بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد ؛ فإنه مما لا شك فيه أن أهل البدع أخطر من اليهود والنصارى ومن الملاحدة كما قرر ذلك علماء الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والإمام أحمد ،وعبد الغني المقدسي ، وأبو الفضل الهمداني نقلاً عن ابن الجوزي ، ، وقرره الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه اللهفي " الذريعة شرح كتاب الشريعة للآجري " ، ولذلك فإن من السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كانوا يفرحون بموت أهل البدع ويُظهرون ذلك ، إظهاراً لنعمة الله أن خلّصهم من بدعهم وضلالهم وشرهم وآذاهم على الناس ، والآثار في ذلك معلومة ، فأردت هنا أنا أُذَكِّر القارئ بهذه الآثار لتكون له نبراساً مضيئاً ، وسراجاً منيراً ، والله الموفق .
1- سجد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لله شكراً لمقتل " المخدَّج " الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له .قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارجَ ، وذكر فيهم سنَّة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة .بخلاف ما جرى يوم " الجمل " و " صفين " ؛ فإن عليّاً لم يفرح بذلك ، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر ، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سنَّة بل ذكر أنه قاتل باجتهاده " ." مجموع الفتاوى " ( 20 / 395 ) .
2- قال الإمام الخلاَّل – رحمه الله - :قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل - : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ . " السنَّة " ( 5 / 121 ) .
3- قال الإمام ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ - :الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً ، وأظهروا الشكر لله ، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله . " البداية والنهاية " ( 12 / 338 ) .
4- عن بِشْر بْن الحارث ، أنه قَالَ : " جاء موت هَذَا الذي يقال لَهُ : المريسي ، وأنا فِي السوق فلولا أن الموضع ليس موضع سجود لسجدت شكرا الحمد لله الذي أماته هكذا قولوا .انظر : (تاريخ بغداد: 7/66) ، (لسان الميزان: 2/30.
5- وقال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته لِـ سبط ابن الجوزي: "وسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي .روى عن جده و طائفة ، و ألف كتاب "مرآة الزمان" فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات ، وما أظنه بثقة فيما ينقله ؛ بل يجنف و يجازف ؛ ثم إنه ترفض ؛ و له مؤلف في ذلك نسأل الله العافية .مات سنة أربع و خمسين و ستمائة بدمشق .قال الشيخ محي الدين السوسي : لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال : لا رحمه الله كان رافضيًّا .قلت : كان بارعاً في الوعظ و مدرساً للحنفية ." اهـ ميزان الاعتدال ( 7 / 304 ):
6- قال الخطيب البغدادي – رحمه الله – في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الحفَّاف المعروف بابن النقيب - : " كتبتُ عنه ، وكان سماعه صحيحاً ، وكان شديداً في السنَّة ، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم " ." تاريخ بغداد " ( 10 / 382 ) .] اهـ
7- ولما أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " - : فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ ... وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِفَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها ... مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِلم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ ... فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِوَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا ... قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
8- قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يعدد الفوائد من قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضوان الله عليهم أجمعين كما في زاد المعاد :" وفى سجود كعب حين سمع صوت المبشِّر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة، وهى سجودُ الشكر عند النعم المتجددة، والنقم المندفعة، وقد سجد أبو بكر الصِّدِّيق لما جاءه قتلُ مُسَيْلِمة الكذَّاب، وسجد علىُّ بن أبى طالب لما وجد ذا الثُّديَّةِ مقتولاً فى الخوارج، وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشَّره جبريلُ أنه مَن صَلَّى عليه مَرَّة صَلَّى الله عليه بها عشراً، وسجد حين شفع لأُمته، فشفعه الله فيهم ثلاث مرات، وأتاه بشير فبشَّره بظفر جند له على عدوهم ورأسه فى حَجر عائشة، فقام فخرَّ ساجداً، وقال أبو بكرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسُرُّه خرَّ للهِ ساجداً، وهى آثار صحيحة لا مطعن فيها." اهـ.
9- أخرج ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/524) .
10- قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة : " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة " .ا.هـ.
11- قال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق -يعني الصنعاني-، فجاءنا موت عبد المجيد، فقال: (الحمد لله الذي أراح أُمة محمد من عبد المجيد). (سير أعلام النبلاء: 9/435)وعبد المجيد هذا هو ابن عبدالعزيز بن أبي رواد، وكان رأساً في الإرجاء.
12- ولما جاء نعي وهب القرشي -وكان ضالاً مضلاً- لعبد الرحمن بن مهدي قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.( لسان الميزان لابن حجر: 8/402)
******************************
والاثار في ذلك كثيرة ، ولا ادعي الكمال ، فكل بني آدم معرضون للنقص والزلل والخطأ ، والله من وراء القصد .
وكتبه ونقله / أبو قصي عمر عاشور
فلسطين -غزة
23 جمادى الآخرة 1436هـ
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد ؛ فإنه مما لا شك فيه أن أهل البدع أخطر من اليهود والنصارى ومن الملاحدة كما قرر ذلك علماء الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والإمام أحمد ،وعبد الغني المقدسي ، وأبو الفضل الهمداني نقلاً عن ابن الجوزي ، ، وقرره الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه اللهفي " الذريعة شرح كتاب الشريعة للآجري " ، ولذلك فإن من السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كانوا يفرحون بموت أهل البدع ويُظهرون ذلك ، إظهاراً لنعمة الله أن خلّصهم من بدعهم وضلالهم وشرهم وآذاهم على الناس ، والآثار في ذلك معلومة ، فأردت هنا أنا أُذَكِّر القارئ بهذه الآثار لتكون له نبراساً مضيئاً ، وسراجاً منيراً ، والله الموفق .
1- سجد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لله شكراً لمقتل " المخدَّج " الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له .قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارجَ ، وذكر فيهم سنَّة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة .بخلاف ما جرى يوم " الجمل " و " صفين " ؛ فإن عليّاً لم يفرح بذلك ، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر ، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سنَّة بل ذكر أنه قاتل باجتهاده " ." مجموع الفتاوى " ( 20 / 395 ) .
2- قال الإمام الخلاَّل – رحمه الله - :قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل - : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ . " السنَّة " ( 5 / 121 ) .
3- قال الإمام ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ - :الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً ، وأظهروا الشكر لله ، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله . " البداية والنهاية " ( 12 / 338 ) .
4- عن بِشْر بْن الحارث ، أنه قَالَ : " جاء موت هَذَا الذي يقال لَهُ : المريسي ، وأنا فِي السوق فلولا أن الموضع ليس موضع سجود لسجدت شكرا الحمد لله الذي أماته هكذا قولوا .انظر : (تاريخ بغداد: 7/66) ، (لسان الميزان: 2/30.
5- وقال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته لِـ سبط ابن الجوزي: "وسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي .روى عن جده و طائفة ، و ألف كتاب "مرآة الزمان" فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات ، وما أظنه بثقة فيما ينقله ؛ بل يجنف و يجازف ؛ ثم إنه ترفض ؛ و له مؤلف في ذلك نسأل الله العافية .مات سنة أربع و خمسين و ستمائة بدمشق .قال الشيخ محي الدين السوسي : لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال : لا رحمه الله كان رافضيًّا .قلت : كان بارعاً في الوعظ و مدرساً للحنفية ." اهـ ميزان الاعتدال ( 7 / 304 ):
6- قال الخطيب البغدادي – رحمه الله – في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الحفَّاف المعروف بابن النقيب - : " كتبتُ عنه ، وكان سماعه صحيحاً ، وكان شديداً في السنَّة ، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم " ." تاريخ بغداد " ( 10 / 382 ) .] اهـ
7- ولما أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " - : فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ ... وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِفَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها ... مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِلم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ ... فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِوَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا ... قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
8- قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يعدد الفوائد من قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضوان الله عليهم أجمعين كما في زاد المعاد :" وفى سجود كعب حين سمع صوت المبشِّر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة، وهى سجودُ الشكر عند النعم المتجددة، والنقم المندفعة، وقد سجد أبو بكر الصِّدِّيق لما جاءه قتلُ مُسَيْلِمة الكذَّاب، وسجد علىُّ بن أبى طالب لما وجد ذا الثُّديَّةِ مقتولاً فى الخوارج، وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشَّره جبريلُ أنه مَن صَلَّى عليه مَرَّة صَلَّى الله عليه بها عشراً، وسجد حين شفع لأُمته، فشفعه الله فيهم ثلاث مرات، وأتاه بشير فبشَّره بظفر جند له على عدوهم ورأسه فى حَجر عائشة، فقام فخرَّ ساجداً، وقال أبو بكرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسُرُّه خرَّ للهِ ساجداً، وهى آثار صحيحة لا مطعن فيها." اهـ.
9- أخرج ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/524) .
10- قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة : " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة " .ا.هـ.
11- قال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق -يعني الصنعاني-، فجاءنا موت عبد المجيد، فقال: (الحمد لله الذي أراح أُمة محمد من عبد المجيد). (سير أعلام النبلاء: 9/435)وعبد المجيد هذا هو ابن عبدالعزيز بن أبي رواد، وكان رأساً في الإرجاء.
12- ولما جاء نعي وهب القرشي -وكان ضالاً مضلاً- لعبد الرحمن بن مهدي قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.( لسان الميزان لابن حجر: 8/402)
******************************
والاثار في ذلك كثيرة ، ولا ادعي الكمال ، فكل بني آدم معرضون للنقص والزلل والخطأ ، والله من وراء القصد .
وكتبه ونقله / أبو قصي عمر عاشور
فلسطين -غزة
23 جمادى الآخرة 1436هـ