شعار جريدة الخبر : أخرجوا السلفيين من قريتكم إنهم أناس يتطهرون
الحمد لله و صلى الله على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
أما بعد، فلا يزال الصراع بين الخير و الشر، و بين أهل الخير و أهل الشر قائما من قديم الزمان، و لا يزال عداء أهل الشر لأهل الخير قائما، و لا يزال نصح أهل الخير لأهل الشر قائما بإذن الله تعالى.
و إن صور عداء أهل الشر لأهل الخير متشابهة من القديم، إلا أنها أعطيت صبغة جديدة –صبغة التطور و التفتح-، و من تلكم الصور تشويه سمعة أهل الخير و الصلاح بالكذب و الاتهامات الباطلة، و قلب الحقائق، و إظهار الحق في صورة الباطل، و نشر ذلك في أوساط مجتمعهم لتنفير الناس عن الحق و أهله.
و قص الله تعالى في كتابه الكريم قصة من قصص الأمم السابقة، قصة نبي الله تعالى لوط عليه السلام مع قومه، فقال الله تعالى : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)} [النمل].
قال السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره : "{فَمَا جَوَابَ قَوْمِهِ}كَانَ قبول ولا انزجار ولا تذكر وادكار، إنما كان جوابهم المعارضة والمناقضة والتوعد لنبيهم الناصح ورسولهم الأمين بالإجلاء عن وطنه والتشريد عن بلده. فما كان جواب قومه {إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ}.
فكأنه قيل: ما نقمتم منهم وما ذنبهم الذي أوجب لهم الإخراج، فقالوا: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} أي: يتنزهون عن اللواط وأدبار الذكور. فقبحهم الله جعلوا أفضل الحسنات بمنزلة أقبح السيئات، ولم يكتفوا بمعصيتهم لنبيهم فيما وعظهم به حتى وصلوا إلى إخراجه".
كذلك لما أنكر السلفيون على قومهم و نصحوهم بترك الشركيات و البدع و الخرافات، و دعوهم إلى التوحيد الخالص و السنة النقية، قالت الجرائد –و ليس هذه الجريدة فقط- : أخرجوا السلفيين من قريتكم إنهم أناس يتطهرون من الشرك و البدع.
فما كان ذنبهم إلا أنهم يدعون إلى الدين الصحيح الذي أوجب الحذر منهم و إخراجهم من المساجد، فقبحهم الله جعلوا أفضل الحسنات بمنزلة أقبح السيئات، قال القرطبي في تفسيره : "قال قتادة : عابوهم والله بغير عيب بأنهم يتطهرون من أعمال السوء".
أسأل الله تعالى أن يبصر عباده بعيوب هذه الجرائد للبعد عنها، و أن يهدي أصحاب هذه الجرائد إلى الحق، و أن يثبتنا على السلفية حتى نلقاه.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه إلى يوم الدين.
يوسف صفصاف
18 شوال 1436
03 أوت 2015