تويت
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اما بعد .
قال النبي -صلى الله عليه وسلم - { لا يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ولايزال يصدق حتى يكتب عند الله الصديق }.
فالصدق خلق إسلامي عظيم يعكس في أعماق المسلم من اخلاق رفيعة وصفاء وحسن نية ونقاء طوية .
وقد وردت الآيات والآحاديث في مدح الصدق وذم الكذب وأربابه, و الكذب تمجه النفس ويأباه العقل إلا في مواطن يستثنى فيها الكذب للضرورة كالصلح عند الخصومة و الناعات وغيرها .
ومن هذا المنبر الإسلامي الآجري أنبه إخواني الذين هم في ميادين الكتابة و النقل عن الله ورسوله و أهل العلم إلى ضرورة توثيق المعلومات وعزوها إلى مصادرها .
فأقول وبالله التوفيق منه العون و التحقيق .
إن العلم إما نقل مصدق أو استدلال محقق وإن صاحب الخلق السامي و الأدب الناقي حين ينقل كلاما سواء كان مسموعا أم مكتوبا فإنه يتحلى بهذه الصفة وهي {الصدق } ومعناه في هذا الصدد الذي نكتب فيه {الصدق في النقل والامانة العلمية } والقاعدة تقول { إذا كنت ناقلا فالصحة وإذا كنت مدعيا فالدليل }.
فإن توثيق المعلومة و الصدق فيها منهج علمي قد تبنى عليه الأحكام وتتخذ من خلاله المواقف .
ولما كان الشباب لهم اهتمام بعلم الشريعة وهم في ذلك درجات تجد غالبهم أو بعضهم لاتجد الأمانة في نفوسهم مستقرا وثباتا .
فلا تجدهم يتورعون أن ينقلوا أشياء من العلم و الدين هي أصلا ليست من كيسهم ويكتبون تحتها :
كتبه " أبو ...... أو أم ......
مما يوهم أن الكلام له وهو أبعد من أن يكون له .
وقد قال بعض أهل الفضل و الدين كلمة لطيفة خيوطها من نور ذهب قال { إذا اختلت الأمانة العلمية ارتفعت الحصانة عنه بقدر ما أخل بها } .
ومنج توثيق المعلومات ليس تكلف وتعسفا وشطط كما ادعى البعض بل هي عملية تنتظم فيها سلسلة النقول مما يبرهن على صدق النقل و الناقل ومن أين نقل .
بل قد تجد -أستغفر الله- بل وجد أناس في غير هذا المنتدى {وانكشفوا} من لايتورع وينقل معلومات خاطئة دون أن يشير إلى مصدرها او قد يشير إلى مصدرها لكنه غير صحيح فيصدقه القوم .
لماذا ؟
لأنه دسيس على السلفية يتكلم بلسانها ولسان اهلها وهو مجهول الحال والشخص فيلتبس الأمر .
فأقول يا إخواني إن الامانة العلمية من آكد الامور في حق المسلم سواء كان كاتبا أم عالما أم طالب علم في أي ميدان كان من ميادين الدعوة كان التدريس منها وغيرها فلا يستقيم حاله وخلقه ودينه وهو غير أمين في نقله .
{ إذا نقل الإنسان فكرة عن الغير واستفاد علما من الغير لابد أن يثبت هذه الفكرة لصاحبها وإذا استشهد الباحث بكلام عن الغير توجب عليه أن يوثق هذا النقل فيذكر اسم المؤلف أو القائل و الكتاب الذي نقل عنه ورقم الصفحة و الجزء ودار الطباعة و النشر حتى يتصح المنقول ويسهل الرجوع إلى مصدره } -1-
وقد لا حظت هذه الظاهرة في غير هذا المنتدى من أناس غشاشين أظنهم مبتدعة ينقلون كلام عن العلماء ويقولون { قال العلم الفلاني بأنه كذا وكذا في كتاب كذا } ولا ينقل الصفحة والجزء .
و الكتاب الذي احالنا إليه يقع في عشرين جزء تعال انت وابحث عن هذا الكلام .
ينقل كلام غريب وعجيب مما يستدعي التوثيق .
قد يقرأ بعضنا كلاما في إحدى صفحات المنتديات فتراه كلاما حافلا بعبارات قويه رصينة تعبر عن إنسان عاقل ذكي فيكبر هذا الكاتب ويعظم في عينيك وقلبك لكن مايلبث هذا التعظيم والإكبار حتى يذهب مع ذهاب ذالك الأسلوب و الكلام الرائع والقوة في العبارة فيكتب مقالا ضعيفا من الناحية الإنشائية و الإعرابية فيفسده تماما .
فالحذر ثم الحذر .
هذا فيما يخص الكاتب المجهول .
أما ما يخص الكاتب الذي ظهر تدينه واستقامته وعرف بسلوك المنهج الحق .
عليه أن يوثق معلومته توثيقا دقيقا .
تعلمون إخواني ان الكتاب الواحد يطبع طبعات عديدة منها ماهو محقق ومخرج الاحاديث ومنها ماهو دون ذلك فيلزم ذلك تعدد الصفحات والأجزاء .
فيأتي احد ينقل معلومة من من كتاب ليس محقق ولا مخرج الأحاديث ويسمى هذا النوع من الطبعات { النسخة الأصلية } فيقول مثلا :
قال فلان ............
ص 25.
أنا عندي الكتاب فعلا لكن لم اجد المعلومة .
لماذا ؟
لأن طبعتي تختلف تماما عن طبعة الناقل فهو عنده نسخة أصلية غير محققة وانا عندي طبعة محققة وخرج أحاديثها تقع في عشرة مجلدات .
بما هوعنده نسخة واحدة فقط .
و الله المستعان .
هذا ماأردت بيانه بإجمال من ضرورة توثيق المعلومات لعله فيه مايشفي الصدور .
--------------------------------------------------------
1- حلمي صابر: منهجة البحث العلمي وضوابطه في الإسلام ص147.سلسة دعوة الحق .رابطة العالم الإسلامي .مكة المكرمة .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اما بعد .
قال النبي -صلى الله عليه وسلم - { لا يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ولايزال يصدق حتى يكتب عند الله الصديق }.
فالصدق خلق إسلامي عظيم يعكس في أعماق المسلم من اخلاق رفيعة وصفاء وحسن نية ونقاء طوية .
وقد وردت الآيات والآحاديث في مدح الصدق وذم الكذب وأربابه, و الكذب تمجه النفس ويأباه العقل إلا في مواطن يستثنى فيها الكذب للضرورة كالصلح عند الخصومة و الناعات وغيرها .
ومن هذا المنبر الإسلامي الآجري أنبه إخواني الذين هم في ميادين الكتابة و النقل عن الله ورسوله و أهل العلم إلى ضرورة توثيق المعلومات وعزوها إلى مصادرها .
فأقول وبالله التوفيق منه العون و التحقيق .
إن العلم إما نقل مصدق أو استدلال محقق وإن صاحب الخلق السامي و الأدب الناقي حين ينقل كلاما سواء كان مسموعا أم مكتوبا فإنه يتحلى بهذه الصفة وهي {الصدق } ومعناه في هذا الصدد الذي نكتب فيه {الصدق في النقل والامانة العلمية } والقاعدة تقول { إذا كنت ناقلا فالصحة وإذا كنت مدعيا فالدليل }.
فإن توثيق المعلومة و الصدق فيها منهج علمي قد تبنى عليه الأحكام وتتخذ من خلاله المواقف .
ولما كان الشباب لهم اهتمام بعلم الشريعة وهم في ذلك درجات تجد غالبهم أو بعضهم لاتجد الأمانة في نفوسهم مستقرا وثباتا .
فلا تجدهم يتورعون أن ينقلوا أشياء من العلم و الدين هي أصلا ليست من كيسهم ويكتبون تحتها :
كتبه " أبو ...... أو أم ......
مما يوهم أن الكلام له وهو أبعد من أن يكون له .
وقد قال بعض أهل الفضل و الدين كلمة لطيفة خيوطها من نور ذهب قال { إذا اختلت الأمانة العلمية ارتفعت الحصانة عنه بقدر ما أخل بها } .
ومنج توثيق المعلومات ليس تكلف وتعسفا وشطط كما ادعى البعض بل هي عملية تنتظم فيها سلسلة النقول مما يبرهن على صدق النقل و الناقل ومن أين نقل .
بل قد تجد -أستغفر الله- بل وجد أناس في غير هذا المنتدى {وانكشفوا} من لايتورع وينقل معلومات خاطئة دون أن يشير إلى مصدرها او قد يشير إلى مصدرها لكنه غير صحيح فيصدقه القوم .
لماذا ؟
لأنه دسيس على السلفية يتكلم بلسانها ولسان اهلها وهو مجهول الحال والشخص فيلتبس الأمر .
فأقول يا إخواني إن الامانة العلمية من آكد الامور في حق المسلم سواء كان كاتبا أم عالما أم طالب علم في أي ميدان كان من ميادين الدعوة كان التدريس منها وغيرها فلا يستقيم حاله وخلقه ودينه وهو غير أمين في نقله .
{ إذا نقل الإنسان فكرة عن الغير واستفاد علما من الغير لابد أن يثبت هذه الفكرة لصاحبها وإذا استشهد الباحث بكلام عن الغير توجب عليه أن يوثق هذا النقل فيذكر اسم المؤلف أو القائل و الكتاب الذي نقل عنه ورقم الصفحة و الجزء ودار الطباعة و النشر حتى يتصح المنقول ويسهل الرجوع إلى مصدره } -1-
وقد لا حظت هذه الظاهرة في غير هذا المنتدى من أناس غشاشين أظنهم مبتدعة ينقلون كلام عن العلماء ويقولون { قال العلم الفلاني بأنه كذا وكذا في كتاب كذا } ولا ينقل الصفحة والجزء .
و الكتاب الذي احالنا إليه يقع في عشرين جزء تعال انت وابحث عن هذا الكلام .
ينقل كلام غريب وعجيب مما يستدعي التوثيق .
قد يقرأ بعضنا كلاما في إحدى صفحات المنتديات فتراه كلاما حافلا بعبارات قويه رصينة تعبر عن إنسان عاقل ذكي فيكبر هذا الكاتب ويعظم في عينيك وقلبك لكن مايلبث هذا التعظيم والإكبار حتى يذهب مع ذهاب ذالك الأسلوب و الكلام الرائع والقوة في العبارة فيكتب مقالا ضعيفا من الناحية الإنشائية و الإعرابية فيفسده تماما .
فالحذر ثم الحذر .
هذا فيما يخص الكاتب المجهول .
أما ما يخص الكاتب الذي ظهر تدينه واستقامته وعرف بسلوك المنهج الحق .
عليه أن يوثق معلومته توثيقا دقيقا .
تعلمون إخواني ان الكتاب الواحد يطبع طبعات عديدة منها ماهو محقق ومخرج الاحاديث ومنها ماهو دون ذلك فيلزم ذلك تعدد الصفحات والأجزاء .
فيأتي احد ينقل معلومة من من كتاب ليس محقق ولا مخرج الأحاديث ويسمى هذا النوع من الطبعات { النسخة الأصلية } فيقول مثلا :
قال فلان ............
ص 25.
أنا عندي الكتاب فعلا لكن لم اجد المعلومة .
لماذا ؟
لأن طبعتي تختلف تماما عن طبعة الناقل فهو عنده نسخة أصلية غير محققة وانا عندي طبعة محققة وخرج أحاديثها تقع في عشرة مجلدات .
بما هوعنده نسخة واحدة فقط .
و الله المستعان .
هذا ماأردت بيانه بإجمال من ضرورة توثيق المعلومات لعله فيه مايشفي الصدور .
--------------------------------------------------------
1- حلمي صابر: منهجة البحث العلمي وضوابطه في الإسلام ص147.سلسة دعوة الحق .رابطة العالم الإسلامي .مكة المكرمة .