بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
منارات من أقوال الشيخ العلامة
محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
قال حفظه الله :
عُلماء الشرع، عُلماء السُّنة، عُلماءُ الأثر، عُلماء الآثارِ والأحاديثِ والأخبار هُم وُرَّاث رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- إذا ذُكِرَ العُلماء فهُم عُلماء الشريعة وفي مُقَدِّمتهم عُلماء الحديث والأثر فهم الذين حَفِظ الله بهم الكِتاب، فَفَسَّروهُ كما بَيَّنهُ وفسرّهُ رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وتَطّلبوا في ذلك الأسانيد حتى يعرفوا الصحيح وغير الصحيح، فما صَحَّ فَسَّروا بهِ وما لم يصحّ لم يُفسروا بهِ، وهكذا تَطّلبوا أسانيد حديث رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فجمعوا سُنته ورتبّوها وبوّبها على اختلاف أنواع الترتيب الذي مشوا عليه إما على الجوامِع، وإما على المُصنَّفاتِ، وإما على المعاجِمِ، وإما على الموطّئات، وإما على المسانيد، وإما على السُّنن، إلى غيرِ ذلك تتبّعوا سُننهُ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - عرفوا عالِيَها من نازِلها، عرفوا صحيحها من حَسَنِها من ضعيفها، ذبُّوا عنهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ذبّوا عنهُ وضع الوضَّاعين وكذِبَ الكذّابين، ذبُّوا عن سنته وعن شريعته، ذبّوا عن عقيدتهِ التي جاءَ بها- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فوقفوا موقف الحازِم في وجوه أهل الأهواء والبدع حينما ذَرَّت البِدعُ بقرونها، فوقفوا في وجه الخوارِج ووقفوا في وجه القَدريّة، كما وقفوا في وجه المُرجئة ووقفوا في وجه الجبريّة، كما وقفوا في وجه المُعتزِلَة والجهميّة، ووقفوا في وجه الأشاعِرَة والماتُريدية، كما وقفوا في وجه الصوفيّة الشاطحة بجميعِ طُرقها وطرائِقها المختلفة المتنوعة، ووقفوا في وجوه أهل الرأي، كما وقفوا في وجوه الزنادقة والملاحِدة، فمنهم كل عالِمٍ ونبيه وكُلُ مُفسِّرٍ وفقيه، فللهِ درّهُم وعلى اللهِ شُكرُهُم، ما أعظمَ أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.
منقول من لقاء بعنوان :
اللقاء السادس والثلاثون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأربعاء 13 جمادى الأولى عام 1436هـ
ميراث الأنبياء
............................................
وقال أيضا حفظه الله :
فالمرء إنما يَنْبُلُ بثباتهِ على السُّنّة واتِّباعه لها، ويَصْغُر بمُخالفته له ومحاربته لأهلها، والأصاغِر هُم أهلُ الأهواءِ والبِدع وإن كانوا أبناء سبعين، والكبار هم أهل السُّنّة الثّابتون عليها، وإن كانوا أبناء عشرين، فالعِبرة بالدِّين لا بالسنِّ والتقدّم، وإلا لأوجب ذلك أن تُسَوِّيَ بين الصالح والطالح، والخبيث والصالح لا يستويان، فنقول: الباطِل يُرَدُّ على صاحبه والمُبْطِلُ يُرَدُّ عليه، بل من عاند يُخْشَنُ لهُ في العِبارة، بَلْ ولو كان شيخًا له وخالَف السُّنّة ونَصَرَ البِدعة فإنه يجب على طلبة العلم أن يُظهِروا له الخشونة في اللفظ، والذين يَتمسَّحون بأقوال مشايِخِنا - مشايخ الإسلام في هذا الزَّمان- إمَّا أنهم لم يعرفوا هؤلاء حَقَّ المعرفة، أو لم يطَّلعوا على مقالاتهم، ومنهم من هو قاصرٌ لا يستطيع الوقوف بنفسه، لابُدَّ وأن يُقْرَأ عليه للعوارِض التي تَعْرِضُ فتمنعه من القراءة، فَرُبما قَصَّر ولم يطّلع على هذا، والذي يقرأُ له أو عليه لِقلَّةِ عِلمِه، لا يَقرأُ عَليهِ مِثل ذلك إن كان مُنحرفًا، وإن كان جاهلًا فكيف له أن يطّلع على هذا؟! وقد سُئل عن هذا شيخُنا شيخ الإسلام في هذا الزمان الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله تعالى- ومسطورٌ في فتاويه، وأخبر بوجوب إنكار الطلبة على المُدّرس والإخشان له إذا كان عنده من هذا الذي ذكرت، ويُظهر له الإنكار والخشونة في الكلام والهجر لعلَّه يعود.
هذا مع المُدَرِّس، اليوم يقولك إذا مدرسك أحسن إليك حتى إن كان على بدعة استقبله! هذا باطل! إذا زاغ هو أين ذهبنا بأوثّق عُرى الإيمان-الحبّ في الله والبغض في الله-؟ أين؟! الأوزاعي - رحمه الله-يَأتيه ثور بن يزيد الحِمْصي فيمدُّ إليهِ يدّه يُسَلّم، فيقول: (لا يَا ثَور، هُوَ الدّين، لَوْ كاَنَتْ الدّنَيا لَسَلَّمْنا عَليَك) لَو كَان الخِلاف في الدُنيا الأمر سَهل، هذا الذي يُقال فيه له سابقة، هب له هفوه وخطأه، أما الهفوة في الدين لا.
وما بالنا اليوم نقول لمن يدعو إلى هذا بأنهم غلاة ومُتَشَدِّدون؟!
إذًا لم لا يقال عنكم أنتم أنكم مُمَيِّعون، وللسُنّة وطريقة أهلها مُضَيِّعون؟! أتريدون أن تُضَيِّعوا غَيْركُم؟! مَعَاذَ الله.
منقول من لقاء بعنوان :
اللقاء الأربعون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأربعاء 19 جمادى الثانية عام 1436هـ
ميراث الأنبياء
.............................................
وقال أيضا حفظه الله.
فإنَّه إذا انتشر الباطِلُ، أو انتشرت الأهواء المُظِلَّة، أو جاء القولُ المُهَوِّنُ من الباطل، أو المُنْتَصِر لأهله، أو المُدافع عنهم، أو المُحَسِّنِ لحالهم، أو المُعْتَذِرِ لهم، فإنَّه يجب أن يُرَدُّ على ذلك، نصيحةً للأُمَّة وإظهارًا للحقِّ، وإشفاقًا على الخَلْقِ من أن يَضِلّوا، وخاصَّةً إذا كان ممن يُنْظَرُ إليه بمَنْظَرِ الإقتداء، محسوب على العِلْم أو على أهل العلم ونحوِ ذلك، فإنّه إذا وقع في الباطلِ وأظْهَرَهُ بين النَّاس وجبَ أنْ يُرَدَّ عليه نصيحةً لِلنَّاس، وإلا كُنتَ غاشًّا لِعامَّةِ المُسلمين.
فهذا من الآثارِ السَّيِئة المُتَرَتِّبة على هذه المَقولةِ، الغِشّ لعامَّة المسلمين بتركِ الباطل ينتشِرُ بينهم ولا يُحَذَّرون منه، وخصوصًا إذا اشتدَّ التِباسُه كما قلنا.
منقول من لقاء بعنوان :
للقاء الحادي والأربعون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأحد 23 جمادى الثانية عام 1436هـ
ميراث الأنبياء.
.............................................
جمعه محبكم في الله :
أبو بكر بن يوسف الشريف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
منارات من أقوال الشيخ العلامة
محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
قال حفظه الله :
عُلماء الشرع، عُلماء السُّنة، عُلماءُ الأثر، عُلماء الآثارِ والأحاديثِ والأخبار هُم وُرَّاث رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- إذا ذُكِرَ العُلماء فهُم عُلماء الشريعة وفي مُقَدِّمتهم عُلماء الحديث والأثر فهم الذين حَفِظ الله بهم الكِتاب، فَفَسَّروهُ كما بَيَّنهُ وفسرّهُ رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وتَطّلبوا في ذلك الأسانيد حتى يعرفوا الصحيح وغير الصحيح، فما صَحَّ فَسَّروا بهِ وما لم يصحّ لم يُفسروا بهِ، وهكذا تَطّلبوا أسانيد حديث رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فجمعوا سُنته ورتبّوها وبوّبها على اختلاف أنواع الترتيب الذي مشوا عليه إما على الجوامِع، وإما على المُصنَّفاتِ، وإما على المعاجِمِ، وإما على الموطّئات، وإما على المسانيد، وإما على السُّنن، إلى غيرِ ذلك تتبّعوا سُننهُ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - عرفوا عالِيَها من نازِلها، عرفوا صحيحها من حَسَنِها من ضعيفها، ذبُّوا عنهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ذبّوا عنهُ وضع الوضَّاعين وكذِبَ الكذّابين، ذبُّوا عن سنته وعن شريعته، ذبّوا عن عقيدتهِ التي جاءَ بها- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فوقفوا موقف الحازِم في وجوه أهل الأهواء والبدع حينما ذَرَّت البِدعُ بقرونها، فوقفوا في وجه الخوارِج ووقفوا في وجه القَدريّة، كما وقفوا في وجه المُرجئة ووقفوا في وجه الجبريّة، كما وقفوا في وجه المُعتزِلَة والجهميّة، ووقفوا في وجه الأشاعِرَة والماتُريدية، كما وقفوا في وجه الصوفيّة الشاطحة بجميعِ طُرقها وطرائِقها المختلفة المتنوعة، ووقفوا في وجوه أهل الرأي، كما وقفوا في وجوه الزنادقة والملاحِدة، فمنهم كل عالِمٍ ونبيه وكُلُ مُفسِّرٍ وفقيه، فللهِ درّهُم وعلى اللهِ شُكرُهُم، ما أعظمَ أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.
منقول من لقاء بعنوان :
اللقاء السادس والثلاثون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأربعاء 13 جمادى الأولى عام 1436هـ
ميراث الأنبياء
............................................
وقال أيضا حفظه الله :
فالمرء إنما يَنْبُلُ بثباتهِ على السُّنّة واتِّباعه لها، ويَصْغُر بمُخالفته له ومحاربته لأهلها، والأصاغِر هُم أهلُ الأهواءِ والبِدع وإن كانوا أبناء سبعين، والكبار هم أهل السُّنّة الثّابتون عليها، وإن كانوا أبناء عشرين، فالعِبرة بالدِّين لا بالسنِّ والتقدّم، وإلا لأوجب ذلك أن تُسَوِّيَ بين الصالح والطالح، والخبيث والصالح لا يستويان، فنقول: الباطِل يُرَدُّ على صاحبه والمُبْطِلُ يُرَدُّ عليه، بل من عاند يُخْشَنُ لهُ في العِبارة، بَلْ ولو كان شيخًا له وخالَف السُّنّة ونَصَرَ البِدعة فإنه يجب على طلبة العلم أن يُظهِروا له الخشونة في اللفظ، والذين يَتمسَّحون بأقوال مشايِخِنا - مشايخ الإسلام في هذا الزَّمان- إمَّا أنهم لم يعرفوا هؤلاء حَقَّ المعرفة، أو لم يطَّلعوا على مقالاتهم، ومنهم من هو قاصرٌ لا يستطيع الوقوف بنفسه، لابُدَّ وأن يُقْرَأ عليه للعوارِض التي تَعْرِضُ فتمنعه من القراءة، فَرُبما قَصَّر ولم يطّلع على هذا، والذي يقرأُ له أو عليه لِقلَّةِ عِلمِه، لا يَقرأُ عَليهِ مِثل ذلك إن كان مُنحرفًا، وإن كان جاهلًا فكيف له أن يطّلع على هذا؟! وقد سُئل عن هذا شيخُنا شيخ الإسلام في هذا الزمان الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله تعالى- ومسطورٌ في فتاويه، وأخبر بوجوب إنكار الطلبة على المُدّرس والإخشان له إذا كان عنده من هذا الذي ذكرت، ويُظهر له الإنكار والخشونة في الكلام والهجر لعلَّه يعود.
هذا مع المُدَرِّس، اليوم يقولك إذا مدرسك أحسن إليك حتى إن كان على بدعة استقبله! هذا باطل! إذا زاغ هو أين ذهبنا بأوثّق عُرى الإيمان-الحبّ في الله والبغض في الله-؟ أين؟! الأوزاعي - رحمه الله-يَأتيه ثور بن يزيد الحِمْصي فيمدُّ إليهِ يدّه يُسَلّم، فيقول: (لا يَا ثَور، هُوَ الدّين، لَوْ كاَنَتْ الدّنَيا لَسَلَّمْنا عَليَك) لَو كَان الخِلاف في الدُنيا الأمر سَهل، هذا الذي يُقال فيه له سابقة، هب له هفوه وخطأه، أما الهفوة في الدين لا.
وما بالنا اليوم نقول لمن يدعو إلى هذا بأنهم غلاة ومُتَشَدِّدون؟!
إذًا لم لا يقال عنكم أنتم أنكم مُمَيِّعون، وللسُنّة وطريقة أهلها مُضَيِّعون؟! أتريدون أن تُضَيِّعوا غَيْركُم؟! مَعَاذَ الله.
منقول من لقاء بعنوان :
اللقاء الأربعون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأربعاء 19 جمادى الثانية عام 1436هـ
ميراث الأنبياء
.............................................
وقال أيضا حفظه الله.
فإنَّه إذا انتشر الباطِلُ، أو انتشرت الأهواء المُظِلَّة، أو جاء القولُ المُهَوِّنُ من الباطل، أو المُنْتَصِر لأهله، أو المُدافع عنهم، أو المُحَسِّنِ لحالهم، أو المُعْتَذِرِ لهم، فإنَّه يجب أن يُرَدُّ على ذلك، نصيحةً للأُمَّة وإظهارًا للحقِّ، وإشفاقًا على الخَلْقِ من أن يَضِلّوا، وخاصَّةً إذا كان ممن يُنْظَرُ إليه بمَنْظَرِ الإقتداء، محسوب على العِلْم أو على أهل العلم ونحوِ ذلك، فإنّه إذا وقع في الباطلِ وأظْهَرَهُ بين النَّاس وجبَ أنْ يُرَدَّ عليه نصيحةً لِلنَّاس، وإلا كُنتَ غاشًّا لِعامَّةِ المُسلمين.
فهذا من الآثارِ السَّيِئة المُتَرَتِّبة على هذه المَقولةِ، الغِشّ لعامَّة المسلمين بتركِ الباطل ينتشِرُ بينهم ولا يُحَذَّرون منه، وخصوصًا إذا اشتدَّ التِباسُه كما قلنا.
منقول من لقاء بعنوان :
للقاء الحادي والأربعون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأحد 23 جمادى الثانية عام 1436هـ
ميراث الأنبياء.
.............................................
جمعه محبكم في الله :
أبو بكر بن يوسف الشريف