*****
مطوية / أسباب استجابة الدعاء
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
*****
image_49290.pdf
image_49290.pdf
******
نص المطويتين :
أسباب إجابة الدعاء
الشيخ محمد صالح العثيمين
فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [321]
يقول: فضيلة الشيخ، ما هي مواضع الإجابة، مواضع إجابة الدعوة وأوقاتها، وهل قول: يا رب ثلاث مرات وقول: يا أرحم الراحمين ثلاث مرات بذلك يكون الدعاء مستجاباً؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين. وأصلى وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. من أهم وسائل إجابة الدعوة:
- الإخلاص لله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين﴾ غافر: ١٤
ولهذا إذا أخلص الإنسان الدعاء ولا سيما في حال الشدة استجاب الله دعاءه ولو كان كافراً، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾. العنكبوت: ٦٥
فهذا أعني الإخلاص وظهور الافتقار إلى الله عز وجل من أكبر أسباب الإجابة.
ثانياً: أن الإنسان إذا دعا ربه فلا يدعوه تجربة، فيقول في قلبه: سأنظر هل يستجيب الله دعائي أو لا، بل إذا دعا الله يدعو ربه وهو موقن بالإجابة، إلا أن يكون هناك مانع يمنع بسبب فعل العبد.
ثالثاً: ألا يعتدي في الدعاء بأن يسأل ما لا يمكن أو ما هو بعيد أن يستجاب، وأريد ببعيد أي من حيث الشرع، فمثلاً لو سأل الله تعالى أن يجمع له بين النقيضين هذا محرم ولا يجوز؛ لأن هذا غير ممكن عقلاً، أو سأل الله تعالى أن يرزقه نكاح هند وأختها فهو أيضاً محرم؛ لأنه ممتنع شرعاً وما أشبه ذلك. فلا بد أن يكون الدعاء لا عدوان فيه.
- ومن أسباب إجابة الدعاء أن يفعل الأسباب التي تستجلب الإجابة، مثل رفع اليدين والتوسل إلى الله تعالى بربوبيته والتوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح وما أشبه ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر «الرجل يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وهو قد أطال السفر أشعث أغبر». (صحيح الترغيب والترهيب رقم 1717)
-ومن أسباب الإجابة أن يكون الإنسان في وقت ترجى فيه الإجابة، وذلك مثل آخر الليل؛ فإن «الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له».(الجامع الصحيح-سنن الترمذي رقم 3498/526)
-ومنها أن يكون الإنسان ساجداً، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» وقال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»(صحيح الكلم الطيب- رقم 95/106) بلفظ : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)
. لكن هنا شيء مهم وهو أن أكل الحرام مانع من موانع الإجابة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك .» (صحيح الترغيب والترهيب رقم 1717)فاستبعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يستجاب للرجل إذا كان يتغذى بالحرام طعاماً وشراباً وكسوةً، وهذا يوجب للمؤمن أن يحذر حذراً عظيماً من أكل المحرم، والحرام كل ما أخذ بغير حق سواء كان سرقة أم غصباً أم زيادة الثمن بالغش أم زيادة الثمن بالربا، المهم كل مال أخذه الإنسان بغير حق فإنه من الحرام، وإذا تغذى به والعياذ بالله فإنه بعيد أن يستجاب دعاؤه، ولو كان قد اتصف بالأوصاف الجالبة للقبول. نعم.
http://binothaimeen.net/content/11901
شروط إجابة الدعاء وصور إجابة الدعاء
السؤال: لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟ مع أن الله عز وجل يقول: {ادعو ﭐني أستجب لكم} غافر: ٦٠؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة، وقولاً، وعملاً، يقول الله عز وجل: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، غافر: ٦٠ يقول السائل: إنه دعا الله عز وجل ولم يستجب الله له، فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه بأن يستجيب له، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.
والجواب على ذلك أن للإجابة شروطاً لابد أن تتحقق وهي:
الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل بأن يخلص الإنسان في دعائه، فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه، عالم بأنه عز وجل قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمسِّ الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله عز وجل وهو يشعر بأنه مستغن عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة.
الشرط الثالث: أن يكون متجنباً لأكل الحرام، فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين"، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} البقرة: ١٧٢، وقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} المؤمنون: ٥١،ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب: ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنى يستجاب له؟"،(صحيح الترغيب والترهيب رقم 1717)
فاسبتعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي:
أولاً: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عز وجل لأنه تعالى في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله عز وجل من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: "إن الله حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً".(الجامع الصحيح- سنن الترمذي رقم 3556/556)
ثانياً: هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب: "يا رب، يا رب" والتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، فبيده مقاليد السماوات والأرض ولهذا تجد أكثرالدعاءالوارد فيالقرآن الكريمبهذا الاسم: {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفرعنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يومالقيامةإنك لا تخلف الميعاد * فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} آل عمران: ١٩٣ - ١٩٥
الآيات، فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة.
ثالثاً: هذا الرجل كان مسافراً، والسفر غالباً من أسباب الإجابة، لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماءالدنياعشية عرفة يباهيالملائكةبالواقفين فيها يقول: "أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق".(السلسلة الضعيفة رقم 679/125)
هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تجد شيئاً، لكون مطعمه حراماً، وملبسه حراماً، وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنى يستجاب له؟" فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر فإن الإجابة تبدو بعيدة.
فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي، فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ولا يعلمها هذا الداعي، فعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله عز وجل فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يدخرها لهيوم القيامةفيوفيه الأجر أكثر وأكثر، لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب لحكمة فيعطى الأجر مرتين مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة، فيدخر له عند الله عز وجل ما هو أعظم وأكمل.
ثم إن المهم أيضاً أن لا يستبطئ الإنسان الإجابة، فإن هذا من أسباب منع الإجابة أيضاً، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل"، قالوا كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: "يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي"(الجامع الصحيح- سنن الترمذي رقم 3387/464 )، فلا ينبغي للإنسان أن يستبطئ الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء، بل يلح في الدعاء، فإن كل دعوة تدعو بها الله عز وجل فإنها عبادة تقربك إلى الله عز وجل وتزيدك أجراً، فعليك يا أخي بدعاء الله عز وجل في كل أمورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديراً بالمرء أن يحرص عليه، والله الموفق.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب العبادة.
*******
أوقات استجابة الدعاء:
وُجِّهَ هذا السؤال: ما هي الأوقات التي تجاب فيها الدعوات ؟ لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله تعالى)، فكان جوابه…
أوقات استجابة الدعاء عديدة جاء في السنة بيانها منها
1- ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة))[1].
2- منها جوف الليل وآخر الليل، فالليل فيه ساعة لا يرد فيها سائل أحراها جوف الليل وآخر الليل –الثلث الأخير– وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى ينفجر الفجر…))[2].
ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل وفي آخر الليل وفي أي ساعة من الليل، لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء، فالإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة، فعلى المرء أن يلح في الدعاء، ويحسن الظن بالله عز وجل، ويعلم أنه حكيم عليم قد يعجل الإجابة لحكمة وقد يؤخرها لحكمة، وقد يعطي السائل خيراً مما سأل، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر))[3]. وعليه أن يرجو من ربه الإجابة ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مع الحذر من الكسب الحرام، والحرص على الكسب الطيب؛ لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3- السجود ترجى فيه الإجابة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء))[4]ويقول صلى الله عليه وسلم: ((أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم))[5]أي حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه.
4- حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة، فهو محل إجابة.
5- آخر كل صلاة قبل السلام يشرع فيه الدعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمهم التشهد قال: ((ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))[6].
6 – آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وأن يكون جالساً ينتظر الصلاة؛ لأن المنتظر في حكم المصلي، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه))[7]وأشار إلى أنها ساعة قليلة، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسأل الله فيها شيئاً وهو قائم يصلي)) قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي؛ لأن وقت العصر ليس وقت صلاة. فالحاصل أن المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلي، فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس، إن كان في المسجد ففي المسجد وإن كان امرأة أو مريضاً في البيت شرع له أن يفعل ذلك، وذلك بأن يتطهر وينتظر صلاة المغرب.
هذه الأوقات كلها أوقات إجابة ينبغي فيها تحري الدعاء والإكثار منه مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يدي الله والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، والإكثار من الثناء عليه وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الاستجابة، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/353)1.
-----------------------------
[1] رواه الترمذي في الصلاة برقم 196، وأبو داود في الصلاة برقم 437 وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 17755.
[2] رواه البخاري في الجمعة برقم 1077، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم 1261، و 1262 , والترمذي في الصلاة برقم 408.
[3] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 10709.
[4] رواه مسلم في الصلاة برقم 744 واللفظ له، والنسائي في التطبيق برقم 1125، وأبو داود في الصلاة برقم 741، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9083.
[5] رواه مسلم في الصلاة برقم 738 واللفظ له ورواه أبو داود في الصلاة برقم 742، وأحمد في مسند بني هاشم برقم 1801.
[6] رواه البخاري في الأذان برقم 731، والنسائي في السهو برقم 1281.
[7] رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم 883، ومسلم في كتاب الجمعة برقم 1407.
**********
أسباب إجابة الدعاء وأفضل أوقاته
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال:
قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]
ما هي نصيحتكم -جزاكم الله خيرًا- للمسلم الذي يطمح في أن يكون مستجاب الدعوة؟ وما هو أفضل الدعاء، وأفضل أوقات استجابة الدعاء؟
الجواب:
المؤمن إذا رغب في استجابة الدعاء فعليه أن يحرص على الإخلاص لله في دعائه، والخضوع لله، وإحضار القلب بين يدي الله، والحذر من المعاصي ومن أكل الحرام، كل هذه من أسباب الإجابة، كونه يجتهد في أن يكون ملبسه حلال مشربه حلال مطعمه حلال داره استأجرها أو اشتراها من الحلال، يعني: يجتهد في أن تكون جميع تصرفاته على الوجه الذي أباحه الله، ويتباعد عن الأكساب المحرمة، هذا من أسباب الإجابة.
ومن أوقات الإجابة كونه يدعو الله في آخر الليل الثلث الأخير، بين الأذان والإقامة، في جوف الليل، في السجود، كل هذا من أوقات الإجابة، وإذا كان متطهرًا مستقبل القبلة رافعًا يديه خاضعًا لله، قد جمع قلبه على الله كان هذا من أسباب الإجابة أيضًا.
فالمؤمن يتحرى الأوقات المناسبة، والحالة المناسبة، والدعوات المناسبة، ويبتعد عما حرم الله من الأكساب والمعاصي هذا من أسباب الإجابة.
أما التلطخ بالمعاصي أو بالحرام من الربا أو سرقة أموال الناس أو الغش في المعاملات أو الخيانة، كل هذه من أسباب حرمان الإجابة -نسأل الله العافية-.
صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172].
والطيبات يعني: الحلال، الشيء الذي أباحه الله لعباده، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! قال النبي ﷺ: ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك، يقول النبي ﷺ: أنى يستجاب لمثل هذه؟ يعني بعيد أن يستجاب لمثل هذا! نسأل الله العافية، لكونه قد تلطخ بالحرام.
فالواجب الحذر، الواجب على المسلم الحذر من أكل الحرام، من ظلمه للناس، من سرقته أموال الناس، أكل الربا، الغش في المعاملات، الكذب في المعاملات، إلى غير ذلك من أسباب المكاسب الحرام. نعم.اه
نور على الدرب
أسباب إجابة الدعاء وأفضل أوقاته - من موقع الشيخ الرسمي
تعليق