الجليس الصالح والتحذير من جلساء السوء
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد :
فإن المرء لا غنى له عن مصاحبة الآخرين ولا بد للمرء من المخالطة و المؤانسة بغيره من بني البشر؛ ولذلك بين النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته ، آداب الصحبة وحسن المعاشرة بين الناس، وأرشدنا النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى مصاحبة ومجالسة الأخيار من الناس، قال عليه الصلاة والسلام : « لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِىٌّ » أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني .
المرء على دين خليله كما قال عليه الصلاة والسلام : «المرءُ على دِين خليله ، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ».أخرجه أبو داود ، والترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام : « الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» رواه أحمد ومسلم وأبو داود .
وقال عليه الصلاة والسلام :«مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُالْمِسْكِ : إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً » .( يُحْذِيكَ ) : يُعْطِيكَ . أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري .
ولنا في هذا الحديث عبرة بل عبر وعظات،فإنه من أنفس الأحاديث التي بين فيها النبي - عليه الصلاة والسلام - الآثار المترتبة على مجالسة الآخرين.
قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -(14/349) :
يعني الجليس الصالح ما شاء الله له ثلاث حالات كلها خير :فإما أن يحذيك ويقدم لك هدية تفضل طيبك ؛ يقدم لك عُلبة من الطيب ، وإماأن تبتاع منه أي : تشتري منه ؛ استفدت منه وهذا خير لم تشتر خمرًا ولا شيئًا محرمًا ، بل اشتريت شيئًا طيبًا يحبه الله – عز وجل – مطلوبا منك في الصلاة ، ومطلوبا منك عند دخول المساجد فهذا استفدت منه ، وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا وهذاخير.
وجليس السوء كنافخ الكير ،إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة ، يمكن أن يصيبك بسرطان أو مرض أو أي شيء والعياذ بالله .فجليس السوء لا بد أن ينالك منه سوء وشر(( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) اهـ.
قال أبو حاتم البُستي-رحمه الله - : ( روضة العقلاء ) العاقل يلزم صحبة الأخيار ويفارق صحبة الأشرار ، لأن مودة الأخيار سريع اتصالها بطيء انقطاعها ومودة الأشرارسريع انقطاعها بطيء اتصالها وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب لئلا يكون مريبا فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشر.
قال النووي – رحمه الله - : ((وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع ومن يغتاب الناس ويكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة)) شرح النووي .
قال الشيخ ربيع – حفظه الله تعالى (14/34 :فعليكم يا أيها الإخوة بمجالسة الصالحين وأهل التقوى والورع والزهد واحترام السُّنَّة ، هؤلاء هم الجلساء الصالحون ، وإياكم ومجالسة أهل البدع والأهواء فإن لهم شُبهًا ، ربما أحدهم يستدرجك ويقول لك ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ماشاء الله نادرا جدًا، أو لتعرف ما عندهم ، هذه الطريقة ليست من الإسلام ، الإسلام يرفضها .وأنصح هذا بألا يخالطهم بأي حجة من الحجج ؛ لأنهم قد نشروا شرهم وانتشر وعُرف ووصل إلى درجة التفجير والتدمير والتخريب ، وقد كتبنا في سيد قطب[1] وكتبنا في الإخوان وكتبوا هم أنفسهم في وبينوا هذا في كتبهم من حيث لا يدرون فقد كفيت يا أخي ، اللهم إلا إذا كان هناك عالمٌ سلفيٌّ يتصدى لدعوة من يرجو منه قبول الحق فله ، بل عليه أن يدعوه ويُبين له الحق .
أما السلفي الضعيف علمًا وشخصيةً فعليه أن يبتعد عنهم حفاظًا على ما عنده من الحق ، والسلامة لا يعدلها شيء.
وقال أيضًا – حفظه الله تعالى – (14/301):
أما بعد :
فإن المرء لا غنى له عن مصاحبة الآخرين ولا بد للمرء من المخالطة و المؤانسة بغيره من بني البشر؛ ولذلك بين النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته ، آداب الصحبة وحسن المعاشرة بين الناس، وأرشدنا النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى مصاحبة ومجالسة الأخيار من الناس، قال عليه الصلاة والسلام : « لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِىٌّ » أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني .
المرء على دين خليله كما قال عليه الصلاة والسلام : «المرءُ على دِين خليله ، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ».أخرجه أبو داود ، والترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام : « الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» رواه أحمد ومسلم وأبو داود .
وقال عليه الصلاة والسلام :«مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُالْمِسْكِ : إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً » .( يُحْذِيكَ ) : يُعْطِيكَ . أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري .
ولنا في هذا الحديث عبرة بل عبر وعظات،فإنه من أنفس الأحاديث التي بين فيها النبي - عليه الصلاة والسلام - الآثار المترتبة على مجالسة الآخرين.
قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -(14/349) :
يعني الجليس الصالح ما شاء الله له ثلاث حالات كلها خير :فإما أن يحذيك ويقدم لك هدية تفضل طيبك ؛ يقدم لك عُلبة من الطيب ، وإماأن تبتاع منه أي : تشتري منه ؛ استفدت منه وهذا خير لم تشتر خمرًا ولا شيئًا محرمًا ، بل اشتريت شيئًا طيبًا يحبه الله – عز وجل – مطلوبا منك في الصلاة ، ومطلوبا منك عند دخول المساجد فهذا استفدت منه ، وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا وهذاخير.
وجليس السوء كنافخ الكير ،إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة ، يمكن أن يصيبك بسرطان أو مرض أو أي شيء والعياذ بالله .فجليس السوء لا بد أن ينالك منه سوء وشر(( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) اهـ.
قال أبو حاتم البُستي-رحمه الله - : ( روضة العقلاء ) العاقل يلزم صحبة الأخيار ويفارق صحبة الأشرار ، لأن مودة الأخيار سريع اتصالها بطيء انقطاعها ومودة الأشرارسريع انقطاعها بطيء اتصالها وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب لئلا يكون مريبا فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشر.
قال النووي – رحمه الله - : ((وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع ومن يغتاب الناس ويكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة)) شرح النووي .
قال الشيخ ربيع – حفظه الله تعالى (14/34 :فعليكم يا أيها الإخوة بمجالسة الصالحين وأهل التقوى والورع والزهد واحترام السُّنَّة ، هؤلاء هم الجلساء الصالحون ، وإياكم ومجالسة أهل البدع والأهواء فإن لهم شُبهًا ، ربما أحدهم يستدرجك ويقول لك ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ماشاء الله نادرا جدًا، أو لتعرف ما عندهم ، هذه الطريقة ليست من الإسلام ، الإسلام يرفضها .وأنصح هذا بألا يخالطهم بأي حجة من الحجج ؛ لأنهم قد نشروا شرهم وانتشر وعُرف ووصل إلى درجة التفجير والتدمير والتخريب ، وقد كتبنا في سيد قطب[1] وكتبنا في الإخوان وكتبوا هم أنفسهم في وبينوا هذا في كتبهم من حيث لا يدرون فقد كفيت يا أخي ، اللهم إلا إذا كان هناك عالمٌ سلفيٌّ يتصدى لدعوة من يرجو منه قبول الحق فله ، بل عليه أن يدعوه ويُبين له الحق .
أما السلفي الضعيف علمًا وشخصيةً فعليه أن يبتعد عنهم حفاظًا على ما عنده من الحق ، والسلامة لا يعدلها شيء.
وقال أيضًا – حفظه الله تعالى – (14/301):
فالشاب عليه الحذرَ من مخالطة أهل البدع ،فلا يطلب العلم منهم ولا يطلب عليهم ، فو الله لأن يبقى جاهلاً سليم العقل والفطرة والقلب خير له من أن يتعلم من صاحب الهوى ، فَتَفْسد عقيدتهويفسد منهجه كما رأينا بأم أعيننا[2].وعرفنا هذا من كثير من المنتسبين للمنهج السلفي حينما عاشروا الأحزاب الضالة وأهل الطوائف الباطلة ، ضلوا وتاهوا ، وأصبحوا من أشد الناس حربًا على أهل السُّنَّة والحق [3]، والله جربنا هذا ووجدنا الكثير ، و(( والسعيد من وعظ بغيره ))[4].وعليك أن تعض بالنواجذ على هذه النصائح النبوية والتوجيهات الربانية ، واقرأ كتب السلف، وافهم مواقفهم ، واعرف أن أئمتهم كانوا يفرون من أهل البدع ، فكيف بك أنت أيها المسكين ، فلا تضح بعقيدتك ، ولا تغامر بها ، ولا بما أعطاك الله من الخير .يبقى هناك العالم الذي آنس من نفسه رشدًا وثباتا وأنه لا يؤثر فيه توجيه أهل البدع ، فيوجههم ويدعوهم ، لا يأخذ منهم ولا يجاملهم ، فإذا لقي أحدًا منهم نصحه ، وإذا لقي جماعة منهم بين لهم الحق ، ودعاهم إليه ، وحذرهم مما هم فيه من الضلال ، وحاول تخليصهم من الضلال والفتن .فهذا له ذلك شريطة أن يبين كما ذكرنا ، لا مجاملة ولا مداهنة ، وإنما بيان ونصح ، وما سوى ذلك فغش وتعريض للنفس إلى الانحراف والنكوص [5]إلى الوراء. اهـ
هذا هو منهج السلف الصالح الحق في معاملة أهل البدع والأهواءفينبغي على طالب العلم الحذر من مخالطة أهل البدع وإياك ثم إياك من الجلوس معهم أو الركون إليهم فهم مثل الحيات والعقارب .
كما قال الإمام البربهاري – رحمه الله تعالى - : (( مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون ))طبقات الحنابلة( 2/44 ).
وبكل أسف كثير من طلاب العلم السلفي يسمع مثل هذه الآثار السديدة ويعرف موقف السلف من أهل البدع والأهواء ثم تراه يمشي مع أهل البدع والضلال وتراه يصادق أهل البدع سواء أكان ذلك في حياته العامة أو في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوكوتويتر وغيرهما من وسائل التواصل .تراه يُسجل حسابا باسم فلان ابن فلان السلفي الأثري ...الخ ثم تجد في قائمة أصدقائه جميع الأصناف من كل الملل والنحل بكل أسف .ولا يبالي بصداقة أهل البدع والأهواء بحجة نصحهم أو البيان لهم وهذا والله من المغامرة بأغلى ما يملك الإنسان ألا وهو الدين، والزج بنفسه في مستنقع عفن .فيا أخي اتقِ الله في نفسك ولا تغامر بدينك . أئمة أهل الحديث والسُّنَّة كلهم يحذرون من مخالطة ومعاشرة ومجالسة ومصادقة أهل البدع والأهواء ويأتي هذا المسكين ويقول أنا قوي في المنهج أنا عندي حجة أنا عندي علم وكم رأينا وسمعنا عن هذا الصنف المغرور الشيءَ الكثيرَ وكانت النهاية لهم مؤسفةً جدًا لأنهم وقعوا في أحضان أهل البدع والأهواء .
قال سُفْيَانُ الثَّوريُّ – رحمه الله : مَنْ جَالَسَ صَاحِبَ بِدْعةٍ لَمْ يَسْلَمْ من إحدى ثلاث: إمَّا أنْ يَكُونَ فِتْنَةً لغيره[6]، وإمَّا أنْ يَقَعَ في قلبهِ شَيءٌ فَيَزِلَّ به فيُدخِلَهُ الله النّارَ، وإمّا أنْ يقولَ: والله ما أُبَالي ما تَكَلَّمُوا وإِنِّي واثقٌ بنفسي، فَمَنْ أَمِنَ الله على دينهِ طرفةَ عَيْنٍ سَلَبَهُ إيّاه.أخرجه ابن وضاح في ( النهي عن البدع).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب) (الإبانة (2/43).وقال مصعب بن سعد:(لا تجالس مفتوناً، فإنه لن يُخطِئك منه إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتابعه، أو يؤذيك قبل أن تفارقه). ( الإبانة (2/45).
وقال أبي قِلابة:( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين). (الشريعة للآجري،ص:67 ط: مؤسسة الريان)
وقد أبان الإمام الصابوني مذهب السلف في ذلك ملخصًا فقال: (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم ولايصحبونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت بالقلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت..) عقيدة أصحاب الحديث (ص 100) .
هذا ما قد أردت بيانه في هذه الكلمة والتي أسأل الله تعالى أن يكتب لنا فيها الأجر والثواب وأن ينفع بها كل من سمعها أو قرأها والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
هذا هو منهج السلف الصالح الحق في معاملة أهل البدع والأهواءفينبغي على طالب العلم الحذر من مخالطة أهل البدع وإياك ثم إياك من الجلوس معهم أو الركون إليهم فهم مثل الحيات والعقارب .
كما قال الإمام البربهاري – رحمه الله تعالى - : (( مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون ))طبقات الحنابلة( 2/44 ).
وبكل أسف كثير من طلاب العلم السلفي يسمع مثل هذه الآثار السديدة ويعرف موقف السلف من أهل البدع والأهواء ثم تراه يمشي مع أهل البدع والضلال وتراه يصادق أهل البدع سواء أكان ذلك في حياته العامة أو في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوكوتويتر وغيرهما من وسائل التواصل .تراه يُسجل حسابا باسم فلان ابن فلان السلفي الأثري ...الخ ثم تجد في قائمة أصدقائه جميع الأصناف من كل الملل والنحل بكل أسف .ولا يبالي بصداقة أهل البدع والأهواء بحجة نصحهم أو البيان لهم وهذا والله من المغامرة بأغلى ما يملك الإنسان ألا وهو الدين، والزج بنفسه في مستنقع عفن .فيا أخي اتقِ الله في نفسك ولا تغامر بدينك . أئمة أهل الحديث والسُّنَّة كلهم يحذرون من مخالطة ومعاشرة ومجالسة ومصادقة أهل البدع والأهواء ويأتي هذا المسكين ويقول أنا قوي في المنهج أنا عندي حجة أنا عندي علم وكم رأينا وسمعنا عن هذا الصنف المغرور الشيءَ الكثيرَ وكانت النهاية لهم مؤسفةً جدًا لأنهم وقعوا في أحضان أهل البدع والأهواء .
قال سُفْيَانُ الثَّوريُّ – رحمه الله : مَنْ جَالَسَ صَاحِبَ بِدْعةٍ لَمْ يَسْلَمْ من إحدى ثلاث: إمَّا أنْ يَكُونَ فِتْنَةً لغيره[6]، وإمَّا أنْ يَقَعَ في قلبهِ شَيءٌ فَيَزِلَّ به فيُدخِلَهُ الله النّارَ، وإمّا أنْ يقولَ: والله ما أُبَالي ما تَكَلَّمُوا وإِنِّي واثقٌ بنفسي، فَمَنْ أَمِنَ الله على دينهِ طرفةَ عَيْنٍ سَلَبَهُ إيّاه.أخرجه ابن وضاح في ( النهي عن البدع).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب) (الإبانة (2/43).وقال مصعب بن سعد:(لا تجالس مفتوناً، فإنه لن يُخطِئك منه إحدى اثنتين: إما أن يفتنك فتتابعه، أو يؤذيك قبل أن تفارقه). ( الإبانة (2/45).
وقال أبي قِلابة:( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين). (الشريعة للآجري،ص:67 ط: مؤسسة الريان)
وقد أبان الإمام الصابوني مذهب السلف في ذلك ملخصًا فقال: (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم ولايصحبونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت بالقلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت..) عقيدة أصحاب الحديث (ص 100) .
هذا ما قد أردت بيانه في هذه الكلمة والتي أسأل الله تعالى أن يكتب لنا فيها الأجر والثواب وأن ينفع بها كل من سمعها أو قرأها والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
كتبه / طارق بن أحمد طليب
أبو أنس الفلسطيني
5/رجب /1436ه
أبو أنس الفلسطيني
5/رجب /1436ه
[1]- الشيخ ربيع – حفظه الله – له جهود عظيمة وجهاد طويل في الرد على أهل البدع والأهواء وهو أول من هدم هذا الصنم عند الحزبيين وهو سيد قطب هذا الرجل الذي بلغ من الشهرة والتقديس عند أتباعه وأنصاره وكأنه شيخ الإسلام حتى وصل الغلو بالقوم إلى كتابة بعض الكتب والرسائل ويحشرون سيد قطب مع شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ! وهذا والله من الخيانة والمكر والغش والتلاعب بدين الله – عز وجل - .فسيد قطب الذي حوت كتبه البدع والضلالات الكبرى نساويه بشيخ الإسلام وغيره من أئمة أهل الحديث والأثر فيا لله العجب !! وقد قيد الله – عز وجل – من أهل العلم من كشف عواره وفند أباطيله بالحجة والبرهان ومن هؤلاء الأعلام حامل لواء الجرح والتعديل شيخنا العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى – وسدد على درب الحق خطاه فقد رد عليه في كتب عديدة منها ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم ، ومطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله ، ونظرات في كتاب التصوير الفتي في القرآن الكريم ) وهذا الرجل قد أتى بطامات وبليا لا أول لها من أخر منها وصفه آيات الله - عز وجل بالموسيقى كما طعت في نبى الله موسى - عليه السلام - وأصحاب نبيننا رضوان الله عليهم أجمعين .
[2]-وهذا بكل أسف حال الكثير ممن لا يلزم منهج السلف الصالح في هجر أهل البدع والأهواء فيذهب ويتعلم عندهم وأهل البدع في السابق كانت لهم حلقات في المساجد أما اليوم فلهم مدارس ومعاهد وجامعات خاصة ومع ذلك يذهب البعض للدراسة عندهم بحجة أني قوي في المنهج وقوي في العلم ويستطيع رد شبهات القوم وهو غير صادق في دعواه إذ لو كان كذلك لترك الدراسة عندهم وحذرمنهم
[3]- ومن أمثال هؤلاء على الحلبي ، والمغرواي ، وعدنان عرعور ، وأبو عاصم الغامدي ، ويحيى الحجوري ، ومحمد الإمام ، وفالح الحربي ، وعبد الحميد الجهني ، وإبراهيم الرحيلي .على الحلبي كان يشار له بالبنان بأنه من طلاب الشيخ الألباني – رحمه الله – ولكن لما خالط أهل البدع والأهواء أصبح يدافع عنهم بل يؤصل القواعد والأصول الفاسدة في الدفاع عنهم وهذا هو حال كل من يخالط أهل البدع والأهواء .
[4]- أثر صحيح موقوف عن ابن مسعود –رضي الله عنه أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2645).
[6]- وأنتم تعرفون أو سمعتم بقصة الإمام الدراقطني– رحمه الله – عندما قبل رأس الباقلاني كان هذا فتنة وسبب في انتشار العقيدة الأشعرية في بلاد المغرب إلى يومنا هذا .