - سبحانه - عليه بصحبةِ رجلٍ عالمٍعابدٍ داعٍ إلى الله على عزمٍ وبصيرةٍ وصبرٍ ، ولعلّه من أولي قرابته ، يناله بسببهمن الخير والبركة ، ويكون على دربه وسبيله ، ويحمل - بفضله - الرّاية معه ، فيرفعهالله به ، ويكون وزيره وصاحبه الأدنى ، والمتكلّم باسمه ، ثمّ يكون خليفته من بعده ، وموضع ثقته ، ومحلّ سرّه ، ويكون الرّائي ذاكرًا مسبّحًا مكثرًا . . .
- أليس هذا محلّ هارون من موسى ؟*! .
- ألم يقل موسى لربّه : [ ربِّ اشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واحلل عقدةً منلساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي ، اشدد به أزري ،وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيراً ، ونذكرك كثيراً ، . . . ] ؟*!!! .
- وقال – أيضاً - : [ قال ربِّ إنّي أخاف أنْ يكذّبون ، ويضيق صدري ولا ينطلقلساني فأرسل إلى هارون ] ؟*!!! .
- وقال – أيضاً – : [ وأخي هارون هو أفصح منّي لساناً فأرسله معي ردءًا يصدّقني . . . ] ؟!! .
- و قال – أيضاً - : [ ربّ اغفر لي و لأخي و أدخلنا في رحمتك و أنت أرحمالرّاحمين ] . - فقال ربّه – سبحانه - : [ و وهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيّاً ] .
- أولم يقل رسول الله – عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – لعلّيٍّ - رضي اللهعنه – يوم استخلفه على المدينة بعده وسار في الجيش ؛ فحزن ، قال : (( أنت منّيبمنزلة هارون من موسى )) ؛ يعني : في القرابة ، والوزارة ، ومحلّ الثّقة ،والاستخلاف . . . ؟*!!! .
- واللهِ ، واللهِ أنّي ما أنْ أسمع باسم : ( هارون وموسى ) ؛ حتّى أتذكّر هذاالحديث وذاك الفضل .
- ثمّ ؛ ما هي الخصومة المدّعاة ؟!! .
- أصبرُ هارون على كفر بني إسرائيل ، ودعوته إيّاهم ، وحرصه على عدم تفريقكلمتهم انتظار أمر موسى ورأيه ؟!!.
، وحرص هارون1- أم هي غَيرَة موسى على التّوحيد ، وجرّه لحية أخيه الطّويلة على وحدة الصّف ، وعدم تشميت العِدا ؟!! .
- ألا تعلم – يا صاح – أنّ الله – سبحانه – عاتب موسى على ما حصل بسبب عجلته عنبني إسرائيل ولم يعاتب هارون ؛ فاعتذر لـه موسى أن : [ عجلتُ إليك ربِّ لترضى ] ؟!! .
- من أراد أن يفسّر القرآن فليُحكم العلوم ، ومن أراد أنْ يفسّر الأحلام فليُحكم – على الأقل – تفسير القرآن ؛ أمّا أنْ يكون جاهلاً به ، عابثًا بِسِيَر الصّالحين ، قالباً الموازين ؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ( !!! ) .
- ومثل ما قلتَه في النّبيّين قلتَ في الصّحابة المرضيّين ؛ فتزعُمُ – كسَرَالله قلمك – أنّه (( ربّما دلّت رؤية كلِّ واحدٍ منهم على ما نزل به ، وما كان فيأيّامه من فتنةٍ أو عدل )) ( !!! ) ( ص : 116 ) .
- الله المستعان ، و إنّا لله و إنّا إليه راجعون ( ! ) .
- هل رؤية الأنبياء والصّحابة كابوسٌ - يا هذا - يُستعاذ منها ، ونتفل عنالشّمائل ثلاثاً ، ونحوّل جنوبنا ؟!!! .
- أهذا مقدار القوم في قلب الرّجل ؟!! . - هل من رأى عثمان يُقتل ؟!.
- ومن رأى أبا ذرٍّ نُسب إلى الخوارج ؟!! .
- ومن رأى كعب بن مالك يهجره قومه بذنبه ؟!! .
- ومن رأى خبّاب يؤسر ؟!! .
- ومن رأى المغيرة يُرمى بالزّنا ؟!! .
- ومن رأت عائشة تُقذف ؟!! .
- ومن رأى أبا بكرٍ كفر قومه ؟!!! . . . - هل من رأى معاوية بغى ؟!! .
- ومن رأى عمرو بن معد يكرب يكفر ثمّ يُسلم ؟!! .
- ومن رأى خالدًا يُعزل ؟!! .
- ومن رأى المخزوميّة سرق ؟!! .
- والغامديّة وماعزًا يزني ؟!! . . .
- هل رؤية أبي بكرٍ دليلٌ على الرّدة ؟!! .
- وعثمان دليلٌ على الخوارج ؟!! .
- وعليٌّ من رآه دلّ على انشقاقٍ في صفوف السّلفيّين ؟!! .
- أهذا – يا هذا – ما تريد ؟!! .
- أليس صاحب السّلطة الزّمنيّة هم الخلفاء ؟!! .
- وهل وقع في زمنهم فتنٌ غير فتن الصّحابة ؟!! .
- أهذا منهج السّلف - أيّها السّلفيّ - في هذه الفتن ؛ أنْ تعبّر بها الأحلام أمتسدل السُّتُر ، ويُكفّ عن الذّكر ، ويستحضر العذر ؟!! ، بل حبّذا لو كُفَّ - أيضاً - عن التّذكّر ( !!! ) .
- ألم يكن القوم مجتهدين ومتأوّلين ، أو مغفوري الذّنب بحسناتٍ تُمحى ؟!! .
- ما لك ؟!! ، ثمّ ما لك ؟!! ، ثمّ ما لك ؟!! .
- ألا ؛ أصلح الله حالك ( ! ) .
- ثمّ ؛ ما أدراك - حين ترى - أنّه هارون ، أو يونس ، أو عثمان ؟!! .
- وما الضّامن لك أنّه ليس يتمثّل بهم شيطان ؟!! .
- أعهدُ وحيٍ ، أم وسواس شيطان ؟!! .
- لمّا قرأتُ هذا الكلام في الأنبياء والصّحابة – أوّل مرّةٍ – اقشعرّ بدني و مازلتُ لا أطيقُ تذكّره ، أفلم يرتعش قلمك وقلبك يا خالدُ ( ! ) عند كتابته والعبثبتدوينه ؟!! .
ألا ؛ فإنّي وأهلَ السّنّة بريؤون من هذا الكلام ، ونرجوا - صادقين - أنْ لا؛ فنبرأ منه كما تبرّأنا منه .1يُعاند صاحبه ، كما عاند صاحبه
- ولذا نحذّر من هذا ( القاموس ! ) - دون مقدّمته - ، ونعوذ بالله من قراءته ،أو كتابته ، أو طباعته .
وهذا آخر ما جرى به القلم في هذا المقام .
والله يتولّى هُداك - يا عنبريّ - .
والحمد لله ربِّ العالمين .
وكتب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
معـــــــاذ بن يوســــــفالشّمّريّ
- كان الله له –
في : الأردن - إربد - حرسها الله - .
في : 17 - محرّم - 1424 هـ .
تعليق