* مجموع مقالات متنوعة في الرد على دعاة الغلو والتنطع *
للشيخ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري
للشيخ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري
*** المقالة الأولى :
(( وهكذا يستمر الغلاة والحفاة من العلم الشرعي في طعنهم في أهل السنة بلا هوادة ولا حياء .))
الحمد لله الواحد الوتر الرحيم البر، عالم الغيب والشهادة والسر والجهر، مصعد الكلم الطيب، ومنزل القطر، أحمده وهو أهل الحمد والشكر، وبيده النفع والضر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المؤمَّل لحط الوزر، ورفع الإصر، وإسبال الستر، وإلهام الصبر، شهادة مرغمة لأهل الشرك والكفر، سارّة لأهل السنة المأمورين بالصلاة والصيام والحج والنحر.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : ( أنا ولد آدم ولا فخر )، المبعوث من خير العرب؛ وهم قريش أولاد لؤي بن غالب بن فهر.
أما بعد :
هذا مبحث مستل من جزء طويل ناقشت فيه بعض الجفاة والغارقين في حوامض الجاهلية الجهاوية من أتباع أبي الحسن المأربي في أبوظبي، وشرذمة أخرى من الغلاة؛ دعاة الوشاية والإشاعة والغدر، من جنس الذين يكتبون في شبكة الأثري، وقانا الله شرّهم، وعصم أئمتنا من بلائهم، وهذا شيء قليل مما كتبته في القوم .
1= أساليب الجفاة في محاربتي :
لما رأى الجفاة، والمتطاولون؛ خبراء مصلحة الوطن، وأعمدة المصالح المرسلة، مديروا إدارة توجيه الدعاة وإرشادهم! زعموا! من أتباع أبي الحسن المأربي الساقطِ النفسِ والهمّة وقوفي الصلب، وبالعلم مع أئمة الإسلام وطلبة العلم الكرام في وجه أخطاء، ومواقف أبي الحسن المصري، بل لعلي لا أكون مبالغا لو قلت: إنني كنت الوحيد وطلبتي الكرام في أبو ظبي من صدع بمساندة العلماء في هذه المسألة، راح هؤلاء الدعاة قيل!! راكضين يكيلون لي التهم الثقال بموازين الغدر والبهتان، وبمرويات الكذابين وناقصات العقل من النسوان هداهم الله، وبصرهم بخطورة إيذاء أهل بيت كامل بالدسائس، والهمز في الأذان .
فمرة يقولون : عبد الحميد العربي يدعو إلى بيعة ربيع بن هادي،
وهذه الفاقعة المكشوفة لا تصدر إلا من رجل فسل، عديم المروءة والجلد، كيف والمفترون من أنصار المأربي يعلمون علم اليقين أنني أحارب البيعات البدعية الحزبية، وأرفضها جملة وتفصيلا كالتي تدعو إليها فرقة ( الإخوان المسلمون ) ، وأهل التحزب مخربوا الأوطان، وباقروا البطون، وقاتلوا النساء والولدان، وكل هذا الحق الأبلج مرسوم ومسطر في كتابي ( وقفات منهجية في الذب عن السلفية ). الذي كان لي ولا يزال سيفا جرازا، ودرعا حصداء، وكذلك مسجل في أشرطتي العديدة، فمالي هؤلاء الجفاة، وناكري الجميل لا يكادون يفقهون حديثا .
وقالوا مناقضين لما قالوا سابقا: عبد الحميد يطعن في الشيخ ربيع بن هادي. سالكين في طعنهم أسلوب السحرة الأشرار، الذين يسعون لتفريق بين الطالب وشيخه بسحر البيان الكاذب، ولكن أقول لهؤلاء اللئام المذبذبين كالشاة العائرة: العلاّمة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي شيخي بحق وصدق، وأرى نفسي محظوظا جدا حين أنعم الله عليّ بالتتلمذ على يديه في بيته بعوالي المدينة النبوية، وهو الآن يسكن عوالي مكة، فحفظك الله من عالم من عال إلى عال.
ويعلم الله أنني استفدت من هذا العالم علوما جمة فتحت لي سبل الفهم، وأكسبتني فطنة في التعامل مع أهل الأهواء، بل تعلمت منه حتى الكرم، فالعلامة ربيع بن هادي في قمة الكرم والزهد، يشهد له بهذا أعداءه المنصفون كما سمعت من بعضهم في المدينة النبوية، فهو بحق رغم أنوف الحاقدين، والجفاة والغلاة المارقين حامل لواء الجرح والتعديل في هذا الزمان، كما قال عنه العلامة الهمام محمد ناصر الدين الألباني عليه من الله الرحمات ووبل الغفران .
وأضف قائلا : إذا رأيت الرجل يحب الشيخ ربيع فاعلم أنه صاحب سنة، أو عاقل فطن يحفظ للعلماء السَحْنَة، حيث أنه لا يواليه إلا زاهد عابد، لا يبغضه إلا حزبي كنود حاقد، أو متستر بالسلفية عن الحق شارد، أو غال سفيه في غياهب الجهل راقد .
وأقول في حامل لواء الجرح والتعديل كما قال القائل :
مصارع يصرع الأهواء خطرته........بحرا فكل ناقد دونه همج.
لما غدا راجحا في النقد قلت لهم........عن نقده حدثوا عنه ولا حرج.
وقال القائل :
عليم بآداب المباحث لم يكن....... إذا كان في ميدانها قط يفحم
تبحّر في علمي كتاب وسنة....... فلله دره بحر بالفوائد مفعم.
مقيم منار الدين بالحجاز بقوة......من الإله يقضي بالسداد ويحكم.
اللهم احفظ لنا الشيخ ربيع بن هادي، وأطل عمره في الطاعة والعبادة .
أما أسلوب الغلاة والمرضى نفسيا، والغارقين في يمّ الأوهام، فإنّ هذا الجنس من البشر يصعب التعامل معه، لقدرته الفائقة على تقليب الحقائق، واستحضار المردة من الجن عند نقده لفرد من أفراد المنهج السلفي، فالمتتبع لعرفيج وخمج أبي التياح الضبعي-[[وشتان بين أبي التياح يزيد بن حميد الضُبعي البصري التابعي، وأبي التياح النطاح مهرج شبكة الأثري الواقع في البلايا كما في القاموس]]- الذي تقيأه على وجه شبكة الأثري يصاب لأول وهلة بالذهول والحيرة، ويقول في نفسه من أي سفر يستل هذا الإنسي أقواله، وأي شيطان أوحي إليه الزبالات التي عفن بها شبكة الأثري العاثرة، وبأي عقل يفكر، وبأي فهم يستنير، وما هو مستواه العلمي، بل الأصح الذهني! والله المستعان .
لقد ظننت أن عفريج هذا المتنطع والمعطل من كل أدب قد انزوى، وأن رنين صوته الأهوج والأهوك قد انطوى، ولكن قد خاب ظني، فطعوناته في أهل السنة قد زادت وتكاثرت، وشابهت داء السلطان والله المستعان، والعاصم من كيد كل باغ وخوان .
وإنني أقول : إن لحن المهرجين في شبكة الأثري ما هو عني ببعيد، لمن خبر القوم وتهريجهم على الشبكة، بل بعض من يكتب يذكرني بأناس عايشتهم في عجمان والله المستعان .
وكل حال فكل ما قاله هذا الضبعي في شبكة العثري، ملفق، ومقلوب كالكوزي مجخيا، لا يصدر إلا من خبل، فأين جمعية دار البر يا ياضبعي شبكة الأثري، وأنا مغرب وهي مشرقة، وبني وبينها مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل!، ولكن حب الدنيا الذي ملأ قلبك هو الذي جعل لعابك يسيل على ما تكتنزه هذه الجمعية، فلما لم تجد له خرقة تستره بها؛ رميته على الشرفاء من أهل الحديث يا ضبعي .
والآن ليرى القراء الكرام حجج الغلاة والهوج الموج من كتاب الأثر للطعن في عبد الحميد العربي :
فإنهم قالوا وبئس ما قالوا أنني أزكي المأربي، وأمدح الأستاذ أسامة بن عبد اللطيف القوصي .
أقول لكل غال من كتاب شبكة الأثري: أبو الحسن جرحه عندي لا يندمل إلا بتوبة جلية على العيان، واعتذار واضح من السلفيين الأعيان، وأمره عند أهل الأثر قد اندثر، فلماذا تتقربون بالمنسوخ وتطرحون الناسخ ؟!.
أما أسامة بن عبد اللطيف القوصي هداه الله؛ الذي أثار حفيظته رواد مركز مصعب بن عمير، بإيعاز من فوزي البحري، وتحت مظلة فالح الحربي، وزجوا به في حظيرة المميعين فأمره عند أهل السنة الخلص، لا الغلاة الغصص .
ثم إن قضية الأستاذ أسامة تجمع في ما يلي باختصار شديد .
إنه لما جاء أسامة القوصي إلى الإمارات، وكان يريد أن يصلح بين أعضاء مركز مصعب بن عمير بعجمان -بقياد راشد عبد الله المهيري، وأخيه حمد عبد الله، وشرذمة أخرى من المجاهيل، وبعضهم تربى في أدغال أفغانستان، والبعض الثاني أغمار جاؤوا من اليمن للترزق فتحولوا إلى قضاة كبار، وأعضاء آخرون على نفس الوتيرة، قلت: لما أراد أن يصلح بين المتناحرين على الفلوس، وأوساخ الخلق من أعضاء المركز، والقائمين على جمعية دار البر، قام أعضاء مركز مصعب بإهانة أسامة بعبارات جارحة، فأثر فيه الموقف وجعله ينزوي إلى أفراد جمعية دار البر، ولا يخفى على الثقلين خبث أتباع أبي الحسن المصري فقد استغلوا الحادثة وجعلوا منها كارثة، ولقنوا أسامة القوصي أحكاما كاذبة وجائرة عن أتباع مركز مصعب، وفي تلكم الحقبة كنا من المحسوبين على المركز فجاءنا نصيبنا من الجرح، مع أننا ليس لنا في القضية ناقة وجمل، وبعد هذه المعركة بقليل أخذ أعضاء دار البر أسامة إلى مدينة العين لإلقاء محاضرة وهناك قال كلمته القبيحة (أن الذين يردون على أبي الحسن المصري هم من جنس أتباع ذي الخويصرة أو كلمة مثلها)، فهالني الموقف فاتصلت به لما رجع إلى مصر من بيت تلميذي النجيب والبار ياسر المهري ببني ياس وقلت لأسامة: إن ما صدر منك يمس خيرة المشايخ في هذا الزمان وعلى رأسهم المحدث الوالد الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، فقال لي بالحرف الواحد : أنا لا أقصد المشايخ، وإنما أعني أفراد مركز مصعب ابن عمير، فطالبته بالبيان ورفع الإشكال، وإصدار بيان في شبكة سحاب يعصم به عرضك، ويستر به نفسه، فقال لي بالحرف: إن القائمين على الشبكة لا ينشرون لي، فأجبته ووسعت له الدائر وقلت له: أصدر شريطا وقم بتوزيعه على نطاق واسع، وبعد هذه الكلمة انقطع الاتصال، ثم بعد ذلك قام أفراد مركز مصعب ابن عمير بالاتصال على الشيخ عبيد الجابري وأخذوا منه كلمة فيها القدح في أسامة القوصي، أما الذي زاد الطينة بلة وعقد القضية وجعلها زنخة نتنة فوزي البحريني، حيث سئل عن أسامة القوصي فقال: مبتدع ضال، ثم وعد بإصدار كتاب في الرد على القوصي، وسماه البوقي في الرد على القوصي أو اسما شبيها بهذا، وهذه الملابسات كلها هي التي جعلت أسامة القوصي يضيع ويتيه في مغارات المآربة، وتجار شراء الذمم، ثم نصب نفسه بعد ذلك مدافعا عن بلديه بلغة غريبة تقطر منها رائحة العنصرية الجاهلية، لماّ طالب أبا الحسن بترك اليمن والتيمم نحو مصر، مقلدا في أسلوبه غيره من السفهاء الذين ينطلقون في محاربة المخالف من هذا الباب العفن كما وقع لي في دولة الإمارات والله المستعان .
ومن هذه المقدمة التي تنبئ عن حال غير مستقر لي الأخ أبي حاتم صعب عليّ الحكم عليه، ومنه تركت أمره إلى علماء السّنة، الذين هم أخبر مني وبمواطن الجرح والخرم، وفارس هذا المضمار علامة الحجاز ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، فأنا أحيل كل بعبع من الغلاة على هذا العالم، ومن أحال على ملء فما ظلم.
ولكن الصعاليك من الغلاة يعرفون هذه الحقائق كما يعرفون أهاليهم، مع ذلك لبسوا الحق بالباطل، وكتموا الحق وهم يعلمون، ألا يستحي الغلاة من هذه الأساليب العكيصة في محاربة أهل السنة، أم ينطبق فيهم الأثر: إذا لم تستح فصنع ما شئت .
فهذا الصنف الوعواع من الغلاة يعيش بين ظهرانيهم رؤوس من أهل البدع، ومن باطله عانق الجوزاء، مع ذلك ما سمعنا لهم في رؤوس أهل البدع من بلدانهم غأغاء، ولا قرأنا لهم على شبكتهم الخاوية من العلم بيضاء ولا سوداء.
عجيب أمر الغلاة! فهم للسلفيين بالباطل قموعون، ومن أهل أهواء هلوعون، ما لكم يا غلاة! كيف تحكمون وفي أي كتاب تدرسون، ومن أي حلقة للعلماء تخرجتم يا دعاة الظنون .
ث- يقول الغلاة الجهلة : أبو عبد الباري درس أو يدرس ما أدي في مراكز الصوفية :
أقول لهؤلاء الطغام، القضية وما فيها أن امرأة في أبو ظبي عندها مركز لتحفيظ القرآن، وسمعت بجهودنا النيرة في نشر السنة، فأرسلت إلينا دعوة لإلقاء محاضرة في مركزها، والجواب الذي صدر مني كان بالنفي، لأنني كنت مشغولا ولم أستطع تلبية دعوتها، فتلقف بعض الحمقى من الغلاة هذه الدعوة المجهضة وجعلوا منها قضية، نعوذ بالله من كل فرية وبلية، هلا استقص الغلاة الحقائق إذا لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال، ولكن نفس الغلاة أمارة بالسوء تسوق أصحابها إلى معارك الانتقام، ولو على حساب تعطيل حلق العلم. والطعن في أعراض الأبرياء والله أسأل أن يعصمنا من شر الغلاة والبغاة .
((( ملــــــقٌ وجيز ))) :
*** دفاع بعض طلبة العلم عن الشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري السلفي ***.
إن الحقد والحسد والجهل وحب الرياسة أكل قلوب وأكباد أقوام فسعوا في تشويه سمعة الشيخ بالأكاذيب والاختلاق والشيخ حفظه الله ابتلي بطائفتين طائفة أتباع أبي الحسن حين خالفهم الشيخ وأظهر لنا أنهم على خطأ وسلكوا منهجا معوجا في هذه المسألة وكان يحذر كل التحذير من شبكة الاستقامة والقائمين عليها ويرى أنها شبكة الاعوجاج والفتن. وطائفة الغلاة المتسربلون بالسلفية ولكنهم جهال وحمقى وحدثاء الأسنان، أكملهم لا يحفظ عشرة أجزاء من القرآن، اتبعوا العلماء في الأحكام وخالفوهم في الأصول والقواعد. وكانوا قبل ظهور فتنة أبي الحسن يرون أن الشيخ أبا عبدالباري عبد الحميد زهرة السلفيين ولكن حين ظهرت على المسلمين فتنة أبي الحسن المنحوسة انقلبت الموازين عند القوم، وقلبوا للشيخ ظهر المجن. وإننا نقول: أن الشيخ أبا عبدالباري معروف بالثقل في إصدار الأحكام والعقل في التعامل مع كبرى القضايا، فشرع في دراسة قضية أبي الحسن، ولأنه سدده الله من طلاب العلم البارزين، والمنقود حي وكتبه وأشرطته موجودة فقد أبى على نفسه
أن يقلد أحدا وهو بإمكانه دراسة الموضوع وفهمه، والحمد لله لقد وصل الشيخ إلى إدانة أبي الفتن والرد عليه، وما فعله الشيخ هو استجابة لشيخه الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، فقد كان يقول لطلاب العلم ادرسوا ما كتب أبو الحسن وتتبعوا كلامه من أشرطته وإن كان لكم علم فإنكم إن شاء الله تدينونه، ولم يكن العلامة ربيع يلزم الناس بتقليده في قضايا الجرح والتعديل وخاصة إذا كان الأمر يخص كبار طلاب العلم، على عكس ما يدعو إليه الشيخ فالح، فإنه ألزم خيرة طلاب العلم بتقليده، ومن قال أمام أحكام فالح: دعونا نقرأ وننظر رماه بالتمييع ومحاربة الإسلام .
ولكن بعض الجهال من الغلاة والمحسوبين على السلفيين زورا لا يريدون من الشيخ أبي عبدالباري عبد الحميد العربي نقدا علميا متينا، سالكا في ذلك طريقة أسلافه وآخذا بنصائح مشايخه من أبرزهم الشيخ ربيع بن هادي، بل أرادوا منه حكما وإن كان لا يعرف أصوله، بل أردوا منه أن يكون بهيمة تنقاد لكل من يسوقها، ودندنوا لإثارة الفتن حول مسألة تبديع أبي الحسن واسقطعوا بسببها في زعمهم الكاذب الشيخ أبا عبدالباري عبد الحميد العربي وثلة طيبة من السلفيين، وفقد الغلاة بأسلوبهم الحادث إخوانهم السلفيين؛ بل صاروا حربا عليهم بلا كلل ولا ملل والله المستعان، مع أن المنهج الذي سلكوه مع إخوانهم يخالف ما كان عليه البخاري رحمه الله وأئمة السلف قاطبة، والعجب في الأمر أنهم وضعوا أيديهم في أيدي أتباع أبي الحسن شعروا أو لم يشعروا ثم تنافسوا في نشر الإشاعات في حق الشيخ أبي عبدالباري العربي الجزائري، وكل الباطل والعفن والكذب المبثوث على وجه شبكة الأثري الأسود؛ سببه رجل وزجته من البحرين يدعيان العلم عاملهما الله بما يستحقان ، فوجد أتباع أبي الفتن هذه الافتراءات النابعة من الحسد والحقد جاهزة فطاروا بها ، وروجوا لها لأنهم فتشوا في منهج الشيخ أبي عبدالباري فلم يجدوا مدخلا ولا إدانة بل وجدوه أنصع من الذهب وأصفى من الماء الزلال، فزادهم سلامة منهج الشيخ أبي عبدالباري غما على غمّ وهما على همّ، فاستغلوا بعد ذلك الإشاعات والأباطيل التي صدرت من كنيف الغلاة، وطاروا بها مسرورين، وهي حالة من أظلم قلبه، وطمست بصيرته. ثم شوشوا بها على الشيخ بغية إيقاف دروسه والخير الذي أجراه الله على يديه.
ولقد سألنا شيخنا عن المفتريين عليه فقال: والله لأوقفنهم يوم القيامة أمام الجبار وأقول يا رب: سل هؤلاء الظلمة لما غدروا بي وطعنوا في عرضي بالباطل.
ونحن تلاميذ الشيخ أبي عبدالباري نقول: إن الحسد والجهل هو الذي أدى بأقوام إلى معادة الشيخ والسعي في إيذائه لما فاقهم في العلم والحفظ، ولما أظهر عوارهم وفساد منهجهم، وفي الحقيقة حرموا طلابه من العلم والتعلم والازدياد في الخير وأما شيخنا فهو على برج عال من المعرفة، فنقول يا شيخا امتثل قوله تعالى [واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيف مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون]
إن الحسد والبغض الذي أكل قلوب أعداء ابن تيمية الذين قال فيهم (3/162) ( أنا أعلم أن أقواما يكذبون علي ، كما قد كذبوا علي غير مرة ) فإن هذا المرض هو نفسه الذي سيأكل قلوب أعداء الشيخ أبي عبدالباري ويصيرهم عبرة لكل معتبر وإن ناظره لقريب ونختم المقال بكلمة لابن عساكر المؤرخ قال رحمه الله وتجاوز عنه:( اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته: أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب).
والحمد لله ربّ العالمين.
*** المقالة االثانية :
(( وهكذا يستاء أهل السنة من تدليس كتاب شبكة الأثري، ويضيقون ذرعا من عنجريتهم الهوجاء )).
الحمد لله الذي علا على عرشه المجيد في السماء، وجلّى باليقين قلوب صفوته الأتقياء، وهدى علماء السنة فكشفوا زيف المبطلين والأشقياء، ورزقهم الفطنة فتفطنوا لخبط رواد شبكة الأثري فنفضوا أيديهم منهم، وكشفوا باطلهم بنصوص الكتاب والسنة الغراء .
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له شهادة مؤمن بالحشر واللقاء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الشهيد على الأمة الشهداء، والمبعوث بالبينات والهدى وترك المراء، صلى الله عليه وعلى أتباعه الأتقياء .
أما بعد :
جدال عقيم دارت رحاه، ورُفعت أعلامه في ساحة كتاب شبكة الأثري حوض الأدواء، وظن جنود الشبكة أن الفوز في النضال يكون بالتدليس، والكذب، وبتر الكلام، والتستر بلباس العلماء بالزور والافتراء، وغفلوا هداهم الله أن العاقبة للأتقياء، فأثاروا بكتاباتهم نقعا عادت ذراته عليهم بالعمى، واقدحوا عثانا فزاد جهالتهم خفاء إلى خفاء، هُراءوهم هزأ منه كل ذي قل من البرية، وهكذا نهاية من أراد أن يبري القوس بمعزل عن أهلها، لا يصدر منه إلا الوذء من الكلام، قوم هذاءون هراءون، أكثروا من الخنا، ونزأ بينهم الشيطان وأعوانه فعادوا بالهواجيس كلَّ سلفي صادق هاء بنفسه عن مسايرتهم على الباطل والطعن في العلماء، أغمار مجاهيل، وأتعبوا أهل السنة بأوبائهم، وأشغلوهم عن تعليم هدي سيد المرسلين .
والآن ماذا يصنع أبطال خرافة الغلو والإجحاف، بعد ما تفطن لشرهم أهل السنة والإنصاف ؟
ولا أظن في حدود علمي أن عالما سلفيا بعد ما ظهر خنز منهجهم الفاسد بقي يناصرهم أو يواسهم .
وأما بخصوص بعض الطلاب الذين ما سمعنا لهم همسا في هذه الفتنة الهوجاء، ولا قرأنا لهم بضياء ولا سوداء، ويبلغنا عن الثقاة أنهم يناصرون الغلاة الحفاة في الخفاء، ويلقون بعض الدروس في مراكزهم الهوجاء، ليزيدوا الحبأة سوادا إلى سوادها فلا يضرنا سكوتهم، ولا ينفع الغلاةَ نُصرتُهم بعد أن لم يبق لهم طنء، وطفئ ذكرهم؛ والله المستعان
ويعلم الله يا قراء شبكة سحاب الخير أننا تفطنا للهيب كتاب شبكة الأثري حين كانوا يكتبون في شبكة قد اندثرت، وقبل أن تطل علينا بلية أبي الحسن المصري الزنخة برأسها، وقد أخبرت شيخي الفاضل المحدث ربيع بن هادي المدخلي بخطر القوم الجارف، وواجهناهم على وثء ونحن في دولة الإمارات، فحاربونا بعد مدة كتفا لكتف مع المآربة الأشرار، ورمنا بالبوائق الكبار، وألصقوا بنا من التهم ما تنوء الجبال الرواسي عن حملها والله المستعان .
وبعد هذه المقدمة الموجزة يتساءل القارئ والباحث عن الحق :
كيف وقع هؤلاء الشباب في مستنقع الغلو؟
ومن الذي أوصلهم إلى دهليز التنطع والجفاء ؟
وكيف هانت عليهم منزلة العلماء، فصاروا يقذفونهم بالمتشابه من الكلام، ويصفونهم بالتناقض والجهل، بل ويخاطبونهم ببعض العبارات وكأنهم يحاورون فسلاء القوم ونخالتهم .
1- إن سبب هذه الأوبئة التي يعيش في كنفها الغلاة عدم تلقي العلم بالمجالسة على يدي العلماء، فهم والعياذ بالله لم يروّضوا من قبل أهل الذكر، بل قوم جاؤوا من البريّة، ووقفوا على بعض الأشرطة فاقتنعوا بما فيها فظنوا أن السلفية محصورة في عباراتهما، فأفنوا فيها أزمانهم كما أفنى الصوفية أعمارهم في الربوبية
قال أبو محمد بن أبي زيد النفزاوي القيرواني( م 386 هـ ) في رسالته العظيمة : (...واعلم أنّ خير القلوب أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشرّ إليه، وأولى ما عني به الناصحون، ورغب في أجره الراغبون؛ إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين، ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة، وحدود الشريعة، ليراضوا عليها...) اهـ .
ومعنى : ليراضوا عليها؛ أي لأجل أن يذللوا عليها، وتثبت في قلوبهم، وتنقاد لها طبائعهم، كالبهيمة العجماء التي تراض للتعليم منها المراد والفائدة، وإذا لم تتعلم فهي جموح لا تنقاد، وهكذا كتاب شبكة الأثري جماميح لا فائدة من مقالاتهم ولا جدوى من الحوار معهم، وكلما نصحوا جنحوا إلى الجدل وتقليب الحقائق، والواجب في حقهم أن يسعوا إلى استفراغ قلوبهم من الأوهام التي لقنوها بالتخلية والترك، كما يستفرغ المسحور بطنه بالقيء، وبعد ذلك يشمرون عن ساعد الجد لتعلم الشريعة من أبوابها، بدءً بحفظ كتاب الله وتعلم اللغة العربية، ودراسة علم الحديث، والتمكن في دراسة معتقد السلف، انطلاقا من المختصرات ووصولا إلى المطولات .
2- كتاب شبكة الأثري بعيدون عن مشاورة أهل السنة في كبرى القضايا، ولهذا صدر منهم ما صدر من هيص وبيص.
عن ميمون بن مهران كما في المدخل للبيهقي قال : ( كان أبو بكر الصديق إذا ورد عليه أمر؛ نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي به، قضي بينهم، وإن علم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به، وإن لم يعلم خرج فسأل المسلمين عن السنة، فإن أعياه ذلك، دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم واستشارهم ).
وجاء في السير للذهبي (3/344) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( إن كنا لنسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ).
وقال الإمام مالك كما في آداب المفتي والمستفتي لابن الصلاح (80): (وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل، ولا يجيب أحد منهم عن المسألة حتى يأخذ رأي صاحبه؛ مع ما رزقوا من السداد والتوفيق والطهارة، فكيف بنا الذين غطت الذنوبُ والخطايا قلوبنا ؟).
قلت : الله أكبر؛ ما أعظم تواضع السلف الكرام، وما أعلا قدرهم عبر الأزمان، ولهذا سدد الله خطاهم، وبارك في أعمالهم، وأجرى على أيديهم خيرا كثيرا.
وأعود إلى كتاب شبكة الأثري، وأقول: أروني العلماء الذين شاورتموهم، في كتاباتكم، وعدتم إليهم في مهاجمة الشيخ ربيع، والشيخ زيد، والشيخ يحي، والشيخ عبد المحسن، والشيخ محمد البنا، والشيخ محمد ابن هادي، وباقي السلفيين الكرام، وما أخالهم بعد عتاب الشيخ الفاضل عبيد الجابري لرأس من رؤوسهم يتركونه بسلام .
أناس كأنهم ربوا في معسكرات نهش الأعراض، والوقيعة في علماء الأمة.
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في تيسير اللطيف المنان (150): ( والفكر والمشاورة أكبر الأسباب لإصابة الصواب، والسلامة من التبعة، ومن الندم الصادر من العجلة ومن عدم استدراك الفارط ).
3- دعوة كتاب شبكة الأثري إلى التحلي بالصدق، والرجوع عن الباطل كما رجع بعض إخوانهم في الأمس القريب .
قال أبو بكر الآجري في أخلاق العلماء ( ص37)[ وكتاب شبكة الأثري دون مرتبة المقلد] :(( وإن أفتى بمسألة فعلم أنه أخطأ، لم يستنكف أن يرجع عنها، وإن قال قولا فرد عليه غيره ممن هو أعلم منه أو مثله أو دونه، فعلم أن القول كذلك؛ رجع عن قوله وحمده على ذلك وجزاه خيرا )).
وموضع رجوع السلف عند ظهور الحق فيه من النصوص والمآثر، التي لو ذكرت لجاءت في مجلدة ضخمة، ولكن أختم المقال بقول لغوي بارع استفاد من نعمة العقل .
وقال أبو العباس المبرد اللغوي في المزهر (2/320) ( إن الذي يغلط ثم يرجع لا يعد ذلك خطأ، لأنه قد خرج منه برجوعه عنه، وإنما الخطأ البين الذي يصر على خطأه ولا يرجع عنه، فذاك يعد كذابا ملعونا ).
وأترك كتاب شبكة الأثر يتمعنون في قول المبرد .
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري، كان الله في عونه .
*** المقالة الثالثة :
(( إبطال مزاعم بعض كتاب شبكة الأثري، ودعوتهم إلى التعقل وترك محاربة أهل السنة بالباطل والأراجيف )).
الحمد لله أتمّ الحمد وأكمله، وأعمه وأشمله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة هي للفوز محصلة، وللنجاة متكفلة، وأن محمداً عبده ورسوله، سيد ولد آدم آخره وأوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، صلاة زكية دائمة بكل زمن متصلة؛ أما بعد :
لقد رجزنا خيرا من الهدوء الذي خيم على بعض كتاب شبكة الأثري، والسكون الذي اعتر أقلامهم، وهي بشارة خير ورحمة، وهذا البعض يمثل رأس الحربة في شبكة الأثري، وقلنا لإخواننا وطلابنا لعل كتاب شبكة الأثري أدركوا سوء المنهج الذي كانوا يسيرون عليه، وخطورة المواقف التي أرصدوها لأهل الحديث، وعادوا إلى رشدهم بمشاورة ومساعدة أهل السنة، وبعد ذلك وضعوا عصيهم الجائرة التي شهروها علناً في وجه إخوانهم من كتاب شبكة سحاب الخير، وغيرهم من السلفيين، وكنت أنتظر وأملي شوقا أن يصدروا بينا يعتذرون فيه من الوالد والشيخ الفاضل بقية السلف المحدث الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، وإخوانه من أهل السنة كالشيخ زيد المدخلي، والشيخ النجمي، والشيخ محمد بن هادي وباقي المشايخ وطلاب العلم السلفيين، ولكن وللأسف الشديد خاب أملنا في كتاب شبكة الأثري، وعادت ريمة اللئيمة إلى عادتها القديمة، بل الأنكى من ذلك والأسوء أنهم طوروا أسلوبهم في محاربة أهل السنة، وانتقوا للطعن فيهم أرقى العبارات على ميزانهم الغالي والجائر، فوصفوهم بأنهم( ذباب، وحمير...) والله المستعان والهادي إلى طريق الجنان .
إن القوم عند كل منصف فوق الأرض يرى أنهم غلوا في باب الجدل، وتقليب الحقائق، والفجور في الخصومة متسترين وراء ألقاب خاوية، وادعاءات باطلة.
والعجيب في الأمر كذلك أن كل غال في الشبكة الأثري يزكي أخاه على طغيانه في الغلو، بل ما رأيت شبكة أصحابها يتنافسون في باب الطعن في أهل السنة والغلو في تحجيم الحقائق كشبكة الأثري هذه والله المستعان .
أخرج الإمام الترمذي بسنده بإسناد صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل )) ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون )).
وروى ابن عبد البر في الجامع (ص212) بسنده عن الإمام مالك رحمه الله قال: ( الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب، ويقسي القلب، ويورث الضغن ).
وقال الإمام الأوزاعي كما في السير للذهبي (12/79): ( بلغني أن الله إذا أراد بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل ).
ويعلم الله القدير العزيز أنني قادر على ردّ باطل الكتاب شبكة الأثري الذين يتسترون بالألقاب الغريبة العجيبة بأقوى عبارة وأشدها وطأ عليهم، ومع هذا اخترت في نقدهم وبيان انحرافهم الرفق واللين ليكون أدعى لهم لقبول الحق والرجوع إليه، ويتركون منازعة إخوانهم من أهل السنة بالباطل .
وأقول لهؤلاء الكتاب هداهم الله ورزقهم العقل والإنصاف: إذا كانت لكم قدرة كامنة على الكتابة، وجلد متين على مواجهة أهل الباطل فوجهوا أقلامكم إلى أهل البدع البارزين الذين يجاورونكم، بل ويشاركونكم في المأكل والمشرب، وهم أشكال وألوان؛ فمنهم الصوفي، ومنهم المعتزلي، ومنهم الإخواني جلد، ومنهم التبليغي، ومنهم الخارجي، ومنهم العلماني الإستئصالي، ومنهم الشيوعي، بل يا كتاب شبكة الأثري لو وجهتم أقلامكم لكشف عفن الجفري اليمني صاحب حضر موت، ومن يساعده على نشر ضلاله في دياركم لشفعت لكم هذه المواقف عند أهل السنة، ولكن من حرم العقل والإنصاف سقط في الظلم والإجحاف، واختلت عنده الموازين، وسار يغض الطرف عن أهل الباطل البارزين خوفا وجبنا من صولتهم، ويجدّ في محاربة إخوانه من أهل السنة المتقين طلبا للبروز، والشهرة وخدمة لأعداء الدين من المبتدعة والعلمانيين، حتى صارت بوابة الغلاة هي المور الذي يتسرب منه أهل البدع، وأعوانهم من العقلانيين والشيوعيين للطعن في السلفية، وإلساق كل بلية بها، فما من قبيحة يفتعلها بعض أعداء الدين كحرق المساجد مثلا إلا ويلسقها العلمانيون بالسلفية وأبنائها، وتنشر على نطاق واسع في المجلات والجرائد للتدليس على الرأي العام انطلاقا من الغلو الذي يرونه في أتباع الشيخ فالح الحربي من الجهال والعوام وحدثاء الأسنان. بل تتبعت أتباع فالح من الغلاة فوجدتهم يتصفون إما بحداثة السّن، أوالجهل بالعلوم الشرعية، ومنهم من جمع بين الوصفين .
فما أحوج كتاب شبكة الأثري إلى لزوم الإصاف، فهو سبب للتوفيق إلى الحق، ومجانبة الباطل، ونصرة السنة، وفهم المسائل .
قال ابن عبد البر في جامعه :( من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم )
وقال الزيلعي كما هو في الدباج المذهب (1/96): (ما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب ).
قلت : ولقد سكتنا كثيرا عن كتاب شبكة الأثري برهة من الزمن وهم ينهشون أعراضنا بالباطل، ويسبون علماءنا جورا، وهذا ليس خوفا منهم، أو عجزا عن مواجهتهم ودحض باطلهم، ولكن سكتنا عنهم عن علم وبصيرة، وخشية لله تعالى من الغلط واللغط كما قال الحافظ ابن رجب في فضل علم السلف على علم الخلف (ص34):(فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال جهلا ولا عجزا، ولكن سكتوا عن علم وخشية لله، وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم، ولكن حبا للكلام وقلة الورع، كما قال الحسن وسمع قوما يتجادلون: هؤلاء ملوا العبادة وخفّ عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا ).
والآن دعونا ننظر في كلام بعض كتاب هذه الشبكة وهو بن حمد الأثري وهو نفسه صاحب الإشهار الأجوف الذي أطلقه ترهيبا للشيخ ربيع زعم، وأسماه ( ما وراء الخطوط الحمراء، حوار مع الشيخ ربيع بن هادي )، وانتظرنا مليا حتى أصابنا الكلل مطلعين ماذا يأتي بعد الخطوط الحمراء التي هدد بها هذا الرجل العلامة ربيع، ولكننا بعد طول انتظار لم نر شيئا، وكأن الخطوط اشتبكت على بن حمد ولم يدر أي طريق يسلك، فأتعبنا وأتعب نفسه، ثم ما هذا الأسلوب السياسي الذي يسلكه بن حمد مع الشيخ ربيع، والله المستعان ؟؟!
قلت : كتب بن حمد بعض الأحرف يزعم فيها الدفاع عن الشيخ فالح بن نافع الحربي، فجادت قريحته بما نقلته حرفيا من شبكة الأثري مع فصل كلامي المنقول عن تعليقه المعلول :
قال بن حمد :(( الذب عن عرض الشيخ فالح من تهافت الذباب أمثال عبد الحميد العربي الجزائري بسم الله الرحمن الرحيم قـال المدعو ( عبد الحميد العربي: أهل الباطل عندما يفلسون في باب الحجة يهرعون إلى باب الألقاب القبيحة كما كان شأن أسلافهم من أهل الكلام، لما كشفت أنوارُ الوحي زيفَ باطلهم في باب الأسماء والصفات لقبوا أهل الحديث بالمجسمة، وهكذا دواليك )
قال بن حمد الأثري معقبا على كلامي !!
(( قـلت: صدقت والله، كما فعل شيخك – هداه الله – [ وهو يريد بالشيخ المحدث ربيع بن هادي ] لما أفلس من الحجج هو وهؤلاء الشباب السذج في شبكة سحاب الحزبية والأطفال الذين عجزوا أن يدفعوا عنه وعن باطله وظلمه وتعديه الذي صدر منه في حق أخيه الشيخ فالح الحربي – حفظه الله – ، ناهيك عن التخبطات والجهالات والكذبات التي جعلت العقلاء يضربون أكفهم حيرة واندهاشا على ما يصدر من فضيلة الشيخ ربيع – وفقه الله – بالرغم من مكانته العلمية، فلجأ إلى الألقاب القبيحة مع من يسميهم " الحدادية الجدد " ، لأنه لم يجد اسما جديدا يرميهم به إلا الحدادية، فأصبح كل من يخالفه بحق يقول عنهم : هؤلاء هم الحدادية الجدد وهكذا دواليك ، فإلى الله المشتكى مما نسمع ونرى )) .
الجواب على تعليقات فارس شبكة الاثري بن حمد :
لقد لقبتني بالذباب يا بن حمد!! هداك الله ومعلوم عندك وعند من يدفعك أن الذباب لا يقع إلى على الجرح، فأي جرح في الشيخ فالح فتح شهيتي وجعلني أتهافت للسقوط عليه، والله المستعان ؟!
فانظروا إلى ناقصي العقل حين يتولون الدفاع عن المخطئين، فإنهم يزيدونهم إدانة ويقعونهم في التهم من حيثوا لا يدرون، يا بن حمد أنا أخبر منك بالشيخ فالح، وكنت من الملازمين له مدة من الزمن، ويعرفنني جيدا، فلست أدري من أي باب دخلت ونصبت نفسك مدافعا عنه؟ أم أنها هواية تمتهنها لقضاء العطلة الصيفية، وتتسلى بها لتغطية الفراغ الذي يملأ حياتك ؟
إن السلفيين الخلص وعلى رأسهم الشيخ ربيع وإخوانه من أهل السنة، وتلاميذتهم من أحرص الناس على عودة الشيخ فالح إلى الحق، ولهم أسلوب خاص في التعامل مع المخالف لا تفقهه أنت ولا من يدفعك لإيقاد نار الفتنة بين السلفيين، فترك عنك التدخل بين السلفيين، وأشغل نفسك بما ينفعها، واترك هذا الأمر الجلل بارك الله فيك لحكماء أهل السنة كالشيخ الفوزان والشيخ عبيد الجابري، ومحمد البنا وباقي إخوانهم .
ثم قال بن حمد رزقه الله العقل :( كما فعل شيخك هداه الله لما أفلس في الحجج هو وهؤلاء الشباب السذج في شبكة سحاب الحزبية، والأطفال الذين عجزوا عن أن يدفعوا.....) إلى آخر كلامه الركيك، والهزيل، الذي يندر أن يصدر من عاقل يعرف لهذا الشيخ قدره، ولقد تتبعنا ردود المخالفين للشيخ ربيع كأمثالي المليباري، وعبد الرحمن عبد الخالق، وتصريحات سفر وسلمان فوجدناها أعلى أسلوبا وأسمى أدبا من تأتأة بن حمد الأثري!! المحامي عن الشيخ فالح وحامي ديار الحدادية .
أولا : عليك يا بن حمد أن تراعي مراتب العلماء، ولا تهدم مصرا لتبني على زعمك وتوهمك قصرا، فمعرفة مراتب العلماء ضرورية لطالب العلم، حتى يقدم من حقه التقديم، وينزل كل إنسان منزلته. قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (ص6):(فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته، ولا يرفع متّضع القدر في العلم فوق منزلته، ويعطي كل ذي حق فيه حقه، وينزله منزلته ).
فهل من آداب طالب العلم يا بن حمد الأثري مخاطب المحدث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بهذا الأسلوب الهجن، ووصف من وقف معه بالحق بالشباب السذج، والأطفال .
فهل الشيخ زيد المدخلي، والشيخ النجمي، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ ولي الله عباس، والشيخ بازمول، والشيخ محمد البنا، والشيخ عبد المحسن العباد وباقي كبار طلبة العلم كلهم عندك أطفال وسذج.؟ ولكن أين لابن حمد أن يتعلم الأدب وهو غارق في وحل التقليد، الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/281) ( فإن التقليد لا يورث إلا بلادة ) ؟. وصدق رحمه الله .
يا بن حمد إن كنت أثريا كما تدعي فتأمل في أثار السلف الآتية الذكر لعلك تستفيد منها شيئا من الأدب، وتخرج من وحل البلادة، والعقد النفسية التي تتخبط فيها، ويتخبط فيها كل من سلم عقله للشيخ فالح دون ضوابط شرعية.
روى الفسوي في المعرفة والتاريخ، والخطيب في الجامع، والفقيه والمتفقه، عن الشعبي قال : أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنهما، فقال: أتمسك لي وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال : ( إنا هكذا نصنع بالعلماء ) .
ونحن لا نطالب بن حمد وشيعته من الجهال وحدثاء الأسنان بأن يفتحوا باب السيارة للشيخ ربيع، أو أن يرفعوا له نعله، ولو فعلوا ذلك عدّ صنيعهم في باب المناقب، مع العلم أن الشيخ ربيع يرفض هذا الأمر بشدة حفظه الله وأطال عمره في العلم والعبادة وتقوى الله، ولكننا نطالب هذا الأثري وشيعته من المجاهيل!!بأن يوظفوا في حق الشيخ ربيع السلفي وإخوانه من أهل السنة العبارات مليحة التي تليق بمقامهم، وتلائموا منزلتهم .
قال الخطيب في الجامع :( وإذا خاطب الطالب المحدث عظّمه في خطابه بنسبته إياه إلى العلم، مثل أن يقول له : أيها العالم، أو أيها الحافظ ونحو ذلك ).
وقال ربيعة بن عبد الرحمن كما في المعرفة والتاريخ :( كان يقال : إنما الناس مع علمائهم مثل الصبيان في حجور من يربيهم، قال : يريد آبائهم ).
أما عند أصحاب شبكة الأثري فأمر معكوس فقد أصبح العلماء وطلبة العلم كصبيان في حضانة عجوز شمطاء بذيئة الكلام وسيئة الأخلاق، لاتضع عصاها من فوق عاتقها والله المستعان .
وأعود لابن حمد وأقول : لماذا هذا التكبر، وإظهار الاستغناء عن علم الشيخ ربيع، وإبرازه للحزبين والقطبيين في صورة الظالم والجائر والمعتدي على الخلق بالأباطيل، فأين أنت من أدب الأنبياء يا بن حمد الأثري !!.
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في فوائد قصة رسول الله موسى مع نبي الله الخضر في قوله تعالى (( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا )): ( إظهار حاجته إلى المعلم، وأنه يتعلم منه مشتاق إلى ما عنده، بخلاف حال أهل الكبر والجفاء الذين لا يظهرون حاجتهم إلى علم المعلم، فلا أنفع للمتعلم من إظهار الحاجة إلى علم المعلم وشكره على تعليمه ).
ويعلم الله أنني قد بلغت سن الأربعين وعشت مع الشيخ ربيع بعض السنين، ومع ذلك لي شوق ولهفة إلى مجالسة هذا الشيخ مرة أخرى، والاستفادة منه، والنهل من علمه والله على ما أقول شهيد .
قال بن حمد الأثري ناقلا كلامي : قال المدعو ( عبد الحميد العربي ) : ثم إن طعن الشيخ فالح في المحدث ربيع بن هادي جهارا نهارا ورميه بالتمييع . اهـ
ثم علق بن حمد قائلا :
(( قـلت: هات الدليل والبرهان على ما تقوله الآن، لأنك تعلم أن الناس لن يصدقوا كل ما تقوله بعدما عرفوا موقفك في فتنـة أبي الحسن المصري وما حدث لك فيها من التذبذب، زد على ذلك فثقاتكم الآن لا يعول عليهم، فأين مصدر كلامك هذا خاصة وأنك تدعي لنفسك طلب العلم فكان الأحرى بك أن توثق مثل هذا الكـلام الخطير ، فغريب جدا أن يغيب عنك هذا الأمـر )) انتهى كلام ابن حمد الأثري .
الجواب أبي عبد الباري عبد الحميد العربي على خلط بن حمد الأثري :
أولا: إن دندنة بن حمد و شيعته حول قضية أبي الحسن مصطفى ابن إسماعيل المصري قد قززت قلوبنا وعفنت أجواءنا، وجعلت جونا زنخا .
يا بن حمد إن أهل السنة الخلص قد بينوا ضلال المأربي، ومجازفاته، وتلاعبه بالعبرات، وركونه إلى أهل الباطل من أجل الدرهم والدينار، وأنا العبد الفقير قد خلصت إلى ما توصلوا إليه، وأيدتهم وناصرتهم بالحق، وأحمد الله أن وفقني إلى معرفة الحق في مسألة أبي الحسن، فلماذا هذه اللكلكة يا بن حمد بارك الله فيك.
ثانيا: من أين لك أن ثقة الرجل تعرف من قضية أبي الحسن المصري، عمن أخذت هذا المنهج، وأين وجدته بارك الله فيك ورزقك العقل ؟
ثالثا : من هم ثقاتنا الآن الذين لا يعول عليهم، فهل تقصد المحدث ربيع بن هادي، وباقي إخوانه من أهل السنة، أفصح يا بن حمد فكلامك غامض جدا، فأسلوب المغارات لا ينفعك وأنت ترد على المذبذبين بزعمك الباطل.
ثم حاول بن حمد التشكيك في العبارات التي صدرت من الشيخ فالح هداه الله في حق المحدث ربيع بن هادي المدخلي، وطالبني بالدليل.
أقول لابن حمد: هل إذا أطلعتك على الأشرطة التي أساء فيها الشيخ فالح إلى الشيخ المحدث ربيع بن هادي، بل إلى الشيخ ابن باز والشيخ الألباني ستستجيب للحق، وتترك المنازعة بالباطل.؟؟
أم أنك تراوغ، وتدعي المجاز، وتحاول لوي أعناق العبارات لإنقاذ الشيخ فالح، وما أظنك تستطيع لأنني من خلال تتبعي لمقالاتك وجدتك لا تحسن الدفاع، وعلى الشيخ فالح أن يتبرأ من دفاعك و إلا أوصلته إلى حبل المشنقة والعياذ بالله.
اعلم يا بن حمد هداك الله أن الأدلة موجودة وإن شئت أرسلت لك نسخا منها بل قال الشيخ فالح في المحدث ربيع أكثر من مميع، ولا داعي لتقليب المواجيع هنا، والقيل والقال، وإن كنت ناصحا ولك منزلة عند أهل السنة فارشد الشيخ فالح إلى الرفق بأهل السنة، وإنزالهم منزلتهم اللائقة بهم، ورجوعه عن طعنه في إخوانه السلفيين، ووالله لعودت الشيخ فالح إلى الحق أحب إلينا من حمر النعم.
ثم على السلفيين أن ينظروا في تعليقات بعض أعوان بن حمد:
قال أبو محمد السلفي معلاقا على مقال بن حمد الأثري في شبكة الأثري :( من يكون هذا السفيه عبد الحميد ).
ثم جاء الجواب من المقنع الكندي ( عبد الحميد العربي=أبو عبدالباري=ولد العربي الجزائر ).
قلت : كتاب شبكة الأثري بارعون في السب والشتم عصمنا الله من شرهم.
ثم ما هذه المعادلة الرياضية يا كندي المقنع، وأين وجدت هذا الأسلوب في كتب الرجال، ومن أدراك أن أبي هو العربي، فلماذا هذا الافتراء، والتلاعب بالأنساب هداك الله، لقد صبرت على أذيتك كثيرا، وضقت ذرعا من استهزائك بأهل السنة وأنسابهم، فاتق الله في أعراض المسلمين، وحاسب نفسك على هذا الباطل، فأنا والله لن أسامح أمام الله على افترائك وكذبك وتدليسك.
وأخيرا: أسأل الله تعالى أن يعصم شبابنا من منهج الغلاة والحدادية، وأن يصرف عنهم أهل الفتن والإحن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.
الحمد لله الواحد الوتر الرحيم البر، عالم الغيب والشهادة والسر والجهر، مصعد الكلم الطيب، ومنزل القطر، أحمده وهو أهل الحمد والشكر، وبيده النفع والضر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المؤمَّل لحط الوزر، ورفع الإصر، وإسبال الستر، وإلهام الصبر، شهادة مرغمة لأهل الشرك والكفر، سارّة لأهل السنة المأمورين بالصلاة والصيام والحج والنحر.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : ( أنا ولد آدم ولا فخر )، المبعوث من خير العرب؛ وهم قريش أولاد لؤي بن غالب بن فهر.
أما بعد :
هذا مبحث مستل من جزء طويل ناقشت فيه بعض الجفاة والغارقين في حوامض الجاهلية الجهاوية من أتباع أبي الحسن المأربي في أبوظبي، وشرذمة أخرى من الغلاة؛ دعاة الوشاية والإشاعة والغدر، من جنس الذين يكتبون في شبكة الأثري، وقانا الله شرّهم، وعصم أئمتنا من بلائهم، وهذا شيء قليل مما كتبته في القوم .
1= أساليب الجفاة في محاربتي :
لما رأى الجفاة، والمتطاولون؛ خبراء مصلحة الوطن، وأعمدة المصالح المرسلة، مديروا إدارة توجيه الدعاة وإرشادهم! زعموا! من أتباع أبي الحسن المأربي الساقطِ النفسِ والهمّة وقوفي الصلب، وبالعلم مع أئمة الإسلام وطلبة العلم الكرام في وجه أخطاء، ومواقف أبي الحسن المصري، بل لعلي لا أكون مبالغا لو قلت: إنني كنت الوحيد وطلبتي الكرام في أبو ظبي من صدع بمساندة العلماء في هذه المسألة، راح هؤلاء الدعاة قيل!! راكضين يكيلون لي التهم الثقال بموازين الغدر والبهتان، وبمرويات الكذابين وناقصات العقل من النسوان هداهم الله، وبصرهم بخطورة إيذاء أهل بيت كامل بالدسائس، والهمز في الأذان .
فمرة يقولون : عبد الحميد العربي يدعو إلى بيعة ربيع بن هادي،
وهذه الفاقعة المكشوفة لا تصدر إلا من رجل فسل، عديم المروءة والجلد، كيف والمفترون من أنصار المأربي يعلمون علم اليقين أنني أحارب البيعات البدعية الحزبية، وأرفضها جملة وتفصيلا كالتي تدعو إليها فرقة ( الإخوان المسلمون ) ، وأهل التحزب مخربوا الأوطان، وباقروا البطون، وقاتلوا النساء والولدان، وكل هذا الحق الأبلج مرسوم ومسطر في كتابي ( وقفات منهجية في الذب عن السلفية ). الذي كان لي ولا يزال سيفا جرازا، ودرعا حصداء، وكذلك مسجل في أشرطتي العديدة، فمالي هؤلاء الجفاة، وناكري الجميل لا يكادون يفقهون حديثا .
وقالوا مناقضين لما قالوا سابقا: عبد الحميد يطعن في الشيخ ربيع بن هادي. سالكين في طعنهم أسلوب السحرة الأشرار، الذين يسعون لتفريق بين الطالب وشيخه بسحر البيان الكاذب، ولكن أقول لهؤلاء اللئام المذبذبين كالشاة العائرة: العلاّمة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي شيخي بحق وصدق، وأرى نفسي محظوظا جدا حين أنعم الله عليّ بالتتلمذ على يديه في بيته بعوالي المدينة النبوية، وهو الآن يسكن عوالي مكة، فحفظك الله من عالم من عال إلى عال.
ويعلم الله أنني استفدت من هذا العالم علوما جمة فتحت لي سبل الفهم، وأكسبتني فطنة في التعامل مع أهل الأهواء، بل تعلمت منه حتى الكرم، فالعلامة ربيع بن هادي في قمة الكرم والزهد، يشهد له بهذا أعداءه المنصفون كما سمعت من بعضهم في المدينة النبوية، فهو بحق رغم أنوف الحاقدين، والجفاة والغلاة المارقين حامل لواء الجرح والتعديل في هذا الزمان، كما قال عنه العلامة الهمام محمد ناصر الدين الألباني عليه من الله الرحمات ووبل الغفران .
وأضف قائلا : إذا رأيت الرجل يحب الشيخ ربيع فاعلم أنه صاحب سنة، أو عاقل فطن يحفظ للعلماء السَحْنَة، حيث أنه لا يواليه إلا زاهد عابد، لا يبغضه إلا حزبي كنود حاقد، أو متستر بالسلفية عن الحق شارد، أو غال سفيه في غياهب الجهل راقد .
وأقول في حامل لواء الجرح والتعديل كما قال القائل :
مصارع يصرع الأهواء خطرته........بحرا فكل ناقد دونه همج.
لما غدا راجحا في النقد قلت لهم........عن نقده حدثوا عنه ولا حرج.
وقال القائل :
عليم بآداب المباحث لم يكن....... إذا كان في ميدانها قط يفحم
تبحّر في علمي كتاب وسنة....... فلله دره بحر بالفوائد مفعم.
مقيم منار الدين بالحجاز بقوة......من الإله يقضي بالسداد ويحكم.
اللهم احفظ لنا الشيخ ربيع بن هادي، وأطل عمره في الطاعة والعبادة .
أما أسلوب الغلاة والمرضى نفسيا، والغارقين في يمّ الأوهام، فإنّ هذا الجنس من البشر يصعب التعامل معه، لقدرته الفائقة على تقليب الحقائق، واستحضار المردة من الجن عند نقده لفرد من أفراد المنهج السلفي، فالمتتبع لعرفيج وخمج أبي التياح الضبعي-[[وشتان بين أبي التياح يزيد بن حميد الضُبعي البصري التابعي، وأبي التياح النطاح مهرج شبكة الأثري الواقع في البلايا كما في القاموس]]- الذي تقيأه على وجه شبكة الأثري يصاب لأول وهلة بالذهول والحيرة، ويقول في نفسه من أي سفر يستل هذا الإنسي أقواله، وأي شيطان أوحي إليه الزبالات التي عفن بها شبكة الأثري العاثرة، وبأي عقل يفكر، وبأي فهم يستنير، وما هو مستواه العلمي، بل الأصح الذهني! والله المستعان .
لقد ظننت أن عفريج هذا المتنطع والمعطل من كل أدب قد انزوى، وأن رنين صوته الأهوج والأهوك قد انطوى، ولكن قد خاب ظني، فطعوناته في أهل السنة قد زادت وتكاثرت، وشابهت داء السلطان والله المستعان، والعاصم من كيد كل باغ وخوان .
وإنني أقول : إن لحن المهرجين في شبكة الأثري ما هو عني ببعيد، لمن خبر القوم وتهريجهم على الشبكة، بل بعض من يكتب يذكرني بأناس عايشتهم في عجمان والله المستعان .
وكل حال فكل ما قاله هذا الضبعي في شبكة العثري، ملفق، ومقلوب كالكوزي مجخيا، لا يصدر إلا من خبل، فأين جمعية دار البر يا ياضبعي شبكة الأثري، وأنا مغرب وهي مشرقة، وبني وبينها مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل!، ولكن حب الدنيا الذي ملأ قلبك هو الذي جعل لعابك يسيل على ما تكتنزه هذه الجمعية، فلما لم تجد له خرقة تستره بها؛ رميته على الشرفاء من أهل الحديث يا ضبعي .
والآن ليرى القراء الكرام حجج الغلاة والهوج الموج من كتاب الأثر للطعن في عبد الحميد العربي :
فإنهم قالوا وبئس ما قالوا أنني أزكي المأربي، وأمدح الأستاذ أسامة بن عبد اللطيف القوصي .
أقول لكل غال من كتاب شبكة الأثري: أبو الحسن جرحه عندي لا يندمل إلا بتوبة جلية على العيان، واعتذار واضح من السلفيين الأعيان، وأمره عند أهل الأثر قد اندثر، فلماذا تتقربون بالمنسوخ وتطرحون الناسخ ؟!.
أما أسامة بن عبد اللطيف القوصي هداه الله؛ الذي أثار حفيظته رواد مركز مصعب بن عمير، بإيعاز من فوزي البحري، وتحت مظلة فالح الحربي، وزجوا به في حظيرة المميعين فأمره عند أهل السنة الخلص، لا الغلاة الغصص .
ثم إن قضية الأستاذ أسامة تجمع في ما يلي باختصار شديد .
إنه لما جاء أسامة القوصي إلى الإمارات، وكان يريد أن يصلح بين أعضاء مركز مصعب بن عمير بعجمان -بقياد راشد عبد الله المهيري، وأخيه حمد عبد الله، وشرذمة أخرى من المجاهيل، وبعضهم تربى في أدغال أفغانستان، والبعض الثاني أغمار جاؤوا من اليمن للترزق فتحولوا إلى قضاة كبار، وأعضاء آخرون على نفس الوتيرة، قلت: لما أراد أن يصلح بين المتناحرين على الفلوس، وأوساخ الخلق من أعضاء المركز، والقائمين على جمعية دار البر، قام أعضاء مركز مصعب بإهانة أسامة بعبارات جارحة، فأثر فيه الموقف وجعله ينزوي إلى أفراد جمعية دار البر، ولا يخفى على الثقلين خبث أتباع أبي الحسن المصري فقد استغلوا الحادثة وجعلوا منها كارثة، ولقنوا أسامة القوصي أحكاما كاذبة وجائرة عن أتباع مركز مصعب، وفي تلكم الحقبة كنا من المحسوبين على المركز فجاءنا نصيبنا من الجرح، مع أننا ليس لنا في القضية ناقة وجمل، وبعد هذه المعركة بقليل أخذ أعضاء دار البر أسامة إلى مدينة العين لإلقاء محاضرة وهناك قال كلمته القبيحة (أن الذين يردون على أبي الحسن المصري هم من جنس أتباع ذي الخويصرة أو كلمة مثلها)، فهالني الموقف فاتصلت به لما رجع إلى مصر من بيت تلميذي النجيب والبار ياسر المهري ببني ياس وقلت لأسامة: إن ما صدر منك يمس خيرة المشايخ في هذا الزمان وعلى رأسهم المحدث الوالد الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، فقال لي بالحرف الواحد : أنا لا أقصد المشايخ، وإنما أعني أفراد مركز مصعب ابن عمير، فطالبته بالبيان ورفع الإشكال، وإصدار بيان في شبكة سحاب يعصم به عرضك، ويستر به نفسه، فقال لي بالحرف: إن القائمين على الشبكة لا ينشرون لي، فأجبته ووسعت له الدائر وقلت له: أصدر شريطا وقم بتوزيعه على نطاق واسع، وبعد هذه الكلمة انقطع الاتصال، ثم بعد ذلك قام أفراد مركز مصعب ابن عمير بالاتصال على الشيخ عبيد الجابري وأخذوا منه كلمة فيها القدح في أسامة القوصي، أما الذي زاد الطينة بلة وعقد القضية وجعلها زنخة نتنة فوزي البحريني، حيث سئل عن أسامة القوصي فقال: مبتدع ضال، ثم وعد بإصدار كتاب في الرد على القوصي، وسماه البوقي في الرد على القوصي أو اسما شبيها بهذا، وهذه الملابسات كلها هي التي جعلت أسامة القوصي يضيع ويتيه في مغارات المآربة، وتجار شراء الذمم، ثم نصب نفسه بعد ذلك مدافعا عن بلديه بلغة غريبة تقطر منها رائحة العنصرية الجاهلية، لماّ طالب أبا الحسن بترك اليمن والتيمم نحو مصر، مقلدا في أسلوبه غيره من السفهاء الذين ينطلقون في محاربة المخالف من هذا الباب العفن كما وقع لي في دولة الإمارات والله المستعان .
ومن هذه المقدمة التي تنبئ عن حال غير مستقر لي الأخ أبي حاتم صعب عليّ الحكم عليه، ومنه تركت أمره إلى علماء السّنة، الذين هم أخبر مني وبمواطن الجرح والخرم، وفارس هذا المضمار علامة الحجاز ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، فأنا أحيل كل بعبع من الغلاة على هذا العالم، ومن أحال على ملء فما ظلم.
ولكن الصعاليك من الغلاة يعرفون هذه الحقائق كما يعرفون أهاليهم، مع ذلك لبسوا الحق بالباطل، وكتموا الحق وهم يعلمون، ألا يستحي الغلاة من هذه الأساليب العكيصة في محاربة أهل السنة، أم ينطبق فيهم الأثر: إذا لم تستح فصنع ما شئت .
فهذا الصنف الوعواع من الغلاة يعيش بين ظهرانيهم رؤوس من أهل البدع، ومن باطله عانق الجوزاء، مع ذلك ما سمعنا لهم في رؤوس أهل البدع من بلدانهم غأغاء، ولا قرأنا لهم على شبكتهم الخاوية من العلم بيضاء ولا سوداء.
عجيب أمر الغلاة! فهم للسلفيين بالباطل قموعون، ومن أهل أهواء هلوعون، ما لكم يا غلاة! كيف تحكمون وفي أي كتاب تدرسون، ومن أي حلقة للعلماء تخرجتم يا دعاة الظنون .
ث- يقول الغلاة الجهلة : أبو عبد الباري درس أو يدرس ما أدي في مراكز الصوفية :
أقول لهؤلاء الطغام، القضية وما فيها أن امرأة في أبو ظبي عندها مركز لتحفيظ القرآن، وسمعت بجهودنا النيرة في نشر السنة، فأرسلت إلينا دعوة لإلقاء محاضرة في مركزها، والجواب الذي صدر مني كان بالنفي، لأنني كنت مشغولا ولم أستطع تلبية دعوتها، فتلقف بعض الحمقى من الغلاة هذه الدعوة المجهضة وجعلوا منها قضية، نعوذ بالله من كل فرية وبلية، هلا استقص الغلاة الحقائق إذا لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال، ولكن نفس الغلاة أمارة بالسوء تسوق أصحابها إلى معارك الانتقام، ولو على حساب تعطيل حلق العلم. والطعن في أعراض الأبرياء والله أسأل أن يعصمنا من شر الغلاة والبغاة .
((( ملــــــقٌ وجيز ))) :
*** دفاع بعض طلبة العلم عن الشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري السلفي ***.
إن الحقد والحسد والجهل وحب الرياسة أكل قلوب وأكباد أقوام فسعوا في تشويه سمعة الشيخ بالأكاذيب والاختلاق والشيخ حفظه الله ابتلي بطائفتين طائفة أتباع أبي الحسن حين خالفهم الشيخ وأظهر لنا أنهم على خطأ وسلكوا منهجا معوجا في هذه المسألة وكان يحذر كل التحذير من شبكة الاستقامة والقائمين عليها ويرى أنها شبكة الاعوجاج والفتن. وطائفة الغلاة المتسربلون بالسلفية ولكنهم جهال وحمقى وحدثاء الأسنان، أكملهم لا يحفظ عشرة أجزاء من القرآن، اتبعوا العلماء في الأحكام وخالفوهم في الأصول والقواعد. وكانوا قبل ظهور فتنة أبي الحسن يرون أن الشيخ أبا عبدالباري عبد الحميد زهرة السلفيين ولكن حين ظهرت على المسلمين فتنة أبي الحسن المنحوسة انقلبت الموازين عند القوم، وقلبوا للشيخ ظهر المجن. وإننا نقول: أن الشيخ أبا عبدالباري معروف بالثقل في إصدار الأحكام والعقل في التعامل مع كبرى القضايا، فشرع في دراسة قضية أبي الحسن، ولأنه سدده الله من طلاب العلم البارزين، والمنقود حي وكتبه وأشرطته موجودة فقد أبى على نفسه
أن يقلد أحدا وهو بإمكانه دراسة الموضوع وفهمه، والحمد لله لقد وصل الشيخ إلى إدانة أبي الفتن والرد عليه، وما فعله الشيخ هو استجابة لشيخه الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، فقد كان يقول لطلاب العلم ادرسوا ما كتب أبو الحسن وتتبعوا كلامه من أشرطته وإن كان لكم علم فإنكم إن شاء الله تدينونه، ولم يكن العلامة ربيع يلزم الناس بتقليده في قضايا الجرح والتعديل وخاصة إذا كان الأمر يخص كبار طلاب العلم، على عكس ما يدعو إليه الشيخ فالح، فإنه ألزم خيرة طلاب العلم بتقليده، ومن قال أمام أحكام فالح: دعونا نقرأ وننظر رماه بالتمييع ومحاربة الإسلام .
ولكن بعض الجهال من الغلاة والمحسوبين على السلفيين زورا لا يريدون من الشيخ أبي عبدالباري عبد الحميد العربي نقدا علميا متينا، سالكا في ذلك طريقة أسلافه وآخذا بنصائح مشايخه من أبرزهم الشيخ ربيع بن هادي، بل أرادوا منه حكما وإن كان لا يعرف أصوله، بل أردوا منه أن يكون بهيمة تنقاد لكل من يسوقها، ودندنوا لإثارة الفتن حول مسألة تبديع أبي الحسن واسقطعوا بسببها في زعمهم الكاذب الشيخ أبا عبدالباري عبد الحميد العربي وثلة طيبة من السلفيين، وفقد الغلاة بأسلوبهم الحادث إخوانهم السلفيين؛ بل صاروا حربا عليهم بلا كلل ولا ملل والله المستعان، مع أن المنهج الذي سلكوه مع إخوانهم يخالف ما كان عليه البخاري رحمه الله وأئمة السلف قاطبة، والعجب في الأمر أنهم وضعوا أيديهم في أيدي أتباع أبي الحسن شعروا أو لم يشعروا ثم تنافسوا في نشر الإشاعات في حق الشيخ أبي عبدالباري العربي الجزائري، وكل الباطل والعفن والكذب المبثوث على وجه شبكة الأثري الأسود؛ سببه رجل وزجته من البحرين يدعيان العلم عاملهما الله بما يستحقان ، فوجد أتباع أبي الفتن هذه الافتراءات النابعة من الحسد والحقد جاهزة فطاروا بها ، وروجوا لها لأنهم فتشوا في منهج الشيخ أبي عبدالباري فلم يجدوا مدخلا ولا إدانة بل وجدوه أنصع من الذهب وأصفى من الماء الزلال، فزادهم سلامة منهج الشيخ أبي عبدالباري غما على غمّ وهما على همّ، فاستغلوا بعد ذلك الإشاعات والأباطيل التي صدرت من كنيف الغلاة، وطاروا بها مسرورين، وهي حالة من أظلم قلبه، وطمست بصيرته. ثم شوشوا بها على الشيخ بغية إيقاف دروسه والخير الذي أجراه الله على يديه.
ولقد سألنا شيخنا عن المفتريين عليه فقال: والله لأوقفنهم يوم القيامة أمام الجبار وأقول يا رب: سل هؤلاء الظلمة لما غدروا بي وطعنوا في عرضي بالباطل.
ونحن تلاميذ الشيخ أبي عبدالباري نقول: إن الحسد والجهل هو الذي أدى بأقوام إلى معادة الشيخ والسعي في إيذائه لما فاقهم في العلم والحفظ، ولما أظهر عوارهم وفساد منهجهم، وفي الحقيقة حرموا طلابه من العلم والتعلم والازدياد في الخير وأما شيخنا فهو على برج عال من المعرفة، فنقول يا شيخا امتثل قوله تعالى [واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيف مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون]
إن الحسد والبغض الذي أكل قلوب أعداء ابن تيمية الذين قال فيهم (3/162) ( أنا أعلم أن أقواما يكذبون علي ، كما قد كذبوا علي غير مرة ) فإن هذا المرض هو نفسه الذي سيأكل قلوب أعداء الشيخ أبي عبدالباري ويصيرهم عبرة لكل معتبر وإن ناظره لقريب ونختم المقال بكلمة لابن عساكر المؤرخ قال رحمه الله وتجاوز عنه:( اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته: أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب).
والحمد لله ربّ العالمين.
*** المقالة االثانية :
(( وهكذا يستاء أهل السنة من تدليس كتاب شبكة الأثري، ويضيقون ذرعا من عنجريتهم الهوجاء )).
الحمد لله الذي علا على عرشه المجيد في السماء، وجلّى باليقين قلوب صفوته الأتقياء، وهدى علماء السنة فكشفوا زيف المبطلين والأشقياء، ورزقهم الفطنة فتفطنوا لخبط رواد شبكة الأثري فنفضوا أيديهم منهم، وكشفوا باطلهم بنصوص الكتاب والسنة الغراء .
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له شهادة مؤمن بالحشر واللقاء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الشهيد على الأمة الشهداء، والمبعوث بالبينات والهدى وترك المراء، صلى الله عليه وعلى أتباعه الأتقياء .
أما بعد :
جدال عقيم دارت رحاه، ورُفعت أعلامه في ساحة كتاب شبكة الأثري حوض الأدواء، وظن جنود الشبكة أن الفوز في النضال يكون بالتدليس، والكذب، وبتر الكلام، والتستر بلباس العلماء بالزور والافتراء، وغفلوا هداهم الله أن العاقبة للأتقياء، فأثاروا بكتاباتهم نقعا عادت ذراته عليهم بالعمى، واقدحوا عثانا فزاد جهالتهم خفاء إلى خفاء، هُراءوهم هزأ منه كل ذي قل من البرية، وهكذا نهاية من أراد أن يبري القوس بمعزل عن أهلها، لا يصدر منه إلا الوذء من الكلام، قوم هذاءون هراءون، أكثروا من الخنا، ونزأ بينهم الشيطان وأعوانه فعادوا بالهواجيس كلَّ سلفي صادق هاء بنفسه عن مسايرتهم على الباطل والطعن في العلماء، أغمار مجاهيل، وأتعبوا أهل السنة بأوبائهم، وأشغلوهم عن تعليم هدي سيد المرسلين .
والآن ماذا يصنع أبطال خرافة الغلو والإجحاف، بعد ما تفطن لشرهم أهل السنة والإنصاف ؟
ولا أظن في حدود علمي أن عالما سلفيا بعد ما ظهر خنز منهجهم الفاسد بقي يناصرهم أو يواسهم .
وأما بخصوص بعض الطلاب الذين ما سمعنا لهم همسا في هذه الفتنة الهوجاء، ولا قرأنا لهم بضياء ولا سوداء، ويبلغنا عن الثقاة أنهم يناصرون الغلاة الحفاة في الخفاء، ويلقون بعض الدروس في مراكزهم الهوجاء، ليزيدوا الحبأة سوادا إلى سوادها فلا يضرنا سكوتهم، ولا ينفع الغلاةَ نُصرتُهم بعد أن لم يبق لهم طنء، وطفئ ذكرهم؛ والله المستعان
ويعلم الله يا قراء شبكة سحاب الخير أننا تفطنا للهيب كتاب شبكة الأثري حين كانوا يكتبون في شبكة قد اندثرت، وقبل أن تطل علينا بلية أبي الحسن المصري الزنخة برأسها، وقد أخبرت شيخي الفاضل المحدث ربيع بن هادي المدخلي بخطر القوم الجارف، وواجهناهم على وثء ونحن في دولة الإمارات، فحاربونا بعد مدة كتفا لكتف مع المآربة الأشرار، ورمنا بالبوائق الكبار، وألصقوا بنا من التهم ما تنوء الجبال الرواسي عن حملها والله المستعان .
وبعد هذه المقدمة الموجزة يتساءل القارئ والباحث عن الحق :
كيف وقع هؤلاء الشباب في مستنقع الغلو؟
ومن الذي أوصلهم إلى دهليز التنطع والجفاء ؟
وكيف هانت عليهم منزلة العلماء، فصاروا يقذفونهم بالمتشابه من الكلام، ويصفونهم بالتناقض والجهل، بل ويخاطبونهم ببعض العبارات وكأنهم يحاورون فسلاء القوم ونخالتهم .
1- إن سبب هذه الأوبئة التي يعيش في كنفها الغلاة عدم تلقي العلم بالمجالسة على يدي العلماء، فهم والعياذ بالله لم يروّضوا من قبل أهل الذكر، بل قوم جاؤوا من البريّة، ووقفوا على بعض الأشرطة فاقتنعوا بما فيها فظنوا أن السلفية محصورة في عباراتهما، فأفنوا فيها أزمانهم كما أفنى الصوفية أعمارهم في الربوبية
قال أبو محمد بن أبي زيد النفزاوي القيرواني( م 386 هـ ) في رسالته العظيمة : (...واعلم أنّ خير القلوب أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشرّ إليه، وأولى ما عني به الناصحون، ورغب في أجره الراغبون؛ إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين، ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة، وحدود الشريعة، ليراضوا عليها...) اهـ .
ومعنى : ليراضوا عليها؛ أي لأجل أن يذللوا عليها، وتثبت في قلوبهم، وتنقاد لها طبائعهم، كالبهيمة العجماء التي تراض للتعليم منها المراد والفائدة، وإذا لم تتعلم فهي جموح لا تنقاد، وهكذا كتاب شبكة الأثري جماميح لا فائدة من مقالاتهم ولا جدوى من الحوار معهم، وكلما نصحوا جنحوا إلى الجدل وتقليب الحقائق، والواجب في حقهم أن يسعوا إلى استفراغ قلوبهم من الأوهام التي لقنوها بالتخلية والترك، كما يستفرغ المسحور بطنه بالقيء، وبعد ذلك يشمرون عن ساعد الجد لتعلم الشريعة من أبوابها، بدءً بحفظ كتاب الله وتعلم اللغة العربية، ودراسة علم الحديث، والتمكن في دراسة معتقد السلف، انطلاقا من المختصرات ووصولا إلى المطولات .
2- كتاب شبكة الأثري بعيدون عن مشاورة أهل السنة في كبرى القضايا، ولهذا صدر منهم ما صدر من هيص وبيص.
عن ميمون بن مهران كما في المدخل للبيهقي قال : ( كان أبو بكر الصديق إذا ورد عليه أمر؛ نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي به، قضي بينهم، وإن علم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به، وإن لم يعلم خرج فسأل المسلمين عن السنة، فإن أعياه ذلك، دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم واستشارهم ).
وجاء في السير للذهبي (3/344) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( إن كنا لنسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ).
وقال الإمام مالك كما في آداب المفتي والمستفتي لابن الصلاح (80): (وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل، ولا يجيب أحد منهم عن المسألة حتى يأخذ رأي صاحبه؛ مع ما رزقوا من السداد والتوفيق والطهارة، فكيف بنا الذين غطت الذنوبُ والخطايا قلوبنا ؟).
قلت : الله أكبر؛ ما أعظم تواضع السلف الكرام، وما أعلا قدرهم عبر الأزمان، ولهذا سدد الله خطاهم، وبارك في أعمالهم، وأجرى على أيديهم خيرا كثيرا.
وأعود إلى كتاب شبكة الأثري، وأقول: أروني العلماء الذين شاورتموهم، في كتاباتكم، وعدتم إليهم في مهاجمة الشيخ ربيع، والشيخ زيد، والشيخ يحي، والشيخ عبد المحسن، والشيخ محمد البنا، والشيخ محمد ابن هادي، وباقي السلفيين الكرام، وما أخالهم بعد عتاب الشيخ الفاضل عبيد الجابري لرأس من رؤوسهم يتركونه بسلام .
أناس كأنهم ربوا في معسكرات نهش الأعراض، والوقيعة في علماء الأمة.
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في تيسير اللطيف المنان (150): ( والفكر والمشاورة أكبر الأسباب لإصابة الصواب، والسلامة من التبعة، ومن الندم الصادر من العجلة ومن عدم استدراك الفارط ).
3- دعوة كتاب شبكة الأثري إلى التحلي بالصدق، والرجوع عن الباطل كما رجع بعض إخوانهم في الأمس القريب .
قال أبو بكر الآجري في أخلاق العلماء ( ص37)[ وكتاب شبكة الأثري دون مرتبة المقلد] :(( وإن أفتى بمسألة فعلم أنه أخطأ، لم يستنكف أن يرجع عنها، وإن قال قولا فرد عليه غيره ممن هو أعلم منه أو مثله أو دونه، فعلم أن القول كذلك؛ رجع عن قوله وحمده على ذلك وجزاه خيرا )).
وموضع رجوع السلف عند ظهور الحق فيه من النصوص والمآثر، التي لو ذكرت لجاءت في مجلدة ضخمة، ولكن أختم المقال بقول لغوي بارع استفاد من نعمة العقل .
وقال أبو العباس المبرد اللغوي في المزهر (2/320) ( إن الذي يغلط ثم يرجع لا يعد ذلك خطأ، لأنه قد خرج منه برجوعه عنه، وإنما الخطأ البين الذي يصر على خطأه ولا يرجع عنه، فذاك يعد كذابا ملعونا ).
وأترك كتاب شبكة الأثر يتمعنون في قول المبرد .
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري، كان الله في عونه .
*** المقالة الثالثة :
(( إبطال مزاعم بعض كتاب شبكة الأثري، ودعوتهم إلى التعقل وترك محاربة أهل السنة بالباطل والأراجيف )).
الحمد لله أتمّ الحمد وأكمله، وأعمه وأشمله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة هي للفوز محصلة، وللنجاة متكفلة، وأن محمداً عبده ورسوله، سيد ولد آدم آخره وأوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، صلاة زكية دائمة بكل زمن متصلة؛ أما بعد :
لقد رجزنا خيرا من الهدوء الذي خيم على بعض كتاب شبكة الأثري، والسكون الذي اعتر أقلامهم، وهي بشارة خير ورحمة، وهذا البعض يمثل رأس الحربة في شبكة الأثري، وقلنا لإخواننا وطلابنا لعل كتاب شبكة الأثري أدركوا سوء المنهج الذي كانوا يسيرون عليه، وخطورة المواقف التي أرصدوها لأهل الحديث، وعادوا إلى رشدهم بمشاورة ومساعدة أهل السنة، وبعد ذلك وضعوا عصيهم الجائرة التي شهروها علناً في وجه إخوانهم من كتاب شبكة سحاب الخير، وغيرهم من السلفيين، وكنت أنتظر وأملي شوقا أن يصدروا بينا يعتذرون فيه من الوالد والشيخ الفاضل بقية السلف المحدث الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، وإخوانه من أهل السنة كالشيخ زيد المدخلي، والشيخ النجمي، والشيخ محمد بن هادي وباقي المشايخ وطلاب العلم السلفيين، ولكن وللأسف الشديد خاب أملنا في كتاب شبكة الأثري، وعادت ريمة اللئيمة إلى عادتها القديمة، بل الأنكى من ذلك والأسوء أنهم طوروا أسلوبهم في محاربة أهل السنة، وانتقوا للطعن فيهم أرقى العبارات على ميزانهم الغالي والجائر، فوصفوهم بأنهم( ذباب، وحمير...) والله المستعان والهادي إلى طريق الجنان .
إن القوم عند كل منصف فوق الأرض يرى أنهم غلوا في باب الجدل، وتقليب الحقائق، والفجور في الخصومة متسترين وراء ألقاب خاوية، وادعاءات باطلة.
والعجيب في الأمر كذلك أن كل غال في الشبكة الأثري يزكي أخاه على طغيانه في الغلو، بل ما رأيت شبكة أصحابها يتنافسون في باب الطعن في أهل السنة والغلو في تحجيم الحقائق كشبكة الأثري هذه والله المستعان .
أخرج الإمام الترمذي بسنده بإسناد صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل )) ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون )).
وروى ابن عبد البر في الجامع (ص212) بسنده عن الإمام مالك رحمه الله قال: ( الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب، ويقسي القلب، ويورث الضغن ).
وقال الإمام الأوزاعي كما في السير للذهبي (12/79): ( بلغني أن الله إذا أراد بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل ).
ويعلم الله القدير العزيز أنني قادر على ردّ باطل الكتاب شبكة الأثري الذين يتسترون بالألقاب الغريبة العجيبة بأقوى عبارة وأشدها وطأ عليهم، ومع هذا اخترت في نقدهم وبيان انحرافهم الرفق واللين ليكون أدعى لهم لقبول الحق والرجوع إليه، ويتركون منازعة إخوانهم من أهل السنة بالباطل .
وأقول لهؤلاء الكتاب هداهم الله ورزقهم العقل والإنصاف: إذا كانت لكم قدرة كامنة على الكتابة، وجلد متين على مواجهة أهل الباطل فوجهوا أقلامكم إلى أهل البدع البارزين الذين يجاورونكم، بل ويشاركونكم في المأكل والمشرب، وهم أشكال وألوان؛ فمنهم الصوفي، ومنهم المعتزلي، ومنهم الإخواني جلد، ومنهم التبليغي، ومنهم الخارجي، ومنهم العلماني الإستئصالي، ومنهم الشيوعي، بل يا كتاب شبكة الأثري لو وجهتم أقلامكم لكشف عفن الجفري اليمني صاحب حضر موت، ومن يساعده على نشر ضلاله في دياركم لشفعت لكم هذه المواقف عند أهل السنة، ولكن من حرم العقل والإنصاف سقط في الظلم والإجحاف، واختلت عنده الموازين، وسار يغض الطرف عن أهل الباطل البارزين خوفا وجبنا من صولتهم، ويجدّ في محاربة إخوانه من أهل السنة المتقين طلبا للبروز، والشهرة وخدمة لأعداء الدين من المبتدعة والعلمانيين، حتى صارت بوابة الغلاة هي المور الذي يتسرب منه أهل البدع، وأعوانهم من العقلانيين والشيوعيين للطعن في السلفية، وإلساق كل بلية بها، فما من قبيحة يفتعلها بعض أعداء الدين كحرق المساجد مثلا إلا ويلسقها العلمانيون بالسلفية وأبنائها، وتنشر على نطاق واسع في المجلات والجرائد للتدليس على الرأي العام انطلاقا من الغلو الذي يرونه في أتباع الشيخ فالح الحربي من الجهال والعوام وحدثاء الأسنان. بل تتبعت أتباع فالح من الغلاة فوجدتهم يتصفون إما بحداثة السّن، أوالجهل بالعلوم الشرعية، ومنهم من جمع بين الوصفين .
فما أحوج كتاب شبكة الأثري إلى لزوم الإصاف، فهو سبب للتوفيق إلى الحق، ومجانبة الباطل، ونصرة السنة، وفهم المسائل .
قال ابن عبد البر في جامعه :( من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم )
وقال الزيلعي كما هو في الدباج المذهب (1/96): (ما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب ).
قلت : ولقد سكتنا كثيرا عن كتاب شبكة الأثري برهة من الزمن وهم ينهشون أعراضنا بالباطل، ويسبون علماءنا جورا، وهذا ليس خوفا منهم، أو عجزا عن مواجهتهم ودحض باطلهم، ولكن سكتنا عنهم عن علم وبصيرة، وخشية لله تعالى من الغلط واللغط كما قال الحافظ ابن رجب في فضل علم السلف على علم الخلف (ص34):(فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال جهلا ولا عجزا، ولكن سكتوا عن علم وخشية لله، وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم، ولكن حبا للكلام وقلة الورع، كما قال الحسن وسمع قوما يتجادلون: هؤلاء ملوا العبادة وخفّ عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا ).
والآن دعونا ننظر في كلام بعض كتاب هذه الشبكة وهو بن حمد الأثري وهو نفسه صاحب الإشهار الأجوف الذي أطلقه ترهيبا للشيخ ربيع زعم، وأسماه ( ما وراء الخطوط الحمراء، حوار مع الشيخ ربيع بن هادي )، وانتظرنا مليا حتى أصابنا الكلل مطلعين ماذا يأتي بعد الخطوط الحمراء التي هدد بها هذا الرجل العلامة ربيع، ولكننا بعد طول انتظار لم نر شيئا، وكأن الخطوط اشتبكت على بن حمد ولم يدر أي طريق يسلك، فأتعبنا وأتعب نفسه، ثم ما هذا الأسلوب السياسي الذي يسلكه بن حمد مع الشيخ ربيع، والله المستعان ؟؟!
قلت : كتب بن حمد بعض الأحرف يزعم فيها الدفاع عن الشيخ فالح بن نافع الحربي، فجادت قريحته بما نقلته حرفيا من شبكة الأثري مع فصل كلامي المنقول عن تعليقه المعلول :
قال بن حمد :(( الذب عن عرض الشيخ فالح من تهافت الذباب أمثال عبد الحميد العربي الجزائري بسم الله الرحمن الرحيم قـال المدعو ( عبد الحميد العربي: أهل الباطل عندما يفلسون في باب الحجة يهرعون إلى باب الألقاب القبيحة كما كان شأن أسلافهم من أهل الكلام، لما كشفت أنوارُ الوحي زيفَ باطلهم في باب الأسماء والصفات لقبوا أهل الحديث بالمجسمة، وهكذا دواليك )
قال بن حمد الأثري معقبا على كلامي !!
(( قـلت: صدقت والله، كما فعل شيخك – هداه الله – [ وهو يريد بالشيخ المحدث ربيع بن هادي ] لما أفلس من الحجج هو وهؤلاء الشباب السذج في شبكة سحاب الحزبية والأطفال الذين عجزوا أن يدفعوا عنه وعن باطله وظلمه وتعديه الذي صدر منه في حق أخيه الشيخ فالح الحربي – حفظه الله – ، ناهيك عن التخبطات والجهالات والكذبات التي جعلت العقلاء يضربون أكفهم حيرة واندهاشا على ما يصدر من فضيلة الشيخ ربيع – وفقه الله – بالرغم من مكانته العلمية، فلجأ إلى الألقاب القبيحة مع من يسميهم " الحدادية الجدد " ، لأنه لم يجد اسما جديدا يرميهم به إلا الحدادية، فأصبح كل من يخالفه بحق يقول عنهم : هؤلاء هم الحدادية الجدد وهكذا دواليك ، فإلى الله المشتكى مما نسمع ونرى )) .
الجواب على تعليقات فارس شبكة الاثري بن حمد :
لقد لقبتني بالذباب يا بن حمد!! هداك الله ومعلوم عندك وعند من يدفعك أن الذباب لا يقع إلى على الجرح، فأي جرح في الشيخ فالح فتح شهيتي وجعلني أتهافت للسقوط عليه، والله المستعان ؟!
فانظروا إلى ناقصي العقل حين يتولون الدفاع عن المخطئين، فإنهم يزيدونهم إدانة ويقعونهم في التهم من حيثوا لا يدرون، يا بن حمد أنا أخبر منك بالشيخ فالح، وكنت من الملازمين له مدة من الزمن، ويعرفنني جيدا، فلست أدري من أي باب دخلت ونصبت نفسك مدافعا عنه؟ أم أنها هواية تمتهنها لقضاء العطلة الصيفية، وتتسلى بها لتغطية الفراغ الذي يملأ حياتك ؟
إن السلفيين الخلص وعلى رأسهم الشيخ ربيع وإخوانه من أهل السنة، وتلاميذتهم من أحرص الناس على عودة الشيخ فالح إلى الحق، ولهم أسلوب خاص في التعامل مع المخالف لا تفقهه أنت ولا من يدفعك لإيقاد نار الفتنة بين السلفيين، فترك عنك التدخل بين السلفيين، وأشغل نفسك بما ينفعها، واترك هذا الأمر الجلل بارك الله فيك لحكماء أهل السنة كالشيخ الفوزان والشيخ عبيد الجابري، ومحمد البنا وباقي إخوانهم .
ثم قال بن حمد رزقه الله العقل :( كما فعل شيخك هداه الله لما أفلس في الحجج هو وهؤلاء الشباب السذج في شبكة سحاب الحزبية، والأطفال الذين عجزوا عن أن يدفعوا.....) إلى آخر كلامه الركيك، والهزيل، الذي يندر أن يصدر من عاقل يعرف لهذا الشيخ قدره، ولقد تتبعنا ردود المخالفين للشيخ ربيع كأمثالي المليباري، وعبد الرحمن عبد الخالق، وتصريحات سفر وسلمان فوجدناها أعلى أسلوبا وأسمى أدبا من تأتأة بن حمد الأثري!! المحامي عن الشيخ فالح وحامي ديار الحدادية .
أولا : عليك يا بن حمد أن تراعي مراتب العلماء، ولا تهدم مصرا لتبني على زعمك وتوهمك قصرا، فمعرفة مراتب العلماء ضرورية لطالب العلم، حتى يقدم من حقه التقديم، وينزل كل إنسان منزلته. قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (ص6):(فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته، ولا يرفع متّضع القدر في العلم فوق منزلته، ويعطي كل ذي حق فيه حقه، وينزله منزلته ).
فهل من آداب طالب العلم يا بن حمد الأثري مخاطب المحدث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بهذا الأسلوب الهجن، ووصف من وقف معه بالحق بالشباب السذج، والأطفال .
فهل الشيخ زيد المدخلي، والشيخ النجمي، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ ولي الله عباس، والشيخ بازمول، والشيخ محمد البنا، والشيخ عبد المحسن العباد وباقي كبار طلبة العلم كلهم عندك أطفال وسذج.؟ ولكن أين لابن حمد أن يتعلم الأدب وهو غارق في وحل التقليد، الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/281) ( فإن التقليد لا يورث إلا بلادة ) ؟. وصدق رحمه الله .
يا بن حمد إن كنت أثريا كما تدعي فتأمل في أثار السلف الآتية الذكر لعلك تستفيد منها شيئا من الأدب، وتخرج من وحل البلادة، والعقد النفسية التي تتخبط فيها، ويتخبط فيها كل من سلم عقله للشيخ فالح دون ضوابط شرعية.
روى الفسوي في المعرفة والتاريخ، والخطيب في الجامع، والفقيه والمتفقه، عن الشعبي قال : أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنهما، فقال: أتمسك لي وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال : ( إنا هكذا نصنع بالعلماء ) .
ونحن لا نطالب بن حمد وشيعته من الجهال وحدثاء الأسنان بأن يفتحوا باب السيارة للشيخ ربيع، أو أن يرفعوا له نعله، ولو فعلوا ذلك عدّ صنيعهم في باب المناقب، مع العلم أن الشيخ ربيع يرفض هذا الأمر بشدة حفظه الله وأطال عمره في العلم والعبادة وتقوى الله، ولكننا نطالب هذا الأثري وشيعته من المجاهيل!!بأن يوظفوا في حق الشيخ ربيع السلفي وإخوانه من أهل السنة العبارات مليحة التي تليق بمقامهم، وتلائموا منزلتهم .
قال الخطيب في الجامع :( وإذا خاطب الطالب المحدث عظّمه في خطابه بنسبته إياه إلى العلم، مثل أن يقول له : أيها العالم، أو أيها الحافظ ونحو ذلك ).
وقال ربيعة بن عبد الرحمن كما في المعرفة والتاريخ :( كان يقال : إنما الناس مع علمائهم مثل الصبيان في حجور من يربيهم، قال : يريد آبائهم ).
أما عند أصحاب شبكة الأثري فأمر معكوس فقد أصبح العلماء وطلبة العلم كصبيان في حضانة عجوز شمطاء بذيئة الكلام وسيئة الأخلاق، لاتضع عصاها من فوق عاتقها والله المستعان .
وأعود لابن حمد وأقول : لماذا هذا التكبر، وإظهار الاستغناء عن علم الشيخ ربيع، وإبرازه للحزبين والقطبيين في صورة الظالم والجائر والمعتدي على الخلق بالأباطيل، فأين أنت من أدب الأنبياء يا بن حمد الأثري !!.
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في فوائد قصة رسول الله موسى مع نبي الله الخضر في قوله تعالى (( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا )): ( إظهار حاجته إلى المعلم، وأنه يتعلم منه مشتاق إلى ما عنده، بخلاف حال أهل الكبر والجفاء الذين لا يظهرون حاجتهم إلى علم المعلم، فلا أنفع للمتعلم من إظهار الحاجة إلى علم المعلم وشكره على تعليمه ).
ويعلم الله أنني قد بلغت سن الأربعين وعشت مع الشيخ ربيع بعض السنين، ومع ذلك لي شوق ولهفة إلى مجالسة هذا الشيخ مرة أخرى، والاستفادة منه، والنهل من علمه والله على ما أقول شهيد .
قال بن حمد الأثري ناقلا كلامي : قال المدعو ( عبد الحميد العربي ) : ثم إن طعن الشيخ فالح في المحدث ربيع بن هادي جهارا نهارا ورميه بالتمييع . اهـ
ثم علق بن حمد قائلا :
(( قـلت: هات الدليل والبرهان على ما تقوله الآن، لأنك تعلم أن الناس لن يصدقوا كل ما تقوله بعدما عرفوا موقفك في فتنـة أبي الحسن المصري وما حدث لك فيها من التذبذب، زد على ذلك فثقاتكم الآن لا يعول عليهم، فأين مصدر كلامك هذا خاصة وأنك تدعي لنفسك طلب العلم فكان الأحرى بك أن توثق مثل هذا الكـلام الخطير ، فغريب جدا أن يغيب عنك هذا الأمـر )) انتهى كلام ابن حمد الأثري .
الجواب أبي عبد الباري عبد الحميد العربي على خلط بن حمد الأثري :
أولا: إن دندنة بن حمد و شيعته حول قضية أبي الحسن مصطفى ابن إسماعيل المصري قد قززت قلوبنا وعفنت أجواءنا، وجعلت جونا زنخا .
يا بن حمد إن أهل السنة الخلص قد بينوا ضلال المأربي، ومجازفاته، وتلاعبه بالعبرات، وركونه إلى أهل الباطل من أجل الدرهم والدينار، وأنا العبد الفقير قد خلصت إلى ما توصلوا إليه، وأيدتهم وناصرتهم بالحق، وأحمد الله أن وفقني إلى معرفة الحق في مسألة أبي الحسن، فلماذا هذه اللكلكة يا بن حمد بارك الله فيك.
ثانيا: من أين لك أن ثقة الرجل تعرف من قضية أبي الحسن المصري، عمن أخذت هذا المنهج، وأين وجدته بارك الله فيك ورزقك العقل ؟
ثالثا : من هم ثقاتنا الآن الذين لا يعول عليهم، فهل تقصد المحدث ربيع بن هادي، وباقي إخوانه من أهل السنة، أفصح يا بن حمد فكلامك غامض جدا، فأسلوب المغارات لا ينفعك وأنت ترد على المذبذبين بزعمك الباطل.
ثم حاول بن حمد التشكيك في العبارات التي صدرت من الشيخ فالح هداه الله في حق المحدث ربيع بن هادي المدخلي، وطالبني بالدليل.
أقول لابن حمد: هل إذا أطلعتك على الأشرطة التي أساء فيها الشيخ فالح إلى الشيخ المحدث ربيع بن هادي، بل إلى الشيخ ابن باز والشيخ الألباني ستستجيب للحق، وتترك المنازعة بالباطل.؟؟
أم أنك تراوغ، وتدعي المجاز، وتحاول لوي أعناق العبارات لإنقاذ الشيخ فالح، وما أظنك تستطيع لأنني من خلال تتبعي لمقالاتك وجدتك لا تحسن الدفاع، وعلى الشيخ فالح أن يتبرأ من دفاعك و إلا أوصلته إلى حبل المشنقة والعياذ بالله.
اعلم يا بن حمد هداك الله أن الأدلة موجودة وإن شئت أرسلت لك نسخا منها بل قال الشيخ فالح في المحدث ربيع أكثر من مميع، ولا داعي لتقليب المواجيع هنا، والقيل والقال، وإن كنت ناصحا ولك منزلة عند أهل السنة فارشد الشيخ فالح إلى الرفق بأهل السنة، وإنزالهم منزلتهم اللائقة بهم، ورجوعه عن طعنه في إخوانه السلفيين، ووالله لعودت الشيخ فالح إلى الحق أحب إلينا من حمر النعم.
ثم على السلفيين أن ينظروا في تعليقات بعض أعوان بن حمد:
قال أبو محمد السلفي معلاقا على مقال بن حمد الأثري في شبكة الأثري :( من يكون هذا السفيه عبد الحميد ).
ثم جاء الجواب من المقنع الكندي ( عبد الحميد العربي=أبو عبدالباري=ولد العربي الجزائر ).
قلت : كتاب شبكة الأثري بارعون في السب والشتم عصمنا الله من شرهم.
ثم ما هذه المعادلة الرياضية يا كندي المقنع، وأين وجدت هذا الأسلوب في كتب الرجال، ومن أدراك أن أبي هو العربي، فلماذا هذا الافتراء، والتلاعب بالأنساب هداك الله، لقد صبرت على أذيتك كثيرا، وضقت ذرعا من استهزائك بأهل السنة وأنسابهم، فاتق الله في أعراض المسلمين، وحاسب نفسك على هذا الباطل، فأنا والله لن أسامح أمام الله على افترائك وكذبك وتدليسك.
وأخيرا: أسأل الله تعالى أن يعصم شبابنا من منهج الغلاة والحدادية، وأن يصرف عنهم أهل الفتن والإحن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.
ولعلي بعد هذه المقالات لا أتعب نفسي بعد ذلك في تتبع هراء كتاب شبكة العثري
.
من شبكة سحاب في 25 / 01 / 2005 م