بعض الناس يريد أنه إذا أمر بمعروف ونهى عن منكر ، أن يمتثل الناس ذلك ويأخذوا به، وإلا فإنه يصفهم بأبشع الأوصاف وينالهم بأقذع الكلام.
والحق الذي ينبغي الانتباه إليه :
أن الداعية وظيفته إبلاغ الناس الحق، وأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر! أما قضية امتثالهم وعدم امتثالهم فهذه ليست إليه، ولا هي من شأنه!
وله قدوة في سيدنا محمد فإن الله لم يجعل من دوره و لا من عمله غير البلاغ والتذكير.
﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (ق:45)، ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية:21 - 22). ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ (البقرة:272).
أمّا أن يسوغ من ينتسب إلى الدعوة لنفسه الكلام في الناس، أو في الأمراء أو المسؤولين بدعوى أنه نصحهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يمتثلوا ولم يغيروا فهذا ليس من منهج الدعوة الذي علمنا إياه ربنا سبحانه وتعالى، وسار عليه نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك جاء عن عِيَاض بْن غَنْمٍ: قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " أخرجه أحمد في المسند (الميمنية 3/ 403 - 404)، (الرسالة 24/ 48، تحت رقم 15333)، ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 154 تحت رقم 876)، وفي كتاب السنة (مع ظلال الجنة 2/ 273، تحت رقم 109، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 367، رقم 1007)، ومسند الشاميين (2/ 99)، والحاكم في المستدرك (علووش 3/ 338، رقم 5320) وقال: صحيح الإسناد، وأبونعيم في معرفة الصحابة (15/ 286 الشاملة)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 32). والحديث قال في مجمع الزوائد (5/ 229): "قلت في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط - رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أنى لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا"اهـ وأورده (5/ 230) من طريق جبير بن نفير عن عياض بن غنم، وقال: "ورجاله ثقات وإسناده متصل"اهـ، وقال محققو المسند: "صحيح لغيره دون قوله: من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمرِ .. فحسن لغيره"اهـ، وصححه الألباني في ظلال الجنة (2/ 273 - 274).
والشاهد قوله: "وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ".
وبالله التوفيق.
منقول من صفحة الشيخ بالفيس بوك
والحق الذي ينبغي الانتباه إليه :
أن الداعية وظيفته إبلاغ الناس الحق، وأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر! أما قضية امتثالهم وعدم امتثالهم فهذه ليست إليه، ولا هي من شأنه!
وله قدوة في سيدنا محمد فإن الله لم يجعل من دوره و لا من عمله غير البلاغ والتذكير.
﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (ق:45)، ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية:21 - 22). ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ (البقرة:272).
أمّا أن يسوغ من ينتسب إلى الدعوة لنفسه الكلام في الناس، أو في الأمراء أو المسؤولين بدعوى أنه نصحهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يمتثلوا ولم يغيروا فهذا ليس من منهج الدعوة الذي علمنا إياه ربنا سبحانه وتعالى، وسار عليه نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك جاء عن عِيَاض بْن غَنْمٍ: قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " أخرجه أحمد في المسند (الميمنية 3/ 403 - 404)، (الرسالة 24/ 48، تحت رقم 15333)، ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 154 تحت رقم 876)، وفي كتاب السنة (مع ظلال الجنة 2/ 273، تحت رقم 109، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 367، رقم 1007)، ومسند الشاميين (2/ 99)، والحاكم في المستدرك (علووش 3/ 338، رقم 5320) وقال: صحيح الإسناد، وأبونعيم في معرفة الصحابة (15/ 286 الشاملة)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 32). والحديث قال في مجمع الزوائد (5/ 229): "قلت في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط - رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أنى لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا"اهـ وأورده (5/ 230) من طريق جبير بن نفير عن عياض بن غنم، وقال: "ورجاله ثقات وإسناده متصل"اهـ، وقال محققو المسند: "صحيح لغيره دون قوله: من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمرِ .. فحسن لغيره"اهـ، وصححه الألباني في ظلال الجنة (2/ 273 - 274).
والشاهد قوله: "وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ".
وبالله التوفيق.
منقول من صفحة الشيخ بالفيس بوك