بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفاه، وآله وصحبه وبعد .
فهذه بعض صفات من لم عرف قدر نفسه ولم يلزمها التواضع والخمول ، و كأن حال لسانه يقول أنا أبو فلان فاعرفوني !
يقول الإمام سحنون -رحمه الله - (( كان بعض من مضى يريد أن يتكلم بالكلمة ، و لو تكلم بها لانتفع بها خلق كثير ، فيحبسها ، و لا يتكلم بها مخافة المباهاة )) (1).
قلت ومن المؤسف أنك تجد من يقول بحال لسانه فهذه فوائدي فانشروها ، ولا أشترط عليكم إلا ذكر مصدرها ، و لو كان هذا لا يعرف بأنه من طلاب العلم الخلص أصلاً، وقد صدق من قال : قد كثرت الموسوعات العلمية وتعددت ، فقل ما شئت ، ومجال النسخ لك مفتوح .
ومنهم من يقول فلولا الشبكة المعلوماتية لما عرفنا ! ، وكأن حال لسانه يقول ها أنا هنا !
قلت : ومن قال لك أنك عرفت أصلاً ؟ ، أليس من الأولى أن تسكت عن هذا الهراء .
ومنهم من يختم مقالاته العلمية (المزعومة) بتسويد اسمه وكنيته ، في سطر أو أقل من ذلك ، و لو كان ما خطه لا رائحة فيه ولا طعم .
والأمر يزداد مرارة عندما تسمع من يقول فـ (( نحن )) نرى ، ونكره ، و .. ،
ومنهم من تجده يقول في صدر ما خطه ، الذي هو جل نسخ ولصق (( تأليف العبد الفقير ..)).
ومنهم من تعجل على المشيخة ، وأرادها قبل أوانها فتجده يسمي بعض مقالاته بـ (( الدروس )) في الفقه مثلاً، ونحو هذا ! . وإذا دخلت على مقالته العلمية ، فلا تجده إلا أنه ناقل من أحد كتب الفقه ، ولم يأتي بحرف من عنده .
فإلى متى سنعرف جميعاً قدر أنفسنا ، ونترك مثل هذه الأساليب ، و العبارت الغير الاّئقة بنا ، والتي ليست لنا ، وإنما لو استعملها أحد الأفاضل من المشايخ لناسبته .
1) "أعلام النبلاء" ج-13/ص-66.
المصدر: http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=356781
تعليق