بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السكوت عن أهل البدع و الباطل و المنحرفين
مداهنة و غش للمسلمين
فيجب بيان الحق مهما كان.
مقدمة >>> مخاطر السكوت عن أهل البدع
يتدمر بعض الناس من الحديث عن البدع والمحدثات، حيث يرى فيه تفريقا للأمة، وتشتيتاً لكلمتها. ويرى أن الأولى غض الطرف عنها، وترك كل واحد وما رأى.
وهذه النظرة غلط كبير من وجوه متعددة، ومنها:
1- أن السكوت عن البدع والمحدثات، مصادم لما دلت عليه النصوص الشرعية من وجوب ردها وإبطالها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم( إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم. وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (القدرية مجوس هذه الأمة إذا مرضوا فلا تعودهم وإذا ماتوا فلا تشهدوهم) رواه أبو داود والترمذي. وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (الخوارج كلاب النار) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني وغير ذلك من الأحاديث. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أمته عن البدع وهو أحرص الناس على هذه الأمة كما قال تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فعلى أتباعه حقاً وصدقاً أن يتبعوه في هذا الباب أيضاً،فيحذروا الأمة مما حذرها منه نبيها صلى الله عليه وسلم.
2- أن السكوت عن البدع غش للأمة، وخيانة لها، لأن البدع من موجبات غضب الله وسخطه، لقوله صلى الله عليه وسلم (وكل ضلالة في النار) ولقوله صلى الله علي وسلم في شأن الذين يذادون عن الحوض يوم القيامة (فأقول يارب أمتي أمتي!! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً، سحقاً) متفق عليه . والبدع بريد الشرك فكثيراً ما جرت البدع أهلها أن عبدوا غير الله فخرجوا من الإسلام ثم ماتوا على الشرك الأكبر والعياذ بالله.
3- أن السكوت عن البدع من أسباب طمس معالم الدين الحق، لأن السكوت عنها يؤدي إلى انتشارها وظهورها، والناس أسرع ما يكونون إلى الباطل، وإذا ظهرت البدع خفيت السنة، وقل من عمل بها، بل قل من يفرق بين السنة والبدعة، وتقرر عند عموم المسلمين أن الحق هو الباطل وأن الباطل هو الحق، فإذا أنكر عليهم شيئ من البدعة قالوا هذا ينكر دين الله ورسوله والله المستعان.
4- أن السكوت عن البدع من أسباب تفرق الأمة، لأن باعث البدع الهوى، والأهواء مختلفة، فيبتدع هذا بدعة، ويبتدع آخر ما يضادها، فيحصل بينهما الشقاق، والنزاع، والاختلاف، في سلسلة غير منتهية الحلقات من الاختلاف.ومن أجلى صور تفريق البدع للأمة ما استمر عليه الحال في المسجد الحرام من تعدد الجماعات على حسب المذاهب الأربعة مدة تزيد على ثمانمئة سنة، حتى قضى الله على هذه البدعة المنكرة بدخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة فجمع الناس على إمام واحد فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، فالناس لا يجمعهم إلا الحق إن رغبوا في اجتماع الكلمة، وذلك ما أمر الله به كما في قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).
5- أن السكوت عن البدع والمحدثات سبب في هوان الأمة الإسلامية، وضعفها، وتسلط عدوها عليها، وذلك أن الله وعد الأمة بحفظها من العذاب والهلكة ما دام فيها المصلحون كما قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وأي إصلاح إذا سكت أهل العلم عن إنكار البدع والحوادث؟!. وقال تعالى (وأن لو استقموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً) فهل من ركب البدع، وتنكب السنن ممن استقام على الطريقة التي أمر بلزومها، وإذا سكت أهل العلم فمتى سيعلم الناس أنهم على غلط في دينهم.وقال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) فهل المجتع الذي تسوده البدع والمحدثات ممن توفرت فيهم شروط التمكين في الأرض. وقال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فهل الساكتون عن إنكار البدع أو من يحارب إنكار البدع ممن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر؟!
وحين استقام الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان على السنة فلم يبدلوا ولم يحدثوا ولم يقروا ما ظهر من البدع ورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها كما وعدهم في زمن قصير، وأمد وجيز في عمر الفتوحات، ومن عرف مدى انتشار البدع والمحدثات العقدية والقولية والعملية في الأمة اليوم لا يتعجب من ذلها وهوانها وتفرقها وتسلط عدوها عليها، نسأل الله أن يرفع الكربة، ويكشف الغمة، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين إلى مافيه صلاح أحوالهم ومعادهم.
6- أن السكوت عن البدع والمحدثات نقض للميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم من البيان وعدم الكتمان وتوعدهم بأشد العقوبات إن كتموا ما لم يتوبوا ويصلحوا ويبينوا قال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فمن عقل هذه الآية وأمثالها أيتجاسر على كتمان الحق مع القدرة على البيان؟ أو يتاجسر فيدعو إلى السكوت عن البدع والمحدثات مداراة للناس ومراعاة لخواطرهم.
7- أن الذي يفرق الأمة ويشتت الكلمة هو من أحدث في دين الله لأنه حاد عن الصراط المستقيم، وشذ عن الجماعة الذين اجتمعوا على الحق من أهل السنة، فقصارى ما يفعله منكر البدعة هو دعوة من شذ إلى العودة إلى الجماعة فإن فعل فقد أحسن، وإن أبى فهو الذي فرق المسلمين شيعا، ولهذا أمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ثم حذرهم أن يتفرقوا كما تفرق من قبلهم، وذلك أن الناس إذا دعوا إلى الحق فواجبهم قبول دعوة الحق ولكن الذي يحصل غالبا هو أن يستجيب القلة للحق، ويأبى الأكثرون وبذلك يوقعون الفرقة في الأمة، ولو تصور أنه لم يستجب أحد لداعي الحق لكان وحده هو الجماعة وأولئك الذين فرقوا دينهم وفي هذا يقول تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
وبعد:
فهذه بعض الأضرار والمفاسد التي تترتب على السكوت عن إنكار البدع والمحدثات، ومنها يتبين غلط هذا القول ومجانبته للصواب إذ ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة ولا يؤيده عمل السلف الصالح الذين أنكروا البدع بألسنتهم وأقلامهم، وجانبوا أهلها، وكشفوا للناس عن وجوه الحقائق حتى لا يستزلهم الشيطان، وصبروا على ما لقوا في سبيل ذلك من الأذى العظيم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
- مقال للشيخ : علي بن يحي الحدادي -
جمع >>> لأقوال أهل العلم
قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله :
الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه
وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .
قال محمد بن بندار السباك الجرجاني :
قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد عليَّ أن أقول : فلانٌ ضعيفٌ، فلانٌ كذابٌ ؟
قال أحمد : (( إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السَّقيم ))
مجموع الفتاوى ( 28/231 )، وشرح علل الترمذي : ( 1/350 )
سؤال لمعالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
حول عدم الرَّد على أهل البدع وكتمان باطلهم والدِّفاع عنهم يعتبر من الغشّ للمسلمين، أجاب الشيخ - حفظه الله -:
«هذا من أكبر الغش للمسلمين، السكوت على أهل البدع وعدم بيان بدعهم هذا من الغش للمسلمين، فإذا انظاف إلى هذا أنه يمدحهم ويثني عليهم فهذا أشد وأنكر والعياذ بالله، فالواجب على من عنده علم أن يُبَيِّن البدع والمحدثات وأن ينهى عنها ويُحذِّر منها ولا يسكت،السكوت هذا من الكتمان ﴿إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ(159) إِلَّا الذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (1) لايجوز للمسلم الذي عنده علم أن يسكت على البدع والمخالفات ولا يُبَيِّنُها للناس لأنه إذا سكت احتجَّ الناس به وقالوا لو كان هذا محرمًا أو ممنوعًا ما سكت العالم الفلاني وهو يراه. نعم»
[ هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ]
للعلامة صالح الفوزان - حفظه الله
فقد جاء في كتاب إتحاف القاري بتعليقات شرح السنة للبربهاري لبقية السلف العلامة صالح بن فوزان الفوزان في [ 1/92 ] طبعة الرشد ما نصه :
هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ، بل يجب أن يكشف أمره ويفضح خزيه حتى يحذره الناس ، ولا يقال : الناس أحرار في الراي ، حرية الكلمة ، احترام الرأي الاخر ، كما يدندنون به الآن من احترام الرأي الآخر فالمسألة ليست مسألة أرآء المسألة مسألة إتباع نحن قد رسم الله لنا طريقا واضحا وقال لنا سيروا عليه حينما قال { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } [ الانعام ] فأي شخص يأتينا ويريد منا أن نخرج عن هذا الصراط فإننا:
ـــ أولا : نرفض قوله .
ـــ وثانيا : نبين ونحذر الناس منه ، ولا يسعنا السكوت عنه ، لأننا إذا سكتنا عنه اغترّ به الناس ، لاسيما إذا كان صاحب فصاحة ولسان وقلم وثقافة ، فإن الناس يغترون به ، فيقولون هذا مؤهل هذا من المفكرين ! ، كما هو حاصل الآن فالمسألة خطيرة جدًّا
وهذا فيه وجوب الرد على المخالف ، عكس ما يقوله أولئك يقولون : اتركوا الردود ، دعوا الناس كلٌّ له رأيه واحترامه ، وحرية الرأي وحرية الكلمة ، بهذا تهلك الأمة ، فالسلف ماسكتوا عن أمثال هؤلاء بل فضحوهم وردوا عليهم ، لعلمهم بخطرهم على الأمة ، نحن لا يسعنا أن نسكت على شرهم ، بل لابد من بيان ما أنزل الله ، وإلا فأننا نكون كاتمين ، من الذين قال الله فيهم { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } [ البقرة : 159 ] ، فلا يقتصر الأمر على المبتدع ، بل يتناول الامر من سكت عنه ، فإنه يتناوله الذم والعقاب لأن الواجب البيان والتوضيح للناس ، وهذه وظيفة الردود العلمية المتوفرة الآن في مكتبات المسلمين كلها تذُبُ عن الصراط المستقيم ، وتحذر من هؤلاء فلا يروِّج هذا الفكرة ، فكرة حرية الرأي وحرية الكلمة واحترام الآخر ، إلا مضلل كاتم للحق .
نحن قصدنا الحق ، ما قصدنا نجرح الناس نتكلم في الناس ، القصد هو بيان الحق ، وهذه امانة حمّلها الله العلماء ، فلا يجوز السكوت عن أمثال هولاء ، لكن مع الاسف لو يأتي عالم يرد على أمثال هولاء ، قالوا هذا متسرع ! .. إلى غير ذلك من الوساوس فهذا لايخذّل أهل العلم أن يبينوا شر دعاة الضلال لا يخذلونهم ))
عقد الصلح و السكوت عن أهل البدع مداهنة و يجب بيان الحق مهما كان
للشيخ العثيمين رحمه الله
السؤال: بعض إخواننا الدعاة إلى الله عز وجل في البلاد رأوا أن من المصلحة أنهم يتفقون مع الصوفية في عدم الكلام في المحاضرات أو في الخطب في الاستواء مثلاً أو الاستغاثة وغيرها من الأشياء، واستدلوا باتفاق النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود، فهل الاستدلال صحيح يا شيخ؟ ما توجيهكم؟
الجواب: لا هذا الاستدلال غير صحيح؛ لأن هذا الذي تذكر هو قوله تعالى: { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم:9]، المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول عليه الصلاة والسلام إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً، وهذا الذي تذكر يعني الرضا بما هم عليه من الباطل، فالمصالحة على هذا الوجه هي مداهنة في الواقع، والمداهنة محرمة، لا يجوز لأحد أن يداهن أحداً في دين الله، بل يجب بيان الحق مهما كان، لكن من الممكن إذا رأوا من المصلحة ألا يبدءوا بالإنكار قبل كل شيء، وأن يبدءوا أولاً بالشرح الصحيح، فمثلاً إذا تكلم عن الاستواء كما قلتم يشرح معنى الاستواء ويبين حقيقته دون أن يقول ويوجد أناس يفسرونه بكذا إلا بعد أن يتوطن الناس ويعرفوا الحق ويسهل عليهم الانتقال من الباطل إلى الحق.
المصدر: لقاء الباب المفتوح الشريط 156
نصيحة من العلامة ابن عثيمين رحمه الله
للمخذلين عن بيان الحق
أنه يجب على أهل العلم أن يُبينوا للناس ما خالفوا به السنة : لقوله : "لم يخطب كخطبتكم هذه " ، لأنه إذا لم يبين أهل العلم ما خالف فيه الناس السنة بقيت السنة مجهولة ،ثم توسع الأمر حتى تزول سنن كثيرة بسبب سكوت الناس .
لكن هاهنا مسألة وهو أن بعض الناس يُخذل أهل العلم في بيان الحق فيقول مثلا : لماذا تُبين هذا للناس ، لأن الناس لا يستفيدون وما أشبه ذلك . وهذا حرام ولا يجوز لأحد أن يقول هذا الكلام لأن هذا هو التخذيل عن الحق والعلماء إذا بينوا الحق لو لم يكن من ذلك إلا أن الناس يعرفون أنهم على باطل سواء انتفع أم لم ينتفع هذا أعظم منفعة . لأن العلماء إذا سكتوا عما كان عليه الناس من مخالفة الحق ظن الناس أن هذا صواب وأنه الحق فيستمرون عليه ويستمرئونه ولكنهم إذا رأوا الإنكار عرفوا أنهم ليسوا على حق ولولم يكن من ذلك إلا هذه الفائدة لكان كافيا ، فلا تستهن ببيان الحق أبدا .
المرجع / فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
المجلد الخامس / صفحة رقم 239
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال : يقول البعض : إن توضيح منهج السلف الصالح سبّب الإنتكاسة في صفوف الشباب وتنافي الحكمة التي تجمع للإستقامة وتقرب للهداية ، فما حكم هذه المقولة بارك الله فيكم ؟
الجواب : قد تقدم ما يدين هذا القول في الإجابة عن الأسئلة التي سلفت وأن السكوت كتمان للحق (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) [ البقرة : 159 ] .
فليهنأ هؤلاء بمثل هذه اللعنات ـ نعوذ بالله من ذلك ـ يسمون كتمانهم حكمة ، ويسمون حماية البدع بالحكمة ، كيف يعرف الناس الحق وأنت ساكت ؟ الفتنة والفرقة إنما جاء بها أهل البدع والأهواء ، والدعوة إلى الله وإلى كتاب الله والتمسك بالكتاب والسنة هي دعوة للأمة كلها ، الفتن والإفتراق والخلافات التي جاءت كلها عن طريق أهل الباطل وأهل الفتن ، وهم ما يفترون ، وهم ينشرون باطلهم في صحفهم في مجلاتهم في أشرطتهم ويريدون من أهل الحق أن يسكتوا .
صوت الحق هو الذي يجب أن يسكت عندهم ، وصوت الباطل له أن يعلو ويشاع في الأرض ! هل هم سكتوا ؟! أهل الباطل ، ما يسكتون ولا يفترون ولا يهدءون ، ولهم خطط ينفذونها جهنمية ، ثم هم يطلبون من أهل الحق أن يسكتوا (( ودّوا لو تدهن فيدهنون )) [ القلم : 9 ] .
قال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه وسلم : (( ولا تطع كلّ حلاّف مهين ـ همّاز مشآء بنميم ـ منّاع للخير معتد أثيم ـ عتلّ بعد ذلك زنيم ـ أن كان ذا مال وبنين ـ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) [ القلم : 10 ـ 15 ] .
يجيء للمنهج السلفي يقول لك : هذا يفرّق ! هذا يمزّق ! الذي فرّق ومزّق الأمة هي الأهواء والضلالات التي يتحمس لنشرها أهل الباطل ، الآن في الانترنت مواقع للباطل ، في الصحف في المجلات في المدارس في كل مكان ينشرون باطلهم ، والشيء الذي يصعب عليهم أن يسمعوه هو صوت الحق .
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 211 ]
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال: اتخذ البعض السكوت عن أخطاء الجماعات الإسلامية والحزبية منهجا له وأن هذه هي الحكمة وأصبح هذا منهجا له أتباع يسيرون عليه ما حكم هذا المنهج الجديد اليوم؟
الجواب : أخشى أن يكون هناك مبالغة في هذا السؤال، أنا لا أعتقد عالما يرى هذا المنهج، خاصة العالم السلفي، فأخشى أن يكون في هذا السؤال مبالغة، فعلى فرض وقوعه ووجوده فإن هذا خطأ، ويجب على من يقول هذا الكلام، وينظر هذا التنظير ويؤصل هذا التأصيل يجب أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، فإن الله ميّز هذه الأمة وفضلها على سائر الأمم بعدم السكوت بل بالتصريح والتوضيح والجهاد وعلى رأسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))، وقد لعن الله بني إسرائيل لاتخاذهم مثل هذا المنهج السكوتي المقر للباطل المغلف بالحكمة، قال: ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))، والرسول يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك مثقال ذرة من إيمان"، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام، لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تحرز الأمة هذه المصلحة العظيمة الخيرية والتقدم على سائر الأمم إلا إذا قاموا به، فإن هم قصروا استحقوا سخط الله بل لعنته كما لعن بني إسرائيل، فإذا كان بنو إسرائيل استحقوا اللعنات لأنهم لم يأمروا بالمعروف فنحن أولى - والعياذ بالله- لأن ديننا أعظم من دينهم، فإذا قصرنا في هذا الدين وتركناه يعبث به أهل الأهواء والضلال وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حكمة، فإننا نستوجب سخط الله تبارك وتعالى، ونعوذ بالله من سخطه، ونسأل الله - إن كان لهذا الصنف وجود- أن يهديهم وأن يبصرهم بطريق الحق وأن يبصرهم بعيبهم العظيم الذي وقعوا فيه، فيخرجوا منه إلى دائرة الدعاة إلى الله بحق، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، الصادعين به ((فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين))، كذلك اصدع بما تؤمر وأعرض عن المبتدعين الضالين.
[شريط بعنوان: الموقف الصحيح من أهل البدع]
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال: هل يسعنا نحن طلاب العلم السكوت عن المبتدعة، ونربي الطلاب والشباب على منهج السلف دون المبتدعة بأسمائهم؟
الجواب: اجة، فإذا تصدّى فلان للزّعامة وقيادة الأمة والشباب ويجرهم إلى الباطل، يذكر باسمه، إذا دعت الحاجة إلى ذكر اسمه فلابدّ من ذكر اسمه.
وبالمناسبة أحد السّلفيين في مصر كان يدرّس، وهكذا عمومات وعمومات فما يفهمون، ثم بدأ يصرّح بالجماعات وبالأشخاص قالوا: ليش يا شيخ ما علمتنا من الأول؟ أنا كنت أعطيكم كثير من الدروس وأقول لكم كذا وأقول لكم كذا، قالوا: والله ما فهمنا.
درسنا كتاب الفرق والمذاهب وحفظناه حفظا، وما ذكروا الفرق المعاصرة، التبليغ والإخوان وغيرهم ما ذكرهم العلماء، فما نراهم مبتدعة حتى اطّلعنا على حالهم ودرسناهم فرأينا ضرورة ذكرهم.
فالحمد لله يعني المشايخ الذين كانوا يتحاشون ذكرهم صاروا يُصرّحون بأسمائهم، ولله الحمد، وهذا واجب، يعني إذا كان ما فيه خطر لا بأس لا داعي لذكر الأسماء، إذا كان فيه خطر وهم يجرون الشباب في أوساطهم، يأخذون بأزمتهم بل يحاربون بهم أهل السنة فيجب ذكر أسمائهم، يذكر أسماؤهم ولا كرامة لهم.
قالوا: إلى الجحيم يا ابن عثيمين خالدا مخلّدا فيها أبدا أنت وأتباعك، هذه نظرتهم إلى العلماء يعتبرونهم كفارا، هؤلاء خوارج يعني في غاية الغلظة، نسأل الله العافية.
[شرح أصول السنة]
وقال الشيخ عبد العزيز باز رحمه الله :
" فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل فإن هذا غلط عظيم ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة . فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ويدعوا إليه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة ".اهـ
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 6 / 53)
السكوت عن خطأ المخطئين مشابهة لأهل الكتاب
- لابن باز رحمه الله -
قال العـلامـة ابن بـــاز -رحمه الله -:
" و لو سكت أهل الحق عن بيانه:
لاستمر المخطئون على أخطائهم،
و قلدهم غيرهم في ذلك ،
و باء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه
" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيَّنَّاه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاَّعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم".
وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه،
وذمهم على نبذه وراء ظهورهم، وحذرنا من اتباعهم.
فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطـاء من خالف الكتاب والسنة شَـابَهُوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين".
(مجموع فتاويه 3/ 72).
- إنتهى بإذن الله -
جمع إبنكم أبو إكرام وليد فتحون
الخميس : 18 رجب 1436
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السكوت عن أهل البدع و الباطل و المنحرفين
مداهنة و غش للمسلمين
فيجب بيان الحق مهما كان.
مقدمة >>> مخاطر السكوت عن أهل البدع
يتدمر بعض الناس من الحديث عن البدع والمحدثات، حيث يرى فيه تفريقا للأمة، وتشتيتاً لكلمتها. ويرى أن الأولى غض الطرف عنها، وترك كل واحد وما رأى.
وهذه النظرة غلط كبير من وجوه متعددة، ومنها:
1- أن السكوت عن البدع والمحدثات، مصادم لما دلت عليه النصوص الشرعية من وجوب ردها وإبطالها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم( إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم. وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (القدرية مجوس هذه الأمة إذا مرضوا فلا تعودهم وإذا ماتوا فلا تشهدوهم) رواه أبو داود والترمذي. وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (الخوارج كلاب النار) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني وغير ذلك من الأحاديث. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أمته عن البدع وهو أحرص الناس على هذه الأمة كما قال تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فعلى أتباعه حقاً وصدقاً أن يتبعوه في هذا الباب أيضاً،فيحذروا الأمة مما حذرها منه نبيها صلى الله عليه وسلم.
2- أن السكوت عن البدع غش للأمة، وخيانة لها، لأن البدع من موجبات غضب الله وسخطه، لقوله صلى الله عليه وسلم (وكل ضلالة في النار) ولقوله صلى الله علي وسلم في شأن الذين يذادون عن الحوض يوم القيامة (فأقول يارب أمتي أمتي!! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً، سحقاً) متفق عليه . والبدع بريد الشرك فكثيراً ما جرت البدع أهلها أن عبدوا غير الله فخرجوا من الإسلام ثم ماتوا على الشرك الأكبر والعياذ بالله.
3- أن السكوت عن البدع من أسباب طمس معالم الدين الحق، لأن السكوت عنها يؤدي إلى انتشارها وظهورها، والناس أسرع ما يكونون إلى الباطل، وإذا ظهرت البدع خفيت السنة، وقل من عمل بها، بل قل من يفرق بين السنة والبدعة، وتقرر عند عموم المسلمين أن الحق هو الباطل وأن الباطل هو الحق، فإذا أنكر عليهم شيئ من البدعة قالوا هذا ينكر دين الله ورسوله والله المستعان.
4- أن السكوت عن البدع من أسباب تفرق الأمة، لأن باعث البدع الهوى، والأهواء مختلفة، فيبتدع هذا بدعة، ويبتدع آخر ما يضادها، فيحصل بينهما الشقاق، والنزاع، والاختلاف، في سلسلة غير منتهية الحلقات من الاختلاف.ومن أجلى صور تفريق البدع للأمة ما استمر عليه الحال في المسجد الحرام من تعدد الجماعات على حسب المذاهب الأربعة مدة تزيد على ثمانمئة سنة، حتى قضى الله على هذه البدعة المنكرة بدخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة فجمع الناس على إمام واحد فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، فالناس لا يجمعهم إلا الحق إن رغبوا في اجتماع الكلمة، وذلك ما أمر الله به كما في قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).
5- أن السكوت عن البدع والمحدثات سبب في هوان الأمة الإسلامية، وضعفها، وتسلط عدوها عليها، وذلك أن الله وعد الأمة بحفظها من العذاب والهلكة ما دام فيها المصلحون كما قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وأي إصلاح إذا سكت أهل العلم عن إنكار البدع والحوادث؟!. وقال تعالى (وأن لو استقموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً) فهل من ركب البدع، وتنكب السنن ممن استقام على الطريقة التي أمر بلزومها، وإذا سكت أهل العلم فمتى سيعلم الناس أنهم على غلط في دينهم.وقال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) فهل المجتع الذي تسوده البدع والمحدثات ممن توفرت فيهم شروط التمكين في الأرض. وقال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فهل الساكتون عن إنكار البدع أو من يحارب إنكار البدع ممن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر؟!
وحين استقام الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان على السنة فلم يبدلوا ولم يحدثوا ولم يقروا ما ظهر من البدع ورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها كما وعدهم في زمن قصير، وأمد وجيز في عمر الفتوحات، ومن عرف مدى انتشار البدع والمحدثات العقدية والقولية والعملية في الأمة اليوم لا يتعجب من ذلها وهوانها وتفرقها وتسلط عدوها عليها، نسأل الله أن يرفع الكربة، ويكشف الغمة، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين إلى مافيه صلاح أحوالهم ومعادهم.
6- أن السكوت عن البدع والمحدثات نقض للميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم من البيان وعدم الكتمان وتوعدهم بأشد العقوبات إن كتموا ما لم يتوبوا ويصلحوا ويبينوا قال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فمن عقل هذه الآية وأمثالها أيتجاسر على كتمان الحق مع القدرة على البيان؟ أو يتاجسر فيدعو إلى السكوت عن البدع والمحدثات مداراة للناس ومراعاة لخواطرهم.
7- أن الذي يفرق الأمة ويشتت الكلمة هو من أحدث في دين الله لأنه حاد عن الصراط المستقيم، وشذ عن الجماعة الذين اجتمعوا على الحق من أهل السنة، فقصارى ما يفعله منكر البدعة هو دعوة من شذ إلى العودة إلى الجماعة فإن فعل فقد أحسن، وإن أبى فهو الذي فرق المسلمين شيعا، ولهذا أمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ثم حذرهم أن يتفرقوا كما تفرق من قبلهم، وذلك أن الناس إذا دعوا إلى الحق فواجبهم قبول دعوة الحق ولكن الذي يحصل غالبا هو أن يستجيب القلة للحق، ويأبى الأكثرون وبذلك يوقعون الفرقة في الأمة، ولو تصور أنه لم يستجب أحد لداعي الحق لكان وحده هو الجماعة وأولئك الذين فرقوا دينهم وفي هذا يقول تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
وبعد:
فهذه بعض الأضرار والمفاسد التي تترتب على السكوت عن إنكار البدع والمحدثات، ومنها يتبين غلط هذا القول ومجانبته للصواب إذ ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة ولا يؤيده عمل السلف الصالح الذين أنكروا البدع بألسنتهم وأقلامهم، وجانبوا أهلها، وكشفوا للناس عن وجوه الحقائق حتى لا يستزلهم الشيطان، وصبروا على ما لقوا في سبيل ذلك من الأذى العظيم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
- مقال للشيخ : علي بن يحي الحدادي -
جمع >>> لأقوال أهل العلم
قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله :
الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه
وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .
قال محمد بن بندار السباك الجرجاني :
قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد عليَّ أن أقول : فلانٌ ضعيفٌ، فلانٌ كذابٌ ؟
قال أحمد : (( إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السَّقيم ))
مجموع الفتاوى ( 28/231 )، وشرح علل الترمذي : ( 1/350 )
سؤال لمعالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
حول عدم الرَّد على أهل البدع وكتمان باطلهم والدِّفاع عنهم يعتبر من الغشّ للمسلمين، أجاب الشيخ - حفظه الله -:
«هذا من أكبر الغش للمسلمين، السكوت على أهل البدع وعدم بيان بدعهم هذا من الغش للمسلمين، فإذا انظاف إلى هذا أنه يمدحهم ويثني عليهم فهذا أشد وأنكر والعياذ بالله، فالواجب على من عنده علم أن يُبَيِّن البدع والمحدثات وأن ينهى عنها ويُحذِّر منها ولا يسكت،السكوت هذا من الكتمان ﴿إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ(159) إِلَّا الذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (1) لايجوز للمسلم الذي عنده علم أن يسكت على البدع والمخالفات ولا يُبَيِّنُها للناس لأنه إذا سكت احتجَّ الناس به وقالوا لو كان هذا محرمًا أو ممنوعًا ما سكت العالم الفلاني وهو يراه. نعم»
[ هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ]
للعلامة صالح الفوزان - حفظه الله
فقد جاء في كتاب إتحاف القاري بتعليقات شرح السنة للبربهاري لبقية السلف العلامة صالح بن فوزان الفوزان في [ 1/92 ] طبعة الرشد ما نصه :
هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ، بل يجب أن يكشف أمره ويفضح خزيه حتى يحذره الناس ، ولا يقال : الناس أحرار في الراي ، حرية الكلمة ، احترام الرأي الاخر ، كما يدندنون به الآن من احترام الرأي الآخر فالمسألة ليست مسألة أرآء المسألة مسألة إتباع نحن قد رسم الله لنا طريقا واضحا وقال لنا سيروا عليه حينما قال { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } [ الانعام ] فأي شخص يأتينا ويريد منا أن نخرج عن هذا الصراط فإننا:
ـــ أولا : نرفض قوله .
ـــ وثانيا : نبين ونحذر الناس منه ، ولا يسعنا السكوت عنه ، لأننا إذا سكتنا عنه اغترّ به الناس ، لاسيما إذا كان صاحب فصاحة ولسان وقلم وثقافة ، فإن الناس يغترون به ، فيقولون هذا مؤهل هذا من المفكرين ! ، كما هو حاصل الآن فالمسألة خطيرة جدًّا
وهذا فيه وجوب الرد على المخالف ، عكس ما يقوله أولئك يقولون : اتركوا الردود ، دعوا الناس كلٌّ له رأيه واحترامه ، وحرية الرأي وحرية الكلمة ، بهذا تهلك الأمة ، فالسلف ماسكتوا عن أمثال هؤلاء بل فضحوهم وردوا عليهم ، لعلمهم بخطرهم على الأمة ، نحن لا يسعنا أن نسكت على شرهم ، بل لابد من بيان ما أنزل الله ، وإلا فأننا نكون كاتمين ، من الذين قال الله فيهم { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } [ البقرة : 159 ] ، فلا يقتصر الأمر على المبتدع ، بل يتناول الامر من سكت عنه ، فإنه يتناوله الذم والعقاب لأن الواجب البيان والتوضيح للناس ، وهذه وظيفة الردود العلمية المتوفرة الآن في مكتبات المسلمين كلها تذُبُ عن الصراط المستقيم ، وتحذر من هؤلاء فلا يروِّج هذا الفكرة ، فكرة حرية الرأي وحرية الكلمة واحترام الآخر ، إلا مضلل كاتم للحق .
نحن قصدنا الحق ، ما قصدنا نجرح الناس نتكلم في الناس ، القصد هو بيان الحق ، وهذه امانة حمّلها الله العلماء ، فلا يجوز السكوت عن أمثال هولاء ، لكن مع الاسف لو يأتي عالم يرد على أمثال هولاء ، قالوا هذا متسرع ! .. إلى غير ذلك من الوساوس فهذا لايخذّل أهل العلم أن يبينوا شر دعاة الضلال لا يخذلونهم ))
عقد الصلح و السكوت عن أهل البدع مداهنة و يجب بيان الحق مهما كان
للشيخ العثيمين رحمه الله
السؤال: بعض إخواننا الدعاة إلى الله عز وجل في البلاد رأوا أن من المصلحة أنهم يتفقون مع الصوفية في عدم الكلام في المحاضرات أو في الخطب في الاستواء مثلاً أو الاستغاثة وغيرها من الأشياء، واستدلوا باتفاق النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود، فهل الاستدلال صحيح يا شيخ؟ ما توجيهكم؟
الجواب: لا هذا الاستدلال غير صحيح؛ لأن هذا الذي تذكر هو قوله تعالى: { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم:9]، المداهنة في الدين لا تجوز، والرسول عليه الصلاة والسلام إنما صالح اليهود على ألا يعتدي أحد على أحد، لا على أن نرضى بدينهم أبداً ولا يمكن يرضى الرسول بدينهم أبداً، وهذا الذي تذكر يعني الرضا بما هم عليه من الباطل، فالمصالحة على هذا الوجه هي مداهنة في الواقع، والمداهنة محرمة، لا يجوز لأحد أن يداهن أحداً في دين الله، بل يجب بيان الحق مهما كان، لكن من الممكن إذا رأوا من المصلحة ألا يبدءوا بالإنكار قبل كل شيء، وأن يبدءوا أولاً بالشرح الصحيح، فمثلاً إذا تكلم عن الاستواء كما قلتم يشرح معنى الاستواء ويبين حقيقته دون أن يقول ويوجد أناس يفسرونه بكذا إلا بعد أن يتوطن الناس ويعرفوا الحق ويسهل عليهم الانتقال من الباطل إلى الحق.
المصدر: لقاء الباب المفتوح الشريط 156
نصيحة من العلامة ابن عثيمين رحمه الله
للمخذلين عن بيان الحق
أنه يجب على أهل العلم أن يُبينوا للناس ما خالفوا به السنة : لقوله : "لم يخطب كخطبتكم هذه " ، لأنه إذا لم يبين أهل العلم ما خالف فيه الناس السنة بقيت السنة مجهولة ،ثم توسع الأمر حتى تزول سنن كثيرة بسبب سكوت الناس .
لكن هاهنا مسألة وهو أن بعض الناس يُخذل أهل العلم في بيان الحق فيقول مثلا : لماذا تُبين هذا للناس ، لأن الناس لا يستفيدون وما أشبه ذلك . وهذا حرام ولا يجوز لأحد أن يقول هذا الكلام لأن هذا هو التخذيل عن الحق والعلماء إذا بينوا الحق لو لم يكن من ذلك إلا أن الناس يعرفون أنهم على باطل سواء انتفع أم لم ينتفع هذا أعظم منفعة . لأن العلماء إذا سكتوا عما كان عليه الناس من مخالفة الحق ظن الناس أن هذا صواب وأنه الحق فيستمرون عليه ويستمرئونه ولكنهم إذا رأوا الإنكار عرفوا أنهم ليسوا على حق ولولم يكن من ذلك إلا هذه الفائدة لكان كافيا ، فلا تستهن ببيان الحق أبدا .
المرجع / فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
المجلد الخامس / صفحة رقم 239
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال : يقول البعض : إن توضيح منهج السلف الصالح سبّب الإنتكاسة في صفوف الشباب وتنافي الحكمة التي تجمع للإستقامة وتقرب للهداية ، فما حكم هذه المقولة بارك الله فيكم ؟
الجواب : قد تقدم ما يدين هذا القول في الإجابة عن الأسئلة التي سلفت وأن السكوت كتمان للحق (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) [ البقرة : 159 ] .
فليهنأ هؤلاء بمثل هذه اللعنات ـ نعوذ بالله من ذلك ـ يسمون كتمانهم حكمة ، ويسمون حماية البدع بالحكمة ، كيف يعرف الناس الحق وأنت ساكت ؟ الفتنة والفرقة إنما جاء بها أهل البدع والأهواء ، والدعوة إلى الله وإلى كتاب الله والتمسك بالكتاب والسنة هي دعوة للأمة كلها ، الفتن والإفتراق والخلافات التي جاءت كلها عن طريق أهل الباطل وأهل الفتن ، وهم ما يفترون ، وهم ينشرون باطلهم في صحفهم في مجلاتهم في أشرطتهم ويريدون من أهل الحق أن يسكتوا .
صوت الحق هو الذي يجب أن يسكت عندهم ، وصوت الباطل له أن يعلو ويشاع في الأرض ! هل هم سكتوا ؟! أهل الباطل ، ما يسكتون ولا يفترون ولا يهدءون ، ولهم خطط ينفذونها جهنمية ، ثم هم يطلبون من أهل الحق أن يسكتوا (( ودّوا لو تدهن فيدهنون )) [ القلم : 9 ] .
قال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه وسلم : (( ولا تطع كلّ حلاّف مهين ـ همّاز مشآء بنميم ـ منّاع للخير معتد أثيم ـ عتلّ بعد ذلك زنيم ـ أن كان ذا مال وبنين ـ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) [ القلم : 10 ـ 15 ] .
يجيء للمنهج السلفي يقول لك : هذا يفرّق ! هذا يمزّق ! الذي فرّق ومزّق الأمة هي الأهواء والضلالات التي يتحمس لنشرها أهل الباطل ، الآن في الانترنت مواقع للباطل ، في الصحف في المجلات في المدارس في كل مكان ينشرون باطلهم ، والشيء الذي يصعب عليهم أن يسمعوه هو صوت الحق .
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 211 ]
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال: اتخذ البعض السكوت عن أخطاء الجماعات الإسلامية والحزبية منهجا له وأن هذه هي الحكمة وأصبح هذا منهجا له أتباع يسيرون عليه ما حكم هذا المنهج الجديد اليوم؟
الجواب : أخشى أن يكون هناك مبالغة في هذا السؤال، أنا لا أعتقد عالما يرى هذا المنهج، خاصة العالم السلفي، فأخشى أن يكون في هذا السؤال مبالغة، فعلى فرض وقوعه ووجوده فإن هذا خطأ، ويجب على من يقول هذا الكلام، وينظر هذا التنظير ويؤصل هذا التأصيل يجب أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، فإن الله ميّز هذه الأمة وفضلها على سائر الأمم بعدم السكوت بل بالتصريح والتوضيح والجهاد وعلى رأسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))، وقد لعن الله بني إسرائيل لاتخاذهم مثل هذا المنهج السكوتي المقر للباطل المغلف بالحكمة، قال: ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))، والرسول يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك مثقال ذرة من إيمان"، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام، لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تحرز الأمة هذه المصلحة العظيمة الخيرية والتقدم على سائر الأمم إلا إذا قاموا به، فإن هم قصروا استحقوا سخط الله بل لعنته كما لعن بني إسرائيل، فإذا كان بنو إسرائيل استحقوا اللعنات لأنهم لم يأمروا بالمعروف فنحن أولى - والعياذ بالله- لأن ديننا أعظم من دينهم، فإذا قصرنا في هذا الدين وتركناه يعبث به أهل الأهواء والضلال وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حكمة، فإننا نستوجب سخط الله تبارك وتعالى، ونعوذ بالله من سخطه، ونسأل الله - إن كان لهذا الصنف وجود- أن يهديهم وأن يبصرهم بطريق الحق وأن يبصرهم بعيبهم العظيم الذي وقعوا فيه، فيخرجوا منه إلى دائرة الدعاة إلى الله بحق، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، الصادعين به ((فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين))، كذلك اصدع بما تؤمر وأعرض عن المبتدعين الضالين.
[شريط بعنوان: الموقف الصحيح من أهل البدع]
جواب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال: هل يسعنا نحن طلاب العلم السكوت عن المبتدعة، ونربي الطلاب والشباب على منهج السلف دون المبتدعة بأسمائهم؟
الجواب: اجة، فإذا تصدّى فلان للزّعامة وقيادة الأمة والشباب ويجرهم إلى الباطل، يذكر باسمه، إذا دعت الحاجة إلى ذكر اسمه فلابدّ من ذكر اسمه.
وبالمناسبة أحد السّلفيين في مصر كان يدرّس، وهكذا عمومات وعمومات فما يفهمون، ثم بدأ يصرّح بالجماعات وبالأشخاص قالوا: ليش يا شيخ ما علمتنا من الأول؟ أنا كنت أعطيكم كثير من الدروس وأقول لكم كذا وأقول لكم كذا، قالوا: والله ما فهمنا.
درسنا كتاب الفرق والمذاهب وحفظناه حفظا، وما ذكروا الفرق المعاصرة، التبليغ والإخوان وغيرهم ما ذكرهم العلماء، فما نراهم مبتدعة حتى اطّلعنا على حالهم ودرسناهم فرأينا ضرورة ذكرهم.
فالحمد لله يعني المشايخ الذين كانوا يتحاشون ذكرهم صاروا يُصرّحون بأسمائهم، ولله الحمد، وهذا واجب، يعني إذا كان ما فيه خطر لا بأس لا داعي لذكر الأسماء، إذا كان فيه خطر وهم يجرون الشباب في أوساطهم، يأخذون بأزمتهم بل يحاربون بهم أهل السنة فيجب ذكر أسمائهم، يذكر أسماؤهم ولا كرامة لهم.
قالوا: إلى الجحيم يا ابن عثيمين خالدا مخلّدا فيها أبدا أنت وأتباعك، هذه نظرتهم إلى العلماء يعتبرونهم كفارا، هؤلاء خوارج يعني في غاية الغلظة، نسأل الله العافية.
[شرح أصول السنة]
وقال الشيخ عبد العزيز باز رحمه الله :
" فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل فإن هذا غلط عظيم ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة . فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ويدعوا إليه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة ".اهـ
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 6 / 53)
السكوت عن خطأ المخطئين مشابهة لأهل الكتاب
- لابن باز رحمه الله -
قال العـلامـة ابن بـــاز -رحمه الله -:
" و لو سكت أهل الحق عن بيانه:
لاستمر المخطئون على أخطائهم،
و قلدهم غيرهم في ذلك ،
و باء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه
" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيَّنَّاه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاَّعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم".
وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه،
وذمهم على نبذه وراء ظهورهم، وحذرنا من اتباعهم.
فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطـاء من خالف الكتاب والسنة شَـابَهُوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين".
(مجموع فتاويه 3/ 72).
- إنتهى بإذن الله -
جمع إبنكم أبو إكرام وليد فتحون
الخميس : 18 رجب 1436