بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم { اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
إخواني الفضلاء هذه كلمات يسيرات في الوقاية من الأهواء وويلاتها أنصح بها نفسي اولا التي تلبست بالأهواء ثم انصح بها إخواني .
فهي تذكرة لي وتنبيه لكم .
فالله المستعان .
حد الاهواء لغة و شرعا .
اللسانيون يحدون الأهواء بأنها { كل خال هواء }-1-
قال ابن منظور : وقوله تعالى {وافئدتهم هواء } أي لا عقول لهم .-2-
قال إسماعيل بن حماد الجوهري في مادة [هوى] : و الهوى مقصور : هو النفس وهذا الشيء أهوى إلي من كذا : أي أحب إلي .-3-
وقال الفيومي :و الهوى مقصور مصدر هويته إذا أحببته وعلقت به ثم اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال : اتبع هواه وهو من اهل الاهواء .-4-.
أما حدها في الشرع : فهو ميل النفس إلى ماترغبه وميل القلب إلى مايحبه إذا خرج ذلك عن حد الشرع والإعتدال .-5-
و الهوى يدخل في الاعمال الظاهرة و الباطنة ونقصد بالأعمال الظاهرة مايجري في اللسان و الجوارح والاعمال الباطنة نقصد بها الإعتقادات والنيات فيدخلها الهوى و الميل .
والذي يتبع هواه يسمى صاحب هوى أو من أهل الأهواء جملة ,وضابطه كل ماخرج عن حد الكتاب و السنة فهو هوى .
وقد ذم الشارع الحكيم الهوى وأهل الاهواء في أكثر من آية في كتابه الكريم .
قال الله –تعالى- { فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى } وقال { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فلا اتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } وقال { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }.
وسمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه إلى الضلالة و الفرقة و الإنحراف ثم إلى النارقال ابن عباس وأبو العالية { وإنما سمي هوى لانه يهوي بصاحبه إلى النار }-6-وبمثله قال الشعبي و الحسن البصري ومجاهد -7-.
وهذا طبيعي فإن الهوى مقرون بالنفس البشرية ونفس الإنسان منوطة بالضعف و القصور قال الله تعالى { يريد الله ليخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا }.
لذلك من الواجب المتحتم على الإنسان تجاه نفسه أن يعصمها من الأهواء التي من شأنها أن تطغى على إرادة الإنسان فتحرفه عن التفكير السليم والإدرادة المحكمة إلى الهاوية و الردية , فيعمل الإنسان بكل الوسائل التي من شأنها القضاء على الرغبات و الشهوات الدنيئة .
و الهوى في الدين له الأثر البالغ و العظيم في انحراف العبد عن طاعة ربه وصدهاعن الحق واتباعه فيورث الجهل و العدوان ويفرق بين الزوجين و الازواج ويمزق أواصر المودة ويعم ويصم .
كذبت طرفي فيك و الطرف صادق ---- واسمعت أذني فيك ماليس تمتنع .
ومن تامل واقع كتب الملل و النحل و المناهج و الرجال و الجرح و التعديل يجدها طافحة بالكلام عن التحذير من الاهواء وأهل الأهواء وترى أدعيتهم دائما { اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبينك محمد –صلى الله عليه وسلم – من اختلاف الحق ومن اتباع الهوى بغير هدى منك ومن سبيل الضلالة ومن شبهات الامورو زيغ الخصومات }.
ولا تباع الهوى أمرات وعلامات وأشراط منها على سبيل الذكر لا الحصر .
1- الرغبة في الدنيا والإتجاه إليها و الذهول والغفلة عن الآخرة .
2- عدم قبول النصيحة .
3- إستحواذ الشيطان على صاحب الهوى .
4- الإعراض عن الهدى بعدما تبين .
5- العجلة وحب التسرع في طلب الغايات , فحبك للشيء واسترداده فورا يجعلك تسلك أقرب المسالك لكتسابه وإن كانت هذه الوسائل محرمة .
و الله المستعان .
فإذا أحس الإنسان بميل أو رغبة إلى شيء مكروه وتمجه الفطرة وتأباه الفضيلة فعليه أن يعمل بمبدأ الوقاية و الحماية قبل أن يتولد ويستفحل ذلك الهوى في نفس الإنسان .
ومن اعظم الوسائل لتلافي الأهواء يكمن في تذكر العبد الحساب و العقاب يوم الآخرة وما يكون فيها من الويلاة والأهوال .
وقد مدح الله –تعالى –الذين يعرضون عن الاهواء ودواعيها بقوله جل ثناؤه { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }.
وكذلك يمكن التغلب على الأهواء بالصبر على المعانات من جرائها و الثبات على مقوماتها وطرد الأوهام و الخيالات الدنيئة والإقتراب من الغايات السامية و الحميدة .
وفي الختام هذه بعض المبعدات عن الاهواء ودواعيها أسردها على طريقة النشر و اللف المشوش.
1- تلاوة القرآن العظيم كل يوم .
2- عدم مجالسة أهل الأهواء .
3- مجالسة الاخيار من الناس .
4- الصلوات في أوقاتها .
5- الدعاء في كل وقت .
6- اجتناب ماحرم الله .
7- اجتناب الكبر والتعالي على الناس .
8- البعد عن الغيبة وأشكالها .
9- سوء الظن .
و الله المستعان .
هذا ماتهيأ لي إعداه في صبيحة اليوم إن اخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و السلام عليكم .
---------------------------------
1- مختار الصحاح : محمد بن ابي بكر الرازي ص 624.دار الكتب العلمية .بيروت لبنان الطبعة الاولى 1414ه .
2-لسان العرب ابن منظور [15/370].
3-الصحاح : إسماعيل بن حماد الجوهري : تحقيق أحمد عطار [6/ 2537وما بعدها ] دار العلم للملايين -بيروت لبنان - الطبعة الثالثة 1404ه .
4- المصباح المنير : الفيومي ص 246. مكتبة لبنان . لبنان 1978م .
5: دراسات في الاهواء و البدع و الفرق :للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل [2/26] دار اشبيليا للنشر و التوزيع : الرياض -السعودية .الطبعة الثانية 1424ه .
6- نفس الرجع .
7- نفس المرجع .
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم { اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
إخواني الفضلاء هذه كلمات يسيرات في الوقاية من الأهواء وويلاتها أنصح بها نفسي اولا التي تلبست بالأهواء ثم انصح بها إخواني .
فهي تذكرة لي وتنبيه لكم .
فالله المستعان .
حد الاهواء لغة و شرعا .
اللسانيون يحدون الأهواء بأنها { كل خال هواء }-1-
قال ابن منظور : وقوله تعالى {وافئدتهم هواء } أي لا عقول لهم .-2-
قال إسماعيل بن حماد الجوهري في مادة [هوى] : و الهوى مقصور : هو النفس وهذا الشيء أهوى إلي من كذا : أي أحب إلي .-3-
وقال الفيومي :و الهوى مقصور مصدر هويته إذا أحببته وعلقت به ثم اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال : اتبع هواه وهو من اهل الاهواء .-4-.
أما حدها في الشرع : فهو ميل النفس إلى ماترغبه وميل القلب إلى مايحبه إذا خرج ذلك عن حد الشرع والإعتدال .-5-
و الهوى يدخل في الاعمال الظاهرة و الباطنة ونقصد بالأعمال الظاهرة مايجري في اللسان و الجوارح والاعمال الباطنة نقصد بها الإعتقادات والنيات فيدخلها الهوى و الميل .
والذي يتبع هواه يسمى صاحب هوى أو من أهل الأهواء جملة ,وضابطه كل ماخرج عن حد الكتاب و السنة فهو هوى .
وقد ذم الشارع الحكيم الهوى وأهل الاهواء في أكثر من آية في كتابه الكريم .
قال الله –تعالى- { فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى } وقال { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فلا اتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } وقال { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }.
وسمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه إلى الضلالة و الفرقة و الإنحراف ثم إلى النارقال ابن عباس وأبو العالية { وإنما سمي هوى لانه يهوي بصاحبه إلى النار }-6-وبمثله قال الشعبي و الحسن البصري ومجاهد -7-.
وهذا طبيعي فإن الهوى مقرون بالنفس البشرية ونفس الإنسان منوطة بالضعف و القصور قال الله تعالى { يريد الله ليخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا }.
لذلك من الواجب المتحتم على الإنسان تجاه نفسه أن يعصمها من الأهواء التي من شأنها أن تطغى على إرادة الإنسان فتحرفه عن التفكير السليم والإدرادة المحكمة إلى الهاوية و الردية , فيعمل الإنسان بكل الوسائل التي من شأنها القضاء على الرغبات و الشهوات الدنيئة .
و الهوى في الدين له الأثر البالغ و العظيم في انحراف العبد عن طاعة ربه وصدهاعن الحق واتباعه فيورث الجهل و العدوان ويفرق بين الزوجين و الازواج ويمزق أواصر المودة ويعم ويصم .
كذبت طرفي فيك و الطرف صادق ---- واسمعت أذني فيك ماليس تمتنع .
ومن تامل واقع كتب الملل و النحل و المناهج و الرجال و الجرح و التعديل يجدها طافحة بالكلام عن التحذير من الاهواء وأهل الأهواء وترى أدعيتهم دائما { اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبينك محمد –صلى الله عليه وسلم – من اختلاف الحق ومن اتباع الهوى بغير هدى منك ومن سبيل الضلالة ومن شبهات الامورو زيغ الخصومات }.
ولا تباع الهوى أمرات وعلامات وأشراط منها على سبيل الذكر لا الحصر .
1- الرغبة في الدنيا والإتجاه إليها و الذهول والغفلة عن الآخرة .
2- عدم قبول النصيحة .
3- إستحواذ الشيطان على صاحب الهوى .
4- الإعراض عن الهدى بعدما تبين .
5- العجلة وحب التسرع في طلب الغايات , فحبك للشيء واسترداده فورا يجعلك تسلك أقرب المسالك لكتسابه وإن كانت هذه الوسائل محرمة .
و الله المستعان .
فإذا أحس الإنسان بميل أو رغبة إلى شيء مكروه وتمجه الفطرة وتأباه الفضيلة فعليه أن يعمل بمبدأ الوقاية و الحماية قبل أن يتولد ويستفحل ذلك الهوى في نفس الإنسان .
ومن اعظم الوسائل لتلافي الأهواء يكمن في تذكر العبد الحساب و العقاب يوم الآخرة وما يكون فيها من الويلاة والأهوال .
وقد مدح الله –تعالى –الذين يعرضون عن الاهواء ودواعيها بقوله جل ثناؤه { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }.
وكذلك يمكن التغلب على الأهواء بالصبر على المعانات من جرائها و الثبات على مقوماتها وطرد الأوهام و الخيالات الدنيئة والإقتراب من الغايات السامية و الحميدة .
وفي الختام هذه بعض المبعدات عن الاهواء ودواعيها أسردها على طريقة النشر و اللف المشوش.
1- تلاوة القرآن العظيم كل يوم .
2- عدم مجالسة أهل الأهواء .
3- مجالسة الاخيار من الناس .
4- الصلوات في أوقاتها .
5- الدعاء في كل وقت .
6- اجتناب ماحرم الله .
7- اجتناب الكبر والتعالي على الناس .
8- البعد عن الغيبة وأشكالها .
9- سوء الظن .
و الله المستعان .
هذا ماتهيأ لي إعداه في صبيحة اليوم إن اخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و السلام عليكم .
---------------------------------
1- مختار الصحاح : محمد بن ابي بكر الرازي ص 624.دار الكتب العلمية .بيروت لبنان الطبعة الاولى 1414ه .
2-لسان العرب ابن منظور [15/370].
3-الصحاح : إسماعيل بن حماد الجوهري : تحقيق أحمد عطار [6/ 2537وما بعدها ] دار العلم للملايين -بيروت لبنان - الطبعة الثالثة 1404ه .
4- المصباح المنير : الفيومي ص 246. مكتبة لبنان . لبنان 1978م .
5: دراسات في الاهواء و البدع و الفرق :للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل [2/26] دار اشبيليا للنشر و التوزيع : الرياض -السعودية .الطبعة الثانية 1424ه .
6- نفس الرجع .
7- نفس المرجع .
تعليق