التفريغ
السائل :
سيطر ما يسمى بتنظيم الدولة " داعش " على مدينة سرت في ليبيا وما حولها ، كذلك لهم تواجد في مدن أخرى في الغرب الليبي وقاموا بقطع الطريق وبعمليات انتحارية واغتيلات وقد استنفر المسؤولون في العاصمة كل من كان تحت رئاسة الأركان ووزارة الدفاع .
السؤال هو أن كثيرا من الناس يسأل عن حكم قتال هؤلاء ؟ وما نصيحتكم للناس في ليبيا ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فبناءاً على ما ذكر في الرسالتين أعلاه المبعوذتين إلينا من بعض أبناءنا في المناطق الغربية من ليبيا ، حرسها الله وجمع خواصّها وعوامّها على محابّهِ ومراضّيهِ وعلى الإسلام والسنة .
أقول :
أولاً :
الدعوة إلى قتال هؤلاء والإستنفار من مهمة الحاكم لأقطاركم التي نفذت فيها كلمته وقويت فيها شوكته .
ثانياً :
على هذا الحاكم أن يجند الجنود ويجيش الجيوش ويعد العُدة ثم يستعين الله سبحانه وتعالى على صدِّ عدوان هؤلاء الخوارج ودحرهم وكسر شوكتهم .
ثالثاً :
إذا دعاكم هذا الحاكم إلى قتال هؤلاء واستنفركم استنفاراً عاماً كانت إجابته فرض عين على كل قادر على حمل السلاح ، ومن لم يقدر بنفسه فبماله ، لأن هذا من التعاون على البر والتقوى وكسر شوكة الخوارج المعتدين ، الذين عرف تاريخهم الأسود بعداوة السنة وأهلها ، بدأً من الصحابة ، فهل يُرْجى ممن كفر علياً رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وخيار التابعين خير بعد ذلك ؟!
رابعاً :
ينبغي للحاكم أن يرتب الأمر في جنوده وفي المستنفرين ، بحيث يكون جنودُهُ وقوَّادُّهم في مقدمة الجيش والمستنفرون من أهل البلاد على ظهورهم .
فإذا توفَّرت هذه الأمور كلها ، فاستعينوا بالله على إجابة من مَلَكَ زمام الأمر في قطركم ، ولا تأخذنكم في الله لومة لائم ، فإن عملكم بقتال هؤلاء الخوارج مع الحاكم على ما فيه ، هو ذبٌّ عن الإسلام والسنة .
خامساً "والأخير" :
على الإفتراض بأن الحاكم لم يصنع شيئاً فلم يستنفر جيشه أولاً ويعدُّ عدَّتَهم بما يقوِّي شوكتهم وينظِّم شوؤنهم فلا تشاركوا ؛ لكن من أُعْتُدِيَّ عليه منهم فله أن يدفع صولتهم عن نفسه وعرضه ودينه .
هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى ، يا أبناءنا في ليبيا وفي المناطق الغربية خاصة من الجواب على رسالتيكم .
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرفع مقام أهل السنة ويعلي كلمتهم ويقوي شوكتهم ويشد أزرههم ويدحر أعداءهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إمضاء عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
وحرر من المدينة بعد مغرب الخميس
الرابع والعشرين من شهر شعبان عام ستة وثلاثين وأربعمائة وألف
الموافق الحادي عشر من يونيو عام خمسة عشر وألفين
رابط الصوتية من هنا!
http://cdn.top4top.net/d_3ac05aaf9f0.mp3
منقول
تعليق